السبت، 28 أغسطس 2010

التلفزيون الاسرائيلي يعلن عن وصول نسخة نادرة من التوراة مهربة من العراق


التلفزيون الاسرائيلي يعلن عن وصول نسخة نادرة من التوراة مهربة من العراق

ذكرت القناة السابعة من التليفزيون الإسرائيلى أنه قد وصل مؤخرا إلى مركز أحفاد يهود بابل بمدينة أور يهودا نسخة نادرة جدا من التوراة القديمة تم تهريبها إلى إسرائيل من العراق عن طريق رشى مالية.




وفقا لما أفاته وکالة أهل البیت (ع) للأنباء ـ ابناـ قالت القناة في احدى نشراتها ليوم امس إن النسخة تم كتابتها فى القرن الـ18 ولها غطاء مصنوع من الفضة الخالصة المرصعة بأنواع من الخرز والزجاج، وموجود عليه أيضا قطع من الألواح التوراتية وكذلك شمعدان له سبعة فوهات ونقش عليه صورة للهيكل.

واضافت بأن النسخة النادرة موجودة حاليا فى معرض مركز أحفاد يهود بابل وتم تهريبها من العراق بمساعدات شخصيات عراقية تم رشوتهم ليوافقوا على نقل النسخة إلى إسرائيل ..

وأشارت القناة السابعة الى إن هذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها تهريب قطع أثرية نادرة من العراق إلى إسرائيل ففى العام الماضى تم تهريب نسخة أخرى من التوراة النادرة وكذلك بعض القطع التى تعود للعهد البابلى وهى تعرض حاليا فى مركز أحفاد يهود بابل بإسرائيل .

جريدة الراي - ثقافة - «العشوائيات» تهدد أول عاصمة إسلامية في أفريقيا - - 28/08/2010

جريدة الراي - ثقافة - «العشوائيات» تهدد أول عاصمة إسلامية في أفريقيا - - 28/08/2010

الفسطاط الأثرية أوشكت على الاختفاء
«العشوائيات» تهدد أول عاصمة إسلامية في أفريقيا

العشوائيات في الفسطاط الأثرية

القاهرة - من أحمد عبدالعظيم

عندما فتح القائد «عمرو بن العاص» مصر العام 641 ميلادية فكر في إنشاء مدينة تكون بمثابة عاصمة للمسلمين، وبعد استشارة أمير المؤمنين «عمر بن الخطاب» واستبعاد مدينة الإسكندرية وقع الاختيار على موقع بالقرب من حصن «بابليون» بمصر القديمة في شمال شرق نهر النيل بما ضمن للمدينة الوليدة ازدهارها من حيث التجارة فأصبحت بمثابة الميناء للسفن التجارية، وأول ما أنشئ فيها كان المسجد الذي حمل اسم القائد العربي، وسرعان ما بدأت المنازل والأسواق تحيط به لتتسع معها مساحة المدينة.
مدينة «الفسطاط» الأثرية حاليا تعاني الإهمال بجميع أشكاله، فالمخلفات والقمامة والتعديات تزحف على أطلالها بشكل يهدد بقاءها. مدير عام آثار مصر القديمة والفسطاط محمد محجوب، أوضح أن أهمية الفسطاط تكمن في كونها أول مدينة إسلامية أنشئت بأفريقيا، وطوال تاريخها حظيت ومازالت باهتمام وعناية الآثار، مشيرا إلى الحفائر التي أجريت بها العام 1920 ونتج عنها اكتشاف قطع أثرية مهمة معروضة داخل متحف الفن الإسلامي وبقايا منازل ومصانع وأسواق أثرية.
وأقر بوجود العديد من الأخطار التي تهدد المدينة الأثرية، وتتمثل في ارتفاع منسوب المياه الجوفية بما ينذر بخطر شديد على بقايا الأطلال الأثرية، وتعديات سكان منطقة «عزبة أبوقرن» العشوائية المجاورة لها، والمخلفات التي يتم إلقاؤها على أطراف المدينة من الناحية الشمالية.
وقال لـ «الراي»: المياه الجوفية أدت لنمو الحشائش بكثافة، وقد قاومناها عدة مرات وتعود مرة أخرى وأصبحت مأوى للزواحف والحشرات وتنشب بها الحرائق من حين لآخر، كما أن الماء يؤثر على الجدران ويعيقنا عن إعداد المكان أثريا وسياحيا بالصورة اللائقة.
أما عزبة «أبوقرن» وهي منطقة عشوائية ملاصقة لأطلال مدينة الفسطاط، فإن أخطر ما فيها بعض الخارجين عن القانون الذين حولوا الأرض المتاخمة لأرض الآثار إلى مقلب لمخلفات البناء بهدف الاستيلاء على أراضي الدولة الأثرية وعادة ما يقومون بذلك في جنح الليل بعيدًا عن الأنظار.
ولفت إلى أن المجلس الأعلى للآثار في سبيل مواجهة تلك الأخطار والحفاظ على المدينة الأثرية وتطويرها، وأنه قام بتكليف أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة بإعداد مشروع متكامل لترميم وتطوير المنطقة ويتضمن دراسة شاملة للأسلوب الأمثل لتخفيض المياه الجوفية وترميم بقايا الأطلال الأثرية وإقامة سور يحيط بالمدينة لحمايتها من زحف التعديات.
أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا مستشار المجلس الأعلى للآثار الدكتور «أحمد الزيات»، أكد أن الوضع في «الفسطاط» خطير جدا، خصوصا مع وجود تعديات من سكان عزبتي «أبوقرن» و«خير الله» الملاصقتين لها.
وقال لـ «الراي»: عشوائية العزبتين خاصة أبوقرن طغت على أرض الفسطاط ما نتج عنها انتشار القمامة ومخلفات السكان، ناهيك عن مشكلة الصرف الصحي التي تعاني منها وأدت إلى ارتفاع المياه الجوفية، خصوصا أن الأماكن التي يصرف فيها الأهالي مخلفاتهم أصبحت تمثل عبئًا كبيرًا.
ولفت الزيات إلى مشروع للصرف الصحي - حسب قوله - يجري العمل به حاليا في القريتين، وتم تنفيذ 80 في المئة منه وأنه بالانتهاء منه سيساهم في درء الخطر عن الفسطاط إلى حد كبير وهناك أيضًا في الوقت نفسه، مشروع لتخفيض المياه الجوفية يتم إعداده حاليا مع مركز البحوث الأميركي.
وحول هذه المشكلة قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور «زاهي حواس» إن المياه الجوفية بالفعل هي سبب تدهور حال مدينة الفسطاط الاثرية، وأضاف: مشروع الترميم والتطوير المتكامل الذي يتم إعداده حاليا للفسطاط سيطرح على الشركات للتنفيذ فور الانتهاء من الدراسات الخاصة به، وأبرز ما فيه تخفيض منسوب المياه الجوفية، خصوصا أنه سيجعلنا قادرين على الحفاظ على المدينة واستكمال منظومة التطوير والترميم التي يقوم بها المجلس في مصر القديمة منذ العام 1997 ورمم خلالها أغلب المنشآت الأثرية هناك وأبرزها «جامع عمرو بن العاص» و«الكنيسة المعلقة».



محمد محجوب

جريدة الشرق الأوسط : المآذن والقباب تتألق في معرض رمضاني بالقاهرة

المآذن والقباب تتألق في معرض رمضاني بالقاهرة
يضم 21 لوحة تحتفي بزخارفها الإسلامية
القاهرة: محمد عجم
«المآذن والقباب والزخارف الإسلامية».. عنوان لمعرض تحتضنه ساقية الصاوي الثقافية بالقاهرة، خلال شهر رمضان المبارك، للفنان التشكيلي عادل محمد علي، يضم المعرض 21 لوحة تصوير زيتي ومائي كمحاولة لإحياء مدرسة فنون العمارة الإسلامية. يقول صاحب المعرض: «ترتكز لوحات المعرض على إبراز مآذن وقباب المساجد والزخارف الإسلامية التي تزين أبواب المنازل والمساجد كرموز للعمارة والتراث والحضارة الإسلامية، محاولا من خلالها إعادة إحياء الهوية العربية الثقافية التي تراجعت، وإعادة القيمة إلى التراث العربي بعد أن تآكلت جذوره، ففي رأيي أن الفن الإسلامي هو الأصل في الفنون، لكن، للأسف، الاهتمام بالعمارة الإسلامية يعد جانبا متواريا في الفنون عامة، وفي الفن التشكيلي خاصة، حيث تتعرض للظلم والتجاهل».
لوحات المعرض يغلب على عناصرها الفنية الطابع العربي والزخارف الإسلامية العربية، كما تحاكي بعضها لوحات كبار المستشرقين - أمثال ديفيد روبرتس ولودفيج دويتش - الذين يعتبرهم صاحب المعرض مؤسسي مدرسة فنية تهتم بالواقعية والتصوير الحي والدقة المتناهية، مضيفا: «مدرسة المستشرقين هي التي نبعت منها كل الأصول الفنية في القرن الـ19، حيث جاء فنانو الغرب، وقاموا برسم العادات والتقاليد والحارات والشوارع، فكانت الفكرة التي قامت عليها بعض لوحات المعرض هي إعادة النظر فنيا للوحات المستشرقين، لرسم أنفسنا من الزاوية ذاتها التي قاموا هم برسمنا منها، مما يُعد إحياء لهذا الدور الذي قام به المستشرقون منذ عشرات السنين».
وعلى مشارف حدود الرسم والتصوير يختلط في اللوحات الخيال بالحقيقية، خاصة في التأثر بالبيئة العربية، مثل لوحة قافلة في الصحراء، وفي الأماكن التي تعود إلى العصر الإسلامي وتتميز بالتكوين المعماري، خاصة في الأبواب والمآذن والشبابيك والقباب، ذلك الاختلاط يعكسه جانب من لوحات المعرض، إلى جانب الزخارف الهندسية والنباتية والكتابية التي تريح أعصاب العين، وتضفي نوعا من الراحة النفسية والصفاء الذهني والوجداني لمتأملها.
وبحسب الفنان عادل، يعد المعرض نبتة صغيرة تنمو في ظل شجرة كبيرة اسمها العمارة والفنون الإسلامية، لكنه مع ذلك يطمح في أن تكون هذه النبتة خطوة أولى وحافزا قويا يواصل من خلاله رغبته في استكمال إحياء التراث الإسلامي وخدمة الفنون الإسلامية.
http://aawsat.com/details.asp?section=54&article=584253&issueno=11596

دنيا | عبدالخالق حسين: الفن الإسلامي يخاطب الروح في كل زمان | جريدة الاتحاد


عبدالخالق حسين: الفن الإسلامي يخاطب الروح في كل زمان




تاريخ النشر: السبت 28 أغسطس 2010

مجدي عثمان

استطاع الفنّان التشكيلي عبد الخالق حسين استنباط القيم الجمالية في المخطوطات الإسلامية المصورة من خلال رؤية جديدة للتصميم في المعالجات الجدارية المعاصرة يمكنها أن تثري أساليب التعليم الأكاديمي إلى جانب الاستفادة من المبادئ والنظريات في إيجاد معالجات جدارية مبتكرة، وكان ذلك نتيجة بحثه لنيل درجة الدكتوراه عام 1987 تحت عنوان “معالجات جدارية معاصرة مرتبطة بالدراسة التقنية للمخطوطات الإسلامية” في نظرة جديدة إلى التراث التشكيلي لفن التصوير الإسلامي.

وقال إن الفن الإسلامي خلق توافقاً موسيقياً وهندسياً بين الإنسان والطبيعة، وهو بذلك سبق إلى ما ينشده الفن الأوروبي المعاصر اليوم، حيث توجد فيه وسيلة التعبير التي تحمل في طياتها جوانب الابتكار المتوافق مع الطبيعة والإنسان، مما يدفع المصورين إلى الانجذاب إليه.

وأضاف أن الفن الإسلامي من الفنون التي ما زالت تعيش في وجداننا، وأن دوره كفنان هو البحث عن القيمة الجمالية وليس عن تقنية الأداء، وان الفن الإسلامي يخاطب الروح والحياة في كل زمان، على عكس الفنون الغربية التي اهتمت بالجانب التعبيري المُشخص، فقد كان اهتمامه بالعلاقة اللانهائية من خلال موضوع مجرد، مما جعله أقرب فن لروح التجريد، وأيضاً أقرب الفنون التي تخاطب الإنسان لصدقه في الاتصال مع الطبيعة في عالم أشبه بالفعل الصوفي، ورغم أن الفن الإسلامي يحمل بعض الرموز أو الأشكال المحسوسة، لكن الفنان المسلم تعامل معها في المطلق من دون التقيد بالشكل الظاهري مما أوجد علاقة التجاذب بين المتلقي والقيم الجمالية والتشكيلية التي انتجها فكر الفنان وخياله.

“الخط الأندلسي”

وأكد انبهاره بالخطوط العربية غير المنقوطة الموجودة في المخطوطات الإسلامية القديمة، والتي تمثل البداية لتشكيل الحرف، في حين انه يراها نوعاً من الزخرفة أو الخط المرسوم، حيث تعامل معها على أساس أنها عمل فني وليست حروفاً كتابية، مما دفعه إلى كتابة بعض الجمل والعبارات البسيطة المقروءة في أول الأمر من الخط، حتى استطاع في أواخر السبعينيات من القرن الماضي أن يبتكر أبجدية حروفية بعيدة عن القواعد وأقرب ما تكون إلى الرسم منها إلى الحروف العربية، ومن تلك الأبجدية ظهر “الخط الأندلسي” أحد خطوط الكمبيوتر، وذلك بعد أن تم تنميقه وأخذ شكلاً هندسياً.

وعن تعامله مع البناء التشكيلي للخط العربي قال إنه يبحث في جماليات الخط عن التجريد بالمفهوم العلمي، ويجد الجديد في أشكاله، مؤكداً أن الحروف في أصولها تجريدية لكن الخطاطين الأول جعلوا منها تركيبة توفيقية تخدم وظيفة القراءة، وأنه حينما يقوم بتشكيلها في عمل فني لا يهتم بوظيفتها الأساسية وإنما بجمالياتها التي تُـمتع المتلقي من خلال ما طرحه خيال الفنان.

وقال إنه حينما رسم الزخارف الإسلامية في بداية تعلمه للرسم اكتشف علاقة تلك الزخارف بالخط العربي، بعد أن بحث في الخطوط الموجودة في العمارة الإسلامية وعلاقة الخط بالهندسة المعمارية أو هندسية الخط، حيث وجد أن ذلك فتْح جديد لتناول “موتيفة” الخط خاصة وأن تلك الفترة شهدت اهتمام عدد من الفنانين بالحروف العربية منهم يوسف سيده، ومحمود عبدالله، موضحاً أن جوهر الخط العربي وجماله في الإيقاع الذي يمتاز به عن الخطوط الأخرى، مما جعله يعتمد في أعماله الفنية على القيمة الخطية الناتجة من الإيقاع الحركي للحرف وليس معناه الصوتي.

وأضاف أن الفن لغة عالمية تخاطب الحس الإنساني من خلال القيمة الفنية، وأن اهتمامه الأول هو تقديم طرح جديد للعمل الفني من خلال تنغيم العلاقات الخطية واللونية والأشكال المجردة للحروف العربية وساعده على ذلك المحاولات التجريبية الأولى التي مزج فيها بين المناظر الطبيعية والموديل والخط.

الإيقاع المتجدد

وأكد أن مبدأ الإيقاع المتجدد هو ما يميز الفكر الإسلامي في الفن، وأن ذلك أيضاً موجود في ترتيل آيات المصحف الشريف، حيث تنشأ جماليات خاصة من خلال الإيقاع الصوتي من تتابع الآيات في سلسلة متماسكة كحبات المسبحة، وفي بعض الأحيان تتكرر نفس الآيات لكنها في لقطات مختلفة، تجعلك تحس تغيّر الآية نفسها، ومن ذلك تعامل الفنان المسلم مع عمله الفني كما لو كان يرتل أو يسبح، فيبدأ بخط ما ثم يسترسل معه حتى نهايته فيكون استرسالاً متجدداً ومحبباً يبتعد عن الايقاع المتماثل الذي يفقد القيمة ويبث الرتابة، وقد استفاد الفنان المسلم من ثراء الإيقاع المتجدد في زخرفة منتجه الفني من دون أن يعيد طباعة أي جزء من الوحدة الزخرفية، ولكنه يقلبها من اليمين إلى الشمال ومن أعلى إلى أسفل، وهو ما نجده في أعمال المراحل الأخيرة للفنان هنري ماتيس الذي اعتمد على نفس الإيقاع في اللعب بموتيفة واحدة وحركها بطريقة الفنان المسلم.

تعظيم القيمة الجمالية

أشار عبدالخالق حسين إلى تطور الفنون الإسلامية كنتاج لخبرات تراكمية حاول الفنان المسلم من خلالها تعظيم القيمة الجمالية وإعادة صياغتها برؤية متطورة، بعد أن أصبحت واقعاً مادياً توالد بفعل الاستمرار والجهد المتعمق لعمل يعشقه ويقدسه، مؤكداً أن الفن الإسلامي لا يرتبط بفترة زمنية محددة وبذلك تجده مستمراً في كل ما نتناوله من فنون تطبيقية بغرض النفع، وأن معالجة الأفكار في الفن الحديث تمثل روح الفكر الإسلامي، حيث يبحث الفنان المعاصر عن المطلقات المجردة.

جريدة الدستور || السجاد الإسلامي:روائع فنية بهرت الدنيا


السجاد الإسلامي:روائع فنية بهرت الدنيا

غازي انعيم





تعتبر صناعة السجاد الإسلامي ، الذي يحكي عظمة هذا الفن وروعته ، من أهم مميزات الفنون الجميلة الإسلامية ، حيث عبرت صناعته عن خلفية جمالية وفلسفية واضحة ، جعلت للسجاد ، في كل أقطار العالم الإسلامي ، شخصية ذات حضارة جديدة ، هي الحضارة الإسلامية ، كما جعلت له خصائص يتصف بها ، هذا الفن الذي قدّم مجموعة متنوعة من الأشكال والتصاميم الفنية المرتكزة على عناصر الزخرفة الإسلامية من نباتية وحيوانية وهندسية وكتابية ، بالإضافة إلى الآدمية ، ما جعل له فعل السحر في الاستحواذ على إعجاب الناس والحكام بالسجاد ، وجعلهم يتباهون في صناعتهم له أمام الأمم الأخرى وفي حيازتهم له.. حتى إنه اعتبر من أدوات الترف النفيسة التي لا يحلم في امتلاكها إلا الأغنياء.

هذا الفن الذي بدأت صناعته تزدهر منذ القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي) ، أقام له الخلفاء "دور الطراز" ، في الشام ومصر وبلاد الأناضول وإيران والهند والقوقاز وأرمينيا ، انتهاء بالمغرب والأندلس ، واستحدثوا وظيفة باسم "صاحب الطراز".

بالإضافة إلى ما ذكر ، فقد أولى الخلفاء والحكام الدعم والتشجيع والرعاية للفنانين ، ووفروا المواد والأدوات اللازمة لهم لصناعة السجاد الذي بدأ إنتاجه في العصر المملوكي بمصر في الربع الأخير من القرن الخامس عشر. ومن مميزاته أن له صوفاً لامعاً ، معقوداً على سداة من الحرير ، كما امتاز بوجود اللون الأحمر والأخضر الناصع واللون الأزرق ، بالإضافة إلى وجود زخارف هندسية ونباتية منثورة بدقة على الأرضية حول الجامة (الجامة شكل زخرفي نباتي أو هندسي) ، في الوسط ، وتشهد على مهارة وذوق رفيع.

أما السجاد الدمشقي فترتكز زخارفه المستوحاة من الزخرفة المملوكية على الفروع النباتية والمراوح النخلية ، وأشكال الثريات وزهور القرنفل والسوسن ، وأوراق الشجر ، وهي عناصر تحاكي الطبيعة لكن بأسلوب مرتب ومكرر بشكل يبعده عن المحاكاة المطلقة. ومن خصائصه أن زخرفاته تتراوح بين الأشكال الهندسية ومربعات الخزف ، ويحدها إطار مزخرف بأشكال وردية على الطريقة الفارسية. وقد تعددت ألوان الزخارف من الأصفر والأخضر المائل للصفرة والأزرق ، والتي حددت باللون الأبيض على أرضية حمراء مع تدرج في أطياف تلك الألوان بين القتامة والوضوح ، وقُسًّمت أرضية السجادة ـ هندسياً ـ إلى بلاطات متراصة باللون الأحمر ، تزينها زخارف نباتية ، حيث بدت كأنها لوح من القاشاني البديع.

ومع وصول الصفويين إلى الحكم في إيران 1501( ـ 1731 م) ، جندت جميع الطاقات للوصول بفن السجاد إلى قمة الكمال ، فكلف أشهر الرسامين للقيام بهذه المهمة ، وأنتجت أنواع متعددة من السجاد نذكر منها سجاد: هراة ، وأصفهان ، وكرمان ، وشيراز ، وهمذان ، ويزد ، لكن أهم أنواع السجاجيد ما أنتج في تبريز وقاشان ، وتتكون زخارفها من "صرة" أو "جامة" في الوسط ، ذات أشكال مختلفة ، وقد يمتد ، من طرفي الصرة أو الجامة العلوي والسفلي ، موضوع زخرفي ، يتكون من أزهار وفروع نباتات ، ذات ألوان حمراء وزرقاء وصفراء وألوان رمادية وبيضاء.

ويمكن إرجاع أقدم السجاجيد الصوفية إلى عهد الشاه إسماعيل ، فقد اشتهرت مدينة تبريز ، في عصره ، وعهد خليفته الشاه طهماسب ، بكونها أهم مركز لصناعة السجاجيد ، كما اشتهرت ، أيضاً ، بالسجاد المصنوع من الحرير ، ومن أشهر أنواعه ، سجادة توجد الآن في متحف "فكتوريا والبرت" بلندن.

ومع بدء القرن السابع عشر بدأت السجاجيد الإيرانية ذات الجامة الكبيرة البيضاوية والأرضية التي تزينها رسوم زخرفية نباتية وتصويرية بالتنحي أمام السجاجيد ذات الزخارف الملتفة الأغصان. هذا النوع عرف أولاً في مدينة هراة ، وقد تصدرت هذه السجاجيد الواجهة في القرن الحادي عشر والثاني عشر الهجري. ويلاحظ في هذه السجاجيد أن رسوم المراوح النخلية فيها أكبر حجماً ، وأنها تحتوي ، فضلاً عن الزخارف المعروفة ، على وريقات طويلة.

أما سجاجيد الصلاة ، فقد كانت تصنع في شمال غرب إيران ، لا سيما تبريز ، وامتازت بالآيات القرآنية المكتوبة بخط النسخ ، والخط الكوفي ، والنستعليق ، في أرضية السجادة والمناطق التي تخف فيها. ويتوسط السجادة عقد يمثل المحراب.

ويعد العصر ألصفوي عصراً ذهبياً لصناعة السجاد ، فقد زاد إنتاج السجاجيد لكثرة الطلب عليها ، وتكمن شهرة السجاد الإيراني في جماله ، وبديع ألوانه ، وتناسقه ، وحسن توزيعه ودقة زخرفته ، من جهة ، ومن جهة ثانية في العناية بنوعية صوفه.

وتكاد تركيا تلحق بإيران في شهرة سجادها ، فنرى أنواعاً منها ذات شهرة كبيرة ، مثل سجاجيد هولباين ، ذات الطيور ، وسجاد ترانسلفانيا ، وقد بلغت صناعة السجاد أوجها في أزمير في القرن العاشر الهجري ، السادس عشر الميلادي ، وأصبحت قاعدة هامة لتصدير السجاد إلى أوروبا ، فقصور المدن الإيطالية ، وكنائسها ، تحتوي ، حتى يومنا هذا ، على تحف ثمينة من السجاد التركي القديم ، وقد رسم كثير من الفنانين الإيطاليين ، والهولنديين ، لوحات فنية ، لتلك السجاجيد التركية ، ومن هؤلاء: جيوتو ، وميكودي بارتولو ، وفرانجلكو ، وهولباين ، وفان إيك ، ومملنج. وللسجاد التركي ميزات وسمات خاصة ، حيث تغلب عليه النقشة الزهرية ذات الخطوط المستقيمة والمرتفعة عادة بقوس المحراب الذي يؤدي دوره عنصراً تصميمياً تركيبياً ضمن أزهار القرنفل ، والزنبق ، والتوليب ، والرمان ، وقد صورت بأسلوب هندسي تجريدي ، ورصت على صفوف ، ومن صفات النقشة ، وضوحها ، وبروزها بسبب تباين البقع اللونية ، حيث تتجاور الألوان البراقة ، كالأحمر ، والأزرق ، والأصفر ، من دون التظليل المألوف في السجاد الإيراني. وبما أن معظم الأنواع يقطع أرضيتها ، قوس أو محراب مركزي ، فإن تباين الألوان يبدو أكثر بروزاً وكذلك التفاصيل الزخرفية ، في الوقت نفسه ، الذي تتناغم فيه الألوان وتتناسق الزخارف.

أما سجاجيد الصلاة التركية ، فأهمها تلك التي صنعت في المناطق الجبلية من الأناضول ، في القرن الحادي عشر والثاني عشر للهجرة ، وتتميز ، بصفة عامة ، بمحراب ذي عقد على شكل زاوية يحملها ضلعان مستقيمان في أرض السجادة.

ورسوم المحاريب مختلفة ، فمنها ما له قوس مدبب ، ومنها ما له قوس فارسي ، وتتناسب الأعمدة مع المحاريب ، فقد تكون سلاسل ، وقد تكون زخارف من الزهور والنباتات ، والإطار غالباً ما يكون من أشرطة رفيعة فيها رسوم زهور ووريقات محورة من الطبيعة ، ومكررة في نظام دقيق.

ومعظم سجاجيد الصلاة التركية النفيسة ، تنسب إلى مدن: كوردهس ، وجوردس ، وقولا ، وأوكولا ، كما ينسب بعضها الآخر إلى لازريق من أعمال قونية ، أو إلى نيلاس ، ومودجور ، ويرغمة. ولكل منطقة من هذه المناطق ، أسلوبها الخاص في صناعة تلك السجاجيد وزخرفتها.

وهناك عنصر هام نستطيع أن نميز به السجاد التركي عن السجاد الإيراني وهو ندرة الكتابة ، أو استخدام الحروف الهجائية ، بعكس السجاجيد الإيرانية التي تسرف في استخدام الخطوط ، وكتابة الكلمات والجمل والأشعار.

أما الهند ، فيعود تاريخ صناعة السجاد فيها إلى عهد المغول الذين دخلوا الهند في عام م1510 ، حيث أقدم الأباطرة المغول على استقدام نخبة من الفنانين والحرفيين من جميع أنحاء الإمبراطورية الإسلامية وتشجيعهم على الاستقرار فيها ، وكانت الأكثرية من الفنانين الإيرانيين ، لذلك كانت السجاجيد المغولية في القرنين العاشر والحادي عشر للهجرة ، متأثرة بزخارف السجاجيد الإيرانية وألوانها.

وبعد ذلك استطاع الصناع المغول التحرر من التأثيرات الإيرانية وقاموا باستحداث أسلوب مغولي خاص يقوم على رسم صور من الطيور ومناظر الزهور والحدائق والصيد ، وظهرت كذلك صور لأشخاص وحيوانات خرافية على السجاد ، وقد ذكر بأن السجاد الحريري المصنوع في تلك الفترة قد فاق السجاد الإيراني من حيث الجودة.

أما الصفة المميزة في السجاجيد المغولية (الهندية) ، فهي ـ في رسومها ـ الأقرب إلى صدق تمثيل الطبيعة ، ويلاحظ ذلك جلياً ، في السجاجيد المغولية الهندية المصنوعة من الصوف في عصر شاه جيهان. كما تمتاز بدقة نسجها ، وعقدها المتلاصقة ، بحث تبدو كأنها مصنوعة من المخمل ، أو من الحرير ، لدقة وبرها ونعومته ، ويقال إن إحدى هذه السجاجيد بها 2002 عقدة في البوصة المربعة الواحدة.

ويمكن تقسيم السجاجيد القوقازية إلى أنواع عدة ، حسب المراكز التي صنعت فيها ، ومن أهم هذه الأنواع ، سجاجيد كازاك ، تلك التي صنعت في الجزء الجنوبي الغربي من القوقاز ، ومنها سجاجيد داغستان ، وتمتاز بألوانها البراقة ، وزخارفها الهندسية الكبيرة ، ووبرها اللامع ، ومعظم هذه السجاجيد سميكة ، ويغلب عليها اللونان: الأحمر ، والأزرق ، كما أن هناك نوعاً ثالثاً من السجاجيد القوقازية ، تنسب إلى شروان ذكويا.

أما السجاد المصنوع في آسيا الوسطى فإنه يتصف بكونه قطعاً صغيرة ، وهو يعتبر جزءاً مهماً من أثاث سكان تلك المناطق ، وذلك لكونه مصدراً مهماً للدفء وللزينة ، ومن أشهر السجاد المصنوع فيها سجاد بخارى.

ومع بداية القرن الثامن أدخل العرب إلى الأندلس تقنية جديدة على فن السجاد الإسلامي ، تسمى بالعقد الأسبانية ، وكان لطرد العرب من غرناطة ، في عام م1492 ، الأثر البليغ في هذا الفن ، الذي أصبح ، في ما بعد ، يُعد من الصناعات الأوروبية.

أخيراً تفنن الفنان المسلم في تشكيله للسجاد ، حيث كان للوحته ـ السجادة ـ فعل السحر في الاستحواذ على إعجاب الناس ، وجعلهم يتباهون في حيازتهم له. وبرغم طغيان الآلة على المهارات والإبداعات الفنية ، ما زال السجاد الإسلامي يحتفظ بقيمته الفنية والتاريخية.

التاريخ : 27-08-2010

قطب: تكييف قبو المسجد الحرام وأروقته بالكامل.. ولا صحة لتلوث مياه زمزم


قطب: تكييف قبو المسجد الحرام وأروقته بالكامل.. ولا صحة لتلوث مياه زمزم
جريدة المدينة : حوار /محمد رابع سليمان - مكة المكرمة تصوير: عبدالغني ...

أكد المهندس نبيل بن عبدالرحمن قطب مدير عام الخدمات والصيانة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى أن إدارته اتخذت جميع التدابير اللازمة لضمان عدم انقطاع الكهرباء فى المسجد الحرام وساحاته على مدار الساعة، وفى حالة حدوث خلل فى الأجهزة توجد مولدات بديلة لتغذية الحرم المكي الشريف بالكهرباء فورًا، مشيرًا إلى أن هناك محطة بطاقة إجمالية قدرها 14400 طن تبريد لتكييف المسجد الحرام. وكشف فى حوار خاص لـ “المدينة” عن التوجيهات بتكييف كامل المسجد الحرام، وهناك لجان مختصة تعمل لتنفيذ هذا المشروع. ونفى شائعات تلوث مياه زمزم، مؤكدًا أن الرئاسة بمتابعة من الرئيس العام ونائبه حريصة على تأمين السلامة فى أماكن ومواقع تعبئة زمزم وهناك إدارة خاصة تقوم بهذه المهمة. وإلى نص الحوار: * فى البداية نريد نبذة عن الأعمال التي تقوم بها إدارة الخدمات والصيانة؟ ** كما هو معلوم تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالإشراف على أعمال المقاول العام للمسجد الحرام، بحيث توكل لكل إدارة مهام ومواقع عمل معينة للإشراف عليها. بالإضافة إلى ذلك تقوم الإدارة العامة للخدمات والصيانة بالإشراف على المرافق التابعة للمسجد الحرام وهي أكثر من عشرة مواقع، بحيث تقوم بالإشراف على جميع أعمال الخدمات والصيانة وهي على مبنى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومحطة التكييف (الشلر) والموثوقية ومحطات توزيع التيار ومحطة كدي الاحتياطية وسبيل الملك عبدالعزيز ومكتبة الحرم المكي الشريف ومصنع الكسوة ومتحف الحرمين الشريفين. * الكثير من المعتمرين يتوجهون للتوسعة لتوفر التكييف فيها.. كيف يتم تغطية التوسعة بالتبريد؟ ** لا شك أن الجميع يتطلع لاكتمال مشروع تكييف كامل المسجد الحرام، والتبريد الحالي للتوسعة يتم باستخدام المياه المبردة، التي تمر داخل غرف مناولات الهواء التي بدورها تقوم بتبريد الهواء الذي يدفع إلى التوسعة عبر الأعمدة الخراسانية الموجودة في التوسعة ومن ثم ينتشر الهواء البارد داخل أرجاء التوسعة، وحتى ندرك حجم المحطة فلا بد أن نعلم أن طاقة التبريد بها تصل إلى 12800 طن تبريد، ويتألف نظام التبريد من 32 مبرد شلر ماء (يورك) موجودة على سطح المحطة بطاقة إجمالية قدرها 14400 طن تبريد، تحتوي الواحدة منها على أربعة ضواغط ترددية بسعة 100 طن تبريد، والهدف منها رفع درجة برودة المياه إلى 6 درجات مئوية وإرسالها إلى غرف مناولات الهواء في الحرم المكي الشريف عبر أربعة مضخات ثانوية قدرة 4500 جالون في الدقيقة للمضخة لتدوير المياه المبردة المندفعة بواسطة 32 مضخة تدوير ابتدائية بقدرة 370 جالونا في الدقيقة للواحدة، كما تتم المحافظة على ضغط نظام التبريد من خلال خزانات تمدد بسعة 6000 جالون بعدد ثلاثة خزانات من الهواء المضغوط بواسطة مضخات هواء سعة 500 لتر للواحدة لتصل إلى ضغط 10 بار، ويتم المحافظة على الضغط داخل الخزانات، وللتخفيف من شدة الاهتزازات والصوت تم تركيب نظام تحكم بالضوضاء بواسطة شبكة من الألياف الضوئية. بالإضافة إلى شبكة معالجة مياه التبريد المجهزة بجميع التجهيزات الخاصة من مواد كيميائية، وذلك لمنع التآكل والصدأ ومكافحة البكتيريا. كما يتم تنظيف مجاري الهواء المبرد بواسطة شركة متخصصة تقوم بالتنظيف والتعقيم بأحدث الأساليب المتوفرة حاليا. المحطة الرئيسة * أين تقع المحطة الرئيسة لتغذية الحرم المكي الشريف بالكهرباء، وما الحلول المعمول بها عند انقطاع التيار الكهربائي العمومي عن المسجد الحرام؟ ** هذه المحطة يطلق عليها (الموثوقية) وهي في الحقيقة عبارة عن مجموعة محطات معدة خصيصا لاستقبال مغذيات الجهد المتوسط القادمة من شركة الكهرباء السعودية ومغذيات الجهد المتوسط القادمة من محطة كدي الاحتياطية وتوزيعها على المحطات الفرعية التابعة للموثوقية، التي بدورها تقوم بتحويلها من جهد متوسط إلى جهد منخفض، وذلك لتغذية الحرم المكي الشريف بالطاقة الكهربائية، ويتم ذلك باستخدام شبكة الكابلات الممتدة أسفل ساحات الحرم في اتجاهات متفرقة ما بين محطات شركة الكهرباء ومحطات الموثوقية ومحطة كدي الاحتياطية، وهذه الشبكة عبارة عن كابلات جهد متوسط وكابلات تحكم وتقدر أطوال هذه الشبكة بنحو 1700 متر طولي بمقاسات مختلفة. * لكن هل هناك حاجة لتعدد المحطات كمحطة كدي الاحتياطية؟ ** محطة كدي الاحتياطية لتوليد الطاقة الكهربائية تقع على بعد 3.5 كيلومتر جنوب الحرم المكي في منطقة كدي، وتعد من المواقع الحساسة التابعة للحرم المكي، حيث إنها تقوم بتغذية الحرم المكي بالطاقة الكهربائية في حالة فقدان المغذيات الرئيسة القادمة من شركة الكهرباء (لا سمح الله)، وذلك بواسطة المولدات الثمانية الاحتياطية الموجودة في الموقع، وهذه المولدات تعمل آليا من خلال حاسب آلي خاص موجود في محطة جهد متوسط (1) التابعة للموثوقية، الذي بدوره يقوم باستشعار انقطاع مصادر التغذية للحرم المكي ويصدر أمرا بتشغيل المولدات لتأمين تغذية الحرم المكي خلال ثوانٍ عدة. * ما الخدمات التى يقدمها سبيل الملك عبد العزيز رحمه الله لتوزيع ماء زمزم؟ ** سبيل الملك عبدالعزيز يقع في منطقة كدي بمدينة مكة المكرمة على بعد 6 كيلو مترات تقريبا جنوب المسجد الحرام، ويتم في الموقع تجميع مياه زمزم القادمة من خط مياه البئر وتوزيعها على صهاريج مياه زمزم للمسجد النبوي وصهاريج مكتب الزمازمة الموحد، كما يتم توزيعها على العامة عن طريق نقاط التعبئة الخاصة بالجمهور ويحتوي الموقع على نوعين من الخزانات: خزانات أرضية لمياه زمزم وعددها خمسة خزانات، وهي على النحو التالي: خزان رقم (1) بسعة 4500 م‌‎‌3 وخزان رقم (2) بسعة 4500 م‎‎3 وخزان رقم (3) بسعة 3750 م‎‎3 وخزان رقم (4) بسعة 3750 م3 وخزان رقم (5) بسعة 900 م3 وهو عبارة عن خزان احتياطي وخزانات علوية (أعلى الجبل) وعددها اثنان وهي على النحو التالي: خزان رقم (6) بسعة 250 م‎‎3 وخزان رقم (7) بسعة 250 م3 وهذه الخزانات متصلة بخط مياه بئر زمزم بواسطة خط رئيس وآخر احتياطي يبدأ من أمام خزان زمزم بنفق كدي. كما يحتوي الموقع على 8 نقاط تعبئة “أشياب”، يستطيع كل شيب تعبئة صهريج مياه في مدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة، كما يمكن تعبئة 20 صهريج مياه يوميا بشرط قدوم المياه من البئر لمدة لا تقل عن 11 ساعة يوميا، والمحطة تعمل على مدار الساعة. أما بالنسبة لنقاط تعبئة الجمهور فهي عبارة عن 100 صنبور مياه تعمل لعدة ساعات يوميا. * هل هناك خزانات أخرى غير المذكورة؟ ** نعم.. يوجد خزان زمزم ( 10.000) ويقع على بعد 4 كلم تقريبا جنوب المسجد الحرام بمنطقة كدي (داخل نفق الملك عبدالعزيز)، وقد بنى هذا الخزان لتجميع المياه من بئر زمزم وإعادة إرجاعها إلى المسجد الحرام ليتم توزيعها مرة أخرى على المواقع المختلفة داخل الحرم المكي، والخزان متصل بخط مياه البئر بواسطة خط رئيس لتغذيته بمياه زمزم يبدأ من بئر زمزم إلى خزان زمزم بنفق كدي. ويعمل في الموقع عدد من مضخات التعزيز ومضخات التدوير لتحريك المياه في الخزان.ويوجد في الموقع عدد من المضخات والفلاتر ووحدات تعقيم بالأشعة وشبكة مياه وخزان للمياه وما يتبعه،وشبكات كهربائية أساسية واحتياطية. مكتبة الحرم المكي * لننتقل الآن إلى مكتبة الحرم المكي الشريف حدثونا عنها قليلًا.. موقعها ودورها التاريخي؟ ** تعد مكتبة الحرم المكي الشريف أحد أهم الصروح العلمية الثقافية بمدينة مكة المكرمة. وهي أحد المباني الملحقة التابعة للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. ويقع مبنى المكتبة حاليًا في حي العزيزية، وهو مبنى مكون من 8 طوابق، وهي عبارة عن موسوعة علمية غنية مهيأة بأوعية معلوماتية بأشكال مختلفة منها المقروء والمسموع والمرئي، وتحتوي على عدد كبير من الكتب والمخطوطات القديمة والأفلام الميكروفيلمي النادرة. وتخدم المكتبة بفترتيها الصباحية والمسائية العديد من طلبة العلم والباحثين والقراء والحجاج والمعتمرين من جميع الجنسيات، ويوجد بها قسم خاص بالنساء لخدمة الباحثات وطالبات العلم وغيرهن. وتقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ببذل الجهود في سبيل الحفاظ على الثروة العلمية التي تتضمنها مكتبة الحرم المكي الشريف من خلال القيام بترميم وتعقيم الكتب القديمة والمخطوطات والتي تقارب الستة الآف مخطوطة أصلية مع تطبيق أفضل الطرق والوسائل في معالجتها. مصنع الكسوة * ما الخطوات التى تمت عن كسوة للكعبة الجديدة التى تلبس يوم عرفة القادم إن شاء الله؟ ** يعمل مصنع الكسوة المشرفة على تجهيز كسوة الكعبة المشرفة، وقد تم إنشاء المصنع منذ نحو ثلاثين سنة، وهو عبارة عن عدد من العنابر كل منها مختص بصناعة جزء من ثوب الكعبة المشرفة، وهذه العنابر هي قسم الحزام: ويتم فيه خياطة وحياكة الحزام الموجود على ثوب الكعبة المشرفة. قسم النسيج اليدوي: ويتم فيه عمل جميع أنواع النسيج اليدوي لثوب الكعبة المشرفة. قسم النسيج الآلي (1): ويتم النسج فيه آليا بواسطة مكائن نسيج عالية المستوى. وقسم النسيج الآلي (2): وهو عبارة عن مصنع نسيج آلي احتياطي مكمل لأعمال النسيج التي تتم في قسم النسيج الآلي (1).وقسم خياطة الثوب: ويتم فيه وضع اللمسات الأخيرة لثوب الكعبة المشرفة ويعمل في هذه العنابر نخبة من الحرفيين والخياطين السعوديين على قدر عال من المهارة، كما يحتوي المصنع على عدة أقسام أخرى منها قسم الطباعة ويحوي مكائن خياطة خاصة لأعمال التطريز والطباعة.ويوجد في المصنع مختبر تحاليل تختص بإجراء التحاليل كافة على أنواع الخيط والقماش المستعملة في صناعة الثوب، وقد تم في سنة 1429هـ استيراد عدد من الأجهزة الحديثة لاختبار قوة شد الخيط والقماش واختبار سماكته وأجهزة لقياس ثبات اللون والاحتكاك وقياس الرطوبة والجفاف وغيرها، مما قد يحتاجه المصنع، كما تم بحمد الله تعالى في نفس السنة تحديث مبنى المصبغة ليحوي مكائن وأدوات صباغة حديثة مزودة بأنظمة الكترونية لصباغة الخيط والحرير يتم استيرادها من إيطاليا . وبلغت تكلفتها تقريبا المليون ونصف المليون ريال.

الإمارات | محمد بن زايد يشهد محاضرة حول نفائس المخطوطات الإسلامية في التراث الأندلسي | جريدة الاتحاد


محمد بن زايد يشهد محاضرة حول نفائس المخطوطات الإسلامية في التراث الأندلسي

تاريخ النشر: الجمعة 27 أغسطس 2010

حمد الكعبي

حضر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقصر سموه مساء أمس الأول، محاضرة حول نفائس المخطوطات الإسلامية في التراث الأندلسي التي ألقتها آدا روميرو سانشيز الخبيرة في التاريخ الأندلسي في قسم الدراسات السامية بجامعة غرناطة بإسبانيا، وذلك في إطار سلسلة المحاضرات التي يستضيفها المجلس الرمضاني لسموه.

وقالت المحاضرة في مستهل محاضرتها إن التاريخ الإسلامي لم يكن إلا تسجيلاً لحركة المجتمع المسلم في كل الاتجاهات وعلى كل المستويات، وتسجيلاً لجوانب الحضارة الإسلامية المنفردة، وكان لمراحله منحدراتها وانحناءاتها، كخط بياني متصل يسجل مدى درجة التزام المجتمع عبر فتراته المختلفة بهذا الدين عن طريق الالتزام به أو فهمه الفهم الصحيح.

وأضافت المحاضرة أن التاريخ الإسلامي هو تلك المسيرة الإنسانية التي سارت فيها مواكب المسلمين على مدار التاريخ، وسجلتها الأجيال بصورة متفاوته مرتفعة أو منخفضة، وأكدت المحاضرة أن التاريخ شهد قيام حضارات ذوت وزالت، وذلك لما دخلها من نقائص وعيوب، إلا الحضارة الإسلامية، فقد كانت هذه الأمة تقوم من عثراتها دائماً، وتعاود الوقوف على قدميها، رغم شدة المؤثرات الداخلية والخارجية التي دكت حصونها دائماً. وأرجعت ذلك إلى سببين رئيسين : أولهما عوامل الحياة الذاتية في هذه الحضارة ومقوماتها، وثانياً لأنها حضارة تقوم على مصلحة الإنسان ومجتمعه، أي مصلحة الأمة فحسب دون الأخذ بالاعتبار أي مصالح أخرى.

وأكدت دور التاريخ في إبراز هذه الحقائق وتسجيلها لا طمسها، مؤكدة أنه من أهم مقاصد تسجيل التاريخ الإسلامي أن يقدم للأمة (إن لم يكن للآخرين) صورة حية عملية عن حياة المسلمين خلال أربعة عشر قرناً، ليتعرف الناس إلى هذه الطاقة الغريبة والعجيبة التي وضعها الله في هذا الدين لتصنع الأمة على مدار عصور التاريخ الإسلامي وأزمانه.

التاريخ الإسلامي في الأندلس

وأشارت آدا روميرو إلى أن كل حديث في التاريخ الإسلامي بالأندلس لا يخرج عن كونه تقديماً إلى مدخل لكتابة هذا التاريخ المجهول. الذي قالت إنه إلى اليوم وللأسف الشديد لا يزال مجهولاً حتى من قبل كثير من الدارسين والمتخصصين، ويرجع ذلك لما قامت به محاكم التحقيق أو محاكم التفتيش لمواجهة هذا التاريخ الإسلامي وتجريحه، وتزييفه، وتشويهه، والافتراء عليه، وحرق براهينه من مخطوطات وكتب وطمس معالمه، وذلك لأن المواجهة مع التاريخ الإسلامي بالنسبة لتلك القوى تعني قطعاً المواجهة مع الإسلام.

وذلك هو وحده كان الهدف من وراء كل هذه الجهود المسيسة والتي كانت تهدف إلى إبادة شعب بأكمله على أرضه، وأشارت المحاضرة إلى أن تقديم التاريخ الإسلامي في الأندلس بشكله الصحيح لا أن ننعى ما حدث أو نتغزل بحضارة قامت في وقت من الأوقات، وإنما يجب تقديم تاريخ الأندلس بواقعه الحلو والمر لنصل في النهاية إلى إعادة تقديم الإسلام بصورته الحقيقية إلى الناس، والذي يعد الطريق الوحيد لمعرفة آثار الإسلام على هذه الأمة وهذا الإنسان. ومفتاح كل ذلك أن نسعى بجد شديد لإنقاذ التراث الإسلامي في الأندلس وما بقي من مخطوطات والتي ستشكل حجر الأساس لإعادة اكتشاف الأندلس.

وقالت آدا روميرو “إن المشكلة الأساسية هي أن كل مراكز كتابة التاريخ في العالم اليوم، وخاصة في الغرب، تقدم التاريخ الإسلامي عامة والأندلسي خاصة بشكل مشوه، وبل ويتم تقديمه فقط من قبل مشوهين، ومعظمهم يعرفون الحقيقة ويزيفونها عن عمد، وذلك لأن هؤلاء الباحثين معظمهم إن لم يكن كلهم مدفوعين بأحقاد تاريخية أو بسياسات مخطط لها، لا تريد أن يظهر فيها الإسلام كدين سمح وعقيدة توحيد، ولكنهم يربطون النتائج دائماً حسبما يطلب منهم، فيظهر إسلام غير الذي نعرفه وغير الذي نعتنقه”.

وأضافت أن المسلمين وفيهم كثرة من المتخصصين قد جهلوا روح وطبيعة وحقيقة أهمية معرفة التاريخ في حياتهم، وأن من يتولى كتابة هذا التاريخ وتدريسه في جامعات أوروبا ليس إلا مجموعة من ناقلي العلم المشوه والمزيف الذي كتبه بعض المستشرقين.

وأشارت المحاضرة إلى دور المسلمين من كل الأجيال في حمل رسالة دينهم، وإظهار عجائبه في النفس والمجتمع. وقالت إن هذا ما حدث في الأندلس حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً، وحتى من قبل أن يسمع الناس بالنصوص أو يروها، لقد كانوا منجذبين لمنهج الله وحده، وصنعوا التاريخ بسلوكهم وتفانيهم بالتحقق بروح هذا الدين.

دعوة لإنقاذ آثار حضارة الأندلس

تحدثت المحاضرة عن حضارة الأندلس وما قدمته في القرون الوسطى من علم وازدهار في جميع نواحي الحياة.

وأشارت إلى جهل المجتمع الإسباني بهذا الإرث الأندلسي، وحقيقة المورسكيين ومحاكم التحقيق أو التفتيش وأهداف طمسهم لهذا التاريخ.

ودعت إلى أهمية التحرك لإنقاذ ما تبقى من الإرث الأندلسي ورعايته، وقالت إن هذا الإرث ليس إلا الصوت الصامت لمجتمع اشتهر بمبدأ التعايش والاحترام.

وتطرقت إلى معاناة المسلمين الأندلسيين في إسبانيا من جراء تشويه التاريخ الإسلامي، وشددت على ضرورة تصحيح النظرة وإزالة الحجب لإعادة النظرة الصحيحة عن التاريخ الأندلسي المشوه، وكذلك السلوك الإسلامي الصحيح. وقالت إن “سلوك المسلم هو الرسالة الوحيدة التي فهمتها الإنسانية اليوم عن الإسلام والمسلمين وسلوك المسلم سيظل هو الرسالة الوحيدة للإنسانية حتى يرث الله الأرض ومن عليها”.

وأشارت المحاضرة إلى دلالات قوله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) مشيرة إلى أن الخلق العظيم لا يترجم إلا بسلوك إسلامي قويم.

وأوضحت المحاضرة أن صفحات التاريخ سجلت أن أي أمة أرادت فناء الإسلام بإفناء أهله وتشويه تاريخه انتهى بها الأمر أن دخلت في دين الله أفواجاً، كما حصل في فارس.

وقالت إنه ما من قوم درسوا التاريخ الإسلامي اليوم واطلعوا على عجائبه إلا ودخل الإسلام إلى قلوبهم، لذا فقد اجتهد الكثيرون ليظهروا في الغرب أن المسلم هو ذلك الإرهابي الذي يحمل سيفاً يقطر دماء، بينما المسلم لم يحمل سيفاً على الإطلاق إلا ليدافع عن نفسه أو لينشر الخير في الأرض ويدافع عن البشرية.

وقالت المحاضرة “لقد انهمك هؤلاء خلال عقود طويلة في كتابة تاريخ المسلمين من زوايا أحقادهم، وللأسف فإن هناك جامعات ومعاهد معروفة عالمياً، اشتغلت بذلك وبذلت ملايين الأموال من أجل تشويه هذا التاريخ”.

الاهتمام بالتاريخ الإسلامي

دعت المحاضرة المسلمين للاهتمام بتاريخهم، لأن ذلك يعني اهتمامهم بإسلامهم، وحرصهم على التاريخ يعني حرصهم على إعادة تلك الأمجاد التي سجلتها، والتي لا عودة إليها إلا بتمثيل الدين الذي خرج من ذلك الجيل، بالروح نفسها والمفاهيم نفسها.

وزادت أن تدريس التاريخ ومحاولة إنقاذ المخطوطات الإسلامية الأندلسية وحفظها وترجمتها ليس حرفة أو ترفاً بل هي أمانة تاريخية يقدمها المسلمون الإسبانيون الجدد لأجدادهم الأندلسيين.

وأكدت المحاضرة أن الدين الإسلامي عرف كيف يتأقلم ويتعايش مع أي حضارة ومع أي بلد يصل إليه، وأشارت إلى وصول الإسلام إلى الأندلس وإسلام معظم الشعب الأندلسي خلال 40 عاماً، وقام المسلمون بتطوير الحضارة وإضافة العديد من الاختراعات والابتكارات الإسلامية الجديدة التي ساهمت في دفع عجلة التنمية وساعدت على تطور إسبانيا في تلك الحقبة عن بقية أوروبا.

وقالت المحاضرة إن الاكتشافات الأثرية الأندلسية التي أبهرت العالم، ليست إلا جزءاً قليلاً منها، حيث لم يتم حفر وتنقيب سوى 10 % فقط من إجمالي المساحة المفروض التنقيب فيها عن الآثار التي اندثرت، وهمشت وضيعت بسبب أحقاد الآخرين على مسلمي الأندلس.

وقالت “أعجبني تفكير المسلمين في الأندلس الذين كانوا يعملون من أجل أن يتعلموا، بعكس الوقت الراهن الذي يتعلم فيه الشباب من أجل أن يعملوا”.

وأشارت إلى ملايين المخطوطات التي تم تغييبها وحرقها بعد الهجمة التي تعرضها لها الإسلام في الأندلس لطمس الهويات، وأشارت إلى أن المسلمين برعوا في كل شيء وآثارهم خير دليل وشاهد على تقديمهم للأندلس التقدم وللعالم أجمع.

آدا سانشيز: الحضارة الإسلامية تركت أضخم ثروة من المخطوطات الأندلسي

وعرضت المحاضرة آدا سانشيز خلال محاضرتها العديد من الصور التي تناولت كيفية دخول المسلمين إسبانيا عام 711م وما قدمته الحضارة الإسلامية هناك من إنجازات على مستوى التأليف العلمي والطبي والديني والأدبي وفي الجوانب المعمارية والهندسية والاقتصادية والزراعية والقانونية وغيرها من المجالات الأخرى.

وتضمنت هذه الصور والرسومات احترام الإسلام للثقافات المحلية وسماحته ووضع المسلمين المورسكيين “المواركة” إبان حملات محاكم التفتيش ومحاولاتهم إخفاء أو الفرار بدينهم ومؤلفاتهم ومخطوطاتهم وحرصهم على عدم إضاعتها لأنها تمثل تراثاً إنسانياً للبشرية كلها.

وبحسب المحاضرة فقد كانت مكتبات قرطبة وحدها تضم نحو400 ألف مخطوطة في شتى العلوم والمعارف إبان القرن الحادي عشر للميلاد، منوهة إلى أن الحضارة الإسلامية التي تهتم بالعلم والمعرفة هي أكثر الحضارات من حيث عدد المخطوطات التي يقدرها البعض بسبعة ملايين مخطوطة بينما تعتقد المحاضرة أنها في حدود أربعة ملايين تقريباً.

وقالت في هذا الصدد إن إحراق المخطوطات في الأماكن والميادين العامة كان بهدف القضاء على الذاكرة كخطوة أولى نحو نسيان هذه الحضارة الإسلامية المشعة على الكون كله وأشارت هنا إلى بعض شهود العيان الذين كتبوا عن هول ما رأوا في بعض المخطوطات التي تم الحصول عليها.

وأعربت عن أسفها لأن بعض فئات المجتمع الإسباني تحتفل سنوياً حتى اليوم بما لحق بالمواركة وتاريخهم من تشويه وظلم وعنف وإبادة وتهجير وإخراج وطرد وحرق لمؤلفاتهم رغم الجهد الذي تبذله الحكومة الإسبانية في مجال إنقاذ المخطوطات.

ولفتت هنا إلى أن بعض الوثائق تشير إلى أن نحو 60 في المائة من المواركة لم يغادروا إسبانيا بل تفرقوا واختبأوا في الجبال واتخذوا التقية طريقة وسبيلاً خوفاً على حياتهم من محاكم التفتيش واستطاعوا نقل دينهم وعلمهم إلى الأجيال الحالية ومنها أسرة المحاضرة نفسها.

وأكدت في ختام المحاضرة أن الوضع السياسي في إسبانيا تحسن في العقود القليلة الماضية بفضل علاقات التعاون المتطورة مع العالم العربي خاصة، حيث صدر قانون تعدد الأديان الذي ساعد في إظهار المواركة لدينهم كما أسلم إسبان آخرون بعد أن عرفوا حقيقة أن الإسلام ليس دين إرهاب وحروب بل دين تسامح وتعايش وحب وعدالة.

الحضور

حضر المحاضرة سمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين ومعالي عبدالعزيز عبدالله الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي والامير أندرو دوق يورك، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دائرة المالية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي أحمد بن سيف آل نهيان عضو المجلس التنفيذي ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة، والشيخ هزاع بن طحنون آل نهيان وكيل ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية ومعالي عبد الرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وعدد من الوزراء والمسؤولين بالدولة والسفراء والمدعوين.

صحيفة العرب القطرية // -  -  - معرض «القرآن في مرآة الفن».. إبراز عظمة الله من خلال الخط


معرض «القرآن في مرآة الفن».. إبراز عظمة الله من خلال الخط


2010-08-28
الدوحة - عبدالغني بوضرة
افتتح الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث رئيس اللجنة العليا لاحتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية مساء أمس الأول معرض اللوحات القرآنية للفنان الإيراني بهلوان زاده بمقر الجمعية القطرية للتصوير الضوئي الكائن بمنطقة الهلال.
وقبل قص شريط الافتتاح، شنف القارئ منصوري من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أسماع الحاضرين بآيات من الذكر الحكيم تتساوق والمناسبة (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ..).
ويأتي هذا المعرض الفني تماشيا مع الفعاليات الثقافية التي تشهدها قطر بمناسبة احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010.
واشتمل المعرض على 30 لوحة من لوحات الخط القرآنية من أعمال الأستاذ بهلوان زاده، وهو من أساتذة لجنة الخطاطين الإيرانيين، وله مراس طويل في هذا المجال يمتد لأكثر من 20 سنة من الخبرة في مجال كتابة النستعليق.
وفي تصريح صحافي أبرز الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث أن الخطاطين الإيرانيين اشتهروا بقدراتهم الفائقة في مجال الخط العربي، مبرزا أن المعرض مميز في ميدانه وذو مستوى رفيع.
وأعرب الدكتور الكواري عن تطلعه في أن تكون الأيام الثقافية الإيرانية التي من المرتقب أن تشهدها الدوحة في أكتوبر المقبل بمستوى رفيع، كاشفا أن هذه الأيام ستكون غنية بمعارض الخط العربي والسينما والموسيقى، مشيرا إلى أن هذه الأيام وإن كانت محدودة في مدتها فإنها غنية بأثرها.
وقال الفنان رضا زاده لـ «العرب» إن كل لوحة من اللوحات المعروضة متفردة عن غيرها، فسورة الفاتحة مثلا فيها شكر لله الواحد القهار، وهي فاتحة الكتاب، في حين أن البسملة بأشكالها المختلفة كما جاءت في اللوحات منها المذهبة بذلت قصارى جهدي لتزيينها من أجل إثبات أن كلمة الله هي العليا».
واستعمل الفنان الإيراني خط النستعليق الذي هو مزيج من خط النسخ والتعليق، وهو أسلوب خاص تميزت به المدرسة الفارسية والخط الفارسي خصوصا الذي يمتد لأكثر من قرنين من الزمن.
إلى ذلك، ضم معرض الفنان زاده لوحات ضمنها بعضا من أشعار جلال الدين الرومي وبعضا
من أقوال الغزنوي والشيرازي ورودكي السمرقندي.
ويعتز الفنان الإيراني باختياره لهذا الشهر الفضيل ليقدم بعضا من أعماله الفنية باعتباره «شهر ضيافة الله، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن».
وأبرز زاده أنه شارك في المعرض بمناسبة احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010، التي تميزت بفعاليات قيمة ومتميزة.
من جهته، أبرز السيد عبدالرحمن العبيدان نائب رئيس الجمعية القطرية للتصوير الضوئي أن الجمعية عادة ما تنظم فعاليات في النصف الأخير من رمضان تبرز نفحات رمضان الإيمانية، وأن هذه السنة تعد استثناء إذ تم الاتفاق مع الإخوة في السفارة الإيرانية لتنظيم هذا المعرض، مشددا على أن الجمعية باعتبارها جمعية ذات نفع عام فإنها تدعم الأنشطة الفنية سواء في مجال التصوير الفوتوغرافي أو غير التصوير.
وقال: «أجلنا معرض (نفحات إيرانية) لإعطاء الفرصة لهذا المعرض للأشقاء في إيران».
يشار إلى أن معرض «القرآن الكريم في مرآة الفن» الذي سيمتد إلى غاية الثاني من الشهر المقبل، شهد حضورا دبلوماسيا عربيا، إلى جانب السيد خالد الملا رئيس الأنشطة الشبابية بالوزارة، والفنانة هنادي الدرويش مديرة مركز إبداع الفتاة، وخطاط مصحف قطر السيد عبيدة البنكي، وعدد كبير من الفنانين.

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

جريدة الجريدة :: ثقافات :: الخط العربيّ...
أشكال تقليديّة أم ابتكارات حديثة؟ :: لافي الشمري :: 24/08/2010


الخط العربيّ...
أشكال تقليديّة أم ابتكارات حديثة؟
لافي الشمري
تستند أشكال حروف الأبجدية العربية إلى منطلقات فكرية وجمالية منسجمة مع قواعد الخط العربي وأصوله، وتجسّد جماليات تقاليد الحرف العربي الخطية لغة تشكيلية تنهل من مميزاته الكتابية باعتباره أحد أبرز المقوّمات التراثية في حضارتنا.

ما أبرز التغييرات التي طرأت على هذا الفن الحروفي أو فن الخط العربي، وكيف يمكن توظيف التقنيات التشكيلية الحديثة في تطويره؟

«الجريدة» استطلعت آراء مجموعة من الخطاطين.

نظراً إلى تنوّع المدارس والانتماءات الخطية، تتباين وجهات النظر حول فن الخط العربي، إذ يرفض التقليديون التغيرات التي طرأت على واقعه مشددين على أنها تشوّه جماليات الحرف. في المقابل، يدأب الحداثيون على مزج الخط العربي مع الفنون البصرية والتشكيلية الحديثة.

يقدّم الخطاط جمال الراشد اتجاهاً مختلفاً في الخط العربي بهدف تبيان إيجابيات مزج الفنون الأخرى مع فن الحروفيات، وقد برز ذلك واضحاً في أحدث معارضه الفنية. ويرى أن شكل لوحاته والتقنية التي استخدمها في أحدث تجاربه يعدان نقلة نوعية في مشواره مع الخط العربي.

يعزو الراشد سبب البحث عن أشكال جديدة للخط العربي، إلى وجود فجوة في تطوّر الخط العربي أحدثها عدم مواكبة الأشكال القديمة والتراثية التطوّرات التي طرأت على الحياة، مشيراً إلى أنه ابتكر تقنية جديدة عنوانها «مدرسة الحوسني للفن الإسلامي»، مزج فيها الخط والزخرفة والأرقام.

يضيف الراشد: «اعتمدت في لوحاتي على الزخرفة والطباعة وعلى شكل الخط بالقدر نفسه، بحيث يستطيع المتلقّي قراءة محتواها من اليمين إلى اليسار والعكس، بينما تبدأ قراءة لوحات الخطوط الأخرى من اليمين إلى اليسار بشكل دائري».

ثوابت شكليّة

يشير الخطاط فريد العلي إلى أن ثمة أنواعاً كثيرة للخط العربي من بينها: النسخ، الثلث، الشكسته وغيرها، مؤكداً على ضرورة الإلمام بالثوابت الفكرية والقضايا الفلسفية لدى توظيف الخط العربي في اللوحة.

من جهة أخرى، تشكّل ثوابت الحرف العربي الشكليّة في لوحات خطّاب بنية متماسكة تستمدّ قيمة كيانها الجمالي من قدسيّة القرآن الكريم، ويوضح في هذا المجال أن هذه المعطيات لا تتيح لغير الخطاطين التعرّف إلى لغة القرآن.

يضيف العالي أن ليس كل فنان تشكيلي خطاطاً بالمعنى الحقيقي يتقن قواعد الخط العربي وأصوله، «ثمة تشكيليون استخدموا الخط العربي كدلالة تشكيلية ورمزية تعبّر عن نزعة ذاتية للفنان وليس بالضرورة أن ينتمي محتوى اللوحة إلى مدرسة الخط العربيّ».

يرى العلي أن الخطّ العربي يستمدّ عراقته من مفهوم الأصالة في الفكر العربي من خلال الحفاظ على التقاليد المغروسة في السلوك والفكر والقيم، لذلك يحرص الخطاطون على تعليم قواعد هذا الفن للنشء الجديد.

أشكال متجانسة

في السياق نفسه، يعتبر الخطاط محمد الشيخ الفارسي أن استخدام تقنيات متنوّعة في لوحاته يساهم في إرضاء أذواق المتلقّين على اختلافها، وأن هذا التنوع يصبّ في صالح مشروع الفنان، وأن المزج بين الخط العربي وأنواع الفنون الأخرى يثري تجربة الخطاط، لا سيما عندما يقدّم أشكالاً متجانسة من الناحية الفنية ومقبولة لدى الجمهور والنقاد.

يضيف الفارسي: {ابتكرت تقنية جديدة في تجربتي الجديدة محاولاً إدخال الحروفيات في الرسم بالأبيض والأسود مستعيناً بالمرأة كتيمة رئيسة لهذا الموضوع، كذلك عمدت إلى التجريب في التشكيل مستخدماً أكثر من تقنية فنية في آن، خصوصاً أن طبيعة الفن تقوم على تنوّع المشارب وتباين الأفكار».

في تجربة مختلفة، يستفيد الفنان وسام الحداد من الخط العربي مقتدياً بمفاهيم ثقافية إسلامية، ذلك عبر تكوينات عالية الجودة من البناء الفني والنسق البنيوي توزّعت على خامات من السراميك والخزف والطين، فتعانقت حروفيات الحداد مع قطع الخزف ومواد أخرى عبر تكوينات لونية تلائم جماليات الشكل والمضمون.

يحرّر الحداد أفكاره من السياق النمطي والأساليب المتكررة، مبتكراً جداريات ومجسّمات من الخزف، تبرز فيها جماليات توظيف الألوان في الخط العربي، نابعة من مخزونه المعرفي والثقافي واختزال تجاربه في مشاريع مبتكرة، متكئاً على رؤى أكاديمية ونظريات لغوية في التقنية، تستند على وجود ارتباط وثيق بين اللغة والكتابة.

دلالات صوفيّة

يرى الرسام التشكيلي الجزائري حمزة بونوّه أن الرسم هو نتيجة حالة إبداعية روحية تعكس تأثير البيئة الدينية والروحية التي نشأ فيها الفنان، معتبراً أن محتوى اللوحة يلخّص اندماج الفنان مع ذاته من خلال مفرداتها.

يقدّم بونوّه تجربة مختلفة في مجال الحروفيات مستبدلاً الأشكال الفنية المعتادة في اللوحة الحروفية العربية بظلال وتكوينات لونية تحمل دلالات صوفية، اكتسبها نتيجة خبرته في مجال الخط العربي، مشدداً على أن الإبداع يحطّم أسوار التقليدية شرط ألا يساهم الشكل الإبداعي في تشويه ثوابت فن الخط العربي.

من جهته، يؤكد الخطاط علي البداح أن الفنان هو ابن بيئته وعصره الذي يعيش فيه، مشيراً إلى أن عمله يعكس قناعاته التي يؤمن بها، مستغرباً عدم انسجام قناعة الفنان مع أفكار الجمهور، متسائلاً من هم الذين يريد هذا الفنان مخاطبتهم؟

يضيف البداح: «في الحقيقة ثمة فنانون تشكيليون يتبنّون أسلوباً غربياً بعيداً عن ثقافتنا، لذلك يصعب على الجمهور فهم فنّهم أو تقبّله، كذلك الأمر بالنسبة إلى الخطاطين الذين ينقلون التصاميم الهندسية من حقب سابقة كانت رائجة ومفهومة من الجمهور آنذاك لكنها تعدّ، راهناً، رموزاً غير مرغوب فيها».

يتابع البداح: {امتدّ فن الخط العربي على طول رقعة العالم الإسلامي من الصين في أقصى الشرق إلى بلاد الأندلس في أقصى الغرب وتنوّعت أساليبه بحيث أصبحت بقاع معينة في الغرب تشتهر بأنواع لم تكن تُستخدم في الشرق والعكس صحيح، كذلك تأثرت أمم كثيرة غير عربية بجمال فنّ الخط، لكن من دون أن تنسلخ عن ثقافاتها التي قد تختلف عن ثقافتنا العربية، فألغت حروف لغاتها واستعاضت عنها بالحروف العربية، فانعكس ذلك على إنتاج خطاطيها سواء بأشكال هندسية أو غيرها قد لا تكون مفهومة لغير المتخصّص».



أشكال هندسية حديثة

إيلاف :: افتتاح معرض لصناعة المخطوط العربي في مركز

افتتاح معرض لصناعة المخطوط العربي في مركز: "افتتاح معرض لصناعة المخطوط العربي في مركز"
مصحف ابن البواب من أقدم المعروضات ويعود تاريخه لأكثر من ألف عام
افتتاح معرض لصناعة المخطوط العربي في مركز "وافي"

مروة كريدية

GMT 14:02:00 2010 الأحد 22 أغسطس


مروة كريدية من دبي: تَنشط في رمضان الفعاليات التراثية والمحاضرات لا سيما في دول الخليج، فيما تسعى المراكز التجارية إلى استقطاب بعض الفعاليات الثقافية والإعلامية مما يجذب أكبر نسبة من الزائرين لها. وفي دبي تنتشر الفعاليات الرمضانية في الأماكن العامة فتنتشر الخيم الرمضانية والمعارض والأمسيات في معظم المؤسسات الثقافية علاوة على الفنادق والمراكز التجارية فتمتزج الفعاليات الدينية بالثقافية بالتجارية مما يذكرنا بأسواق العرب عبر التاريخ كسوق عطاظ.
وينتشر في البهو الرئيسي لمركز "وافي " في دبي معرض مميز للمخطوطات العربية حيث خصصت زاوية لعرض وسائل الترميم اليدوي وغيره من أدوات الترميم ووسائله، هذا وقد افتتح المعرض أواخر الأسبوع الفائت ويستمر حتى 27 من شهر آب الحالي.
وفي حديث لإيلاف قال أنور الظاهري من قسم العلاقات العامة في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث أن المعرض يهدف بالدرجة الأولى إلى إلقاء الضوء على جزء لا يستهان به من التاريخ العربي عبر عرض صور عن المخطوطات التي يقتنيها المركز لما تشكله من ذاكرة حية للشعوب والامم.
ويضم المعرض 15 لوحة منها 8 صور لمخطوطات كتابية، وردّا على سؤالنا حول قيمتها التراثية وتاريخها الزمني أشار الظاهري الى لوحة تحوي على صورة أخذت من مصحف "ابن البواب " الذي يعود تاريخه لأكثر من ألف عام أي للقرن الرابع الهجري عام 313، إضافة إلى لوحة ضمت الأهازيج الشعرية للرحالة أحمد بن ماجد حيث عرضت قصيدة ميميَّة و كلمات منظومة مؤثرة سطرت في مدح النبي و كتاب تشريح الأبدان للشيرازي الذي يعود تاريخه للقرن الخامس الهجري.
وعن القسم المتعلق بالترميم أشار الظاهري أنه كان يعمل في قسم ترميم المخطوطات سابقًا، واكتسب خبرة مميزة في مجال الترميم اليدوي وترميم الأغلفة حيث عرض لنا نماذج من الأغلفة التي تعود لعصور مختلفة من التاريخي وتتنوع في زخرفتها وفق العصر التي تنتمي له فمنها العثماني والمملوكي والفارسي والسلجوقي والفاطمي.
وفيما يتعلق بطرق الترميم، أوضح الظاهري أن المركز يعتمد طريقتين أساسيتين للترميم، وهما الترميم الآلي والترميم اليدوي على غرار حالات تمزق الورق على سبيل المثال، مع الأخذ في الاعتبار الإبقاء على لون وسماكة الورق الأصلي قدر الإمكان، وبطريقة لا تلحق الضرر بالنص الأصلي أيضا.
ومن الأمور الفنية الأخرى المعروضة صناعة ورق التعريق الرخامي المعروف بالأيبرو الذي يستعمل في تبطين الجهة الداخلية من الأغلفة الجلدية.
هذا وتتعرض المخطوطات بفعل العوامل الجغرافية والاهمال واختلاف درجات الحرارة آفات كثيرة، منها الحشرات والفطريات والتلونات مما يؤدي الى تلفها، حيث تناول المعرض نماذج عن هذه الاصابات وكيفية معالجتها.
يذكر ان مركز جمعة الماجد يشتهر بالخدمات التي يوفرها للبحاثة الذين بوسعهم الاستفادة من إمكانيات المكتبة العلمية ومخطوطاته ومطبوعاته، حيث يشتمل حوالي 350 ألف عنوان كتاب، وحوالي 250 ألف مصورة لمخطوطات، وأكثر من 16 ألف مخطوطة أصلية، وهي متاحة للجميع.

جريدة النهار : كونسرفاتوار التراث الشرقي" متحف جامعة الروح القدس...ألف قطعة أثرية تروي تطور صناعات الإنسان وطريقة حياته

جريدة النهار
"كونسرفاتوار التراث الشرقي" متحف جامعة الروح القدس
ألف قطعة أثرية تروي تطور صناعات الإنسان وطريقة حياته

"كونسرفاتوار التراث الشرقي" هو اسم المتحف الذي تحتضنه جامعة الروح القدس في الكسليك، ويجمع بين ارجائه مجموعات اثرية من مختلف الحقبات بدءا من عصور ما قبل التاريخ وحتى الفترة العثمانية.
ألف قطعة اثرية تتوزع في واجهات زجاجية حديثة مزودة بإنارة صممت خصيصا لابراز المعروضات بالطرق الملائمة، ورتبت الموجودات وفق التسلسل الزمني التاريخي، لتعطي الزائر، وخصوصا تلامذة المدارس وطلاب الجامعات، صورة واقعية عن تطور صناعات الانسان عبر العصور وانعكاسه على طريقة حياته واسلوب معيشته.


معروضات وحقبات

يعرض المتحف في واجهته الاولى، مجموعة من الادوات الحجرية الصوانية التي استعملها الانسان في عصور ما قبل التاريخ التي تعود الى 400 و 500 ألف عام قبل المسيح، والى جانبها مجموعة غنية من الفخاريات من عصور البرونز القديم والمتوسط والحديث وابرزها قطعة ابريق شاي، فريدة ومميزة، من عصر البرونز القديم تنفرد بشكلها الدائري الذي يمثل شكل الانسان والخرطوم الطويل الذي يعلوه ويزينه رأس نعجة.
وفي واجهة اخرى فخاريات فينيقية ملونة ومرسومة تعود الى عصر الحديد، يعتقد انها مستوردة من قبرص وتدل على التبادل التجاري الذي كان قائما في ذلك الحين بين قبرص وصور. واللافت مجموعة من الجرار المختلفة الاحجام لا تزال آثار الاعشاب البحرية ظاهرة على بعضها، فيما تدل الجرار الكبيرة على شبكة العلاقات التجارية التي كان ينسجها لبنان مع العالم المحيط من اليونان الى افريقيا وغيرها من البلدان.
ومن العصور الهلنستية والرومانية تبرز قطع جميلة من مختلف الانواع الحجرية والفخارية والبرونزية تتنوع بين رأس تمثال وبكايات واسرجة زيت وقناديل من مختلف الاشكال والاحجام، تظهر تطور صناعتها من الشكل الدائري المفتوح والكبير الى المغلق والصغير واستعمال الفتيل.
ويعرض المتحف ايضا قطعا مختلفة ومميزة، مثل نذورات مصنوعة من مادة الرصاص تحمل تصاوير لآلهة بعلبك تعود الى العصرين الاول والثاني الميلاديين كان الكهنة والوثنيون يطلبون الى الاهالي رميها في بركة عين الموج في بعلبك ليعرفوا طالعهم، واصدافا ارجوانية، ومجموعة من البورسلين الصيني، ومرآة من العصر البرونزي، و"خشخيشة" من الفخار وجدت في قبر طفل، وقطعا حجرية تحمل دواليب وتمثل تطور صناعة النقل وغليونا من العصر العثماني...
وخصصت واجهة للمتحجرات السمكية جمعت من بلدتي حاقل ونمورة ومناطق جبيلية اخرى يعود تاريخها الى 140 مليون سنة قبل التاريخ.
وفي وسط المتحف، تعرض مجموعات من القطع الكبيرة تضم فسيفساءات بيزنطية رممت وجمعت حجارتها الصغيرة والملونة، وقطعا من نواويس رومانية ولوحات كتابات حجرية...


رزق والتراث المحترم

افتتح المتحف في 6 حزيران 1992 باحتفال رسمي حضره رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي. ومجموعاته تبرعات وهبات من رجال فكر وعلم يقدرون تاريخ بلدهم واهمية تراثه ويريدون المحافظة عليه، قدموها الى مؤسسات تعليمية عدة ومنها الجامعة اللبنانية وجامعة الكسليك، وابرزهم احد مؤسسي المتحف الوطني وأول امين صندوق له جاك تابت، ونعمة تابت، والديبلوماسي السابق في واشنطن موريس تابت. ومصدر هذه المجموعات في معظمه من لبنان، والبعض الآخر من مشترياتهم من المعارض والمزادات في الخارج. وروعيت في تجهيزه قاعدة حفظ العاديات وحمايتها، فتم تركيب جهاز انذار لردع الاعتداءات والحماية من السرقات، ومطافىء لمنع اندلاع الحريق ومكافحته، و"شراقات" لامتصاص الرطوبة ومراوح لتنقية الهواء.
وفي لقاء مع " النهار" لفت مدير معهد التاريخ وقسم الآثار وتاريخ الفنون في جامعة الروح القدس الاب كرم رزق الى ان "الهدف من انشاء هذا المتحف هو تربوي وتعليمي في الدرجة الاولى لنتيح للتلامذة والطلاب التعرف الى تاريخ بلدهم وحضاراته والاطلاع على تقدمه عبر الزمان وتطور الحياة واسلوب العيش فيه، ويفخروا بأجدادهم وماضيهم الذي شهد اختراعات كثيرة ساهمت في تطور الانسانية". وأسف " لكون التراث غير محترم في لبنان، فلا قيمة للمواقع الاثرية التي لا تخضع لأبسط قواعد العناية والاهتمام، اضافة الى اعمال التنقيب غير الشرعي التي تحصل في العديد من المناطق والسرقة والتهريب والاتجار بموجوداتها".
يضم المتحف نحو ألفي قطعة اثرية، ألف معروضة وألف اخرى لا تزال في المستودعات. واكد الاب رزق ان كل القطع تم تنظيفها وترميمها وتأهيلها ومعالجتها بالطرق العلمية قبل عرضها، اضافة الى ترقيمها وتأريخها وتصنيفها وادراجها في فهرس تضمن جردة كاملة عن الموجودات.
جل ما يطمح اليه القيمون على جامعة الروح القدس، ان يصبح "كونسرفاتوار التراث الشرقي" مركزا ثقافيا ومتحفا حضاريا تغطي مجموعاته كل انواع صناعات الانسان وحرفه في مختلف حقبات التاريخ، وان يكون محطة في برنامج كل طالب وكل سائح يقصد لبنان. وهو لذلك يفتح ابوابه أيام الاثنين والثلثاء والخميس والجمعة لاستقبال الجميع.

مي عبود أبي عقل
(may.abiakl@annahar.com.lb )

الاثنين، 23 أغسطس 2010

اليوم السابع | "الآثار" تقيم معرضا للكتب بخصم 40%


والنماذج الأثرية..
"الآثار" تقيم معرضا للكتب بخصم 40%
الأحد، 22 أغسطس 2010 - 22:14


كتبت دينا عبد العليم

يقيم المجلس الأعلى للآثار معرضا للكتاب والنماذج الأثرية، بقصر محمد على بالمنيل ويستمر حتى نهاية شهر رمضان، ويقدم المجلس خصم 40% على كل الكتب والمعروضات الأثرية.

ويشارك فى المعرض عدد من دور النشر الحكومية والخاصة، كذلك إصدرات المجلس الأعلى للآثار، كما قام المجلس بطبع أجندة رمضان مزودة بمعلومات عن 48 أثر إسلامى من مساجد وبيوت وقصور وأضرحة، وأهم الملامح المعمارية لكل عصر، ويتم عرض المعلومات الخاصة بالآثار فى هذه الأجندة بشكل سهل ومبسط يمكن للعامة الاحتفاظ به كمرجع للآثار الإسلامية الموجودة بالقاهرة.

الأحد، 22 أغسطس 2010

مرقد نبي الله ذي الكفل سيضم الى لائحة اليونسكو


تاریخ: 2010/08/21 المصدر: براثا

وزير السياحة والآثار العراقي :
مرقد نبي الله ذي الكفل سيضم الى لائحة اليونسكو
مرقد نبي الله ذي الكفل




العراق بلد السياحات المختلفة وفيه السياحة الدينية باعتباره يحتفظ بمزارات لكل الطوائف والأديان وفيه السياحة الطبيعية في إقليم كردستان والجنوب والأهوار وهناك سياحة الصحراء وخاصة الصيد والسياحة الأثرية ولان العراق يملك مواقع أثرية ضاربة في القدم ولحضارات عدة ..وأغفال كل هذه الجوانب الجاذبة للسياحة سابقا والتي تعمق هوية العراق الحضارية يعني وجود خلل ما في فهم أهمية هذه الوزارة التي قد يعتبرها البعض سيادية ..

ولأن هناك دولا أوروبية تعتمد بالكامل على السياحة وحتى بعض الدول النفطية بدأت تفعل قطاع السياحة لان النفط قد ينضب في أية لحظة بخلاف السياحة ..فبدت تشهد السياحة في العراق طفرة كبيرة من خلال الدور الجيد والجهود التي اتضحت معالمها من خلال افتتاح المتحف العراقي بعد إغلاق دام ست سنوات وإعادة 36 الف قطعة أثرية الى متحف العراقي فضلا عن مشاركة الوزارة في المؤتمرات والندوات وورش العمل والاجتماعات التي تقيمها المنظمة الدولية للسياحة ومنظمات السياحة العربية لغرض إعادة العراق الى المجتمع الدولي والمحيط العربي والإقليمي ونتيجة لهذا التواصل تم انتخاب العراق لعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية وهي اعلى سلطة في المنظمة وكذلك اختيار العراق نائبا لرئيس الجمعية العمومية في المنظمة الدولية. وفي هذا الصدد التقینا مع وزير السياحة والآثار في العراق الدكتور قحطان الجبوري ليحاوره عن آمال وهموم السياحة في العراق..

س/ أين وصلت وزارة السياحة والأثار بخصوص تطوير المشاريع السياحية في العراق بعد تحولها من وزارة دولة لشؤون السياحة والآثار الى وزارة سياحة وآثار؟

كنا ننتظر منذ ثلاثة سنوات تقريباً ان تتحول هذه الوزارة من وزارة الدولة لشؤون السياحة والأثار الى وزارة السياحة والأثار حتى تكون هذه الوزارة بتخصيصات وصلاحيات لتتحمل مسؤوليتها اتجاه قطاعين مهمين جداً ألا وهما قطاع السياحة وقطاع الآثار، وقطاع السياحة عندما يصل الى مرحلة ما تطمح لتحقيقه الوزارة، سوف يحقق أرباح كبيرة جداً خصوصا للمدن المقدسة أو الاقتصاد العراقي بالكامل لكن للأسف الشديد مجلس النواب السابق أخّر تشريع القانون وبالتالي اثر على كل البرامج والآليات التي وضعناها منذ تقريباً سنتين ولحد الآن .. ولكن نعمل وبجهود استثنائية وبدعم من دولة رئيس الوزراء على تهيئة بعض الأماكن سواء كانت في المدن المقدسة أو في المواقع الأخرى في مختلف محافظات العراق.. كون العراق بلد السياحات المختلفة ففيه السياحة الدينية وفيه السياحة الشفائية والإثارية والسياحة الثقافية وسياحة الصيف ، ونظراً لاختلاف الظروف الزمانية والمكانية والظروف المناخية في العراق فهناك منتجعات سياحية سواء كان في إقليم كردستان أو في جنوب ووسط العراق .

نأمل ان شاء الله جاهدين لتفعيل كل هذه السياحات حتى تدر بمبالغ كبيرة تدعم الاقتصاد الوطني وتصبح السياحة فاعلة كما النفط فاعل في الاقتصاد الوطني ..

س/ اعتماد اكثر المدن المقدسة على السياحة الدينية في كمورد اقتصادي، الى أين وصلت الوزارة بتفعيل وتطوير مشاريع السياحة الدينية؟

نحن كلجنة عليا للسياحة الدينية في العراق وضعنا برنامج متكامل لتوقيع مذكرة تفاهم مع مختلف دول العالم وخاصة الدول الإسلامية لتفويج أعداد كبيرة من الزوار لزيارة العتبات المقدسة فذهبنا باتجاه دول القوقاز وكانت هناك بدايات لمذكرة التفاهم ثم ذهبنا باتجاه باكستان والبحرين ولبنان وسوريا وحتى مصر ومختلف الدول لغرض أبرام مذكرات تفاهم بيننا وبينهم حتى نستطيع ان نُفوج أعداد كبيرة من الزوار للعتبات المقدسة.

وأيضا وقعنا مع الشركات السياحية على برنامج مع منظمة الحج والزيارة الإيرانية عندما كانوا في بغداد وكانت مفاوضات وحوارات مع الجانب الإيراني في هذا الموضوع واتفقنا على ان تكون هناك عقود جديدة بين الشركات العراقية والشركات الإيرانية حتى لا نبخس حقوق الشركات العراقية وحتى يكون التوزيع متوازن على الفنادق العراقية أو الفنادق الفاعلة خصوصا في المحافظتين المقدستين النجف الاشرف وكربلاء المقدسة قبلتا السياحة الدينية في العراق.

علماً انه الآن يدخل الى العراق بحدود 12000 زائر يومياً من مختلف الجنسيات لزيارة العتبات المقدسة، وسنعمل على 530 شركة سياحة عراقية ولا نقتصر على عدد من الشركات التي تعمل الآن والتي هي بحدود 170 شركة.

س/ هل بادرت الوزارة بعمل مؤتمرات وندوات تثقيفية لشركات السياحة العراقية؟ أو مؤتمرات تهدف الى استقطاب الزوار والسياح من خارج العراق ؟

ج/ كان لنا حضور في مختلف دول العالم لحضور مؤتمرات وندوات ووقعنا مذكرات تفاهم مع بعض الشركات، وقد عقدت أيضا ندوات ومؤتمرات للشركات السياحية، واتفقنا مع الجانب الإيراني قريبا جدا ان يكون ملتقى للشركات العراقية مع الشركات الإيرانية في طهران حتى تتعاقد الشركات الإيرانية مع الشركات العراقية مباشرة، ونحن كدولة وكوزارة نكون مشرفين على هذه العملية بالكامل ...

ثم انتقلنا الى المحور الثاني والمهم كذلك في الوزارة وهو الآثار لنسأل أين وصلت قضية الأثار العراقية المسترجعة ...؟ وماهي إجراءات تعقب ثروتنا الوطنية .؟ وكيف يمكن النهوض بواقع السياحة الأثرية في بلد لا يمكن ان تخلو مدينة من مدنه من موقع اثري ؟..

حملنا هذه الاستفهامات لنطرحها عند الدكتور قحطان الجبوري وزير السياحة والآثار الذي حاول ان يطرح قضية وزارته كوزارة لو فُعلت تكون موردا بأهمية النفط، فكان الحديث أولا عن جدوى مؤتمر القاهرة ومستوى مشاركة العراق فيه وهل يمكن ان تعيد مثل هذه المؤتمرات الأثار المنهوبة، فقال: الدعوة لحضور المؤتمر جاءت متأخرة وقد شارك وفد بسيط من وزارة الثقافة في فعاليات المؤتمر الذي سيتحول الى مؤتمر سنوي موسع يحاول الضغط على الدول التي تملك مقتنيات وآثار دول أخرى لإعادتها عبر تحشيد الرأي العام والضغط على اليونسكو.

أما بخصوص الآثار ومالها من أهمية كبيرة في العراق كونها معلم سياحي كبير هل سيتم التعامل معها مستقبلاً بشكل أوفر حظاً لاجتذاب السواح فقد بيّن الجبوري: ان العراق منذ عام 1980 ولحد 2008 وبداية تسلمنا لمنصب وزير السياحة والآثار كان مبعد عن السياحة وعن منظمة السياحة العالمية فاستطعنا والحمد لله ان نحصل على موقع مهم وهو نائب رئيس المكتب التنفيذي حيث وكلنا بمنصب نائب رئيس المكتب التنفيذي لمكتب منظمة السياحة العالمية في المؤتمر الذي عقد في مدريد في بداية عام 2009، وفي نهاية عام 2009 أيضا وكلنا على موقع مهم جدا وهو نائب رئيس الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية بحضور 91 وزير سياحة، ونحن الآن فاعلين في منظمة السياحة العالمية ورئيس اللجنة العليا للسياحة الدينية في العراق ..

بالنسبة لموضوع الآثار استطعنا والحمد لله من إعادة 36000 قطعة اثريه، واستطعنا ان نعيد تأهيل المتحف الوطني العراقي وبمبلغ زهيد جداً لا يتجاوز (30 مليون دينار عراقي ) وبفترة زمنية لا تتجاوز شهرين ونصف .. استطعنا من إعادة تأهيل متحف الطفل وذهبنا باتجاه المحافظات لعرض التصاميم على مختلف المحافظات .. ان شاء الله نأمل خيرا وان ترصد مبالغ في الميزانية التكميلية لعام 2011 و 2012 ان ترصد مبالغ لكل متاحف العراق وبذلك نعيد لحضارة وادي الرافدين بهاءها وضياءها ..

س / القوانين في بعض الدول لا تمنع المتجارة بآثار الدول الأخرى وهذه مشكلة حقيقية فهناك أسواق ومزادات يمكن أن تباع فيها الآثار المسروقة والمهربة وبضمنها الآثار العراقية ..القضية تحتاج الى تحشيد دولي في هذا الاطار رغم ان بعض الدول ساعدت العراق في استعادة مئات القطع الأثرية ..

فهل تملكون إحصائيات دقيقة عن عدد القطع الأثرية المسروقة والمهربة خارج البلاد؟

المواقع الأثرية في البلاد تعرضت الى نهب منظم واحيانا عشوائي قبل وبعد الاحتلال فقبل السقوط كان هناك رجال دولة كبار يقومون بسرقة وتهريب الآثار العراقية لأنها نادرة وثمينة ولا تقدر بثمن وأسمائهم معروفة لدى العراقيين ...

وهناك مواقع كانت تتعرض الى النهب العشوائي لان الدولة لم تكن تسيطر على جميع المواقع الأثرية التي تنتشر على مساحات واسعة من البلاد ..

وما حدث بعد السقوط كان فضيعا جدا نتيجة التدهور الأمني فكانت هناك عمليات نهب وسرقة وتخريب للأثر شمل أيضا الآثار التي كانت في المتاحف العراقية مثل المتحف الوطني الذي سرقت منه بحدود 15.400 قطعة بعضها قطع أثرية مهمة للغاية..

س/ ما حقيقة الادعاءات الإسرائيلية بأن بعض الآثار اليهودية في العراق تتعرض للتخريب والطمس وخاصة مرقد الكفل عليه السلام ؟

مرقد نبي الله الكفل عليه السلام موقع أثري ومزار إسلامي وأيضا يعد من الآثار اليهودية حيث هناك نقوش باللغة العبرية وهذا يعني انه موقع أثري ذو خصوصية معينة بوصفه يخص اكثر من ثقافة وحضارة ..الوقف الشيعي بالتعاون والتنسيق مع الوزارة يقوم بأعمال الترميم والصيانة هناك وفق المعايير العالمية أي بالمحافظة على خصوصيته الإسلامية وأيضا اليهودية في نفس الوقت ..

الهيئة العامة للآثار والتراث لديها فكرة ضم الموقع الى لائحة اليونسكو ونحن ذاهبون بهذا الاتجاه ..وهناك لجان فنية متخصصة تقوم بعملها في الموقع على اكمل وجه وبما لا يترك أي مجال للتشكيك في أي نية لطمس معالم الأثرية ..

س/ تحدثتم عن وزارة الخارجية ماهي مساعيها لاستعادة الآثار العراقية في دول العالم ؟

الدبلوماسية العراقية نشطة في متابعة الآثار العراقية عن طريق الخارجية وسفاراتنا المنتشرة في اغلب دول العالم والسفارات مكلفة بمتابعة الآثار العراقية ومراقبة المزادات العلنية العالمية التي تعرض فيها الآثار العراقية وقد نجحنا في استرداد اكثر من أثر مهم ومنها على سبيل المثال استعادة أقراط ذهبية تعود لكنز النمرود كانت معروضة في مزاد بواشنطن والإنتربول لديه دور مهم في التعقب، ولقد أسهمت الدبلوماسية العراقية في إعادة الكثير من الآثار من دول شتى تعاونت معنا في هذا الاطار مثل إيطاليا والسويد وهولندا وألمانيا والبيرو والتي أعادت مؤخرا 3 رقم طينية كانت بحوزة احد السراق..

س / العراق ملتقى للأديان القديمة الثلاثة ولاديان ومذاهب وحضارات شتى ..السياحة الأثرية قد يكون لها تأثير مهم والعراق ممرا للسياح القادمين الى منطقة الشرق الأوسط بأجمعها ..ما يدعم ويثبت ثقافة الحوار والتعايش السلمي ويسهم في تثبيت الاستقرار السياسي .. والحديث عن الآثار الدينية يعني التقاطع مع دواوين الأوقاف السنية والشيعية والمسيحية، عمليا كيف يمكن التنسيق بين كل هذه المؤسسات. هل هناك مصاعب ؟

قبل فترة سابقة كان الوضع الأمني يهدد أي تعاون ولكن الآن توجد جهود مشتركة لصيانة الكثير من المواقع الأثرية بالتعاون مع الدواوين التي أشرت اليها ومثلما تحدثنا عن الكفل هناك تعاون لترميم وصيانة كنائس ومواقع أثرية مسيحية ومنها مثلا أقدم كنيسة في العالم والتي تقع في محافظة كربلاء المقدسة (الاقيصر ) ..

س/ هل تمت زيارة المتاحف في العتبات المقدسة مثل متحف العتبة الحسينية المقدسة ؟ وما هي نتيجة اطلاعكم عليها؟

ج/ كانت لدينا لجان شكلت بيننا وبين العتبات المقدسة سواء كانت العتبة الحسينية أو العتبة العباسية المقدستين وان شاء الله هذه اللجان مستمرة بعملها ونأمل ان نفعّل هذا الدور خدمة للإمام الحسين (عليه السلام) ولأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) وسنعمل أن يكون هناك متحف خاص لهذه المحافظة يليق بمكانتها القدسية..



انتهی/125

السبت، 21 أغسطس 2010

دنيا | بخارى هزمت التتار والشيوعيين بهويتها الإسلامية | جريدة الاتحاد



حواضر الإسلام أول دولة تركية تنشأ في أحضان الخلافة العباسية
بخارى هزمت التتار والشيوعيين بهويتها الإسلامية


صورة 1 من 4
من المصدر ©
فناء مدرسة قديمة
تاريخ النشر: السبت 21 أغسطس 2010

بخارى التي تبدو اليوم مجرد مدينة صغيرة في جمهورية أوزبكستان بأواسط آسيا، كانت في غابر الأيام واحدة من كبريات الحواضر الإسلامية وأحفلها عمارة وأوفرها ثراء وأشهرها على صعيد الحركة العلمية حتى أنها عرفت ببخارى “الشريفة”. بدأت بخارى خطواتها الأولى على مدرج التاريخ قبل 2500 عام محطة على طريق القوافل التجارية، فيما يعرف بطريق الحرير، وخضعت لنفوذ ملوك الفرس القدامى، بينما خالفت معتقدهم في عبادة النار، إذ يدل اسمها المشتق من “بخار” بمعنى الصومعة أو الدير على تفشي البوذية بها.

د. أحمد الصاوي (القاهرة) - خضعت المدينة للإسكندر المقدوني في القرن الرابع قبل الميلاد، ثم هيمنت عناصر الترك عليها وأعقبتها حكومة الصين التي سمتها “تومي أتا” وظلت بخارى خاضعة للإمبراطورية الصينية حتى قامت الجيوش الإسلامية بغزوها غير مرة وقيض للفاتح الكبير “قتيبة بن مسلم الباهلي” أن يُدْخلها في حوزة الدولة الأموية في عام 90 للهجرة “709م” بعد أن هزم جيوش ملكتهم وهدم معابد الأوثان وأسكن رجاله بين ظهراني الأهالي الذين اعتنقوا الإسلام وآتت سياسة “المساكنة” ثمارها على المدى الطويل وباتت بخارى تعرف بالشريفة لكثرة ما بها من دور العلم والعلماء ويكفيها فخراً انتساب الإمام البخاري صاحب الصحيح إليها ونفر آخر من مشاهير علماء المسلمين وفي مقدمتهم ابن سينا والزمخشري.

وما لبثت بخارى أن صارت حاضرة لأول دولة تركية تنشأ في أحضان الخلافة العباسية عندما اتخذها السامانيون مقراً لبلاطهم بين عامي 261 و389 للهجرة وطفقت تنمو ويتعاظم دورها الثقافي والعلمي في ديار الإسلام وتعمر بها المساجد والمدارس وخلال عهد السامانيين شهدت بخارى مولد اللغة الفارسية الإسلامية عبر ملحمة الشاعر الفردوسي الموسوم “الشاهنامه” أو سير الملوك.

بيد أن الدهر قلب لبخارى ظهر المجن عندما استولى عليها “جنكيز خان” بعد مقاومة باسلة في سنة 616 للهجرة “1219م” فخربها وذبح رجالها وأحرق مكتباتها ولم يبق القائد المغولي على شيء من عمائرها سوى ضريح إسماعيل الساماني القائم إلى اليوم وهو مشيد بالطابوق، ويعد أقدم المعالم التاريخية في بخارى.

تيمور لنك

واستخلص “تيمور لنك” المدينة من حكام المغول في عام 785 للهجرة “1383م” وأخذت تستعيد عافيتها تدريجياً إلى أن حولها الأوزبك في عام 911 هجرياً “1505م” عاصمة لدولتهم بالتركستان الغربي، فأعادوا تعميرها قبل أن تسقط بأيدي حكام الدولة القاجارية الإيرانية لبعض الوقت، ولكن أمراء الشيبانيين استعادوا السيطرة عليها وإن انغمسوا في الترف والخلافات الدامية فيما بينهم غافلين عن تسلل روسيا القيصرية حتى أن خانات بخارى في القرن 19م. كانوا يدينون بالولاء لقياصرة روسيا وكان آخرهم “عليم خان”، وفي عهده استولى البلاشفة على المدينة وعاثوا فيها قتلاً وتخريباً، وأدخلوها ضمن جمهورية أوزبكستان في إطار الاتحاد السوفييتي السابق.

ومن أهم المزارات التاريخية بالمدينة، قلعة بخارى القديمة، وكانت مقر الأمراء من الأوزبك الشيبانيين، وهي تقوم على تل مرتفع في الجزء الشمالي من بخارى.

وبوسط المدينة القديمة بعض من الآثار التي يقصدها زوار بخارى اليوم، وهي تحيط بحوض الماء الشهير باسم “لابي خوز”، وهي كلمة تعني حوض الرمل نظراً لكثرة الرمل الذي كان يبدو ظاهراً بالحوض المشيد بالحجر الجيري في موسم الصيف عندما تنقطع المياه التي كانت تنساب إليه من المرتفعات الجبلية المجاورة. ولهذا الحوض قصة شهيرة مفادها أن الوزير الأوزبكي الذي أراد تشييده لتوفير مصدر للمياه بداخل بخارى لم ينجح في حمل امرأة كانت تملك منزلاً يعترض تخطيطه للحوض على بيع منزلها رغم ما بذله من مال لها فقرر أن يحفر قناة أسفل منزلها لتؤثر المياه على بنيانه، وبالفعل أنهار البيت ودخلت أرضه في عام 1622م. ضمن لأبي خوز دون أن تتنازل السيدة العنيدة عنه أو يدفع الوزير درهماً وما برحت البركة قائمة لليوم وتحيط بها حديقة غناء.

معالم إسلامية

ومن المساجد القديمة بالمدينة، جامع “نماز كاه”، وهو من تشييد ملوك أتراك الشرق “القراخانين” في القرن السادس الهجري، وقد تبقت منه بوابته الجنوبية الحافلة بالزخارف الإسلامية المتقنة. وهناك أيضاً مسجد “بلند” وشيد في القرن العاشر الهجري “16م” ويمتاز برواق خارجي يمثل المسجد الصيفي وله سقف خشبي مزخرف يرتكز على أعمدة خشبية بديعة، وذلك لتجنب تأثيرات الزلازل المدمرة التي تضرب هذه البقاع من آسيا الوسطى والتي ذهبت هي الأخرى ببعض معالمها التاريخية القديمة التي نجت من براثن الغزاة المغول.

بيد أن أهم وأشهر مساجد بخارى على الإطلاق هو مسجد “قاليان” بمئذنته السامقة التي تهيمن على مشهد بخارى. وينسب تشييد المسجد لأحد خانات الأوزبك، وهو “أرسلان خان” حوالي عام 1127 للهجرة ويمتاز بمئذنته التي يتجاوز ارتفاعها 46 متراً وهي مبنية بالآجر ومزخرفة به أيضاً وتتحدث الروايات الشعبية الأوزبكية عن أن مهندسها استخدم ألبان الإبل في تشكيل أساساتها، وهو سر صمودها في مواجهة الزلازل المدمرة التي ضربت بخارى غير مرة، وثمة روايات أيضاً عن أن خانات الأوزبك كانوا يلقون بمن يحكم عليهم بالإعدام من فوق قمة المئذنة الشاهقة الارتفاع ليسقط صريعاً على الأرضية الحجرية المحيطة بها.

مواقع التراث العالمي

تعد بخارى اليوم بعد استقلال أوزبكستان خامس أكبر مدينة في هذه الجمهورية الإسلامية وإن كان عدد سكانها لا يتجاوز 240 ألف نسمة وبفضل آثارها الإسلامية التي يتجاوز عددها 140 أثراً اعتبرتها هيئة “اليونسكو” في عام 1997م. من مواقع التراث العالمي، وهي أكبر مدينة تضم عمائر إسلامية في كل أواسط آسيا، إذ يوجد بها 197 مسجداً و167 مدرسة.

جريدة الرياض : .. وماذا لو أقدم المسلمون على إزالة أي تراث يهودي؟!


.. وماذا لو أقدم المسلمون على إزالة أي تراث يهودي؟!

يوسف الكويليت

اهتز العالم لتهديم طالبان تمثالي بوذا في بانيان باعتبارهما تراثاً إنسانياً، لكنهم وقفوا في الهامش من تدمير ونهب المتحف العراقي الذي يختزن واحدة من أقدم الحضارات والمنجزات بالتاريخ البشري، وسكتوا عن حرق الأقصى وهدم المقابر القديمة بالقدس، وهي عقيدة الصهيونية التي لم تعترف بحقوق الأحياء، فكيف بالأموات وخاصة في منطقتنا العربية..

نحترم التراث الإنساني ونعرف أنه قيمة تاريخية لقراءة التطور البشري في سلالم الحضارة، لكن إذا كانت إسرائيل تدخل في صلب مشروعها محو كل تراث في الأرض الفلسطينية، فحائطها من زجاج، ولعلها تدرك أن العرب الذين حموها في الأندلس من الإبادة، وحفظوا معابدها ومقابر موتاها، ورموزها ممن ساهموا في الحضارة الإسلامية، فإن لديهم المبرر الذي لا يحميه أي قانون لو أقدم متطرفو الدول الإسلامية بمحو كل شيء يتعلق بالديانة أو التراث اليهودي على اعتبار أن ما أقيم أو بني على أرضهم حق سيادي لهم، وهنا قد تعرف إسرائيل كيف تضرب في عمق ما تعتبره شاهداً لها..

قطعاً الإسلام اعترف بنبيي الديانتين السماويتين وشرع التسامح ودعا إلى السلام، لكن إسرائيل التي لا تحترم المقدسات ولا الأديان، في إقامة مشاريع عمرانية أو إنشائية على مقابر موتاها في المدن والعواصم العربية، أو تشييد مساكن لفقرائها عليها يبقى خياراً مؤجلاً ما لم تكف إسرائيل عن الهدم والاستيطان والاستهتار بكل ما يتعلق بمقدسات المسلمين على الأرض الفلسطينية..

ثم لو أقدمت على هدم الأقصى أو تسببت في انهياره لبناء الهيكل المزعوم، فإن معابدها ستكون عرضة لذلك للدفاع عن حقوق ديانتنا وتراثنا، وعلى الجامعة العربية والعالم الإسلامي التهديد بالمثل، لأن إسرائيل لا تعترف بقوانين الحقوق وإنما بالقوة، وهو سلاح نملكه إذا فرضت علينا حروب المساجد مقابل المعابد، ولا يستطيع أحد لومنا إذا كان غير قادر الضغط عليها، بل ومباركتها وتأييدها..

إن قوانين حماية التراث، وكل ما يتعلق بالمحرمات وتخريبها أو إزالتها يقتضي من أمريكا، تحديداً، ودول أوروبا أن تتدخل إذا كان للمقدسات احترام في الأرض الفلسطينية لا اتخاذ التهدئة والممانعة أمام تهديم المباني والمقابر.. وحتى نسلم باحترام التراث الإنساني بما فيه اليهودي على أرضنا، فإن عليها الخيار بين أن توقف ممارساتها، أو لا تلوم أي متطرف عربي إسلامي أن يفعل ما تقوم به حكومة متطرفة وشعب عنصري..

ومثلما تؤيد قوانين أوروبا وأمريكا حرية المعتقد وحماية المقدس وقبولهما بناء المساجد الإسلامية في أي مكان، وهو ما نجله ونعتبره مثالاً لتطبيق منطوق الدساتير والقوانين، فإن ما تقدم عليه إسرائيل يعارض هذا التسامح والمثالية في التعامل من قبل أمريكا وأوروبا، لكن يؤخذ عليهما أن كل ما تمارسه إسرائيل يعتبر قانوناً بحد ذاته، وهو ما نرفضه عندما يتعلق بمقدساتنا..

دنيا | عبدالعال محمد: الفن الإسلامي أكثر عطاء في التزين بالحلي | جريدة الاتحاد


نال أول دكتوراه عربية في تصنيع المصوغات
عبدالعال محمد: الفن الإسلامي أكثر عطاء في التزين بالحلي
حجم الخط |


صورة 1 من 1
تاريخ النشر: السبت 21 أغسطس 2010

مجدي عثمان

اهتم الفنان التشكيلي عبدالعال محمد عبدالعال منذ تخرجه في كلية الفنون التطبيقية بتصميم قطع من الحلي تعبر عن موضوعات تقرأ وبدأ هذا الاتجاه مع رسالته لنيل الماجستير، حيث يعتبر دلاية الصدر لوحة فنية وكان موضوع الرسالة “أثر فن الميدالية على المصوغات المعدنية “ ومنذ ذلك الوقت بدأ يصمم قطعاً من الحلي لها موضوعات ترتبط بالفن الإسلامي، ثم راودته فكرة الحركة الميكانيكية في قطعة الحلي ودراسة تلك الحركة بعد أن ترتبط القطعة بجسم الإنسان.

وقال إنه أول من نال درجة الدكتوراه في تصميم الحلي على مستوى العالم العربي حيث لم تكن هناك درجات علمية في فن الحلي وكان هذا في عام 1983، وكان شغله الشاغل إخراج أعمال معاصرة ترتبط بالتأصيل الإسلامي، ليست بالضرورة نقلا حرفياً للموتيفات الإسلامية رغم أن بعض الأشكال الإسلامية تستهويه فيلخصها في تصميم جديد مبتكر دون تقليد للتراث بطريقة تفقد الشكل قيمته الجمالية، وفي بعض الأحيان يشكل من الحروف كيفيات مختلفة منها ما يقرأ في تنسيقات وتلخيصات محددة يستطيع المتلقي أن يتعامل معها مباشرة مثل لفظ الجلالة، ومنها ما يكون في شكل تركيبات وتكوينات لجمل تشكيلية وليست لغوية، في أنواع حرة من الخطوط.

وأضاف أن إتقان صناعة الحلي ازدهر في العصور الإسلامية وتدل على ذلك الآثار الموجودة من العصر الفاطمي والمعروضة في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وبعض تلك النماذج مازال يصنع حتى الآن ويرتديها أهالي النوبة وخاصة العقود التي تصمم على هيئة حبات الزيتون.

وأوضح أنه في العصر الفرعوني انقسمت الحلي إلى دنيوية وأخروية، ولذلك كان الهدف تسجيلياً بالإضافة إلى الجماليات التي تبدو فيها، وخاصة ارتباطها باللون مثل العجائن الزجاجية والأحجار الطبيعية، ثم جاءت الرمزية في الحلى القبطية والتي ظهرت في رموز عقائدية لا ترتبط بموضوع وإنما مفردة، أما الحضارة الإسلامية فقد جاءت ببعض التنبيهات التي حالت دون التمسك بالكائنات الحية، وبذلك جاءت الحلي كزينة ظاهرة وأخرى باطنة ومن هنا ظهرت الحروف في الحلي” آية الكرسي، ما شاء الله، لفظ الجلالة”، وكانت تلك الكتابات مقروءة، على عكس العصر الحديث الذي اهتم فيه المصمم باستخدام الحروف في تركيبات تؤدى جملة تشكيلية وليست لفظية، ومن أبرز تلك الأمثلة الكتابات التي ظهرت في العصر المملوكي وهي ذات التنغيمات الملمسية، ثم بدأت صناعة الحلي تنحدر بعد أن جاءت عدة طوائف الى مصر تنتج الحلي التي تمثل ملامحها الخاصة دون أن تلبي الاحتياجات النفسية لمجتمعنا.

مميزات الفن الإسلامي

وأضاف أنه من مميزات الفن الإسلامي أنه شمول للأشكال في الأقطار الإسلامية المختلفة، فالفنان المسلم ثقافته تتمحور حول العقيدة الإسلامية سواء عاش في إيران أو تركيا أو الهند أو مصر أو العراق، وهو ما يحدث عملية التلاقح بين تلك البيئات المختلفة فتتلاقى وتتوحد وتضاف إلى المخزون الثقافي القديم في مصر أو أي قطر عربي آخر كمحصلة لذلك الالتقاء أو التناقل بين الأقطار المختلفة في ظل الولاية أو الخلافة الإسلامية، وهو ما جعل الشخصية الفنية الإسلامية أكثر عطاء.

“ثقافة التزين”

وأوضح أن مصمم الحلي فنان لديه جوانب لها اعتبارات خاصة، حيث يتعامل مع قطاع كبير من البشر تختلف أمزجتهم واختياراتهم وثقافاتهم، ولذلك وجب على المصمم أن يلبي احتياجات هؤلاء الناس ولا يقف عند مذهبية محددة أو اتجاه فني ذي لمحة مميزة، أو الارتباط بتوجه شخصي معين، وإنما لديه التزام مجتمعي، وهذا لا ينفي أن يكون للمصمم مذهبه الذاتي على خلاف ما ينتجه الفنان المصمم لمعرضه الشخصي، والذي تكون له فلسفة تخص تعلقاته الشخصية وتظهر حالة استمتاعية. وقال إن المجتمع في العصر الحديث ليست لديه “ثقافة التزين” السليمة التي ترقى بذوقه، وما يلبسه الناس يدل على حرفة جيدة وليس فناً، فالتزين يحدد موقفين، أولهما يمثل الاختيار الشخصي الذي يعبر عن الثقافة الخاصة، والثاني هو موقف المشاهد أو المتلقي، فحينما يتزين شخص ما بقطعة حلي فهو يراها لمرة واحدة أمام المرآة ثم يأتي دور من حوله، ولذلك يكون التزين ممثلا لثقافة الفرد.

«الصانع المصري»

يقول عبدالعال:” إن الإنسان المصري له طبيعة ترتبط بالمعتقدات الدينية أكثر من الشعوب الأخرى، ولذلك نجد سلوكه في التزين هو سلوك الاهتمام بالتكوين، أما الشعوب الأخرى فلديها سلوك الزخرفة. وأضاف أنه من دون أن نقلل من شأن العثمانيين فإنهم لم يظهروا تميزاً في صناعة الحلي، والتي جاءت كمركب خليط من التصميم الأوروبي والبيزنطي والعربي لا يحمل شخصية فنية واضحة، ولذلك برز دور العامل المصري الذي عاش في الدولة العثمانية بعد ترحيله الى الآستانة فأبدع وبرع وتفوق في صناعة الحلي حتى استطاع في ذلك الوقت أن يخرج من تحت يده صناعاً مهرة من الأتراك أنفسهم، كانوا يدينون له بالفضل، ولا يزال التاريخ يدين بالفضل والولاء في هذه الصناعة لأستاذها الأول “الصانع المصري”.

الوطن أون لاين ::: العثور على آثار في حماة تعود إلى 12 ألف سنة




العثور على آثار في حماة تعود إلى 12 ألف سنة

آثار بلعاس

آثار بلعاس
Bookmark and Share
دمشق: علي العائد 2010-08-21 12:50 AM

عثرت البعثة الآثارية السورية ـ الفرنسية على سويتين معماريتين في موقع جبل البلعاس في حماة يعود تاريخهما إلى بدايات عصر النيوليت (10 آلاف سنة قبل الميلاد).
وعن السويتين المكتشفتين قال رئيس دائرة آثار حماة عبد القادر فرزات لـ " الوطن" : "السوية الأولى عبارة عن إنشاءات معمارية بسيطة تتألف من حجارة مرصوفة بطريقة دائرية، وصفوف من الحجارة على شكل جدران، أو إنشاءات دائرية، أو بيضوية الشكل. أما السوية المعمارية الثانية، فهي عبارة عن منشأتين معماريتين تمثلان قسماً من قرية ترجع لعصر النيوليت، ولكن بصورة معمارية وهندسية مختلفة عن مكتشفات حوض الفرات وفلسطين".
وأوضح فرزات أن البعثة الأثرية السورية ـ الفرنسية المشتركة تعرفت خلال الأعوام السابقة على جبل البلعاس، ووجدت دلائل على وجود سكاني خلال فترة ما قبل التاريخ، من خلال الكشف عن طبيعة المساكن والنشاطات الاقتصادية والاجتماعية والعلاقات الإنسانية بين مختلف مواقع هذه المنطقة، الأمر الذي مكَّن من الربط بين أنواع الوجود السكاني في جبل البلعاس، والمراكز الكبرى المعروفة في منطقة المشرق خلال العصر الحجري.
ويغطي عصر النيوليت في سوريا الفترة الممتدة بين 10 آلاف و6 آلاف عام قبل الميلاد. وتميزت هذه الفترة بتحول حضاري هام في تاريخ البشرية، من حياة التنقل والصيد والالتقاط إلى حياة الاستقرار وزراعة المحاصيل وتدجين الحيوانات، الأمر الذي قاد إلى نشوء القرى الزراعية الأولى، ومن بينها القرية المكتشفة في هذا الموقع، والتي شكلت علامة فارقة في مجتمعات العصر الحجري الحديث، لكونها أنتجت طعامها بالاعتماد على مواردها المحلية، مما شكل انعطافاً جذرياً في التاريخ الإنساني يطلق عليه الباحثون اسم الثورة الزراعية، أو الثورة النيوليتية.

