الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

Aliwaa Newspaperالمدرسة الحروفية كانت مدرسة صهيونية في اوروبا اواسط الاربعينيات من القرن الماضي

المدرسة الحروفية كانت مدرسة صهيونية في اوروبا اواسط الاربعينيات من القرن الماضي
العدد 89 من مجلة الحياة التشكيلية
غلاف العدد

الحياة التشكيلية مجلة فصلية من ابداع السيدة نجاح العطار أيام كانت وزيرة للثقافة حيث الى جانبها مجلة المسرح، ومجلة الموسيقى طبعاً وهناك مجلة المعرفة السورية التي تصدر منذ عقود طويلة من الزمن· وكانت الحياة التشكيلية في بداياتها المجلة الاولى في هذا الاختصاص، عبر الفضاء الثقافي العربي وعبر الفضاء التشكيلي كذلك وقد تميّزت بترجماتها التي شكّلت لي ولغيري زاداً معرفياً حدسياً وذوقياً في التشكيل، خاصة وأننا من عشاقه وعشاق الكتابة فيه ميدانياً عبر الفنانين ومعارضهم··!

وصدف أنني كنت في اللاذقية وصدفت العدد الجديد منها رقم 89 فاشتريته ولأنني مختص بالكتابة عن التشكيل· فقد قرأته من الغلاف للغلاف· ورغم أن المجلة صارت تصدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب - وزارة الثقافة فقد استحسنتها واستحسنت ما فيها من كتابات جدية سواء المكتوبة بأقلام فنانين مبدعين وبأقلام كتاب متخصصين، الا انني افتقدت فيها قسم الترجمة الذي كان يكمل جسد المجلة التأليفي· وتتجلى فيه المثاقفة بين مدارس الغرب الفنية وإنجازاتها وتطوّراتها وبين إنجازات الحركة التشكيلية السورية، والعربية وحتى أطراف من الفنون الاسلامية، بحيث أن أعداد المجلة القديمة وسعت رؤيتنا ورؤانا للتشكيل وللثقافة البصرية كما وسعت رؤانا المعرفية في تناول الاعمال التشكيلية وأطلعتنا على التأثيرات التي جاء بها فنانونا من الغرب من باريس وروما ومدريد وبرلين وحتى نيويورك وكيف أخضعوا هذه المؤثرات ومزجوها في اجسادهم وارواحهم واضطلعوا بهضم هذه المؤثرات وصهرها في أفرانهم الداخلية فيما كانت شخصياتهم الفنية تبتكر أساليب الحداثة الفنية التي عرفوا فيها·· وحتى لو كانت الحياة التشكيلية بعددها الأخير تواكب الحداثة الفنية السورية والعربية، وتطل على النشاط العالمي ايضاً، فإن مرجعيات مقالاتها مرجعيات غربية في احوال كثيرة ولا بأس في التأليف والتوليف فهذه مصطلحات تشكيلية ولو انتقلت الى الكتابة عن التشكيل كما هو مقال رئيس التحرير الفنان النحات عبدالله السيد الذي هو أعقد مقال في المجلة وكثير المراجع وفيه معالجات فلسفية من خلال مقارنات الكلمة والصورة اي الشعر والتصوير الزيتي وفي المقال نباهة تأثير التصوير على الكشوفات العلمية في المجالات كافة من الخرائط الى البناء الى تخطيط الآلات الميكانيكية التي كانت في مخطوطات دافنشي الى رسم الجسم البشري التشريحي في الطب وغير ذلك الكثير·

لكن المفاجئ في المجلة كان اشارة رئيس التحرير الدكتور عبدالله السيد الى ان المدرسة الحروفية كانت مدرسة صهيونية في اوروبا اواسط الاربعينيات من القرن الماضي، وربما هذا صحيح ويجب التحقق منه كما فعل في المقال الطويل او الدراسة التي يشير اليها في عدد العام الماضي من المجلة عدد 85 لكن ذلك لا يصيب الحروفية العربية بأي شيء من هذا، فالخطاطون العرب القدامى وصناعة المخطوطات ونسخ القرآن بدأت الحروفية بذلك منذ 1500 عام، والخطوط العربية على الألواح الحميرية التي اشار اليها طه حسين وتجويد الخطوط العربية بأنواعها وخاصة هندسات وجماليات الخط الكوفي وابن مقلة وابن البواب وكثيرون غيرهم من اعلام هذا الفن المنتمي الى الفنون العربية الاسلامية من زخرفة وارابسك وعمارة عربية اسلامية للمساجد والقصور ونحت الخطوط وحفرها من ضمن تزيين هذه العمارة وشواهدها كثيرة من الجامع الاموي والمسجد الاقصى الى قصر الحمراء الى الجامع الكبير في اسطنبول ايا صوفيا وربما الى تحفة العمارة الاسلامية تاج محل في الهند··!

غير أن في المجلة مقالاً وافياً عن تجربة الفنان الحروفي السوري سامي برهان، كذلك يكتب الصديق الخطاط والحروفي منير الشعراني نصف مقال في فن الخط والحروفية ومقاله اختصاصه وابداعه وتأليفه وتذوق تقنيات الحروفية وكان بودي أن تستحوذ المجلة على اكثر في مجال الفنون العربية الاسلامية او حتى على الفنون الشرقية لأن لنا صلة اكثر سرية وسحرية وجمالية فيها··

وكان يمكن مراجعة مدرسة الخطوط والحروفية الخطوط التراثية والمستمرة حتى الآن، والتي تأسف عليها الكاتب التركي صاحب نوبل وانتقد الاتاتوركية بطمس هوية تركيا بتغيير الحرف العربي في اللغة التركية الى اللاتيني وإلغاء حرفة الخطاطين الاتراك الذين يقال إنهم قاربوا مطلع القرن الماضي اربعمئة الف خطاط، وفيما اذكر ان الحافظ عثمان أيام كان ينسخ القرآن كان الخليفة العثماني يجلس بجانبه ويحمل له المحبرة التي يغمس قلمه فيها، وكان بعض الخلفاء العثمانيين فنانين في الخط العربي وخاصة خطوط القرآن الكريم·

ثم لا بد من مراجعة مدرسة الحروفية الحديثة بتقاناتها التشكيلية الصورية التجريدية الحركية والملونة الحديثة كما نظر لها الفنانون الحروفيون امثال شاكر حسن آل سعيد مع لوحة البعد الواحد التي هي لوحة تجريدية عربية اسلامية (الارابسك) كذلك كما ابدعها الفنان محمود حماد بتجريداته الحروفية التي تنطوي على روحانيات هائلة، وكما ابدعها الفنان وجيه نحلة كذلك بحروفياته الملونة والمذهبة ايضاً وغيرهم الكثير على مد الساحة العربية وهذه الحروفية تتساوق مع ينابيعنا واسسنا، وشخصياتنا وثقافتنا ومعتقداتنا وأعمق وشائجنا التي هي اللغة العربية بامتياز كونها بيت الكينونة الذي فينا وفي اعمق اعماق تجلياتنا واستظهارنا للوجود والعالم بواسطتها بحيث تصير الحروفية كما كان فن الخط فناً جمالياً حياتياً محسوساً وفن ايمان ايضاً <ومنهم من يعبد الله على حرف>·

تعليق: زهير غانم

جريدة اللواء اللبنانية

http://www.aliwaa.com/default.aspx?NewsID=196533

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels