السبت، 28 أغسطس 2010

جريدة الراي - ثقافة - «العشوائيات» تهدد أول عاصمة إسلامية في أفريقيا - - 28/08/2010

جريدة الراي - ثقافة - «العشوائيات» تهدد أول عاصمة إسلامية في أفريقيا - - 28/08/2010

الفسطاط الأثرية أوشكت على الاختفاء
«العشوائيات» تهدد أول عاصمة إسلامية في أفريقيا

العشوائيات في الفسطاط الأثرية

القاهرة - من أحمد عبدالعظيم

عندما فتح القائد «عمرو بن العاص» مصر العام 641 ميلادية فكر في إنشاء مدينة تكون بمثابة عاصمة للمسلمين، وبعد استشارة أمير المؤمنين «عمر بن الخطاب» واستبعاد مدينة الإسكندرية وقع الاختيار على موقع بالقرب من حصن «بابليون» بمصر القديمة في شمال شرق نهر النيل بما ضمن للمدينة الوليدة ازدهارها من حيث التجارة فأصبحت بمثابة الميناء للسفن التجارية، وأول ما أنشئ فيها كان المسجد الذي حمل اسم القائد العربي، وسرعان ما بدأت المنازل والأسواق تحيط به لتتسع معها مساحة المدينة.
مدينة «الفسطاط» الأثرية حاليا تعاني الإهمال بجميع أشكاله، فالمخلفات والقمامة والتعديات تزحف على أطلالها بشكل يهدد بقاءها. مدير عام آثار مصر القديمة والفسطاط محمد محجوب، أوضح أن أهمية الفسطاط تكمن في كونها أول مدينة إسلامية أنشئت بأفريقيا، وطوال تاريخها حظيت ومازالت باهتمام وعناية الآثار، مشيرا إلى الحفائر التي أجريت بها العام 1920 ونتج عنها اكتشاف قطع أثرية مهمة معروضة داخل متحف الفن الإسلامي وبقايا منازل ومصانع وأسواق أثرية.
وأقر بوجود العديد من الأخطار التي تهدد المدينة الأثرية، وتتمثل في ارتفاع منسوب المياه الجوفية بما ينذر بخطر شديد على بقايا الأطلال الأثرية، وتعديات سكان منطقة «عزبة أبوقرن» العشوائية المجاورة لها، والمخلفات التي يتم إلقاؤها على أطراف المدينة من الناحية الشمالية.
وقال لـ «الراي»: المياه الجوفية أدت لنمو الحشائش بكثافة، وقد قاومناها عدة مرات وتعود مرة أخرى وأصبحت مأوى للزواحف والحشرات وتنشب بها الحرائق من حين لآخر، كما أن الماء يؤثر على الجدران ويعيقنا عن إعداد المكان أثريا وسياحيا بالصورة اللائقة.
أما عزبة «أبوقرن» وهي منطقة عشوائية ملاصقة لأطلال مدينة الفسطاط، فإن أخطر ما فيها بعض الخارجين عن القانون الذين حولوا الأرض المتاخمة لأرض الآثار إلى مقلب لمخلفات البناء بهدف الاستيلاء على أراضي الدولة الأثرية وعادة ما يقومون بذلك في جنح الليل بعيدًا عن الأنظار.
ولفت إلى أن المجلس الأعلى للآثار في سبيل مواجهة تلك الأخطار والحفاظ على المدينة الأثرية وتطويرها، وأنه قام بتكليف أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة بإعداد مشروع متكامل لترميم وتطوير المنطقة ويتضمن دراسة شاملة للأسلوب الأمثل لتخفيض المياه الجوفية وترميم بقايا الأطلال الأثرية وإقامة سور يحيط بالمدينة لحمايتها من زحف التعديات.
أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا مستشار المجلس الأعلى للآثار الدكتور «أحمد الزيات»، أكد أن الوضع في «الفسطاط» خطير جدا، خصوصا مع وجود تعديات من سكان عزبتي «أبوقرن» و«خير الله» الملاصقتين لها.
وقال لـ «الراي»: عشوائية العزبتين خاصة أبوقرن طغت على أرض الفسطاط ما نتج عنها انتشار القمامة ومخلفات السكان، ناهيك عن مشكلة الصرف الصحي التي تعاني منها وأدت إلى ارتفاع المياه الجوفية، خصوصا أن الأماكن التي يصرف فيها الأهالي مخلفاتهم أصبحت تمثل عبئًا كبيرًا.
ولفت الزيات إلى مشروع للصرف الصحي - حسب قوله - يجري العمل به حاليا في القريتين، وتم تنفيذ 80 في المئة منه وأنه بالانتهاء منه سيساهم في درء الخطر عن الفسطاط إلى حد كبير وهناك أيضًا في الوقت نفسه، مشروع لتخفيض المياه الجوفية يتم إعداده حاليا مع مركز البحوث الأميركي.
وحول هذه المشكلة قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور «زاهي حواس» إن المياه الجوفية بالفعل هي سبب تدهور حال مدينة الفسطاط الاثرية، وأضاف: مشروع الترميم والتطوير المتكامل الذي يتم إعداده حاليا للفسطاط سيطرح على الشركات للتنفيذ فور الانتهاء من الدراسات الخاصة به، وأبرز ما فيه تخفيض منسوب المياه الجوفية، خصوصا أنه سيجعلنا قادرين على الحفاظ على المدينة واستكمال منظومة التطوير والترميم التي يقوم بها المجلس في مصر القديمة منذ العام 1997 ورمم خلالها أغلب المنشآت الأثرية هناك وأبرزها «جامع عمرو بن العاص» و«الكنيسة المعلقة».



محمد محجوب

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels