الأحد، 14 أغسطس 2011

حامد الشيخ: الأبعاد الروحية أقوى من المادية في الفن الإسلامي - جريدة الاتحاد

حامد الشيخ: الأبعاد الروحية أقوى من المادية في الفن الإسلامي - جريدة الاتحاد

تشكيل إسلامي.. الفن مصدر رئيسي للمعرفة

حامد الشيخ: الأبعاد الروحية أقوى من المادية في الفن الإسلامي




صورة 1 من 1
من المصدر ©
من أعمال الفنان حامد الشيخ
تاريخ النشر: الجمعة 12 أغسطس 2011

مجدي عثمان

حملت رسالة الإسلام ألوانا متعددة من المعرفة حظي فيها الكتاب بأكبر قدر من الاهتمام، ونقل فيها بأبسط الطرق توضيح الأساليب الجمالية، والتي قد لا تتوفر للفنان كنتيجة مباشرة لرؤية الأثر الإسلامي، وكان الفن مصدرا رئيسيا لهذه المعرفة وان لم تكن له نفس درجة الاتساع في الانتشار مثل الكتاب ثم تفردت بالفروع لتصبح لها قيمة خاصة كل حسب معاييره كالتصوير والنحت والحفر، وكذلك في باقي افرع الفنون من أعمال صك النقود والأدوات المصنعة منها خامات النحاس والذهب والفضة وأثواب التشريفة.

يقول الفنان التشكيلي حامد الشيخ بكري ان “البسملة” وهي افتتاحية كل آية اتخذت أشكالاً متعددة لضمان التأثير الروحي المطلوب بأكبر درجة من التحسين الشكلي، باعتبارها فرضا وتيمنا برحمة الله على كل ما يكتب في أعقابها، وفي حيز الترتيب الشكلي تكتب البسملة عادة في منتصف المكتوب لتحقيق التوازن الفراغي، كما أنها افتتاحية مباركة.

وأضاف الشيخ أن الكتابة تشترك في شرح صورة ما وتأخذ حيزا على جانب من جوانب الصورة في أعلاها حتى ولو كانت الصورة ترتبط بموضوعات حياتية أو اجتماعية أو ذات تقسيم هندسي أو لوحات إيضاحية لوحدات كالحيوان والطير والرسوم الإنسانية، وصور الخيال القصصي لتحقيق الصورة الخيالية، والبعد الكوني والروحي وقد اختلفت فيها طريقة الإخراج في قياس القبة نصف الدائرية والبيضاوية، كما كانت ذات نتائج متفوقة الأداء في النسيج المكتوب على النول بخيوط الذهب أو الخيوط الملونة وفي زي المسؤولين والعباءات وأزياء المراسيم.

الأساس الواقعي

وأوضح الشيخ أن الفن الإسلامي يظل أساسه الواقعي أقرب من الجوانب التعبيرية الأخرى حتى في ظل الموضوعات التي تهتم بالمعجزات والخوارق غير الطبيعية وتقدر قيمته على الاقتراب من الواقع، وان كان المجتمع الإسلامي في بداية الأثر الديني برمته يرى أن الأثر البعيد عن الزخرف أكثر روحانية لأداء الصلاة أو المناسك الإسلامية عموما من النظائر التي تحمل رؤية معقدة مرتبطة بالاحتياجات المادية، ويبقى القياس أيضا رهنا بتمسك البعض بالسيطرة على أسس صناعة ما من الصناعات التقليدية أو الخاصة المرتبطة بالتطور الجمالي للآثار الإسلامية أو بقية الديانات ويعتبرونها مفتاحا للسيطرة على الأمور الحربية نظرا لاحتياج المسلمين إلى الفتوحات أو إلى قواعد التعليم أو الحرفية في التطور المدني والعمراني. وأشار إلى أن المساجد في مجموعها متشابهة الرؤية وقائمة في أي مسجد من مساجد العالم على المداخل المحورية القائمة على مربعات أو مستطيلات والأبراج القائمة على الأركان وهي تختفي في التصميمات البسيطة كما هي في الفرق بين الصحن المكشوف والمغطى، المستطيل التخطيط أو المحاط بأروقة أو المحلى بأعمدة رخامية أو الدعامات المتبادلة أو صفوف النوافذ أو ما دونها أو ارتفاع الرخام وصلته بقامة الإنسان.

التصوير في المساجد

وقال إن التصوير في المسجد في مجمله تصوير على الحائط حتى لا يشغل القائم بالصلاة أي تشخيص يجعله في غياب لحظي عن الابتهال لله، والقبلة تكون مصمتة مرسوما عليها شبكات من الجص كمنمنمات وتفاصيل تشبه خلايا النحل، وهي رؤية تستقرىء التاريخ الإسلامي في درجات الرقي للقائم بالموعظة شأنه شأن الموقعة الحربية التي يحددها ضلعان رمزا للحراسة، وعديد من الدرجات إلى أقصى المصطبة التي يقف عليها من يقوم بالمجادلة في سبيل إعلاء كلمة الله، ويعتقد البعض ان الاتساع وعدد المصلين لابد أن تكون له علاقة بالنثريات الدقيقة وعدد الوحدات في المنبر وشكل الإضاءة ولا ينفصل المنبر عادة عن الحركة الجمالية لتواجده بجوار المحراب الذي توائمه أعمدة من الجانبين بل ويتنازل البعض عن السجاد إلى استخدام الحصير حتى تكون هناك علاقة لونية بين الأرضية وشكل الخشب لان المحراب نقطة دعاء الساجدين للخالق حيث تتصل تلك الرؤية بقدر ما عن مشاغل الدنيا من خارج البناء المعماري للمسجد، ويظل المسجد سطح القبة والمآذن، وقد اكتسبت بعض المساجد الأخرى صفة تصويرية معمارية كمسجد أحمد بن طولون الذي يحده إفريز جمالي منظم تنظيما دقيقا وقبة تتوسط الأرض الفراغ، والتي تعطي معنى حالما في الاستخدام الواقعي مكان الموجود في الاستخدام الجمالي، وكل ما يشترك في النظام العام الجمالي لا يختلف كثيرا عن قبة أو مقبرة لها ضريح وهي رباعية الأضلاع نصف دائرية مع مئذنة حلزونية الشكل. ولعل فكرة التوريق ذاتها من أهم خصائص التقابل والتشابه من خلال تحليل خاص أو متشابه مع أي اثر خارجي.

الإطار الزخرفي

أكد الشيخ أن أكثر ما اهتم به الفنان المسلم هو الشريط أو الإطار الزخرفي على الأخص في زخرفة تواشيح العقود والأوتار الخشبية ويطلق عليها الإزار الزخرفي، والتنوع في هذا الإطار قائم على تضمين وتجميل الخطوط المستقيمة والمقوسة المتداخلة والمتقاطعة والمثلثات والمضلعات والدوائر والخطوط وعناصر التوريق، وهي تحديد أولي لنقطة المركز والتقاطع القطري وهو ما يطلق عليه التعانق الشكلي، وتبقى خاصية الاختلاف البسيط في أحيان كثيرة قيمة للبساطة التي تقتضي من المتفرج الملاحظة السريعة الخاطفة واللماحة لطريقة رسم الحروف واقتفاء حركتها من الفراغ وكيفية تحقيق الاتزان في علاقاتها بالحلية الخارجية سواء كانت زهورا أم نباتات تشكل خلفية مشتركة.

وقال أن المتغيرات الاجتماعية حالت دون ان تكون الكتابة الإسلامية وخطوطها مرتبطة بنظام معين نظرا للفتوحات الإسلامية وتعدد أشكال الكتابة، فلكل دولة منهجها وأساليبها ولهذا أصبحت طرق الكتابة تتصف بالتحليق فوق الأحداث وباعتبار أن المكتوب هدف في ذاته، وحكما للقيم الجمالية في نطاق السلطة الدينية.

تزوير التاريخ

أكد حامد أننا لا يجب أن نغفل ما يشير إلى فترات من التزوير لم يسهل الحكم عليها إلا بالمتابعة أو الرؤية، ومنها على سبيل المثال ما كتبه أحد المؤرخين عن بناء “ قبة الصخرة”، من أن قصة البناء مرتبطة بحكم عبدالله المأمون، وهي خاطئة لاختلاف الخطوط وفترة التسجيل البعيدة عن حكمه وارتباط فترة الإنشاء بحكم بني مروان. وقد ألقيت المسؤولية على الصانع، وتعج فترات كثيرة في الفن الإسلامي بأمثلة لهذا التزوير المرتبط بالمتغيرات السياسية والاجتماعية.


اقرأ المزيد : المقال كامل - حامد الشيخ: الأبعاد الروحية أقوى من المادية في الفن الإسلامي - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=75020&y=2011&article=full#ixzz1UydwhOYT

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels