المركزية- برعاية رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين، ينظم معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية والمستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الايرانية معرضاً فنياً بعنوان "الاصالة في الفن الايراني المعاصر" الاولى بعد ظهر الاثنين المقبل في المعهد - الحدث، يشارك فيه الفنانون الايرانيون إحسان يكانه (كاريغرافي) وكريم ميرزاني (رسام نقوش للسجاد الايراني) وسعيد دهقي (نقوش بالصدف البحري) وحسين علي ماجياني (منمنمات) مع الإشارة الى أن المعرض يستمر حتى الخميس 5 نيسان المقبل.
وفي تقديمه للمحاضر قال الباحث اليمني الدكتور عبد الله السريحي “إن جهود الدكتور الحفيان مشهود لها في ميدان تحقيق النصوص القديمة، وهو على رأس إدارة معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة، وكان إسهامه جلياً في ميدان التنقيب عن النصوص القديمة وإخراجها بشكل حديث، ناهيك عن بحوثه المعمقة في هذا الميدان”.
ثم استهل الدكتور فيصل الحفيان المحاضرة بتفكيك عنوان المحاضرة، مبتدئاً من ما يعيشه العالم من هواجس، وأهمها أولاً الهاجس الرقمي، وثانياً الهاجس الحرفي.
وتحدث الحفيان عن فلسفة الرقمنة، واعتبر المخطوطة وعاءً للتراث بالرغم من أنها ليس كل التراث، حيث التراث أكبر من المخطوط بحسب قوله.
وقال” لا نستطيع أن نرقمن ما وراء النص، لأنه شيء معنوي، ولابد أن نفرق بين المخطوط والتراث”.
وفي تفصيله العنوان أشار إلى أنه أوحى له بثنائيات، منها أولاً ثنائية المخطوط والرقمنة، وثانياً ثنائية الواقع والآفاق، وعليه فإن هذه الثنائيات تعتبر ثنائيات التقاء وليس ثنائيات تضاد.
وفي قراءته للثنائية الأولى قال إن المخطوط ماضوي، وأن الرقمنة حاضر معاش، وأن المخطوط ترك لنا إنجازاً، فهو يمتلك حضوراً، وأن الرقمنة الحاضرة غائبة عنا.
وأكد العلاقة بين المخطوط وتوظيف الوسيط الذي يسمي “الرقمنة”، وأن المخطوط يمتلك عنصرين، وهما أولاً كونه حاملاً أو كياناً مادياً حسياً، وثانياً كونه نصاً أو محتوى قام بتأليفه مؤلف.
وأشار إلى العناصر غير المرئية في المخطوط، وهي “خوارج النص”، مثل الهوامش والحواشي والمعلومات والقيود، وهي ما نطلق عليها “الطرّة”، وأن هناك “بيئة النص”، وهناك “ما وراء النص”. وشدد الحفيان على أن كل نص مرتبط بالفكر الذي أنتجه، لذلك لابد لنا أن نبحث عن طرائق التفكير، حيث إن الفكر يختبئ وراء الحروف والجمل، وأن هناك ما هو أبعد من طرائق التفكير، وهي الرؤية التي انتجت النص.
وذكر الباحث أن العرب لا يزالون في عصر الرقمنة، وكان أن التفتوا للتراث إبان القرن التاسع عشر، وفي القرن العشرين عملوا بالتراث جمعاً وفهرسة ودرساً، وقد أصبح لديهم الآن مراكز لتوثيق التراث بأنواعه.
وتطرق الباحث إلى مفهوم كلمة توثيق كونه بديلاً لكلمة حفظ، وهي أشد عمقاً، كما تحدث عن طبيعة الرقمنة في بعدها الأحادي، ويعني التصوير والحفظ، بينما التراث ذات بعد جماعي.
وأشار إلى أن لقاء المخطوط مع عملية الرقمنة لقاء شكلي، يؤدي وظيفة الحفظ أو التوثيق، وأن هناك وظيفة أخرى هي الإتاحة.
وشرح الباحث موضوعة “المخطوط الافتراضي” كونه النص ليس الأصل، حيث لا يمكن الاستغناء عن الأصل في جميع الأحوال.
واختتم الباحث محاضرته بالحديث عن أنواع الرقمنة، ولخصها بنوعين، هما أولاً الرقمنة الصورية، وثانياً الرقمنة النصية، ومشاكل هذين النوعين وسهولة العبث بهما من حيث الإسقاط والحذف والإضافة.
كما أضاف في خاتمة محاضرته حديثاً عن “التحقيق الآلي”، حيث تكون العمدة فيه للآلة، وليس للإنسان.