كشف مدير متحف الدمام الإقليمي عبد الحميد الحشاش، أن المبنى الجديد الذي يتم إنشاؤه للمتحف على مساحة 3700 متر مربع، في الواجهة البحرية في كورنيش الدمام، سيكون على شكل صدفة. وقال: «إن المبنى الجديد المجهز بأفضل الإمكانات سيضم عند الانتهاء منه خلال ثلاث سنوات، سبع قاعات، إحداها لاستقبال العروض، وأخرى منوعة، للعصور الإسلامية وما قبل الإسلام، والتراثين الشعبي والوطني».
وأكد الحشاش، خلال مشاركته في ندوة بعنوان «رحلة التاريخ»، والتي أقيمت مساء أول من أمس، على هامش برنامج «رمضان أرامكو السعودية الثقافي 2011»، أن المنطقة الشرقية «تحتضن الكثير من المواقع الأثرية، بعضها ما زال بكراً لم يمس»، مشيراً إلى وجود علاقة بينها وبين بلاد الرافدين، ومع التجار الهنود، وذلك من خلال الأختام والحلي الهندية. وعزا قيام المدن والمستوطنات العريقة في المنطقة، إلى «موقعها الإستراتيجي الذي تميزت به، لتوسطها بين الحضارات القديمة، التي برزت في منطقة الهلال الخصيب ووادي الرافدين شمالاً، والهند والسند وفارس شرقاً، واليمن جنوباً، إضافة إلى إشرافها على جزء كبير من ساحل الخليج العربي، ما جعلها تلعب دوراً هاماً في الاتصالات البشرية والتجارية، بين شعوب هذه الحضارات منذ أكثر من 10 آلاف سنة».
وأشار الحشاش، إلى المسح الأثري الذي أجري على المنطقة، قبل نحو أربعة عقود، والذي كشف أن هناك «أكثر من 400 موقع أثري تعود إلى فترات مختلفة منذ العصور الحجرية، وحتى أواخر العصر الإسلامي»، مؤكداً أن هناك «عمليات مستمرة للتنقيب والاستكشاف في عموم المنطقة، خصوصاً في مدينة «ثاج»، الواقعة تحت الأرض، والتي تبعد عن الجبيل نحو 95 كيلومتراً، وعلى بعد نحو 150 كيلومتراً إلى الشمال الغربي عن الظهران. ويعتبر الموقع من أهم المواقع الأثرية في الشرقية»، مضيفاً «نحن مستمرون في العمل، وبخاصة في الترميم». بدوره، استعرض اختصاصي الآثار في المتحف حمود الهاجري، أسباب وجود حضارات تمتد إلى سبعة آلاف سنة في المنطقة، وأبرزها «وقوع بعض الأماكن والمناطق على طريق تجاري بري، وكذلك وفرة المياه، وبخاصة في واحتي القطيف والأحساء، وكذلك الخبر والدمام». وأشار إلى الحفريات في منطقة الراكة شمال الخبر، التي اعتبرها «من أفضل المواقع»، مبيناً أنه تم «اكتشاف قرية صغيرة فيها أكثر من سبع وحدات سكنية، تشمل عنصراً معمارياً له دلائل كثيرة على وجود بشر وحركة تجارية، مثل وجود مناجم التمور وغرفة تخزين الدبس، وكذلك وجود مقتنيات وزخارف، وأدوات طبية كانت تستخدم للعلاج». وأشار إلى ارتباطات قوية للمنطقة، في حضارات عدة، مثل دلمون وبلاد الرافدين والسومريين، وكذلك حضارة العبيد، وهو ما اكتشف أخيراً في مدافن الظهران.