الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

جريدة النهار:: "بيت المعزة" في البلمند متحف للتراث والتقاليد الشعبية

"بيت المعزة" في البلمند متحف للتراث والتقاليد الشعبية
350 قطعة قديمة تعرض حياة القروي وتطور ثقافته

ثياب الفلاح.

الحجر العقد ومعروضات قديمة. بيضة القبّان.

مهباج ومحامص البن وفخاريات. بساط وأدوات زراعية. (م. أ. ع.)
معرض يروي حكايات القرية اللبنانية وانماط العيش فيها، هو الفكرة التي اطلقت مشروع انشاء متحف اثنوغرافي في جامعة البلمند في العام 2007 سمّي "متحف التراث والتقاليد الشعبية". ومن حينه تكثفت الجهود لتجميع اكبرعدد ممكن من الادوات التراثية التي تبين حياة الانسان القروي وتطورها وتظهر ثقافة عيشه.
شرارة الانطلاق كانت بشراء 6 قطع جمعها رئيس الجامعة الدكتور ايلي سالم من الاسواق القديمة في طرابلس ليتمكن المتحف من الاقلاع، ومن بينها عربة خيل ومدقة خشب ومطحنة بن وسطيلة لبن، اضافة الى نول لحياكة الحرير من زوق مكايل.
وبعدها كرّت السبحة بسرعة غير متوقعة بحيث جمع ما يفوق الـ 350 قطعة خلال سنتين قدم بعضها عائلات واصدقاء دعماً للمشروع من مجموعاتهم الخاصة احيانا، وتم شراء البعض الآخر من القرى والبلدات المجاورة في قضاء الكورة التي جال عليها عضوا اللجنة التأسيسية للمتحف سالم سالم وصباح الخوري.
وتحدد مديرة قسم الآثار والمتاحف قي جامعة البلمند نادين بانايوت هارون الهدف من انشاء المتحف بعاملين:
1- جمع القطع القديمة وحفظها وعرضها امام الجمهور.
2- درس هذه القطع التي تعتبر شواهد على مراحل من حياة اجدادنا، وتظهر كيفية تكيفهم مع البيئة، وطريقة الاستعمال الذكي للموارد المحلية، واحترام الطبيعة والعيش بتناغم معها.
وتعتبر ان "اهميته تكمن في انه يبين حقيقة تاريخ البلد الذي يجمع بين الشرق والغرب، ويظهره نموذجا لهذا الخليط، مما يساهم في خلق اللحمة الاجتماعية".

"بيت المعزة"
يقوم متحف التراث والتقاليد الشعبية في "بيت المعزة" المتربع عند اعلى التلة في الجامعة مقابل بيت رئيسها. وقد تمّ اختياره ليكون متحفا لان تصميمه وهندسته يشبهان جدا البيت القروي اللبناني التقليدي ليعكس المرحلة الزمنية التي تعود اليها المعروضات، وقد استعمل بالفعل في بعض الفترات بيتا للماعز على ما يرويه احد سكان المنطقة، وقامت جامعة البلمند بتنظيفه وترميمه وتجهيزه ليصبح متحفا يعرض اليوم نحو 350 قطعة تتنوع بين ثياب واحذية وادوات للطبخ والزراعة والصيد وغيرها...
هذه الادوات تعكس نمط الحياة القروية، وتصف الحياة اليومية لمجموعة من الناس في فترة معينة غير بعيدة في الزمن، وهذا ما يميز هذا المتحف عن غيره من المتاحف التي تروي حياة الناس في فترات غابرة في التاريخ. وهذا النوع من المتاحف منتشر في بلدان اوروبا وروسيا وبلدان اخرى لا تملك تاريخا عريقا وقديما.
"بيت المعزة" مبني من الحجر والعقد تجاوز سماكة جداره نحو المتر وتتعدد النوافذ الخشبية بطريقة منتظمة يدخل منها الضوء فيضيء المكان بنور طبيعي يزيد على الانارة المدروسة المؤمنة للمكان. على المدخل الخارجي وضعت عربة خيل لنقل الركاب مصنوعة من الحديد والجلد والخشب، ويقابلها مقعد او "كنباية" كبيرة للجلوس.

المعروضات
في الداخل تتوزع الادوات في ارجاء المعرض بتقسيم يجمعها بحسب وجهة الاستعمال، فهنا ادوات الوزن وهناك ادوات الفلاحة، والاسلحة، وادوات الطبخ والبناء و...
في هذا المتحف يوجد كل ما يشير ويدل على حياة القروي من مفروشات قديمة مثل المقعد و"الكنباية" وصندوق الملابس وجهاز العروس ومقاعد خشبية وطربيزات، وفونوغراف من الخشب والنحاس ومكاوي على الفحم وقناديل كاز وزيت وبابورغاز، وبساط مزركش برسوم هندسية يوضع على الكنبة او يعلق على الحائط، وشراشف ومطرزات وآلات لصنع النسيج مثل النول وماكينة الخياطة، وفخاريات وجرار من مختلف الاحجام ولاستعمالات عدة، للعرض والزينة والطبخ وحفظ المونة والزيت والماء، وطناجر للطبخ ومطبقيات، وزجاجات وقناني لحفظ العرق، وسلال واطباق من القش لوضع الطعام واوان لطبخ التين وتصنيعه، ونورج خشب يستخدم لدرس الحنطة، وادوات الزراعة والبناء، ومحمصة ومطحنة بن ومهباج، وجرن الكبة وهاون الثوم والمحدلة، وخزائن مطبخ من الخشب، ونير من خشب وحديد يستخدم لربط حيوانات الجر، ومناشير للخشب وغيرها... كل هذه الادوات تمت دراستها وفهرستها وتنظيفها ومعالجتها قبل العرض ولا يزال يوجد في المستودعات نحو 100 قطعة.
وتقول بنايوت ان "البحوث التي اجريناها على القطع المعروضة تسمح بالحصول على تسمية متحف وتطوير هذا المعرض ليصبح متحفا. وقررت الجامعة ان تبقي على هذا المعرض الدائم وتهيء على اساسه مشروع متحف كبير".
مي عبود أبي عقل
(may.abiakl@annahar.com.lb
) الثلاثاء 12 تشرين الأول 2010 - السنة 78 - العدد 24190

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels