إذ تتعرض للتدمير والإهمال
إحدى أهم المعالم التاريخية في يافع تستغيث
السبت 18 سبتمبر-أيلول 2010 الساعة 10 مساءً / يافع- مأرب برس- ياسر اليافعي:
تعد قلعة القارة من أهم المعالم التاريخية في يافع, حيث تشكل القارة بشكلها ولونها الجميل لوحة ربانية رائعة تتميز بها يافع عن باقي المناطق.
ويوجد في القارة الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية التي تدل على عظمة الإنسان اليافعي, وتتنوع هذه المعالم بين نقوش أثرية وقباب ومساجد وسدود وبرك للمياه وكذلك بيوت وقصور قديمة، كما كانت القارة المركز الذي تدار منه يافع حيث كان يحكم ويدير سلاطين آل عفيف يافع من هذه القلعة.
لكن ما يخزي في النفس أن هذا المعلم التاريخي الهام والنادر يتعرض للتدمير, سواء بفعل الطبيعة أو بفعل البشر, فالكثير من آثار القصور والقباب التاريخية, إضافة إلى السدود تتعرض للتخريب والإهمال الشديد بفعل عوامل التعرية الطبيعية أو بفعل البشر المتمثل بإهمال هذا الصرح التاريخي الهام أو السرقة التي حصلت لكل ما تحويه القارة من مقتنيات أثرية, ومخطوطات قديمة ووثائق هامة.
"مأرب برس" كان له جولة في قلعة القارة, حيث يلاحظ المتجول في أزقتها وحواريها الإهمال الشديد الذي تعانيه وكذلك انهيار بعض المباني والقبب التاريخية, بل أنه سيستغرب من أن معلما تاريخيا بهذه الشهرة وهذا الشكل الرائع يتم إهماله سواء من قبل أهل يافع أنفسهم أو من قبل السلطات المحلية في يافع, فموقع قلعة القارة المرتفع الذي يطل على معظم مناطق ومدن يافع ومساحتها الواسعة وما تحويه من آثار تاريخية يجعلها مزارا ومعلما سياحيا نادرا.
يقول الحاج أبو سامي وهو من السكان الذين تبقوا في القارة: "لو كان هذا المعلم التاريخي في دولة خليجية لأصبح زواره من كل بقاع العالم". مشيرا إلى أن القارة تعرضت لإهمال وسرقة للمتحف الذي كان يحوي مخطوطات وكنوزا مهمة.
وثمة أسباب رئيسية أدت بسكان القارة إلى الرحيل منها, حيث لم يتبق من سكانها إلا ثلاث أسر فقط، ويقف الجفاف الذي تعرضت له يافع مؤخرا في مقدمة تلك الأسباب, وهو ما أدى بالناس إلى النزوح من القارة نحو الوادي أو الانتقال إلى المدن الرئيسية؛ لصعوبة حصولهم على الماء.
وعبر "مأرب برس" يوجه "أبو سامي" مناشدة إلى كل من تعز عليه القارة من أهلها وسلاطينها, وكل من يعشق التراث الإنساني, وإلى الجهات المعنية أن يلتفتوا إلى هذا الكنز المهمل, وأن يضعوا حداً للعبث الذي طال كل ما تحويه القارة من آثار.
وننوه إلى أنه من واجب السلطة المحلية في يافع والمعنيين في وزارة السياحة, إضافة إلى وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية والمنظمات الدولية المهتمة بالآثار, ضرورة الالتفافات إلى هذا المعلم التاريخي الهام والحفاظ عليه, والترويج له وإبرازه للعالم, فهو سيظل مفخرة ليس ليافع فقط, وإنما لليمن كلها, كما أن الحفاظ عليها يعد واجب إنساني ووطني.