عمان - بترا - صالح الدعجة - افتتح جلالة الملك عبد الله الثاني امس الثلاثاء متحف الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي يقع في حرم مسجد الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه في عمان.
وتجول جلالته في أرجاء المتحف واطلع على محتوياته التي تتضمن عدداً من الآثار النبوية الشريفة للرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها شعرة من لحيته الشريفة عليه الصلاة السلام وكذلك الرسالة التي أرسلها عليه الصلاة السلام إلى هرقل عظيم الروم يعرض عليه الدخول في الإسلام.
 ويحتوي أيضاً على شتلة من الشجرة التي استظل بظلها الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثناء تجارته إلى الشام، الموجودة في البادية الأردنية.
 وحضر الافتتاح سمو الأمير غازي بن محمد كبير المستشارين لجلالته للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي رياض ابو كركي، ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتورعبد السلام العبادي، ومفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، والعين الدكتور بسام العموش، وامين عام الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي، ومفتي القوات المسلحة، ومفتي الأمن العام، ومفتي الدفاع المدني، وعدد من أعضاء مجلس الإفتاء، وعدد من العلماء.
وفي تصريحات لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، قال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور عبدالسلام العبادي ان المتحف يضم مقتنيات تحمل دلالات مهمة في تاريخ الاسلام، ففيه الرسالة التي وجهها الرسول صلى الله عليه وسلم الى هرقل وهي النسخة الاصلية التي كتبت على قطعة من الجلد، ويضم شتلة من شجرة البقيعاوية التي استظل بها الرسول اثناء رحلته الاولى الى بلاد الشام وهي شجرة تقع في الصحراء الاردنية.
 واكد العبادي ان الجهات المعنية في المملكة ستعمل سويا من اجل استكمال وجلب مزيد من الاثار المتعلقة برسول الله ولو على سبيل الاعارة خصوصا من تركيا.
 وقال مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة، ان افتتاح متحف الرسول – صلى الله عليه وسلم - في الاردن يدل على اهتمام الهاشميين بالاسلام وبشكل خاص في اثار الرسول، وعلى الحب العظيم بين من أسس هذا المتحف وقام على افتتاحه، وبين من تم الافتتاح بسببه (الرسول) والذي هو مقياس الايمان الحقيقي وليس مجرد الذكر باللسان فقط، فالمؤمن يعظم ويقدر ويثني على النبي بما يتناسب وقدره، ويكون حريصا على اتباعه واحياء سنته.
 واضاف «ان اصحاب النبي كانوا على قدر كبير من محبته، وكانوا يؤثرونه على انفسهم وعلى كل ما يحبونه، ويتبركون باثاره ويتزاحمون للحصول على ريقه وعرقه وفضل شرابه والماء الذي يتوضأ منه، ويتحرون مواضع جلوسه وصلاته ويتتبعون مواضع يده من الطعام ويحتفظون باثاره والتي هي عندهم اغلى وافضل من كل شيء، وهذا ما جسد العلاقة والمحبة للنبي».
 وأوضح سماحته ان افتتاح المتحف المبارك دليل على اتباع السنة التي كان يقوم بها الخلفاء والامراء والقادة، وما رأيناه في المتحف من شعرة النبي ورسالته الى هرقل يدل على التقدير والاحترام والاهتمام باثار النبي والاسلام من سليل الدوحة الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني.
 وقال مشرف المتحف، وامام مسجد الملك الحسين بن طلال الشيخ غالب الربابعة، ان افتتاح جلالته للمتحف له دلالات على مدى ارتباط الاردن والهاشميين بالرسالة النبوية المحمدية.
 وبين ان المتحف بتصميمه المعماري يبرز جوانب الحضارة العربية الاسلامية من خلال القناطر والقبة التي تعلو وكذلك استخدام الخشب في الديكورات، والجداريات التي تحمل زخارف لايات قرانية تزين جدران المكان.
 واشار الربابعة الى ان وجود رسالة الرسول الى هرقل هي دلالة على ان هذا البلد صاحب رسالة عدالة وتسامح، ومنهجه الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة.
 واشاد بجهود جلالته في الدفاع عن الصورة الحقيقية للاسلام في مختلف المحافل الدولية، التي ترتكز على قيم التسامح والعدالة وكرامة الانسان.