غزة- هدى بارود
في القدس المحتلة أتمَّ علماء آثار
إسرائيليون بناء أجزاء كبيرة من مدينة داوود المزعومة تحتَ شوارع القدس وفوق
أرضها، ناهيكَ عن الحفريات الأخيرة التي تطال شوارع تاريخية في القدس كشوارع
البلدة القديمة لتعمق الحفريات الأرضية دونَ الاكتراث للآثار الإسلامية التي تُخرب
بشكل متعمد.
تزييف
مؤسسة الأقصى للوقف والتراث خلال زيارات متلاحقة للشوارع التي تتعمد (إسرائيل) إجراء حفرياتها فيها ، أكدت أن الحفريات تطال منطقة"حمام العين" التاريخية إذ تخلع فيها الجماعات الإسرائيلية الأثرية حجارتها التاريخية وقالت في بيان نشرته عبر موقعها :" جزء من الحجارة التاريخية التي يتم اقتلاعها من الأرض تنقل إلى سلطة الآثار الإسرائيلية لتستعمل في مشارع التهويد".
الاحتلال يستغل الأحجار الإسلامية الأثرية في تدعيم مدينة داوود التي بناها تحتَ باطن الأرض، وفق مؤسسة الأقصى التي كشفت أن الحفريات أسفل شارع الواد وحمام العين تهدف إلى استكمال المخطط الإسرائيلي لتشكيل مدينة يهودية سياحية أسفل البلدة القديمة.
انهيار الأنفاق أسفل محيط المسجد الأقصى كشفَ للمواطنين عن ماهية المشروع الإسرائيلي الذي تخفيه سلطة الآثار الإسرائيلية متحججة بأعمال الترميم لشبكة المياه والمجاري والكهرباء.
وحذرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث من المشاريع الصهيونية التي تهدف إلى تدمير الآثار الإسلامية واستبدالها بأخرى إسرائيلية حديثة الصنع، خاصة وأن أعمال الحفر والترميم زادت وتيرتها بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وعبرنت بلدية الاحتلال في شرقي القدس المحتلة مجموعة من الشوارع الفلسطينية في محيط المسجد الأقصى في خطوة منها لبدء عملية تهويد شاملة للشوارع، واجهها المواطنون الفلسطينيون والمؤسسات المستقلة بتعريب الشوارع من جديد.
المخططات الإسرائيلية لبناء رزمة من المشاريع التهويدية كما نقلت مؤسسة الأقصى لم تتوقف أبدا، إنما تواترت بشكل كبير خلال الشهور القليلة الماضية.
اغتصاب
للأرض
عالم الآثار الفلسطيني د.جمال عمرو أكدَ لـ"فلسطين" أن المسجد الأقصى ومحيطه الهدف الأول من عمليات طمس الآثار الإسلامية وتزييف التاريخ، فما يحدث في جنبات المسجد الأقصى إنما هو مشروع متكامل لبناء هيكل سليمان بعدَ تهويد المدينة بشكل كامل.
وقال :" تشكل القدس عقبة في وجه المشروع الصهيوني، فلم يبقَّ لإسرائيل إلا أن تزيل الآثار الإسلامية حجرا حجرا لتحصل على مبتغاها بتهويد المدينة وهدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان".
وتابع د.عمرو :" على مرور السنوات الماضية أطلقت إسرائيل أسماء عبرية على الآثار الإسلامية الخالصة وبتنا نخشى من اختفاء يافا قريبا وتحول تل الربيع إلى تل أبيب بشكل نهائي".
التهويد الإسرائيلي الذي يطبق على بلدات أراضي الـ48 تدريجيا، انتقل منذ سنوات طويلة إلى مدينة القدس التي لم تجد ظهرا عربيا لتسند عليه، وفق قوله.
وأضاف :" إسرائيل أنجزت 156 حفرية حتى الآن وكونت بصورة شبه نهائية مدينة داوود المزعومة تحتَ الأرض ناهيك عن بعض أجزائها التي احتلت أرض القدس بشكل يوحي بأن الأرض الفلسطينية هي أرض يهودية خالصة".
وتابع " بنى الاحتلال 62 كنيسا حتى هذه اللحظة في القدس، منها أربع بنيت فوق بقايا مساجد إسلامية مسجلة في الوقف كأرض وقف إسلامي، غيرَّ الاحتلال معالمها وحولها من مسجد إلى كنيس".
وشبه د.عمرو الاحتلال الإسرائيلي بـ"سائق الجرافة الأعمى" الذي يحطم كل ما في طريقه من مساجد وكنائس ومدارس، مستدلا بتدمير مدرسة صلاح الدين الأيوبي وحي المغاربة بشكل كامل.
الدولة العبرية وفق د.عمرو تعدم آثار القدس يوميا، وتحاول ترجمة هزائمها في قطاع غزة إلى حقد تصبه على كل ما هو مقدسي من حجر أو شجر أو بشر، مشيرا إلى المخطط الإسرائيلي الذي يحمل الرقم 2020 ويفضي إلى بناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة استيطانية جديدة ردا على اعلان فلسطين "مراقب غير عضو" في الأمم المتحدة.
وحذرَ من أن تختفي الآثار العباسية والأموية من مدينة القدس نتيجة الممارسات الإسرائيلية التي تقوض كل ما هو عربي وإسلامي.
فلسطين أون لاين