الأحد، 5 سبتمبر 2010

دنيا | وليد أنسي: المخزون الجمالي طاقة إبداعية في التشكيل الإسلامي | جريدة الاتحاد


أكد البعد الفلسفي في علاقة الزجاج بالخطوط العربية
وليد أنسي: المخزون الجمالي طاقة إبداعية في التشكيل الإسلامي
حجم الخط |


لمشاهدة الصور أنقر على العنوان الرئيسي من المصدر ©
من أعمال الفنان وليد أنسي
تاريخ النشر: الأربعاء 01 سبتمبر 2010

مجدي عثمان

ارتبط الفنان التشكيلي وليد أنسي بالفنون الإسلامية وتأثر بها قبل اشتغاله بانتاج أعمال فنية، حيث بدأ يستلهم من عناصر العمارة الإسلامية في بناء مشروع تخرجه بكلية الفنون التطبيقية أوائل التسعينات من القرن الماضي، وكانت القباب في العصور الإسلامية المختلفة وتغير أشكالها في البلدان الإسلامية العنصر الرئيسي الذي استمد منه تشكيلاته من الخطوط الخارجية للقبة والنوافذ أو الفتحات المعمارية الموجودة في المباني الإسلامية.

وقال إن ما أنتجه في تلك الفترة لم يلق قبولا لدى البعض بعد ان قام بتبسيط وتجريد اشكاله فصارت جديدة في التكوين وابتعد عن التشكيلات الجمالية في الفن الاسلامي وان كان يحس فيه بالروح الاسلامية، وهو ما جعله في مرحلة لاحقة يتعامل مع بعض العناصر الزخرفية النباتية ويحاول ادخال التوريقات الزخرفية في شكل مجرد في اعمال النحت الزجاجي.

واوضح صعوبة واختلاف النحت الزجاجي عن النحت في الخامات الاخرى مثل الخشب أو الرخام والأحجار، حيث ان الزجاج خامة شفافة تجعله يتعامل مع شيئين فقط هما السمك والإضاءة، والسمك يعطي كثافة مختلفة خاصة عند التعامل مع لون واحد مثل الأزرق ودرجاته تبعاً لسمك قطعة الزجاج.

وأكد أن التراث هو ألف باء الفنون، ولايجب ان يبدأ الفنان إنتاج أعماله الفنية دون ان يرى جيدا تراثه الثقافي والفني الذي يشكل المدخلات الاساسية في تكوينه الفني، حتى يستطيع ان يخرج تلك المدخلات بعد ان يشكلها ويعطيها رؤيته الخاصة، اما دون ذلك فسيكون انتاجه منقوصا ولن يستمر إلا فترة وجيزة، ويعتقد انه ليس هناك ما هو أهم من التراث الاسلامى للاستفادة منه.

وأوضح ان الاستلهام من التراث بأنواعه سواء كان فرعونيا أو قبطيا أو إسلاميا مرحلة واجبة يمر بها أغلب الفنانين التشكيلين، ولكن فترة الاستلهام تختلف من فنان إلى آخر، كما أن بعض الفنانين يستلهمون من أحد الفنون التراثية، والبعض الاخر يستلهم من طرازين أو ثلاثة من فنون التراث المختلفة، وطريقة التناول أو الاستلهام من تلك الفنون تكون في أغلب الاحيان بالتجريب على أحد عناصرها وإيجاد تكوينات جديدة ترتبط برؤية ومفهوم الفنان نفسه.

الخطوط العربية

وقال إنه تناول الاستلهام من الخطوط العربية منذ عام 2008 بعد أن شارك في معرض جماعي كان موضوعه “إلهامات الخط” وقد تعامل الفنانون المشاركون بالخط العربي سواء الكوفي أو الثلث من خلال اتجاهاتهم الفنية والخامات التي يفضل كل فنان العمل بها، وضم المعرض أعمال الفنانين مصطفى عبد الرحيم وعمر النجدي وطه حسين وعزت جمال، واختار الخط الكوفي في نوعه الفاطمي دون الارتباط بقواعده الأساسية، وبدأ تشكيله في خامة الزجاج في 12 عملا فنيا من الاطباق الزجاجية، مستغلا شفافية الخامة في إظهار شكل الحرف في تشكيلات جديدة من الخط الكوفي الذي رغم صعوبة إنتاجه في خامة الزجاج فإنه من الخطوط التي يعشق جمالياتها وحركة التوريقات التي تنبع من الحروف فيها، واحتفاظها بالمظهر الإسلامي رغم التحوير الذي يدخل عليها، كما انه في بعض الاحيان يحدث تزاوج بين الكتابات العربية والزخارف الاسلامية الأخرى.

وأضاف ان علاقة الزجاج بالخطوط الاسلامية ذات بعد فلسفي، فإذا كانت الكتابات تحمل نورانية الارتباط بالنص الاسلامي المقدس فإن الزجاج ينفذ النور من شفافيته، ولذلك فإن الجمع بين جماليات الخط وامكانات الخامة هو جمع بين النور والنورانية، كما ان استخدام اللونين الاكثر شيوعاً في الفنون الاسلامية وهما الازرق والتركواز يؤكد النقاء والصفاء الروحي ويبرز شفافية الخامة، مؤكداً انه عندما يستلهم من العناصر الاسلامية لا يتوقف عند خامة معينة مثل الزجاج لتخصصه فيه وانما يستلهم من الخامات الاخرى ويعيد صياغتها في خامة الزجاج، وتوجد حلولا تشكيلية لعلاقة الوحدة الزخرفية بالعناصر الاخرى المجاورة لها كما فعل الفنان المسلم مستخدماً التكرار والاستمرار للعنصر الواحد.

الأعمال التطبيقية

وأشار الى ان الأعمال التطبيقية ترتبط بالمنفعة الوظيفية الى جانب القيمة الجمالية مثل ان تكون الاشكال الجمالية للزجاج منتجة بغرض الاستخدام كوحدة اضاءة او حوض زجاجي أو كوب، وذلك يطبق في مجالات الفنون الاسلامية المختلفة، مثل نوافذ الزجاج المعشق بالجص التي تتحكم في كمية الاضاءة الداخلة للمبنى مع تعدد ألوانها بعد أن يمر الضوء من خلال قطع الزجاج الملونة، وايضا المشكاوات ووحدات الاضاءة النحاسية.

وقال إن خصائص الفن الاسلامي تظهر واضحة في نماذج الأعمال التي تركها الفنان المسلم في الخامات المختلفة من معادن وزجاج واعمال نحتية من الزخارف الاسلامية البارزة على العمارة الخارجية والداخلية للمباني الاسلامية، فهو فن ذو مخزون وافر من التشكيلات الجمالية التي تحفز الالهام في مخيلة الفنانين رغم تعدد مجالاتهم، واذا كان الفن الاسلامي أكثر زخرفية فهو أكثر اتزانا في الوقت نفسه.

النحت بالزجاج

أوضح أنسي أهمية الدراسة التكنولوجية لخامة الزجاج عند التعامل معها في إنتاج اعمال فنية، فلا يمكن استخدامها مباشرة في تقنية النحت بالزجاج بدون عملية التسخين التي تجعلها طيعة بعد مرور قطعة الزجاج على درجات حرارة عالية تصل إلى 950 درجة مئوية داخل الأفران الخاصة بذلك، وفي ذلك الوقت يمكن التحكم في شكل التصميم عليها، وهو ما يحتاج الى دراسة حركة جزيئات خامتها في درجات الحرارة المختلفة، ورغم أن الزجاج من الخامات الصعبة فإنه يحتوي على العديد من التقنيات المختلفة التي يمكن التحول والمرور بينها تبعا لما يريد الفنان.

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels