مطالبة بحماية الآثار الفلسطينية من انتهاكات الاحتلال وسرقاته
نابلس (شبكة راية الإعلامية ):
جدد مقرر إعلام الاتحاد العام للآثاريين العرب، مدير عام الآثار بسيناء، عبد الرحيم ريحان، اليوم الأحد، مطالبته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة 'اليونســكو'، بتنشــــيط دورها في حماية الآثار الفلســـطينية، والضغط على سلطات الاحتلال لتنفيذ قراراتها المتعلقة بالحفاظ على التراث في الأرض المحتلة.
وأوضح ريحان في تقرير له، أن إسرائيل تقوم حاليا بأعمال حفر بشكل غير علمي في منطقة مجمع عين سلوان في القدس الشرقية المحتلة، التي تبلغ مساحتها 57 ألف متر مربع وتبعد 300م عن الزاوية الجنوبية الشرقية لسور الأقصى، وتحوي العديد من المساجد منها عين سلوان وعين اللوزة وبئر أيوب وبلال بن رباح'.
وشدد على ضرورة التوثيق الأثري لكل الآثار الثابتة والمنقولة بفلسطين، وإلقاء الضوء عليها إعلاميا وعربيا ودوليا، وإشراك المنظمات الدولية المهتمة بالتراث: سواء 'يونسكو' أو 'إليكسو' أو 'ايسيسكو' في إدراج آثار فلسطين ضمن قائمة التراث العالمي لحمايتها والمحافظة على ما تبقى منها في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمعاونة المنظمات الدولية لتسليم دائرة الآثار الفلسطينية خرائط مساحية موقع عليها المواقع الأثرية التي تم اكتشافها بفلسطين منذ عام 1967، والمواقع التي بها شواهد أثرية ولم يكتمل اكتشافها حتى الآن، والمواقع ذات الدلالة التاريخية المعينة والتي تحتاج لأعمال مسح أثري ودراسة علمية لوضعها ضمن خطة العمل الأثري بفلسطين مستقبلا.
وأشار إلى أن الإحصائيات تشير إلى نهب ما يزيد على 11 ألف موقع أثري فلسطيني بعد عام 1967 معظمها يعود إلى العصور البرونزية والحديدية والرومانية والبيزنطية والإسلامية وبيع مائة ألف قطعة أثرية سنويا، بسبب الاحتلال الإسرائيلي كما جرى نقل آلاف القطع الأثرية من المناطق الفلسطينية عن طريق سلطة الاحتلال.
وأضاف: 'دمرت إسرائيل المساجد الأثرية بغزة في مخالفة لاتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح لعام 1954 المادة 4 الخاصة باحترام الممتلكات الثقافية مثل: الجامع العمري الكبير بحي الدرج الذي يعود للقرن الثاني عشر الميلادي، ومسجد السيد هاشم بحي الدرج ويعود للعصر المملوكي، وجامع كاتب الولاية بحي الزيتون عصر مملوكي 735ه/1334م، وجامع ابن عثمان بحي الشجاعة، وجامع المحكمة البردبكية بحي الشجاعية.
وذكر أن الاحتلال حول المسجد الكبير ببئر السبع لمركز للاعتقالات ولم يعد لمواطني بئر السبع مسجدا آخر يصلون فيه، رغم أنهم تقدموا بالتماس إلى المحكمة لإعادة فتحه ولا تزال إسرائيل ترفض أن يستخدم كدار عبادة.
وقال: 'إن السلطات الإسرائيلية أعلنت أنها تنوي استخدام هذا المسجد كمتحف للآثار، وفي قرية عين حوض بحيفا حولوا مسجدها إلى حانة باسم 'حانة بونانزا' وغيروا ملامحه المعمارية، كما دمروا مساجد قيسارية، وحولوا المصليات الصغيرة إلى مراحيض عامة، وحولوا المسجد الجامع الواقع على شاطئ البحر إلى مخزن ومطعم باسم 'مطعم تشارلي' تقدم فيه الخمور'.
وتابع: 'وفي قرية وادي حنين سمحت إدارة الأراضي الإسرائيلية بتصوير فيلم للعراة في الجامع الأحمر الذي شيده الظاهر بيبرس عام 674 ه/ 1275م، كما حولوا بعض المساجد إلي معابد يهودية مثل مسجد قرية وادي حنين الذي شيد عام 1354ه/1934م وكتبت على باب المسجد لافتة بالخط العبري 'تأسس كنيس جئولات بإسرائيل عام 1948م'.
وأردف ريحان: كان في قرية العباسية مسجدان هدم أحدهما وتحول الآخر إلى كنيس باسم 'شالوم شبدي' وعلقت على جدرانه لافتة كتب عليها بالعبرية 'اقتلوا العرب'، وفي قرية المسعودية تحول مسجدها إلى كنيس وفي قرية يازور تحول مسجدها ذو القباب على الطراز المملوكي إلى كنيس باسم 'شعري تسيون' كما تحاول إسرائيل ضم مواقع تراثية فلسطينية في قائمة التراث العالمي بوصفها مواقع تراثية إسرائيلية ومن بينها طريق الحج من مكة إلى القدس'.