الاثنين، 22 أغسطس 2011

صلاح عبد الخالق: مصر رائدة استخدام الخط الكوفي في العالم الإسلامي - جريدة الاتحاد

صلاح عبد الخالق: مصر رائدة استخدام الخط الكوفي في العالم الإسلامي - جريدة الاتحاد

تشكيل إسلامي.. علاقة قوية بين الموسيقى والحروف العربية

صلاح عبد الخالق: مصر رائدة استخدام الخط الكوفي في العالم الإسلامي







من المصدر ©
لوحات تظهر جمال الخط العربي
تاريخ النشر: الثلاثاء 16 أغسطس 2011

مجدى عثمان

عشق صلاح عبد الخالق فن الخط منذ الحادية عشرة من عمره حين اكتشف أستاذ التربية الفنية في المرحلة الإعدادية إتقان تلميذه للخط، فبدأ تعليمه أصوله وقواعده، إلى جانب أساليب الزخرفة، ونصحه بالاستمرار في ذلك الطريق لتفوقه فيه، وبعد إتمامه المرحلة الإعدادية، بدأ يتردد على أساتذة الخط العربي بالقاهرة وعلى رأسهم شيخ الخطاطين محمد عبد القادر وخضير البورسعيدي اللذان شجعاه على الحصول على دبلوم الخط العربي من مدرسة تحسين الخطوط بباب اللوق، ثم دبلوم التخصص والتذهيب، وتخصص في الخط الكوفي.

يقول صلاح عبد الخالق إن الخط الكوفي أقدم أنواع الخطوط العربية، ويعتبره أساس الحروف العربية، حيث كان أول خط يكتب به القرآن الكريم، وأن العلاقة بين فن الخط العربي وفن الموسيقى هي علاقة ترابط روحي وفني لدى العرب، كما أنها تميزهم عن غيرهم من الشعوب، باعتبار أن الخط العربي موسيقى تُرى.

انحسار


ويوضح أن الخط الكوفي رغم قوته إلا أن دوره انحسر في مقابل الخطوط الأخرى، خاصة خط الثلث، بعد أن ظل مزدهراً لفترة طويلة وتميزت به فنون العصر الفاطمي، فحمل نفسه مسؤولية إعادة الاعتبار له، وقال إنه اندثر منذ سنوات وأن آخر من اشتغل عليه كان المهندس أحمد يوسف رئيس هيئة الآثار المصرية الأسبق إبان حكم الملكين فؤاد الأول وفاروق، ومنذ تاريخ وفاته انتهى الخط الكوفي، حتى بدأ الخطاط الراحل محمد عبد القادر يأخذ عن يوسف أحمد، ويكمل عليه واستطاع أن يخرج لنا مشقاً للخط الكوفي، وبدأت معه عودة جديدة أو إحياء للخط الكوفي.

بعد أن طوره وأضاف إليه قواعده التي نزال نسير على نهجها حتى الآن كمشتغلين بهذا النوع من الخط، وأن أعمال يوسف أحمد من كتابات وتكوينات تنزح إلى طريقة فنان في الأداء، أما أول من وضع قواعد للخط الكوفي للتعلم منها فهو الراحل محمد عبد القادر، وتلك القواعد تخص نوعي الخط الكوفي المصحفي القديم والخط الكوفي الفاطمي الحديث، وبعد موته انتهى الخط الكوفي مرة أخرى، ثم بدأت رحلة استعادته من جديد، وأنه أخذ على عاتقه ظهور الخطوط الكوفية القديمة مثل القيرواني والمصحفي والنيسابوري، حيث أن الخط الكوفي الفاطمي يكتب به الكثيرون، حتى أضحى مادة سهلة للخطاطين. أما الخطوط الأخرى، فقد أصبحت غير موجودة، ولذلك اهتم أن يطورها ويظهرها بأن أخرج قواعدها في شكل مشق يخص الخط القيرواني القديم، وهو واحد من أصعب أنواع الخط الكوفي، وقد جمع من حروفه وكلماته ما أتم به قواعده، أما الخط النيسابوري فلم تكتمل حروفه لديه بعد، حيث أن لوحاته قليلة نسبياً.

وأضاف أن قضيته إظهار الخط الكوفي الذي تم إهماله، مشيراً إلى أن هناك عدداً من تلاميذه من الخطاطين حصلوا على العديد من الجوائز في مسابقات الخط التي تقام في تركيا، وقد أصبح بذلك للخط الكوفي جيلان من كتبته يعملون على تطويره ثم المحافظة عليه، وقد أصبحت مصر مشتهرة بالخط الكوفي من دون غيرها، حيث لا يوجد في تركيا خطاطون للخط الكوفي لأنهم يهتمون بالخطوط اللينة مثل الثلث والفارسي والديواني، حتى أنهم في معظم المعارض لا يعيرونه اهتماماً، وقد شهدت مسابقة العام الماضي تنبيها برغبة القائمين بأن تكتب لوحات الخطوط الكوفية بالقلم، حتى تلغي الهندسة في الخط الكوفي، ويعتقد أنه نوع من الأحياء للخط الكوفي القديم الذي كان يكتب بقلم الباست مباشرة من دون استخدام الأدوات الهندسية، حيث جمع المصحف بالخط الكوفي غير المنقوط بالقلم، ولكنه لا يرغب في إلغاء نوع في مقابل تنشيط نوع آخر، وأن يسير النوعان متجاورين، مؤكداً أن مصر تعد معقل ورائدة الخط الكوفي، ويتضح ذلك جلياً في كتابات مسجد السلطان حسن الذي يزينه الخط الكوفي المملوكي.

إعادة قراءة

ويعتقد عبد الخالق أن الخط الكوفي لن يعود إلى حالة الموات السابقة بعد أن تعلمه جيل كامل، معللاً أسباب اختفائه بصعوبته وبذل الجهد والوقت في إخراجه، حيث إن إخراج لوحة خطية من الخط الكوفي يحتاج إلى أدوات هندسية، وتقاسيم وحسابات في الوقت الذي يمكن أن يكون الخطاط المشتغل بالخط الثلث قد أنهى لوحته قبل أن ينهي الكوفي نصف لوحته من تصميم وتحديد بالقلم الرصاص ثم تحبير.

وأكد ضرورة إعادة قراءة فنوننا الإسلامية والتعمق البحثي في مفاهيمها وقيمها الفنية وتوضيحها للعالم الغربي والعربي أيضاً، والسعي نحو نشر جماليات الخط العربي وتدعيم القائمين عليه، في شكل توفير الخامات اللازمة للإنتاج الفني، إضافة إلى التعليم والصقل والتعرف على التقنيات الحديثة في مجال الخط العربي على مستوى العالم، وطريقة العرض بالمعارض المختصة بالخط العربي، والدفع بفكرة تنمية المواهب الجديدة. وأوضح عبد الخالق أن هناك الكثير من التطور والتحديث في الخامات والأدوات والورق وطرق الابتكار في الكتابة، حتى أن مشكلة إيجاد الورق المناسب تم حلها من خلال جهد خطاط دمياط محمد جمعة بعد أن استطاع أن «يقهر» الورق، حيث كانت تركيا هي المصدر الوحيد لشرائه وكذلك الأحبار التي يتم استيرادها من إيران وتركيا، وهما أفضل الدول التي تهتم بالخط العربي وتعتبرانه الفن الأول لديهما رغم أن الاثنتين لا ينطقان اللغة العربية.

عظمة الخط العربي وجمالياته

أكد عبد الخالق أنه لدينا فنانين معروفين في جميع دول العالم، ويحصدون جوائز متميزة في معظم المسابقات التي تجريها بعض الدول لفن الخط العربي، وليست هناك جهة رسمية تعمل على رعاية وتبني تلك المواهب، وأن ذلك ربما كان السبب الرئيسي في الاهتمام بفكرة إنشاء نقابة لفناني الخط العربي، بغية الدفاع والمطالبة بحقوق فناني الخط العربي وتوفير احتياجاتهم، وإيجاد المكان المناسب لعملية الإبداع الفني، والسعي نحو تأكيد عظمة الخط العربي وجمالياته بعد أن أصبح مهمشاً بفعل الإهمال، وعدم اعتباره فناً خالصاً وليس تزييناً خطياً.


اقرأ المزيد : المقال كامل - صلاح عبد الخالق: مصر رائدة استخدام الخط الكوفي في العالم الإسلامي - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=76216&y=2011&article=full#ixzz1VjaHzAn5

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels