الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

جريدة القبس :: خير جليس :: كنوز من المخطوطات العربية القديمة في مكتبة براغ :: 21/09/2010

جريدة القبس :: خير جليس :: كنوز من المخطوطات العربية القديمة في مكتبة كنوز من المخطوطات العربية القديمة في مكتبة براغ
المكتبة الوطنية لجمهورية التشيك
المكتبة الوطنية لجمهورية التشيك
د. محمد مهدي
توجد في مكتبات براغ الجامعية والمركزية مجاميع كبيرة من المخطوطات العربية القديمة، متعددة المضامين.
ووفق ايفان هلافيجك من جامعة كارولينا، فان الكمية التي اطلع عليها قد بلغت اكثر من 7500 مجلد من هذه المخطوطات مع ترجماتها اللاتينية.
وتعتبر هذه المخطوطات جزءا اساسيا من حصيلة الرصيد التشيكي لثقافة الشرق في مرحلة القرون الوسطى التي شهدت ازدهارا كبيرا للفلسفة والعلوم المختلفة.

من النظرة الأولى، فان هذه الكمية تعتبر رقما قياسيا وثروة لا تقدر بثمن، وقد تم احتواؤها بعد ان قطعت مسافات طويلة ومعقدة، حتى وصلت الى محل اقامتها في بلاد المهجر، لتستقر بين جنبات قصور الملوك أو على مناضد العلماء أو بين ألواح الرهبان في الكنائس القديمة.
وكل هؤلاء اعتبروها في مرحلة مهمة، جزءا من مجدهم الشخصي، يتهافت عليها العالم، للامساك بخيوط العلم والمعرفة، التي نسختها أدمغة العرب في تلك الحقبة الزمنية من تاريخ البشرية، ويمكن تحديد تاريخ وصولها الى تشيكيا ارتباطا بفترة وجود القديس والاستاذ المربي يان شندل (1370 - 1443) الذي قدم للجامعة الملكية في حينها حوالي 200 كتاب من المخطوطات العربية.
ووفق كتاب تاريخ الطب الفرنسي، فان جامعة براغ قد استملكت آنذاك 13 مجلدا قبل عام 1516، وارتفع العدد الى 40 مجلدا بعد هذا التاريخ.
وقد احتوت تركة شندلر بعد وفاته على مخطوطات في علم الرياضيات والفلك، ترتبط بالمعلمين العرب الأوائل الذين كتبوا في هذه العلوم.
ان جزءا مهما من رصيد المخطوطات لم يخضع بعد للتحقيق أو الدراسة، ويضم مخطوطات عربية واسلامية نادرة.
وقد انتقلت دراسات كثيرة من الدراسات التي تضمنتها هذه المخطوطات الى العلوم الأوروبية، من خلال ترجمتها الى اللاتينية، وشملت مختلف المجالات التي كتبت في فترة نهوض الثقافة والعلوم الاسلامية، وجلها قد كتب باللغة العربية التي كانت اللغة المنافسة للاتينية.
وفي الكثير من الترجمات اللاتينية للمخطوطات العربية غاب اسم المترجم او مكان الترجمة.
أما أسماء المعلمين العرب وبخاصةالأساسيون الذين الفوا هذه المخطوطات، فقد ثبتت في المخطوطات ذاتها.
ويمكن متابعة سجل 23 - 25 معلما عربيا من كتاب المخطوطات في مؤلفات كتبت باللاتينية أو باللغات الأخرى، ومنهم مؤلفون تشيك وسلوفاك.
وقد سجلت أسماء المعلمين العرب وفق الحروف الابجدية اللاتينية، لكن السجل العام لم يكتمل بسبب عدم تحقيق الكثير من هذه المخطوطات أو توزعها بين بلدان العالم المختلفة، وبالأخص في حقول الطب والصيدلة والأفلاك والنجوم والكيمياء والرياضيات وايضا الفلسفة والمنطق.
وبالتأكيد، اذا ما توافرت الفرصة المواتية لدراسة هذه المخطوطات، فان انظار المختصين ستقع لا محالة على المزيد من الاسماء الجديدة من المعلمين العرب الذين كتبوا هذه المخطوطات.
مشكلة الأسماء
المشكلة التي تواجه المختصين الأجانب أثناء ترجمة أسماء المعلمين العرب هي تركيبة الاسم باللغة اللاتينية.
فعندما يكتب الاسم العربي بالاحرف اللاتينية، يفقد في بعض الاحيان حيويته المرتبطة بالنطق العربي الاصلي، لذلك يسعى المختصون التشيك الى اعادة كتابة الاسم حسب المصدر الحقيقي والموجود في المخطوطة ذاتها.
ومن بين هذه الاسماء علي فيلوس، ابن راجل أو البوحازن كما كتب باللاتينية، كما في الصورة الكتابية الآتية: «Haly» اي «علي» - فيلوس - «Abenragel» أو «Albohazen» او «Alboacen».
وبترجمة هذا الاسم المكتوب باللاتينية، نعرف انه الفلكي والمنجم الكبير ابو الحسن علي الشيباني ابن علي الكاتب المغربي الفيزواني.
توفي عام 1037، وكان الفلكي الخاص لقصر الخليفة القيرواني المعز.
وقد كتب 8 مجلدات باسم «كتاب الباري في احكام النجوم»، ترجم الى اللغة اللاتينية عام 1458 في مدينة البندقية، ويوجد جزء من هذه المخطوطة في مكتبة براغ الوطنية، واجزاء اخرى في مدينة برنو التشيكية ومدينة هراديت اوزنويما التشيكية ايضا، فضلا عن وجود بعض الاجزاء في العاصمة السلوفاكية براتسلافا.
وقد اشار اليه القديس المصلح يان هوس حوالي العام 1441 في احد كتبه وسماه «ابو الحسن علي الشيباني».
أبو باقر الاندلسي
طبيب وفيلسوف وكاتب- اسمه الكامل أبو باقر بن عبدالله بن محمد القيس الاندلسي الذي عرف ايضا باسم «ابن طفيل». ولد حوالي عام 1110 في وادي «العاش» او «عاش» ويدعى هذا الوادي في الوقت الراهن «Quadix» ويقع في اسبانيا، وتوفي عام 1185 في المغرب.
وقد عرف لدى المراجع العلمية التشيكية، كمؤلف وفيلسوف، وهو الذي كتب «حي ابن يقظان»، الذي وصف فيه حياة طفل، قامت بتربيته وارضاعه احدى غزلان الغاب.
وقد ترجم هذا الكتاب الى اللغة التشيكية من قبل المستعرب التشيكي المعروف ايفان هربك عام 1957، واتسمت هذه الترجمة بالمثالية حيث حافظ المترجم على الاجواء الشرقية التي سيطرت على اسلوب الكاتب الاصلي.
وتوجد ايضا مخطوطات للفارابي وابن سينا، لكنها لم تخضع للدراسة والتحقيق.
وفي عام 1911، صدرت دراسة للمستعرب التشيكي يوسف رشيماك بطلب من اكاديمية العلوم التشيكية بعنوان «ابن طفيل واعماله».
ثم قدمت دراسة جامعية لجامعة كارل في براغ من قبل يان توباك بعنوان «نمو الانسان لوحده خارج اطار المجتمع في مختارات من الادب العربي والانكليزي»، وكان ذلك عام 1975، حيث حاولت الدراسة المقارنة بين اعمال ابن النفيسي وبعض الاعمال الانكليزية.
ابن سنان
هو عبدالله محمد بن جابر بن سنان البطاني الحراني المنحدر من عائلة عربية مسلمة.
كان ابن سنان واحدا من اشهر الفلكيين في عصره، وولد عام 858 في حران، وعاش فيما بعد في مدينة الرقة الواقعة في الجانب الأيسر من الفرات، حيث كان لديه هناك مرصد للنجوم، وقد مات عام 929.
ومن أبرز أعماله «لوحة فلكية» اعتمدت عليها مراكز الفلك في اوروبا، وقد ترجمت اعماله الى اللغة اللاتينية عام 1143.
وهنالك اثنتان من مخطوطاته النادرة في براغ، وكان قد اشتراهما ماتياس دي جيهنيرنو في براغ عام 1404 ونقلهما الى مكتبة جينا، لكنهما اعيدتا الى براغ فيما بعد.
الزهراوي
هو ابوالقاسم خلف بن عباس الزهراوي، ولد عام 930 في بلدة الزهراء القريبة من قرطبة، وفيها مات عام 1013.
كان الزهراوي الطبيب الشخصي للخليفة عبدالرحمن الداخل وكذلك للخليفة الحكم الثاني.
وقد ترجمت مؤلفاته في الجراحة الى اللغة اللاتينية من قبل جيرارد دوس مذكريمونا.
ويعتبر هذا الطبيب العربي اول مبتكر للأدوات الجراحية التي كان يستعملها في ذلك الوقت، والتي اعتبرها الأوروبيون اهم مكسب حصلوا عليه فيما بعد، حيث اعتمدوها واستنسخوها واصبحوا يستخدمونها في العمليات الجراحية.
واحدى ابرز هذه المخطوطات التي تحدثت عن طب الجراحة، قد ترجمت الى اللاتينية باهتمام كبير عام 1496 من قبل كويريك دي اوغسطس.
و قد استعان بروفيسور جامعة براغ يوسف هرتل في كتابه «طرق التشريح عند العرب واليهود» الصادر في فيينا عام 1879 بأعمال المعلم الزهراوي بنحو 17 مرة.
وفي المكتبة الحكومية في مدينة كوشيتا السلوفكاية، هنالك كتاب مطبوع في ستراسبورغ يعود تاريخه الى عام 1532 بعنوان «الاستاذ الجراح ابوالقاسم الزهراوي». وقد كتب اسمه في كتابات أخرى بصورة مختلفة، مثل «أبوالعباس ابن قاسم ابن خلف السعدي» (دمشق 1203).
وهذا الكتاب يضم اسماء اخرى من المعلمين العرب يصل عددها الى 400 طبيب عربي عاشوا في غضون القرون الوسطى.
أبوالصقر القبسي
هو ابوالصقر عبدالعزيز بن عثمان بن علي القبسي، أبرز علماء الفلك في النصف الثاني من القرن العاشر.
ينحدر من بلدة قبس او كبس السورية، واشهر كتبه «المدخل الى صناعة احكام النجوم». ولديه كتاب مخطوط حول حركة الكواكب، وكلا الكتابين قد ترجم الى اللاتينية من قبل جونس هيسبا لنيسيس المعروف ايضا باسم «يان من سيفيلي» أو «رابين اليهودي».
وتوجد هاتان المخطوطتان في مكتبة براغ الوطنية، كتركة لاستاذ جامعة براغ يان اندرشيوف المتحدث باسم «شيندل» استاذ الفلسفة والطب (1443/1370) والذي قدم لجامعة الطب 200 مجلد من المخطوطات العربية الطبية والرياضية.
الكندي
هو ابو يوسف بن اسحاق الكندي ولد عام 800 في البصرة وتوفي عام 870 في بغداد.
كتب في الفلسفة والتاريخ، ويعتبر «فيلسوف العرب» وقد قرأ الفلسفة اليونانية، وكتب ردوداً ونقداً للفلسفة والمنطق، ومن بين المخطوطات الموجودة لهذا العالم والفيلسوف في براغ مجلد «رسم المعمورة» و«القول في النفس» وغيرهما.
كما وكتب في الفلك، وترجم له في البندقية عام 1509 نحو 15 مخطوطة من مجموع 16 مخطوطة.
ابو اسحق
هو ابو اسحق ابراهيم بن يحيى النقاش الزخلي، عالم في الرياضيات والفلك من منطقة توليدو.
ولد في قرطبة عام 1029، وعاش في توليدو، وتوفي عام 1087. وقد اخترع معدات فلكية جديدة في عصره، وترجمت اعماله الى اللاتينية في نورنبرغ عام 1534. وتوجد لدى المكتبة الوطنية في براغ مخطوطات يعود عمرها الى القرنين الثالث عشر والرابع عشر.
ابن باجة
هو ابو باقر محمد بن يحيى المعروف باسم «ابن باجة»، ولد عام 1020 في «زراهوست» واليوم اسمها «زاراغوسا» وقد مات في مدينة فاس عام 1098.
كان طبيبا وفيلسوفاً، وقد نقد ارسطو طاليس وهيأ الارضية لابن رشد، وقد تناول بعض مؤلفاته المصلح «يان هوس».
اسحق بن عزرا
هو ابراهيم بن ماير بن عزرا، وفي مصادر اخرى كني بــ«ابو اسحق ابراهيم بن المجيد».
مؤرخ ومترجم وشاعر وفلكي وفيلسوف رفيع المستوى، وقد ترجم التوراة من العربية الى العبرية، اضافة الى ترجمة اعمال الخوارزمي من العربية الى العبرية.وتوجد لهذا العالم بعض المخطوطات في القسم المخصص للامبراطور كارل الرابع في المكتبة الوطنية في براغ.
ابن زهر
هو علي بن زهر، توفي عام 1131، ومن كتبه «الاقتصاد في اصلاح النفوس والاجساد»، وقد ترجم الكتاب الى اللاتينية عام 1618، اضافة الى كتاب «التفسيرات في المداواة والتدبير» الذي ترجم الى اللاتينية عام 1490 في البندقية.
وتوجد المخطوطة في مكتبة جيسكا بوديوفيتسة التشيكية.
براغ :: 21/09/2010

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels