الجمعة، 20 أغسطس 2010

دنيا | طاهر عبدالعظيم: قدمت رؤية تعبيرية تشكيلية للعمارة الإسلامية | جريدة الاتحاد

دنيا طاهر عبدالعظيم: قدمت رؤية تعبيرية تشكيلية للعمارة الإسلامية جريدة الاتحاد
يدعو لإعادة قراءة القيم الإسلامية
طاهر عبدالعظيم: قدمت رؤية تعبيرية تشكيلية للعمارة الإسلامية



لمشاهدة اللوحات الأربع أنقر على العنوان الرئيسي لياخذك إلى الصفحة الأصلية



تاريخ النشر: الجمعة 20 أغسطس 2010
مجدي عثمان

استطاع الفنان التشكيلي طاهر عبد العظيم من خلال دراسته للفنون التعبيرية في شعبة الديكور بكلية الفنون الجميلة، أن يقدم رؤية تشكيلية للسيرة النبوية الشريفة في أعمال معرضه الأخير الذي أقامه في قاعة إيزيس بمتحف محمود مختار، وتعد تلك هي المرة الأولى التي يستلهم فيها فنان تشكيلي أحداث التاريخ الإسلامي ويحولها إلى أعمال فنية وفقاً للتسلسل التاريخي بدلاً من أن يستمد عناصره من الرموز والأشكال الجمالية للفن الإسلامي.

وبدأت فكرة هذا المشروع الفني لدى طاهر عبد العظيم حينما انفعل كفنان مسلم بموضوع الرسوم المسيئة للرسول، ومحاولة تشويه صورته الكريمة موضحاً أنه بالرجوع إلى آثار الحضارات القديمة سنجد أن الدين ارتبط بالفن على مدى عقود طويلة، حتى أن البعض يقول إن تاريخ الفن هو تقريباً تاريخ الأديان.

ولا يُخفي الفنان طاهر تفاؤله بأن هناك أشخاصاً آخرين لديهم توجهات لقضايا أخرى تخدم الإسلام بشكل مؤثر وسط الحالة العامة من التردي التي نعيشها.





وأوضح أن هناك مَنْ يسعى جاهداً إلى أن ينزع عن الفنان هويته الوطنية أو الدينية باعتبار ذلك يضمن حريته التي هي عنصر أساسي في عملية الإبداع، وأن الفنان طائر يحلق في سماء الإنسانية بلا انتماءات.

وأكد أنه ما زال يرى الحياة المدنية بعيني وروح الفلاح الذي عاش طفولته وشبابه في القرية، حيث تمتزج الموتيفات الدينية والإسلامية بكل شيء، من شواهد القبور على أطراف القرية، وسرادقات العزاء، وصوت الشيخ المجود للقرآن الكريم، إلى حلقات الذكر والبدء بالصلاة والسلام على النبي المختار محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه.

الرسوم المسيئة

وأوضح أنه يحاول وسط هذا المناخ أن يُظهر ما يخص المجتمع العربي والتعامل معه بشكل معاصر وجديد وبتقنيات مستحدثة، مؤكداً أن رجال الدين الإسلامي ليسوا منغلقين، وإنما لديهم من الفكر والثقافة ما يجعلهم يتبنون مثل هذه الاتجاهات الفنية المنضبطة التي تحمل القيم والمعايير الفنية وترتقي بالذوق العام.

وقال إنه إبان اللغط حول أزمة الرسوم المسيئة شعر بالحاجة إلى إحياء أصول الحضارة الإسلامية وأهمها السيرة النبوية، والاهتمام بثقافتنا أولاً قبل الدخول في حوارات أو تفاعلات، وأن تاريخنا شاهد علينا بأننا دائماً كنا سباقين إلى التفاعل والحوار.

وأكد عدم تعارض الدين الإسلامي مع الفن وأن هذا المفهوم مغلوط، وأن الفنون الإسلامية حينما بدأت تكون لها السمات والأسس والخصائص المميزة، استمرت ومازالت واحدة من الطرز المهمة الموجودة في تاريخ العمارة والفنون الإنسانية، كما أن الفن حينما يوضع في قالب ديني فإن ذلك لا يتعارض مع تطوره، وإنما يعطيه تميزاً وتفرداً خاصاً.

إعادة قراءة

وأضاف أن ذلك الموضوع أصبح يؤرقه في ظل المتغيرات المجتمعية المتلاحقة والتي تجب معها إعادة قراءة قيمنا الإسلامية بشكل جديد ومختلف، وهو ما جعله يبحث عن دور قريب منه ويستطيع أن يتفاعل معه للرد على الهجمة الشرسة المسيئة في محاولة لربط الفن بالمجتمع في موضوع من أهم الموضوعات المطروحة على الساحة المحلية والعالمية كي يعرف المسلم قدوته، ويتأكد غير المسلم من القيمة الحقيقية لنبينا الكريم.

وقال إن بداية التنفيذ للفكرة كان بقراءات في كتب دينية متعلقة بالسيرة النبوية، وكذلك من مراجع متعددة منها ما هو مخالف ويخضع لوجهات نظر مختلفة عن المرجعيات الإسلامية، ومنها ما هو مطابق، فكانت فكرة اللجوء إلى دار الإفتاء لحسم الأمور المختلف عليها تاريخياً وشرعياً، وذلك بعد مرور حوالي 8 أشهر من البدء في المشروع، وبعد قراءة مقالة لفضيلة المفتي الدكتور علي جمعة عنوانها “تجديد عرض السيرة النبوية يجب أن يكون مشروع الأمة كلها” وأحس وكأنه يكتبها لمشروعه، فكان القرار بزيارة المفتي في دار الإفتاء، وكان الهدف من تلك الزيارة أن يجد السند من جهة يثق بها، وفي موضوع ذي حساسية خاصة، وكان المفتي المستنير يفرق بين تخصص الفنان وتخصصه كمرجعية دينية وتاريخية، كما حدد له اسم الدكتور أشرف فهمي المتخصص في السيرة النبوية، كما كان يوجهه إلى المراجع التاريخية والدينية، لا الدينية فقط.

صعوبات

عن الصعوبات التي واجهت تنفيذ مشروعه الفني قال طاهر:” إن أهمها كان عدم وجود مرجعيات موثقة عن تلك الفترة التاريخية من ناحية الأزياء أو العمارة وغير ذلك من المكملات، حيث كانت تلك الفترات لا توثق أحداثها بصرياً، وكل التوثيق المتوافر من خلال النصوص والروايات، وهو ما جعل العمل يعتمد بالأساس على الخيال في تصوير الأحداث، ونظراً لخبرته في مجال تخصصه في الفنون التعبيرية وارتباطه بالسينما والمسرح، وكيفية تخيل المكان والشخصيات والأحداث الموجودة في النص المقروء استطاع أن ينفعل بالموضوع باعتباره سيناريو شديد الثراء، ويمكن ترجمة أحداثه إلى عمل تصويري”.

وأضاف طاهر أنه من خلال تعامله مع كل الخامات والألوان، كان يفضل استخدام الألوان الزيتية بواسطة السكين، إلا أن هذا الأسلوب من الرسم يعتمد بالدرجة الأولى على التلخيص في المساحات واللون، كما يعتمد على الانطباع التلقائي الذي يصل بالعمل إلى حالة وانطباع قد يكونان بعيدين عن التفاصيل، أما في العمل الذي يمثل السيرة النبوية فقد وجد أن أسلوب التناول باستخدام الفرشاة قد يساعد على تحقيق الأهداف المرجوة من العمل بشكل أفضل، ووصول المفاهيم المطروحة من خلال اللوحات إلى القاعدة العريضة من الجمهور.

نظرة رحبة

عندما أدافع عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأنا لا أنطلق من نظرة تعصبية ولا أرد على التعصب بتعصب، ولكن من نظرة رحبة تريد الخير للعالم باعتبار أن هذه السيرة كانت مُلهمة دائماً للكثيرين، والبعض من العقلاء في العالم الغربي تعامل مع الرسول باعتباره صاحب فكر من طراز لا يتكرر في تاريخ البشرية.

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels