الجمعة، 15 أكتوبر 2010

العربية نت :: أخبار الأخيرة | مسجد "محمد علي" بقلعة صلاح الدين.. تاريخ وفن وسياسة

مسجد "محمد علي" بقلعة صلاح الدين.. تاريخ وفن وسياسة



مسجد "محمد علي" في مصر

مسجد "محمد علي" في مصر

القاهرة - سمير محمود

يمتزج في مسجد محمد علي القابع بقلعة صلاح الدين الأيوبي الدين بالتاريخ والسياسة والفن بالزخرفة والعمارة إلى أبعد الحدود.

وفيه يقف التاريخ ليقول كلمته حاسماً الخلط الشائع بين عوام الناس، فجامع محمد علي أكثر معالم القلعة شهرة، ويعتقد البعض أن قلعة صلاح الدين الأيوبي هي قلعة محمد علي باشا لشهرة هذا الجامع بها، كما يسمى أيضاً جامع المرمر وهو نوع من أنواع الرخام النادر الذي كسي به.

رأى محمد علي الحاجة الماسة إلى إنشاء مسجد لأداء الفريضة، وليكون مدفناً له، فعهد إلى المهندس المعماري التركي "يوسف بوشناق" بوضع تصميم له، فوقع اختياره على مسجد السلطان أحمد بالآستانة، واقتبس منه مسقطه الأفقي بما فيه الصحن والفسقية مع تعديلات قليلة.

ولقد بدأ العمل في عمارة هذا المسجد بموقعة الحالي من قلعة صلاح الدين سنة ( 1246 هجرية - 1830م)، واستمر العمل بلا انقطاع حتى توفي محمد علي باشا في سنة ( 1265 هجرية - 1849م)، فدفن في المقبرة التي أعدها لنفسه بداخل المسجد.

التصميم الداخلي للمسجد

يمتاز المسجد بتأثير الفن البيزنطي على تصميمه، وهو في مجموعة يكون شكلاً مستطيلاً ينقسم إلى قسمين: القسم الشرقي وهو بيت الصلاة أو حرم المسجد، والقسم الغربي وهو الصحن تتوسطه فسقية للوضوء. ولكل من القسمين بابان متقابلان، أى أن المسجد يشتمل على أربعة أبواب، ومن الباب الذي يتوسطه الجدار البحري للمسجد ندخل إلى الصحن، وهو عبارة عن فناء كبير مساحته حوالي 53×54 متراً تحته صهريج، يحيط به أربعة أروقة ذات عقود محمولة على أعمدة رخامية تحمل قباباً صغيرة منقوشة من الداخل ومغشاة من الخارج بألواح من الرصاص وبها أهلة نحاسية.

في وسط الصحن المكشوف نجد قبة للوضوء أنشأت سنة (1263 هجرية - 1844م) ذات رفرف خشبي ومقامة على ثمانية أعمدة رخامية وباطن هذة القبة زين برسوم ملونة تمثل مناظر طبيعية متأثرة بالأسلوب الغربي.

وبداخل هذة القبة قبة أخرى ثمانية الأضلاع لها هلال رخامي نقش عليها بزخارف بارزة عناقيد عنب، وبها طراز منقوش ملون مكتوب عليه بالخط الفارسي بقلم الخطاط "سنكلاخ " آيات قرآنية للوضوء، وتحمل التاريخ سنة (1263 هجرية - 1844م).

ويتوسط الرواق الغربي بالصحن برج من النحاس المخرم والزجاج الملون بداخلة الساعة الدقاقة التي أهديت إلى محمد علي باشا من ملكة فرنسا لويس فيليب سنة 1845م.

تجمع الناس في المسجد

والقسم الشرقي من المسجد وهو المعد للصلاة عبارة عن شكل مربع طول ضلعة من الداخل حوالى 41 متراً تتوسطه قبة مركزية مرتفعة قطرها حوالى 21 متراً، وارتفاعها حوالى 52 متراً عن مستوى أرضية المسجد.

وهذة القبة تحملها أربعة عقود كبيرة ترتكز أطرافها على أربعة أكتاف مربعة، ويحيط بالقبة أربعة أنصاف قباب ثم قبة خامسة ليغطي بروز المحراب عن جدار القبلة، بالإضافة إلى أربع قباب صغيرة بأركان المسجد.

والمحراب من الرخام المصري، يجاوره المنبر الرخامي الجديد الذي أمر بعمله الملك فاروق الأول، وبالقرب منها المنبر الخشبي القديم بالمسجد، وهو أكبر منير في الآثار المصرية القديمة تحليه نقوش مذهبة عبارة عن لفائف نباتية متأثرة بأسلوب الباروك والروكوكو الأوروبي.

كما توجد دكة مؤذنين بالجدار الغربي، وهو بعرض المسجد مقامة على ثمانية أعمدة رخامية تتوجها عقود نصف دائرية، ولها سياج نحاسي يتوصل إليها وإلى الممر العلوي المحيط بالمسجد من سُلمي المئذنتين، وهما على هيئة المآذن العثمانية (القلم الرصاص)، وارتفاعهما 84 حوالى متراً.

محراب المسجد

وفي الركن الغربي القبلي ضريح محمد علي، ويتألف من تركيبة رخامية حولها مقصورة من النحاس المذهب جمعت بين الزخارف الإسلامية والزخارف التركية المتأثرة بالباروك والروكوكو.

نال جامع محمد علي قسطاً كبيراً من العناية والرعاية من أفراد أسرة محمد، كما اعتنى به الملك فؤاد أربعة أعوام انتهت عام (1939م) وذلك لإعادة بناء القبة.

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels