الوركاء.. آثار تغري الزائر بسياحة في عمق التاريخ العراقي
تُغري مدينة الوركاء التاريخية جنوبي العراق خبراء الآثار مثلما السياح وهواة التاريخ على حد سواء بزيارتها.
يجذب الغموض الذي يحيط بمدينة الوركاء التاريخية الكثير من عشاق الآثار كونها تحتوي على الكثير من بقايا الهياكل والمعابد ، إضافة الى التلال والهضاب التي تمثل أطلالا تضم بين جنباتها أقدم آثار الحضارات في التاريخ. يستطيع الزائر الى المكان ، ان يصل الى المكان عبر الطائرة اذا ما حط في مطار بغداد او النجف ( 160 كم جنوبي بغداد) او البصرة ( 545 كم جنوب بغداد) . ومن هذه المطارات يمكنه ان يستقل السيارة الى السماوة (270 كم جنوبي بغداد) حيث تقع الوركاء في منتصف الطريق ما بين محافظتي الناصرية ( 375 كم جنوبي العاصمة بغداد) والسماوة.
يقول الباحث الآثاري سليم الجزائري ، ان المدينة تعد أول مستوطنة بشرية في عصر فجر السلالات ، وهي أول مركز حضاري في العالم عرف المهن والصناعات لاسيما الدولاب والفخار. وقبل حوالي 4000 سنة قبل الميلاد لعبت أوروك دورا رئيسيا في العالم باعتبارها مركز الحضارة . يشير المرشد السياحي صادق الحسناوي الى ما يلفت السائح ويجلب أنظار المهتمين وهي الزقورة التي شهدت ولادة ملحمة غلغامش ، وشهدت أول الحكومات في العالم .
وعلى الجهة المقابلة من الزقورة ، يركن بيت صغير ينتمي الى التاريخ القريب ، انه مكان اقامة شيده الألمان والانكليز سنة 1849 ، لغرض التنقيب عن الاثار في المدينة. يعود تأسيس مدينة الوركاء الى الألف الخامس قبل الميلاد كمركز توطين ، ثم تحولت بمرور الزمن الى مركز ديني مهم لتصبح اهم المدن السومرية. وإذا ما تمعن السائح في المدينة فسيجد آثار مدينة مدورة الواسعة أطلالها تدل على انها كانت مبنية من الطين والخشب. يقول الاكاديمي عمران كاظم ان المدينة تعاني من اهمال واضح ، ويمكنها ان تستقطب آلاف السياح سنويا اذا ما تم تأمين المرافق السياحية فيها ، وإذا ما تم التنقيب عن
التلول والمرتفعات التي تحتوي على قطع اثارية ثمينة .
الجدير بالذكر ان المدينة تقع على نهر الفرات منذ أقدم الازمان لكنه تحول عنها في عام 1700 إلى مجراه الحالي. تدعو الباحثة الآثارية كوثر حسين الى سياحة للأماكن الاثارية كما هي على طبيعتها ، بغض النظر عن احتوائها على مرافق خدمية او سياحية ، لان هذه الاماكن تبقى تحتفظ بأهميتها التاريخية ، وزيارتها تعزز من امكانية تطويرها. أحد الاثار التي تشير اليها كوثر واطلعت عليها اثناء زيارتها للمدينة عام 2011 جثة فتاة سومرية عمرها 13 عاماً دفن معها فك خنزير كتعويذة. تقول كوثر : يروي لي المشرف الاثاري في المدينة ان الفتاة دفنت داخل قبر دائري بوضع الجلوس المشابه لوضعية المولود في بيت الرحم وهو وضع القرفصاء ، وفي هذه دلالة على اهتمام سكان الوركاء القدماء بالعلوم.
يشير مدرّس التاريخ كريم حسين الذي يزور المكان ضمن سفرة مدرسية تضم نحو اربعين طالبا ، ان الذي يثير الانتباه ان اهالي المنطقة ، يسعون الى تقديم الخدمة للزوار ، ويحاولون توضيح الكثير من الحقائق التاريخية عن المدينة ، بطريقة عفوية وبسيطة. يتابع حسين : رافقني أحد البدو الساكنين في الوركاء الذي شهد الكثير من فعاليات التنقيب في المدينة منذ خمسينيات القرن الماضي ، حيث أشار الى ان بعض سكان المنطقة يمارسون عادات وتقاليد مستمدة من تأثيرات هذه المدينة التاريخية على امزجتهم واعتقاداتهم. ولعل أهم الاثار التي اكسبت المدينة شهرة بعد عام 2003 قناع أوروك ، الذي يعد أحد التحف الفنية النادرة التي نهبت من متحف بغداد، ثم استرجعت. والقناع يعود تاريخه إلى عام 3100 قبل الميلاد ، و يعرف باسم (سيدة أوروك) ، تم الكشف الأثري عنه عام 1938 بواسطة بعثة أثرية ، وهو مصنوع من الحجر الجيري، الذي يمثل الإلهة إينانا أو إحدى كاهناتها، ويبلغ طوله ثمان بوصات.
الوركاء.. آثار تغري الزائر بسياحة في عمق التاريخ العراقي
تُغري مدينة الوركاء التاريخية جنوبي العراق خبراء الآثار مثلما السياح وهواة التاريخ على حد سواء بزيارتها.
يجذب الغموض الذي يحيط بمدينة الوركاء التاريخية الكثير من عشاق الآثار كونها تحتوي على الكثير من بقايا الهياكل والمعابد ، إضافة الى التلال والهضاب التي تمثل أطلالا تضم بين جنباتها أقدم آثار الحضارات في التاريخ. يستطيع الزائر الى المكان ، ان يصل الى المكان عبر الطائرة اذا ما حط في مطار بغداد او النجف ( 160 كم جنوبي بغداد) او البصرة ( 545 كم جنوب بغداد) . ومن هذه المطارات يمكنه ان يستقل السيارة الى السماوة (270 كم جنوبي بغداد) حيث تقع الوركاء في منتصف الطريق ما بين محافظتي الناصرية ( 375 كم جنوبي العاصمة بغداد) والسماوة.
يقول الباحث الآثاري سليم الجزائري ، ان المدينة تعد أول مستوطنة بشرية في عصر فجر السلالات ، وهي أول مركز حضاري في العالم عرف المهن والصناعات لاسيما الدولاب والفخار. وقبل حوالي 4000 سنة قبل الميلاد لعبت أوروك دورا رئيسيا في العالم باعتبارها مركز الحضارة . يشير المرشد السياحي صادق الحسناوي الى ما يلفت السائح ويجلب أنظار المهتمين وهي الزقورة التي شهدت ولادة ملحمة غلغامش ، وشهدت أول الحكومات في العالم .
وعلى الجهة المقابلة من الزقورة ، يركن بيت صغير ينتمي الى التاريخ القريب ، انه مكان اقامة شيده الألمان والانكليز سنة 1849 ، لغرض التنقيب عن الاثار في المدينة. يعود تأسيس مدينة الوركاء الى الألف الخامس قبل الميلاد كمركز توطين ، ثم تحولت بمرور الزمن الى مركز ديني مهم لتصبح اهم المدن السومرية. وإذا ما تمعن السائح في المدينة فسيجد آثار مدينة مدورة الواسعة أطلالها تدل على انها كانت مبنية من الطين والخشب. يقول الاكاديمي عمران كاظم ان المدينة تعاني من اهمال واضح ، ويمكنها ان تستقطب آلاف السياح سنويا اذا ما تم تأمين المرافق السياحية فيها ، وإذا ما تم التنقيب عن
التلول والمرتفعات التي تحتوي على قطع اثارية ثمينة .
الجدير بالذكر ان المدينة تقع على نهر الفرات منذ أقدم الازمان لكنه تحول عنها في عام 1700 إلى مجراه الحالي. تدعو الباحثة الآثارية كوثر حسين الى سياحة للأماكن الاثارية كما هي على طبيعتها ، بغض النظر عن احتوائها على مرافق خدمية او سياحية ، لان هذه الاماكن تبقى تحتفظ بأهميتها التاريخية ، وزيارتها تعزز من امكانية تطويرها. أحد الاثار التي تشير اليها كوثر واطلعت عليها اثناء زيارتها للمدينة عام 2011 جثة فتاة سومرية عمرها 13 عاماً دفن معها فك خنزير كتعويذة. تقول كوثر : يروي لي المشرف الاثاري في المدينة ان الفتاة دفنت داخل قبر دائري بوضع الجلوس المشابه لوضعية المولود في بيت الرحم وهو وضع القرفصاء ، وفي هذه دلالة على اهتمام سكان الوركاء القدماء بالعلوم.
يشير مدرّس التاريخ كريم حسين الذي يزور المكان ضمن سفرة مدرسية تضم نحو اربعين طالبا ، ان الذي يثير الانتباه ان اهالي المنطقة ، يسعون الى تقديم الخدمة للزوار ، ويحاولون توضيح الكثير من الحقائق التاريخية عن المدينة ، بطريقة عفوية وبسيطة. يتابع حسين : رافقني أحد البدو الساكنين في الوركاء الذي شهد الكثير من فعاليات التنقيب في المدينة منذ خمسينيات القرن الماضي ، حيث أشار الى ان بعض سكان المنطقة يمارسون عادات وتقاليد مستمدة من تأثيرات هذه المدينة التاريخية على امزجتهم واعتقاداتهم. ولعل أهم الاثار التي اكسبت المدينة شهرة بعد عام 2003 قناع أوروك ، الذي يعد أحد التحف الفنية النادرة التي نهبت من متحف بغداد، ثم استرجعت. والقناع يعود تاريخه إلى عام 3100 قبل الميلاد ، و يعرف باسم (سيدة أوروك) ، تم الكشف الأثري عنه عام 1938 بواسطة بعثة أثرية ، وهو مصنوع من الحجر الجيري، الذي يمثل الإلهة إينانا أو إحدى كاهناتها، ويبلغ طوله ثمان بوصات.