الجمعة، 20 أغسطس 2010

الوطن أون لاين ::: المشروع الإسرائيلي للتهويد يتضمن 150 موقعاً ومؤسسة ثقافية

الوطن أون لاين ::: المشروع الإسرائيلي للتهويد يتضمن 150 موقعاً ومؤسسة ثقافية



المشروع الإسرائيلي للتهويد يتضمن 150 موقعاً ومؤسسة ثقافية

باحث يطالب بسرعة إيجاد مراكز متخصصة للدراسات الإسرائيلية في الجامعات العربية


فرح يوسف
الرياض: حسين الحربي 2010-08-18 11:39 PM

أكد أستاذ الآثار الإسلامية الدكتور فرج يوسف أن المشروع الإسرائيلي لتهويد المواقع الأثرية في فلسطين يتضمن 150 موقعاً ومتحفاً وأرشيفاً ومؤسسة ثقافية، على الرغم من أنها تقع في مناطق لا صلة لها باليهود لدرجة يبدو فيها كل ما هو يهودي إن لوحظ أصلاً في سياق تزاحم التجارب الإنسانية الطويلة والبعيدة في التاريخ، هامشياً وثانوياً في سياق تاريخ طويل متعدد الطبقات والهويات والثقافات والتجارب.
وطالب الدكتور يوسف بسرعة إيجاد مراكز متخصصة للدراسات الإسرائيلية في الجامعات العربية، مشيراً إلى أن جهود الفلسطينيين كبيرة وحراستهم مستمرة على كل المقدسات والآثار، لكن الاحتلال قاسٍ ولا بد من منظمات عربية لدعم شعب فلسطين لوقف تهويد تراثه.
وأكد في محاضرته التي ألقاها أول من أمس بملتقى الأمير تركي بن طلال الثقافي بالرياض أن هناك محاولات صهيونية لإسكات التاريخ العربي، ومحو الآثار الإسلامية والمسيحية، ومسح النقوش والكتابات العربية ووضع كتابات عبرية محلها، وإحياء التاريخ اليهودي في فلسطين، مشيراً إلى أن الأوقاف والآثار الفلسطينية أصبحت نهباً بيد المحتلين الصهاينة، فيما توقف نظام الأوقاف بأكمله عن العمل بعد تشرد أهل فلسطين وفيهم القضاة، وأئمة المساجد، ومسؤولو الأوقاف، ودمرت مساجد وأغلقت أخرى، وتشتت مسؤولو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى المسؤول عن أوقاف فلسطين، وتقطعت أوصال الأوقاف.
وبين يوسف أن بعض المباني والآثار تقع ضمن حدود الكيان الصهيوني بينما أوقافها ضمن أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة أو العكس، وانهارت تبعاً لذلك كافة الأنظمة التعليمية والصحية والاجتماعية التي كانت ترتبط بالأوقاف الإسلامية في فلسطين. ولم يحترم الصهاينة التمسك بقرار التقسيم الذي قبلوه وكان ينص على أن "قانون العائلة، والأحوال الشخصية لشتى الأقليات، والمصالح الدينية الأخرى ومنها الأوقاف سيتم احترامها"، وانقطعت الاتصالات والصلات بين الفلسطينيين داخل الأراضي التي احتلها الصهاينة وبين بقية الوطن العربي والعالم الإسلامي، وظلوا يعانون من غياب قيادة تتحدث عنهم أو تمثلهم في الكيان الصهيوني بعد تدمير كل منظماتهم الاجتماعية والتعليمية والدينية.
وأشار المحاضر إلى إن الكنيست الصهيوني في 14 مايو 1950 سن قانون أملاك الغائبين لكي يتسنى له الاستيلاء على الأوقاف الإسلامية، وعمد الكيان الصهيوني إلى اعتبار المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى - الجهة المسؤولة عن الأوقاف في فلسطين غائباً، وذلك استناداً إلى أن كبار موظفي المجلس الذين كانت أراضي الأوقاف مسجلة بأسمائهم قد فروا أو طردوا وبذلك وضعت الحكومة الصهيونية يدها على كافة الأوقاف الإسلامية في فلسطين، وكان القسم الأكبر من أراضي الأوقاف وأملاكها يقع في الأراضي التي قام عليها الكيان الصهيوني سنة 1948، وخاصة في مدن: حيفا، وعكا، ويافا، واللد، والرملة، وكانت معظم أراضي الأوقاف المزروعة تقع في السهل الساحلي بين غزة جنوباً وحيفا شمالاً، بالإضافة إلى الاستيلاء على أراضي الأوقاف حيث استولت السلطات الصهيونية على ما تصل نسبته إلى 90% من القرى الفلسطينية بعد تدميرها وتشريد أهلها
ويأتي المسجد الكبير في مقدمة مساجد المدينة، حيث شيد سنة 1900 وبعد الاحتلال الصهيوني تم تحويله إلى متحف ومعرض للرسوم والصور، ولكن معارضة الفلسطينيين لهذا الإجراء أدت إلى إعادة المسجد وفتحه للصلاة ولكن لفترة وجيزة أغلق بعدها، وأمام الإصرار الصهيوني على تحويل المسجد إلى متحف قامت بلدية بئر السبع في الثاني عشر من ذي القعدة 1424 الموافق 4 يناير 2004 بالإعلان عن رغبتها في تقديم عروض من شركات لتحويل المسجد إلى متحف، وسوف يتم تنفيذ المشروع عن طريق إحدى الشركات التابعة لبلدية بئر السبع.. ولجأت مؤسسة الأقصى إلى محكمة الصلح في بئر السبع في محاولة لإيقاف المشروع ولكن المحكمة رفضت طلب المؤسسة.
وقال أستاذ الآثار الإسلامية إن النقب درة فلسطين، ويقف المسجد الكبير في بئر السبع ليحدثك عن آلامه، مسجد كبير رائع البناء لكن وجهه شاحب، ستون عاماً مرت وهو ينتظر، وكم حاول المسلمون ومعهم مؤسسة الأقصى أن يفتح المسجد لتعود له طلعته البهية، ولكن المؤسسة الإسرائيلية تصر على تحويله إلى متحف، وهو يمثل مأساة عشرات من المساجد التي بقيت ولم تهدم.
أما القرية القديمة فقد اتخذ الصهاينة من منازلها مراسم للفنانين، وتحول مسجدها إلى حانة باسم "حانة بونانزا"، ويصف إيلان بابه القرية ومسجدها بما يلي: (أما مجتمع الفنانين اليهود في القرية الأصلية فقد اعتراه الضعف بالتدريج، ويبدو في القرن الحادي والعشرين أقل جاذبية مما كان في أوج ازدهاره. كما أن حانة المستعمرة المسماة "بونانزا" والتي أنشئت في مسجد القرية الأصلي تبدو خالية من الرواد بصورة عامة هذه الأيام). (بابه 2007: 191-192)
ويصف أحد تقارير مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية مسجد قرية عين حوض بما يلي: قاموا (أي الصهاينة) بتغيير المسجد من الناحية المعمارية فأزيلت الواجهة الفاصلة بين المسجد والغرفة التابعة له، كما أزيل المحراب لتوسعة المكان، وأغلقت بعض النوافذ والأبواب، وألحق بمبنى المسجد إضافة في الجهة الشمالية واستعملت مطبخاً ومراحيض، وما زالت أحجار الأساس لمبني المسجد الأصلي ظاهرة للعيان، وكذلك الدرج الذي يوصل إلى السقف، والمبنى من الناحية الهندسية متماسك وصلب نظراً للمحافظة عليه، ويهب أهالي عين حوض إلى زيارة المسجد للذكرى فقط، وينظرون إليه متشوقين للصلاة بداخله).

دنيا | طاهر عبدالعظيم: قدمت رؤية تعبيرية تشكيلية للعمارة الإسلامية | جريدة الاتحاد

دنيا طاهر عبدالعظيم: قدمت رؤية تعبيرية تشكيلية للعمارة الإسلامية جريدة الاتحاد
يدعو لإعادة قراءة القيم الإسلامية
طاهر عبدالعظيم: قدمت رؤية تعبيرية تشكيلية للعمارة الإسلامية



لمشاهدة اللوحات الأربع أنقر على العنوان الرئيسي لياخذك إلى الصفحة الأصلية



تاريخ النشر: الجمعة 20 أغسطس 2010
مجدي عثمان

استطاع الفنان التشكيلي طاهر عبد العظيم من خلال دراسته للفنون التعبيرية في شعبة الديكور بكلية الفنون الجميلة، أن يقدم رؤية تشكيلية للسيرة النبوية الشريفة في أعمال معرضه الأخير الذي أقامه في قاعة إيزيس بمتحف محمود مختار، وتعد تلك هي المرة الأولى التي يستلهم فيها فنان تشكيلي أحداث التاريخ الإسلامي ويحولها إلى أعمال فنية وفقاً للتسلسل التاريخي بدلاً من أن يستمد عناصره من الرموز والأشكال الجمالية للفن الإسلامي.

وبدأت فكرة هذا المشروع الفني لدى طاهر عبد العظيم حينما انفعل كفنان مسلم بموضوع الرسوم المسيئة للرسول، ومحاولة تشويه صورته الكريمة موضحاً أنه بالرجوع إلى آثار الحضارات القديمة سنجد أن الدين ارتبط بالفن على مدى عقود طويلة، حتى أن البعض يقول إن تاريخ الفن هو تقريباً تاريخ الأديان.

ولا يُخفي الفنان طاهر تفاؤله بأن هناك أشخاصاً آخرين لديهم توجهات لقضايا أخرى تخدم الإسلام بشكل مؤثر وسط الحالة العامة من التردي التي نعيشها.





وأوضح أن هناك مَنْ يسعى جاهداً إلى أن ينزع عن الفنان هويته الوطنية أو الدينية باعتبار ذلك يضمن حريته التي هي عنصر أساسي في عملية الإبداع، وأن الفنان طائر يحلق في سماء الإنسانية بلا انتماءات.

وأكد أنه ما زال يرى الحياة المدنية بعيني وروح الفلاح الذي عاش طفولته وشبابه في القرية، حيث تمتزج الموتيفات الدينية والإسلامية بكل شيء، من شواهد القبور على أطراف القرية، وسرادقات العزاء، وصوت الشيخ المجود للقرآن الكريم، إلى حلقات الذكر والبدء بالصلاة والسلام على النبي المختار محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه.

الرسوم المسيئة

وأوضح أنه يحاول وسط هذا المناخ أن يُظهر ما يخص المجتمع العربي والتعامل معه بشكل معاصر وجديد وبتقنيات مستحدثة، مؤكداً أن رجال الدين الإسلامي ليسوا منغلقين، وإنما لديهم من الفكر والثقافة ما يجعلهم يتبنون مثل هذه الاتجاهات الفنية المنضبطة التي تحمل القيم والمعايير الفنية وترتقي بالذوق العام.

وقال إنه إبان اللغط حول أزمة الرسوم المسيئة شعر بالحاجة إلى إحياء أصول الحضارة الإسلامية وأهمها السيرة النبوية، والاهتمام بثقافتنا أولاً قبل الدخول في حوارات أو تفاعلات، وأن تاريخنا شاهد علينا بأننا دائماً كنا سباقين إلى التفاعل والحوار.

وأكد عدم تعارض الدين الإسلامي مع الفن وأن هذا المفهوم مغلوط، وأن الفنون الإسلامية حينما بدأت تكون لها السمات والأسس والخصائص المميزة، استمرت ومازالت واحدة من الطرز المهمة الموجودة في تاريخ العمارة والفنون الإنسانية، كما أن الفن حينما يوضع في قالب ديني فإن ذلك لا يتعارض مع تطوره، وإنما يعطيه تميزاً وتفرداً خاصاً.

إعادة قراءة

وأضاف أن ذلك الموضوع أصبح يؤرقه في ظل المتغيرات المجتمعية المتلاحقة والتي تجب معها إعادة قراءة قيمنا الإسلامية بشكل جديد ومختلف، وهو ما جعله يبحث عن دور قريب منه ويستطيع أن يتفاعل معه للرد على الهجمة الشرسة المسيئة في محاولة لربط الفن بالمجتمع في موضوع من أهم الموضوعات المطروحة على الساحة المحلية والعالمية كي يعرف المسلم قدوته، ويتأكد غير المسلم من القيمة الحقيقية لنبينا الكريم.

وقال إن بداية التنفيذ للفكرة كان بقراءات في كتب دينية متعلقة بالسيرة النبوية، وكذلك من مراجع متعددة منها ما هو مخالف ويخضع لوجهات نظر مختلفة عن المرجعيات الإسلامية، ومنها ما هو مطابق، فكانت فكرة اللجوء إلى دار الإفتاء لحسم الأمور المختلف عليها تاريخياً وشرعياً، وذلك بعد مرور حوالي 8 أشهر من البدء في المشروع، وبعد قراءة مقالة لفضيلة المفتي الدكتور علي جمعة عنوانها “تجديد عرض السيرة النبوية يجب أن يكون مشروع الأمة كلها” وأحس وكأنه يكتبها لمشروعه، فكان القرار بزيارة المفتي في دار الإفتاء، وكان الهدف من تلك الزيارة أن يجد السند من جهة يثق بها، وفي موضوع ذي حساسية خاصة، وكان المفتي المستنير يفرق بين تخصص الفنان وتخصصه كمرجعية دينية وتاريخية، كما حدد له اسم الدكتور أشرف فهمي المتخصص في السيرة النبوية، كما كان يوجهه إلى المراجع التاريخية والدينية، لا الدينية فقط.

صعوبات

عن الصعوبات التي واجهت تنفيذ مشروعه الفني قال طاهر:” إن أهمها كان عدم وجود مرجعيات موثقة عن تلك الفترة التاريخية من ناحية الأزياء أو العمارة وغير ذلك من المكملات، حيث كانت تلك الفترات لا توثق أحداثها بصرياً، وكل التوثيق المتوافر من خلال النصوص والروايات، وهو ما جعل العمل يعتمد بالأساس على الخيال في تصوير الأحداث، ونظراً لخبرته في مجال تخصصه في الفنون التعبيرية وارتباطه بالسينما والمسرح، وكيفية تخيل المكان والشخصيات والأحداث الموجودة في النص المقروء استطاع أن ينفعل بالموضوع باعتباره سيناريو شديد الثراء، ويمكن ترجمة أحداثه إلى عمل تصويري”.

وأضاف طاهر أنه من خلال تعامله مع كل الخامات والألوان، كان يفضل استخدام الألوان الزيتية بواسطة السكين، إلا أن هذا الأسلوب من الرسم يعتمد بالدرجة الأولى على التلخيص في المساحات واللون، كما يعتمد على الانطباع التلقائي الذي يصل بالعمل إلى حالة وانطباع قد يكونان بعيدين عن التفاصيل، أما في العمل الذي يمثل السيرة النبوية فقد وجد أن أسلوب التناول باستخدام الفرشاة قد يساعد على تحقيق الأهداف المرجوة من العمل بشكل أفضل، ووصول المفاهيم المطروحة من خلال اللوحات إلى القاعدة العريضة من الجمهور.

نظرة رحبة

عندما أدافع عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأنا لا أنطلق من نظرة تعصبية ولا أرد على التعصب بتعصب، ولكن من نظرة رحبة تريد الخير للعالم باعتبار أن هذه السيرة كانت مُلهمة دائماً للكثيرين، والبعض من العقلاء في العالم الغربي تعامل مع الرسول باعتباره صاحب فكر من طراز لا يتكرر في تاريخ البشرية.

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels