القاهرة (ا ف ب) - اعلن مدير مركز ومتحف المخطوطات في مكتبة الاسكندرية يوسف زيدان الثلاثاء ان المركز وقع اتفاقية مع بابا وبطريرك الارثوذكس بالاسكندرية وسائر افريقيا ثيودورس الثاني لترميم 539 مخطوطة لاتينية ويونانية وعربية.
وقال زيدان ان "الاتفاق تضمن ايضا ترميم ثلاثة الاف كتاب طبعت في القرن الخامس عشر ولا يوجد نسخ اخرى منها في العالم"، وقال ان "معمل ترميم المخطوطات والكتب في المكتبة الذي يعتبر الاكبر من نوعه عالميا سيقوم بترميم هذه المخطوطات والكتب على مدار سنتين من الان".
وخلال توقيع الاتفاقية في مقر البطريركية في الاسكندرية، قام البابا ثيودوروس الثاني بتقديم درع القديس مرقس البشير (كاروز الديار المصرية) لزيدان تقديرا له ولجهوده في مشروع ترميم وحفظ مخطوطات مكتبة البطريركية.
والدرع عبارة عن ايقونة (مقاس 36×36 سنتمترا) من الفضة الخالصة عيار 990 وقد طليت حوافها بالذهب وهي تمثل شعار البطريركية (الاسد المجنح، رمز القديس مرقص، يمسك بين يديه الانجيل الذي كتبه مرقص الرسول بالاسكندرية في منتصف القرن الاول الميلادي وتحوطه اكاليل الغار).
ويأتي هذا التكريم الكنسي في الوقت الذي تقوم فيه الكنيسة القبطية التي تعتبر نفسها ايضا الكنيسة الارثوذكسية الوحيدة بمقاضاة زيدان على روايته "عزازيل" التي اعتبرتها مسيئة للمسيحية الى جانب دعوى اخرى ضده على مقابلة اجراها مع الصحيفة الاسبوعية اليوم السابع.
وتختلف الكنيستان المصريتان في التاريخ حيث ان بطريركية الروم الأرثوذكس هي اقدم كنيسة مصرية قامت منذ القرن الثالث الميلادي وكانت تسمى سابقا كنيسة الملكانيين ثم عرفت بعد الفتح العربى لمصر بكنيسة الروم الارثوذكس وتختص الكنيسة برعاية طائفة الأرثوذكس الخلقيدونيين بافريقيا جمعاء واطلق عليها هذا الاسم بعد طرد المسيحيين الاقباط من بين صفوفها.
ويتبع البطريركية في عملها في افريقيا 19 مطرانية و14 اسقفية ما زالت تنمو لترتقي إلى درجة المطرانيات ويتبع هذه المطرانيات والاسقفيات ستة الاف مدرسة وثلاثة الاف مستشفى وتقوم بتمويل هذه المشاريع من الهبات والمعونات الخاصة والعامة من الافراد والحكومات والمؤسسات وخاصة اليونانية والقبرصية اليونانية.
وقد عرفت الكنيسة الارثوذكسية مجموعة من الشخصيات المهمة في تاريخها من بينهم المقوقس الذي راسل النبي العربي محمد بن عبد الله وارسل لها بماريا القبطية كهدية وهي من انجبت ابن الرسول الذي سرعان ما رحل عن العالم، وكذلك حنا الرحوم وغيرهما من الشخصيات البارزة التي جلست على العرش المرقصي للكنيسة.
ولاقى زيدان، الذي يعاديه الان رجال الكنيسة الاقباط، التكريم نفسه من قبل الفاتيكان حيث تمت دعوته لزيارة الفاتيكان خلال زيارته الاخيرة للعاصمة الايطالية روما للمشاركة في مهرجان ادب السفر وذلك لمشاهدة معروضات الاثار الفرعونية بالجناح المصري الذى تم افتتاحه مؤخرا في الفاتيكان ويضم ثلاث قاعات كبيرة.
وقد اعقبت الزيارة جلسة خاصة لبحث سبل التعاون بين متحف الفاتيكان ومكتبة الإسكندرية بحضور رئيس مؤسسة هيباتيا وهي مجموعة ايطالية ثقافية غير حكومية تقوم بأنشطة كثيرة في مجال دعم التفاعل بين ثقافات حوض البحر المتوسط.
وهيباتيا فيلسوفة يونانية كانت تعيش في الاسكندرية، قام المسيحيون الاوائل بقتلها ببشاعة اثر احراقهم مكتبة الاسكندرية القديمة، وهي احد ابطال رواية زيدان "عزازيل" التي اعتبرها الاقباط مسيئة للكنيسة.