الخميس، 25 أغسطس 2011

جريدة الشرق الأوسط :: مديرة متحف دمشق الإسلامي سابقا ومديرة المتاحف السورية تتحدث : امرأة يبدو عليك الالتزام (محجبة)، ولكنك تجيدين تقديم حضارة بلادك بأسلوب راق جد


منى المؤذن تتذكر في رمضان مواقف أثناء عملها المتحفي مع مسؤولة أرمينية ومع ملكة إسبانيا
مديرة متحف دمشق الإسلامي سابقا ومديرة المتاحف السورية تتحدث عن ذكريات طفولتها وصوم درجات المئذنة في الشهر الفضيل
http://aawsat.com/details.asp?section=44&article=637130&issueno=11957
دمشق: هشام عدرة
منى المؤذن سيدة سورية دمشقية مجبولة بالتاريخ والآثار، فهي على مدى أكثر من ثلاثين عاما، منذ تخرجها في قسم التاريخ في جامعة دمشق، عملت في مجال الآثار السورية، وتبوأت مواقع إشرافية وإدارية وبحثية مهمة، ومنها أمينة للمتحف الإسلامي في دمشق، ولمتحف الخط العربي والمخطوطات، ومن ثم أمينة لمتحف دمشق الوطني، وبعدها مديرة لشؤون المتاحف السورية في المديرية العامة للمتاحف والآثار السورية، وظلت في موقعها هذا حتى إحالتها على التقاعد لبلوغها السن القانونية (الستين من العمر) قبل أشهر قليلة. تحدثت منى المؤذن لـ«الشرق الأوسط» في دمشق عن ذكرياتها في رمضان، وكيف تقضي يومها في الشهر الفضيل، خاصة بعد أن تقاعدت من عملها الوظيفي، وعن الدور الذي تلعبه المتاحف الإسلامية في إظهار الحضارة والتاريخ الإسلامي قائلة: «ما زالت تقاليد الشهر الفضيل مترسخة في ذاكرتي منذ طفولتي، حيث كان والدي ووالدتي يستخدمان أسلوب درجات المئذنة لنتعود على الصيام، ولنصل في النهاية لصيام اليوم، وعندها أتذكر كيف كانت والدتي تحتفي بي، وتحملني وتدور بي في المنزل مسرورة بأنني تمكنت من الوصول إلى الصيام الكامل كالكبار، وكانت العائلة تحضر لنا، كأطفال، حلويات بسيطة لنتناولها، احتفاء بصيامنا، مثل القضامة السكرية والنوكا وغيرها, وعندما كبرنا وبلغنا سن الشباب صرنا ننتظر الشهر الفضيل للصوم. وكان الصيام يحقق لنا راحة جسدية ونفسية, وأتذكر هنا في مرحلة شبابي كيف كنت وأسرتنا ننتظر المنشد الشهير، الراحل توفيق المنجد، الذي كانت له طريقته الخاصة والجماعية في الأذان بالجامع الأموي بدمشق، وكذلك تقديمه للأناشيد الدينية، وما زال صوته الجميل مترسخا في ذاكرتي، وكنا ننتظر شهر رمضان كل عام لنستمع لصوته في الليل، حيث يشعرنا بروحانية خاصة وهو ينشد من الجامع الأموي ونحن نتناول طعام السحور. على مائدة الإفطار - تبتسم منى - كانت والدتي، كمعظم النساء الدمشقيات، تبذل جهدها لتحضير وجبات شهية، وهذه عادة أخذتها عنها أيضا في تحضيري لوجبات الإفطار لعائلتي المؤلفة من ثلاثة أولاد وزوجي, كانت وما زالت ألذ أنواع المأكولات لدي في الإفطار هي (برك الجبنة) التي نحضر مكوناتها في المنزل ونرسلها لفرن الحارة لكي تطهى لديه بشكل متقن, كذلك ما زلت منذ طفولتي متعودة مع أسرتي على وجود طبق الشوربة وسلطات الخضار على مائدة الإفطار، بشكل يومي, ولذلك كنت حريصة على وجود هذه المقبلات مع برك الجبنة في الإفطار إلى جانب الوجبة الرئيسية التي تكون عادة من الأكلات الدمشقية المعروفة, وبالطبع هناك المشروبات الرمضانية اليومية موجودة على مائدة الإفطار في منزلي، وخاصة قمر الدين والعرقسوس والتمر هندي».
ولكن كيف تقضين يومك في رمضان، خاصة بعد تقاعدك عن العمل الوظيفي واستقرارك في المنزل؟ «شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن الكريم - تجيب منى - ولذلك أقرأ كل يوم الآيات الكريمة، ولا أحسب في الحقيقة كم قرأت من السور والآيات، بل أتمعن فيها وفي معانيها. ومن عادتي أن أبقى في منزلي طيلة أيام الشهر الفضيل، ولست من أنصار الذهاب إلى المطاعم والمقاهي والخيم الرمضانية, وكذلك لست من هواة مشاهدة المسلسلات التلفزيونية في رمضان، وأشاهدها بعد نهاية الشهر الفضيل، حيث تعاد جميعها على الفضائيات العربية».
وحول الدور الذي تلعبه المتاحف الإسلامية وما يمكن أن يقدمه المسؤول عنها لإظهار مفردات الحضارة الإسلامية وكنوزها الرائعة، توضح منى: «المتحف الإسلامي بدمشق، الذي يضم قاعات ومقتنيات مهمة جدا، خاصة أن دمشق كانت عاصمة الأمويين الذين اشتهروا بإنجازاتهم الحضارية المتميزة، قدم لي الكثير كما قدمت له الكثير، خاصة أنه كان منسجما مع طبيعتي وكنت مسرورة للعمل به, وعندما كنا نذهب للخارج لنعرض مقتنيات من المتحف أو من المتاحف السورية الأخرى، كنت أشعر بسعادة كبيرة عندما أرى زوار المعرض من الغربيين وغيرهم يشاهدون باهتمام منجزات الحضارة الإسلامية، من الفنون والزخارف والمخطوطات والنقود , كما كنت أشعر بسعادة كبيرة وأنا أشرح لزوار المتحف، من شخصيات مهمة من مختلف دول العالم، مفردات هذه الحضارة العريقة من خلال معروضات المتحف الإسلامي، الذي يبدأ كما هو معروف من واجهة ضخمة عبارة عن واجهة قصر الحير الغربي الأموي».
وحول المواقف التي حصلت معها أثناء عملها المتحفي، تقول منى: «حصل معي الكثير من المواقف، ومنها موقف مع مسؤولة أرمينية على مستوى عال، زارت متحف دمشق الوطني ومعها مترجم، تجولت معها وشرحت لها عن أقسام ومعروضات المتحف بشكل عام، وعندما وصلنا لقسم المعروضات الإسلامية شرحت لها المعروضات وشاهدتها تتحدث بهمس مع المترجم، وتضايقت من هذا الهمس وتوجست من أكون غير موفقة في شرحي لها، وشعر المترجم بتوجسي فاقترب مني وقال لي: والله قالت لي كلاما جيدا، وهو أنك امرأة يبدو عليك الالتزام (محجبة)، ولكنك تجيدين تقديم حضارة بلادك بأسلوب راق جدا, فاطمأن قلبي وشكرتها, ومن المواقف الجميلة أن ملكة إسبانيا زارت متحف دمشق الوطني، قبل فترة، وشرحت لها موجودات المتحف، وبعد عدة أشهر من زيارتها أعلموني أن هناك وفدا رسميا يزور المتحف وعلي استقباله، ففوجئت بأن الوفد هو برئاسة الملكة الإسبانية أيضا، وقالت لي في وقتها: أردت تكرار زيارتي ومعي أفراد من أسرتي لكي يشاهدوا حضارة هذه البلاد، ولكي أستمتع أكثر بالمعروضات، خاصة أنني في المرة الأولى لم أستمتع كثيرا بمشاهدة وسماع الشرح لبعض المعروضات والأقسام في المتحف، وكانت زيارتي قصيرة. فقمت بمرافقتها والشرح حيث شعرت بسعادة كبيرة، كما كنت أنا مسرورة باهتماماتها خاصة، ومن خلال محادثتي معها شعرت أنها مختصة بالآثار، ولديها اهتمامات واسعة في هذا المجال.

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels