| كتبت هبة الحنفي |
شدد مدير عام مركز حروف للتراث والفن الإسلامي نضال عبدالمجيد على أهمية الدور الذي يلعبه المركز في تقديم الموروث الإسلامي بصورة معاصرة تعكس الجانب المضيء والبديع لحضارتنا الإسلامية والعربية عبر نافذة الفن والجمال والمتمثلة بالفنون الإسلامية بجميع مدارسها ومصادرها الجميلة والنفيسة، وأكد على ضرورة تسليط الضوء على عظمة وجمال التراث والفن الإسلامي.
وقال في لقائه مع «الراي» : «لما كان التراث الإسلامي قائما على الحرف «قرآنا وسنة وأدبا»، فلقد اعتنى المسلمون منذ فجر الإسلام بتوثيق هذا التراث، وكتابته ساعين الى حفظ الرسالة وتوصيلها لمن يأتي من بعد، وبين ان للخط العربي والزخرفة الاسلامية مكانة مرموقة في الحضارة الاسلامية تمثل أسمى وأبهى آيات الإبداع الحضاري في شتى االات.
وشرح عبد المجيد انواع الانشطة التي يقدمها المركز لتحقيق الاهداف الراقية التي يسعى لها، مؤكدا ايمانه بأهمية إبراز الوجه الحضاري للإسلام بشكل يحاكي متطلبات ولغة العصر وربط ذلك بمنظومة الإنجازات والإسهامات الحضارية للدين الاسلامي... وهنا نص اللقاء.
• هلا عرفتنا بمركز حروف؟
- اسمه مركز حروف للتراث والفن الإسلامي، وهو مؤسسة تهتم وتعنى بالتراث الإسلامي المتمثل بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وبدائع الأدب العربي والإسلامي، كما تعنى بالفنون الإسلامية الأصيلة من خط عربي، وزخرفة إسلامية، وعمارة إسلامية، وتعمل على نشر روائع التراث والفن الإسلامي، وتعريف العالم أجمع بها باستخدام أحدث الوسائل العصرية، ووفق أعلى المعايير المهنية والفنية، وذلك تحقيقا لرؤيتها التي تتطلع من خلالها إلى الريادة في تقديم الصورة الحضارية المثلى للتراث والفن الإسلامي بشموليته وسماحته وجماله للإسهام في نشر الرسالة الإسلامية في أرجاء المعمورة وتعزيز دورها الحضاري.
• ما فكرة انشاء مركز حروف للتراث والفن الإسلامي؟
- إيمانا منا بعظم الأمانة الملقاة على عاتق كل مسلم تجاه هذه الرسالة المهمة، واستشعارا بعظم المسؤولية في ظل الحملة الشعواء التي تُشن على هذا الدين من قبل أعداء الأمة، ونعته وأهله بأبشع الصفات مثل التخلف والتشدد والإرهاب والفاشية، في محاولة لطمس النور الذي جاء به، ولصد الناس عن معرفته على الحقيقة، ولتعمية البشرية عن عظمته، وعظمة إسهاماته الحضارية في كل ميدان، وإيمانا منا بأهمية إبراز الوجه الحضاري للإسلام اليوم بشكل يحاكي متطلبات ولغة العصر وربط ذلك بمنظومة الإنجازات والإسهامات الحضارية لهذا الدين، ومن منطلق يعزز حقيقة شمولية الرسالة وقيمها الإنسانية الرفيعة التي لا يمكن أن ينكرها أو يختلف معها منصف، ويبرز آثارها التي كانت وستظل منارة للبشرية في خضم بحور الظلام التي تعيش فيها اليوم، ومن أجل ذلك كله ولمعرفتنا بأننا نقف على ثغر عظيم من ثغور الإسلام جاءت هذه الفكرة بتأسيس «المركز» باستخدام أدوات العصر الحديثة حيث نقوم بتسليط الضوء من خلاله على تبيان عظمة التراث الإسلامي المتمثل بكتاب الله عز وجل، وبسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وببديع الأدب والفن العربي والإسلامي وصولا إلى تحقيق أهداف الرسالة السامية.
•وما دلالة اسم المركز؟
- لقد اخترنا لهذا المركز اسما ينبع من صميم اهتماماته، وهو يختصر كل ما يقوم به من أنشطة وفعاليات تدور كلها في فلك التراث الإسلامي العظيم وفنونه البديعة ويبرز وحدة البناء الأساسية لهذا التراث العظيم والتي تتمثل في الحروف القرآنية، والنبوية، والأدبية، والتي تزداد جمالا وبهاء بتناغم الحروف العربية رسما ولحنا، وعليه فلقد كان الاسم الذي اخترناه «مركز حروف للتراث والفن الإسلامي» وهو يحمل دلالة كبيرة لنشاط المركز.
• وما أهم انشطة المركز؟
- نركز في كل نشاطاتنا على العناية بقيم الإبداع والجمال والعظمة في نظم الحروف العربية قراءة وسماعا ورؤية، ونهتم بنشرها كمفردات عابرة لحواجز اللغة والثقافات عبر ترتيل وتجويد آيات الذكر الحكيم، وجرس إنشاد الشعر العربي الساحر، وفنون الخط العربي البديع، والزخرفة الإسلامية الرائعة كونها تمثل الوعاء الذي يمكن استخدامه لنقل الرسالة وإبلاغها لكل واحد، سعيا لتحقيق الفهم بعد تذوق جمال وبديع الصياغة والنظم واللحن.
• وماذا عن الأهداف الرئيسة للمركز؟
- ان أول اهتماماتنا هي العناية بالتراث الإسلامي مثل القرآن والسنة النبوية اضافة الى الادب الاسلامي واللغة العربية بجمالياتها والاهتمام بنشره وتعريف العالم به، والعناية بالفن الإسلامي مثل الخط العربي، والزخرفة الاسلامية، والعمارة الإسلامية، والاهتمام بنشره وتعريف العالم بجماليته الحضارية والعمل على بناء منظومة عمل متكاملة من موارد بشرية وتجهيزات إدارية تقنية وبناء علاقات إستراتيجية مع أهل الإختصاص أفراداً ومؤسسات مستخدمة رسالة وأهداف المؤسسة وفق أرقى المعايير العلمية والمهنية وتحقيق أعلى درجات الكفاية الاقتصادية وفق معايير السوق التجاري، لضمان التمويل الذاتي المستمر.
• وكيف يتحقق ذلك؟
- يتحقق ذلك عبر وسائل عدة مثل تنظيم المعارض والمؤتمرات والندوات وورش العمل والمهرجانات والحملات والمشاركة في بعض الأحداث والمناسبات اضافة الى الانتاج المرئي عبر القنوات الفضائية والمطبوعات وانتاج وتسويق الاعمال الفنية الاسلامية حول الخط العربي والزخرفة الاسلامية واعداد دراسات وتقارير وأبحاث وتغطيات صحافية تعنى بشؤون التراث الإسلامي وفنونه وتصاميم ومطبوعات «الخط العربي البديع والزخرفة الإسلامية الرائعة» وقد تضافرت في لوحات فنية «لأشهر الخطاطين في العالم الاسلامي» غاية في الإبداع والرقي والابداع تمثل لغة عالمية عابرة لحدود اللغات والثقافات يفهمها كل إنسان، وهي بذلك تعتبر المدخل الأمثل لتحقيق الهدف الأساسي من دعوة للتفكر والفهم لهذه الرسالة العظيمة.
• وما أهمية التعامل مع هذا الارث في الوقت المعاصر؟
- لما كان التراث الإسلامي قائما على الحرف «قرآنا وسنة وأدبا»، فلقد اعتنى المسلمون منذ فجر الإسلام بتوثيق هذا التراث وكتابته ساعين كل بحسب اختصاصه بالعمل بشكل أساسي على حفظ الرسالة وتوصيلها لمن يأتي من بعد نقية خالصة غضة كما أنزلت، وكما رويت، ومن ثم بتسجيل روائع المصنفات العربية والإسلامية لتأخذ موقعها المناسب في صناعة الحضارة وعمارة الأرض والانتقال بالبشرية من الظلمات إلى النور، ولذلك كان الاهتمام بالكتابة والخط على مدى العصور الإسلامية المتعاقبة كونها وسيلة الحفظ والنشر للعلم بشتى ألوانه وتخصصاته، تصديقا للقسم الإلهي العظيم بقوله تعالى «ن والقلم وما يسطرون»، وكما هو شأن المسلمين في كل صنعة وحرفة وشعارهم دوما «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، فلقد تجلى إتقانهم لصناعة الخط والكتابة فنا راقيا عابرا في جماله وإتقانه وبديع صناعته حواجز اللغة والثقافات الناضجة عبر السنين من فنون الخط العربي البديع، والزخرفة الإسلامية الرائعة جعلت ما كان وسيلة للكتابة فنا وعلما قائما بذاته يقوم بدوره الحضاري في الدعوة إلى الله وتعريف العالم بدينه عبر سلاسل الذهب من اطوطات والأعمال الفنية الخطية والزخرفية التي تعرض أسمى المعاني بأبهى وأجمل حلة على مدى العصور الإسلامية المتعاقبة وحتى يومنا هذا.
• ما مكانة الخط العربي في الحضارة الاسلامية؟
- ان «للخط العربي» مكانة مرموقة فقد سطرت الحضارة العربية الإسلامية على مدى ما يزيد على أربعة عشر قرنا من الزمان أسمى وأبهى آيات الإبداع الحضاري في شتى االات، كيف لا وقد نبعت من «مشكاة النبوة» فضربت المثل الأعلى في كل نواحي «الدين والدنيا» وهي القائمة على تعاليم الرسالة الشاملة الكاملة للناس أجمعين في كل زمان ومكان، ومنذ أن نزل قول الله تعالى «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا»، وهي الرسالة التي تعهد الله عز وجل بحفظها إلى يوم الدين ولقد حفظت هذه الرسالة عبر القرون والأجيال المتعاقبة على أيدي رجال سخرهم الله عز وجل للقيام بهذه المهمة العظيمة حيث قاموا بنقلها بشتى الوسائل، والطرق، والتخصصات الشرعية والعلمية والأدبية، واللغوية والفنية حتى وصلتنا نقية بيضاء صافية كما أنزلت.
• وما دوركم لحماية هذا الارث العظيم؟
- إن هذا يتطلب منا اليوم العمل على إتمام المهمة والقيام بواجبنا في الحفاظ عليها، والدعوة لها، ونشرها في آفاق الدنيا، وتأدية دورنا في توصيلها إلى الأجيال القادمة ليس من أبناء المسلمين فقط بل من أبناء البشرية جمعاء علنا نسهم في وصولها إلى بر الأمان في ظل شريعة الرحمن.
• هلا، ذكرت لنا بعض تلك الابداعات؟
- هناك الكثير منها مثلاً قوله تعالى : «الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير» آيات محكمة توقيفية منزلة من لدن الحكيم الخبير سبحانه، بكلماتها وحروفها ورسمها العثماني البديع وهي مسطرة في صحائف مباركة خطتها أنامل الكتاب والخطاطين عبر العصور الإسلامية المتعاقبة إلى أن وصلتنا كما أنزلت على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
• هل من كلمة أخيرة؟
- إن مركزنا جاء من حرصنا على بث روح الجمال في المجتمع من خلال نشر الأعمال الفنية الإسلامية والتي من شأنها رفع الذوق العام والثقافة الفنية الإسلامية في المجتمع، فالفن الإسلامي يضاهي الفنون الغربية جمالا وإبداعا وقيمة، فنحن نسعى لإظهار الهوية الفنية الإسلامية وذلك من خلال أعمال فنية إسلامية بعناصر وروح عصرية، فالمركز يتعامل مع أشهر المدارس في الخط الإسلامي الكلاسيكية التقليدية والحديثة المعاصرة، ونحن نرحب بتعاون ودعم ورعاية الجهات كافة، الجهات والمؤسسات والشخصيات المحبة للفنون الإسلامية لنشر الفن الإسلامي.