الجمعة، 30 مارس 2012

لأنها تنطق العربية وهواها عربي كُنس (إسرائيل) تسبح بباطن القدس وتغزو سماءها




 55 نفقاً يهودياً وكنيساً أنشئت أسفل المسجد الأقصى المبارك
  •  
الجمعة, 30 مارس, 2012, 12:08 بتوقيت القدس
القدس المحتلة/غزة-هدى بارود
تمكنت(إسرائيل)من بناء واحد وستين كنيسا لها تحتَ وفوق الأرض في القدس المحتلة،وفرضت سيطرتها على ثلاثة مساجد،ناهيكَ عن تهويدها لحائط البراق ومسجد داود عليه السلام.

وعلى الرغم من الدعوات العالمية إلى حماية المسجد الأقصى والآثار الإسلامية والمسيحية في القدس،والتي تتعرض للتهويد والتدمير الإسرائيلي المنظم والممنهج،تواصل (إسرائيل) الاعتداء عليها بوتيرة متزايدة ضاربة بعرض الحائط أي اعتراض دولي وعربي.

تزييف للتراث
الخبير المقدسي في شئون الاستيطان د.جمال عمرو أكدَ لـ"فلسطين"، أن (إسرائيل) تلجأ إلى بناء الكنس والمرافق الدينية لها في شرقي القدس المُحتلة كإثبات وجود على تاريخها المزيف في المدينة.

وقال:"(إسرائيل) لما احتلت الأرض الفلسطينية كانَ لا بد لها أن تبرر سبب وجودها، فهي لا يمكنها الاستمرار بلا داعي تاريخي أو مبرر قوي أمام العالم يثبت أن لها وجودًا في أرض فلسطين التاريخية".

وتابع د.عمرو:"من أجل ذلك قامت الدولة المستحدثة بأكبر عملية تزييف تراثي في تاريخ البشرية على الإطلاق، ونجحت في خلق بعض الحقائق المزيفة والمزورة على أرض الواقع وسط صمت عالمي ودولي".

وأشار إلى أن (إسرائيل) تسعى إلى إضافة الطابع اليهودي على الآثار الكنعانية الفلسطينية رغمَ مواجهتها الكثير من الانتقادات الساخرة من قِبل التيار العلماني اليهودي الذي يؤمن بعلم الآثار والحفريات والتاريخ، ويقول بمنتهى الوضوح أنه لا آثار يهودية في فلسطين، مقارنا بينهم وبينَ التيار اليهودي المتشدد الذي تدعمه المؤسسة الدينية بشدة وهو يعتبر أن كل أثر كنعاني ملك لليهود، ويقنع بذلك سبعة ملايين سائح سنويًا.
شبكة الأنفاق التي بلغت 55 نفقا مكتملة البناء والتجهيز تُمكن السائح اليهودي والأجنبي من زيارة مدينة القدس جميعها ومغادرتها فقط من تحت الأرض، وهناك بإمكانه رؤية الكنس الإسرائيلية الموضوعة والمستحدثة في الدهاليز الكنعانية تحتَ الأرض

وأَضاف د.عمرو:"شبكة الأنفاق التي بلغت 55 نفقا مكتملة البناء والتجهيز تُمكن السائح اليهودي والأجنبي من زيارة مدينة القدس جميعها ومغادرتها فقط من تحت الأرض، وهناك بإمكانه رؤية الكنس الإسرائيلية الموضوعة والمستحدثة في الدهاليز الكنعانية تحتَ الأرض".

(
إسرائيل) لفترات طويلة من تاريخها، وفق د.عمرو كانت تعتمد على "المخطوطات اليدوية التي يكتبها حاخاماتها حول هيكل سليمان والوجود الإسرائيلي التاريخي في فلسطين والقدس بالتحديد، ولكن بعدَ زيارة أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي المؤيدين لهم لجبل الطور في المدينة، وتصريحه بأنها عربية من رأسها حتى قدميها وأنها تنطق العربية ومشهدها عربي كذلك، تنبه الإسرائيليون إلى أن الكتابة يجب أن ترافقها معالم ملموسة ليصدقها العالم".

وتابع:"خططت (إسرائيل) بعدَ كلام العضو الأمريكي لإنشاء عدد كبير من الأبنية التي تصعد إلى سماء مدينة القدس وترد على بريق قبة الصخرة والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة".

وحذرَ من أن (إسرائيل) تريد تغيير معالم القدس بحيث لا تعود مدينة ذات صبغة إسلامية عربية، خاصة وأنها "لا تستطيع بجرة قلم أن تدعي أنها عاصمتها وأن آثارها تملأ أحياءها".

تقصير عربي ودولي
وأضاف د.عمرو:"منذ نكسة عام 1967 بدأت (إسرائيل) بتغيير أسماء المدن والأحياء والمساجد الإسلامية واستبدالها بأخرى إسرائيلية مستحدثة، وحتى تاريخ اليوم تعرضت القدس لأكبر عملية تطهير عمراني في تاريخ البشرية، وهو تطهير يوازي التطهير العرقي الذي تُراق فيه دماء الأبرياء".

واستدرك:"عملية طمس المعالم الإسلامية شملت كافة مكونات الحضارة الإنسانية، رغم أن جميع الحفريات الإسرائيلية تحتَ الأقصى أفضت إلى معالم إسلامية ووثائق تثبت الوجود العربي الإسلامي وتنفي الوجود الإسرائيلي المزعوم".

وأردف د.عمرو: "في كل مرة كان يعثر فيها علماء الآثار على آثار في الأنفاق تحتَ الأقصى يظنون أنها بقايا من هيكلهم المزعوم، ويفاجؤون بأنها إسلامية أو كنعانية ويابوسية، لذا استحدثوا آثارهم اليهودية الدينية ووضعوها عنوة بينَ دهاليز الأنفاق".

ومضى يقول: "وصلت الوقاحة في (إسرائيل) إلى أن تكتب على شمعداناتها المصنوعة من الذهب الخالص (سنبني قريبا قدس الأقداس مكان قبة الصخرة، ونضع هذا الشمعدان في مكانه)، مؤكدًا أنها بالغت بالتغير العمراني الحديث، وحولت الفراغات بينَ الأنفاق تحتَ القدس إلى كنس، وأذابت الحجارة التي تحمل المعالم الأثرية الكنعانية، وبنت عددًا من الكنس بدلا منها.
في كل مرة كان يعثر فيها علماء الآثار على آثار في الأنفاق تحتَ الأقصى يظنون أنها بقايا من هيكلهم المزعوم، ويفاجؤون بأنها إسلامية أو كنعانية ويابوسية، لذا استحدثوا آثارهم اليهودية الدينية ووضعوها عنوة بينَ دهاليز الأنفاق

وزاد: "حولت (إسرائيل) حائط البراق إلى كنيس بالبداية، وبنت كنيس الخراب التي أخذت قبتها المهولة حيزًا من مدينة القدس، والأخطر على الإطلاق كان خطة بنائها لكنيس الأنوار الذي تمتد قبته فوق سوق القطانين وجزء من حائط البراق، بحيث يكون أعلى وأكبر من المسجد الأقصى، وإن نُفذ فعلًا ستتضاءل أمامه المعالم العربية للمدينة".

اليونسكو وفقَ د.عمرو اكتفت برصد التغيرات الإسرائيلية دونَ أن تكف يد(إسرائيل) عنها، وهو نشاط بدأته بعدَ وعيها بأن المواطن العربي باتَ على وعي كامل بما يحدث لمدينته، ويتهم الجهات العالمية بالتقصير وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".

ممثل (إسرائيل) في اليونسكو وعالم الآثار الأردني د.معاوية إبراهيم، أكدَ أن منظمته قدمت وتقدم القليل فقط للقدس، قائلًا:"الجميع مقصر بحق القدس ومقدساتها وآثارها الإسلامية والمسيحية وعلى رأسهم اليونسكو والأردن باعتبارها أول من سجل القدس على لائحة التراث العالمي، وضعَتها كذلك على لائحة الآثار المهددة بالخطر في لائحة منظمة اليونسكو".

وأضاف:"هناك لجان لرصد الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، بما فيها تغيير أسماء المعالم والشوارع، وصولًا إلى تهويد أسماء المنازل والحفريات التي استهلكت أرض القدس جميعها تقريبا".

وأشار د.إبراهيم، إلى "استيلاء (إسرائيل) على المساحة الكبيرة في برج اللقلق التاريخي الزاوية الشمالية الشرقية من القدس، وبناء السكة الجديدة التي تهدد أسوار القدس وتعمل على ارتجاج المعالم والمرافق القريبة"، لافتا إلى أن (إسرائيل) طمرت وأتلفت العديد من الآثار الإسلامية التي وجدت أثناء التجهيز لبناء سكة القطار.
المصدر: فلسطين أون لاين

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels