الخميس، 16 يونيو 2011

محيط :: كشف أقدم "ثلث دينار" في ملتقى الأثريين المصري



كشف أقدم دينار في ملتقى الآثريين المصري
محيط - خاص
من د. عبد الرحيم ريحان
ضمن فعاليات الملتقى العلمى للأثريين المنعقد فى الفترة من 12 إلى 16 يونيو بوزارة شئون الآثار بالزمالك ، أعلن عن كشف أقدم ثلث دينار فى مصر .
جاء ذلك خلال جلسة الآثار الإسلامية برئاسة د. مصطفى أمين رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية والذى أوضح فى بداية الجلسة أن الأثريين بالقطاع لديهم دراية كبيرة ، ولكن تظل الحاجة لتنمية الأثريين ومعاونتهم لإستكمال الدراسات العليا والدورات التدريبية المستمرة ، وصولا لمفتش آثار ذو خبرة عالية .
وقال أمين أن العمارة والفنون الإسلامية لم تنشأ من فراغ بل من فكر عميق يربط بين العمارة الإسلامية والبيئة فى نظم التهوية ونظم تصريف مياه الأمطار حتى لا تشكل حملا على الأسقف ونظم البناء المناسب للبيئة الحارة فى مصر.
أقدم ثلث دينار
أعلن د. جمال فتحى الأثرى بمنطقة وادى النطرون فى بحثه تحت عنوان " دينــار وادى النطـرون المؤرخ ب 103 هـ / 721 م دراسة فنية تحليلية" عن أن البعثة الأمريكية (جامعة ييل) برئاسة د/ ستيفن دافيدز والأثرى د . جمال فتحى كشفت عن ثلث دينار أموى اثناء العمل بالحفائــــــر موسم 2010 بالمنطقة المجاورة لديرأبى يحنس القصير (يوحنا القصير) بالمنطقة الأثرية الكائنة جنوب شرق دير الأنبا بيشوى .
وقد عثر على هذا الدينار فى حالـــــــة جيدة وهو من الذهب الخالص ويبلـــــغ وزنه (1.42جم) ويبلغ قطـره (13 مليمتر) وغير مسجل عليه مكان السك (سك العملة) ومدون علية بالخط الكوفى البسيط المأثورات الدينية المعتادة وهو مؤرخ بعــام 103 هـ / 721 م أى انه سك فى عهد الخليفـــــــة الأموى يزيد بن عبد الملك بن مروان بن عبد الحكم الذى ولى الخلافة مباشرة بعد الخليفة العــادل عمر بن عبد العزيز .
وكانت مصر آنذاك تحت إمرة الوالــى حنظلة بن صـفوان الذى امتدت ولايته لمدة ثلاثـــة أعوام وكانت مصر فى ذلك الوقت تنعم بالهدوء والاستقرار كما كانت نقطة انطلاق للفتوحات الإسلامية صوب الشمال الأفريقى وبلاد المغرب والأندلس فضلا عن كونها مركزا لإمداد دار الخلافة بالمؤن وكذلك الجيوش الإسلامية .
وصف ثلث الدينار
فى وصف الباحث لثلث الدينار المكتشف أوضح أنه من أجزاء الدينـــار وهى النصف والثلث والربع وأول ثلث دينار تم سكه فى الإسلام هو هذا الثلث والمؤرخ بعام 103 هـ / 721 م وهو من الذهب النقى الخالص وقد سجل على وجه وظهر الدينار كتابات دينية بالخط الكوفى البسيط البارز ومحتواها كالآتى :
- مركز الوجه : السطر الأول : بسم الله .
- السطر الثانى : الرحمن .
- السطر الثالث : الرحيم .
- هامش الوجه : ضرب هذا الثلث سنة ثلث ومئة .
- مركز الظهر : السطر الاول والثاني : لا اله الا الله .
- هامش الظهر : محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق .
وهو شبه كامل الاستدارة باستثناء جزء طفيف للغاية متآكل
وأوضح الباحث د. جمال فتحى أن أجزاء الدينار بدأ ظهورها فى الدولة الأموية فى العقد الأخير من المائة الأولى للهجرة حيث كان ظهور نصف الدينار عام 91 هـ /709 م وكان أول ظهور لثلث الدينار عام 103 هـ / 721 م حسبما تذكر المصادر القديمة .
وتم التأكد من تاريخ بدء ضرب الثلث دينار وهو عام 100 هـ / 718 م ويرجع السبب فى ظهور أجزاء الدينار إلى تردى الأحوال الاقتصادية وتنامى الحركات السياسية والمعادية للدولـــــة الأموية .
وقد كانت أجزاء الدينار بالطبع اقل حجما ووزنا من الدينار حيث كان وزن الدينار بصفة عامة فى العصر الأموى معادلا لوزن المثقال الشرعى والبالغ 4,25 جرامات ومن ثم كان وزن نصف الدينار 2,125 جرامات ووزن ثلث الدينار كان 1,42 جراما .
ونتيجة لقلة حجم ووزن الدينار فئة الثلث فكان من الطبيعى أن يتم اختصار أو إيجاز المضامين والمأثورات الدينية المسجلة على وجهى الدينار بل أحيانا يتم اللجوء إلى حذف بعض الحروف مثل حرف الجر (فى ) فعلى سبيل المثال يرد فى الدنانير الكاملة (ضرب هذا الدينر بواسط فى سنة ....... ) فيتم الحذف هنا على الوجه الآتى (ضرب هذاالدينر بواسط سنة.........) وكذلك يتم الحذف فى الآية القرآنية (محمد رسول الله أرسلة بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) إلى (محمد رسول الله أرسلة بالهدى ودين الحق ) فقط .

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels