الاثنين، 27 يونيو 2011

As-Safir Newspaper - امجد سمحان : الاحتلال يواصل انتهاك الحرمات الإسلامية: جـرف مقبـرة «مأمـن اللـه» فـي القـدس

الاحتلال يواصل انتهاك الحرمات الإسلامية: جـرف مقبـرة «مأمـن اللـه» فـي القـدس

امجد سمحان
جرفت آليات الاحتلال الإسرائيلي مقبرة «مأمن الله» في مدينة القدس المحتلة، للمرة السادسة في أقل من عام، والمرة الخمسين منذ العام 1948، وذلك ضمن سعيها لإلغاء المعالم العربية والإسلامية في القدس، وتحويل الأراضي العربية والإسلامية إلى متحف يهودي ومبان للمحاكم وحدائق عامة ومواقف سيارات.
وداهمت جرافات إسرائيلية فجر أمس المقبرة، وقامت بتدمير وتجريف نحو 100 قبر، تضاف إلى 300 أخرى من أصل ألف تم تدميرها منذ استيلاء إسرائيل على غرب القدس في العام 1948.
وقال المتحدث باسم مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود عطا، لـ»السفير»، «داهمت الجرافات المقبرة الإسلامية، ودمرت القبور، وقام عمال رافقوها بجمع تراب القبور وتحميلها في صناديق حديدية».
وتبلغ مساحة المقبرة الأصلية 200 دونم، استولت إسرائيل على 176 منــها حتــى الآن، وأقامت عليها حديقة عامة، ومواقف سيارات، وفنادق، فيــما تخطط لإقامة ما تسميه «متحف التسامح» وموقف سيارات إضافي وفنادق أخرى على الـ24 دونما الباقية.
وأضاف عطا «هذه هي المرة السادسة منذ نيسان عام 2010 التي تقوم فيها إسرائيل بتجريف المقبرة، ضمن حملة تدريجية تهدف إلى تدمير 600 قبر تبقى بداخلها»، مشيرا إلى أن هدف إسرائيل «إلغاء أي وجود عربي وإسلامي في القدس بشقيها».

وأشار عطا إلى أن لدى وزارة الأوقاف الإسلامية في القدس الوثائق التي تثبت أن المقبرة عربية - إسلامية، ومعها جميع الخرائط والمخططات الهيكلية الخاصة بالمكان «لكن إسرائيل ترفض التعاطي مع هذه الوثائق، حيث ردت المحاكم الإسرائيلية على الدعاوى التي يقدمها الفلسطينيون لمنع تدمير المقبرة بالقول: ليس لكم حق في هذا المكان، هذه ألأراضي ملك لإسرائيل وبلدية القدس، ونحن لنا أحقية التصرف فيها».
وقال عطا إن إسرائيل رفضت احترام «حرمة المقبرة» التي تحتوي على قبور أكثر من ألف شخص، بينهم صحابة ومجاهدون حاربوا مع صلاح الدين الأيوبي، موضحا أن مؤسسة الوقف والتراث الإسلامية وعشرات الجهات الأخرى تقدمت بالتماسات للمحاكم الإسرائيلية التي ردت بالقول «كانت هذه مقبرة، واليوم هي أرض إسرائيلية».
ويشير عطا إلى مفارقة غريبة، لا تعر إسرائيل لها انتباها «فقبل أكثر من 100 عام منحت الأوقاف الإسلامية في القدس اليهود قطعة أرض في جبل الزيتون لدفن موتاهم فيها، ورغم انتهاء فترة الوقف، إلا أن إسرائيل ترفض تسليم الأرض، وتقوم بعمليات ترميم مستمرة للمقبرة التي تعتبرها مقدسة، فيما المقبرة الإسلامية في القدس بالنسبة اليها مجرد أرض».
من جهته، قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين «إن هذه المقبرة وقف إسلامي، يعود تاريخها إلى الفتح العمري الإسلامي، وهي تضم رفات عدد كبير من أبناء المسلمين ورموزهم العلمية والوطنية، وهي وقف إسلامي لا يجوز لإسرائيل التصرف فيه».
ووفق مصادر متعددة فإن مقبرة «مأمن الله» تسمى أيضا «ماملا» وتعني «ماء من الله أو بركة من الله»، وهي تقع إلى الغرب من سور مدينة القدس القديمة، وعلى بعد كيلومترين من باب الخليل، كما أنها أكبر مقبرة إسلامية في مدينة القدس، ويقال إن عمرها أكثر من 1400 عام، وفيها قبر الصحابي «عبادة بن الصامت».

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels