محييط – علي عليوة
حذر د. محمد الكحلاوي الأمين العام لاتحاد العام للآثاريين العرب من خطورة أعمال التهويد التي تمارسها إسرائيل داخل القدس وتحت المسجد الاقصي والمناطق المحيطة به .
والتي كان آخرها الإعلان عن بناء أكثر من ألف "مغتصبة" جديدة داخل القدس تفصل جنوب المدينة المقدسة عن الضفة الغربية .
جاء ذلك في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع عشر للاتحاد العام للآثاريين العرب والذي بدأت أعماله اليوم بمقر الجامعة بالقاهرة .
والذي ينظمه الاتحاد بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو" ، تحت رعاية د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وأوضح أن المؤتمر يركز في أوراقه ومناقشاته إلي جانب الاعتداءات الإسرائيلية على القدس وأعمال التهويد والاستيطان التي تشكلان الخطر الأكبر على حاضر ومستقبل عروبة القدس علي قضية أخري مهمة هي كيفية حماية المواقع الأثرية في البلدان العربية من جراء الاعتداءات والحروب والصراعات .
وخاصة الأحداث المؤسفة التي شهدتها المواقع الأثرية الليبية ، وفي هذا الإطار يحاول المؤتمر من خلال الاوراق المقدمة إلقاء الضوء على المواقع الأثرية المتضررة بالجماهيرية الليبية نتيجة القصف الجوي لحلف الناتو .
إلى جانب مناقشة العديد من الاوراق التي تظهر أهم الانجازات والأعمال والحفائر التي تمت في مجال الدراسات الأثرية بالوطن العربي
من جانبه أكد ممدوح موصلي مدير الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية أن الجامعة حريصة على مواصلة الجهود لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الآثار العربية خاصة المسجد الأقصى الذي أصبح يتعرض كل يوم لكافة أشكال الاعتداء .
وكذلك ما تتعرض له مدينة القدس المثابرة في وجه القوات المحتلة التي تسعى إلى محو هويتها تمهيدا لتهويدها .
بالإضافة إلى تصعيد السلطات الإسرائيلية لهذه الممارسات بمحاولة ضم مدينة القدس العربية إلى تراثها الثقافي والتاريخي المزعوم حيث تدعي ذلك في كافة الهيئات والمنظمات الثقافية الدولية .
وشدد على أن التراث العربي هو صمام الأمان لتأكيد الهوية العربية والحفاظ عليها وذلك انطلاقا من مفهوم ثابت وعميق وهو " وطن بلا تراث هو وطن بلا هوية" .
ودعا الموصلي إلى تضافر الجهود في مواجهة الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة ومحاولاتها تزييف تاريخ القدس مشددة على أن القدس العربية ارض فلسطينية عربية بثقافتها وتاريخها وحضارتها منذ الأزل .
وأشار إلي أن الاعتداءات الإسرائيلية على المواقع التاريخية الفلسطينية لا تمثل الاعتداءات الوحيدة على التراث العربي ، مذكرة بالاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية في الأعوام الماضية وما خلفته من تدمير لمواقع تاريخية وتراثية في مختلف المدن اللبنانية.
اما في العراق فقد تركت المتاحف والمواقع التاريخية دون أي حماية من الجيش المحتل الذي ركز اهتمامه علي حماية المنشئات النفطية وهكذا يصير النفط أثمن من التراث والحضارة الإنسانية لدى الاحتلال الأمريكي .
كما لم تسلم الجولان المحتلة من أيدي التخريب الإسرائيلي منذ احتلالها عام 1967 وحتى الآن حيث دمرت إسرائيل وجرفت أكثر من 200 موقع اثري سوري كما أنها استفادت سياحيا من بعض المواقع السورية الهامة .
ودعا المشاركين في المؤتمر الى ضرورة التركيز على مناقشة تأثير الاعتداءات العسكرية المسلحة في المناطق ذات النزاع على التراث الثقافي والتاريخي وكذلك على المواقع الأثرية في الوطن العربي وكيفية التصدي لها .
وكذلك مناقشة سبل حماية المتاحف والمكتبات والمواقع التاريخية والسياحية العربية في ظل ما يمكن أن تتعرض له من أعمال سلب ونهب في حالات التظاهرات أو الاعتصامات .
من جانبه أكد د. رائف يوسف نجم وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأسبق بالأردن أهمية الموضوعات المطروحة أمام المؤتمر موضحا دور علم الآثار الحديث في تفنيد الأباطيل والمزاعم الصهيونية في القدس .
وقال نجم الذي القي كلمة الآثاريين العرب أنه من فوائد علم الآثار التعرف على حضارة الأمم المندثرة وما كانت عليه من تقدم علمي واجتماعي وسياسي وحتى الأمور الهندسية التي أبدع فيها الفراعنة والرومان.
ودراسة الأمراض التي كانت منتشرة في تلك الأزمان الغابرة وأساليب الوقاية التي كانوا يتبعونها ومعرفة أساليب الزراعة وأنواع الأطعمة في الزمن القديم .
وأشار إلى أن الصهيونية العالمية حاولت إثبات الحق اليهودي المزعوم والزائف حول القدس باستعمال التزوير وتشويه الحقائق التاريخية ، ولكنها فشلت في ضوء الحقائق التاريخية الناصعة
ثم اعتمدت على القانون الدولي والمحافل الدولية ولم تفلح وصدرت جميع القرارات الدولية بإدانة هذا الكيان ، كما حاولت الاعتماد على العهد القديم والتلمود فلم تنجح ، لذلك لجأت إلى علم الآثار لعله يخدم مآربها المزورة .
إلا أن النتيجة كانت عكس الآمال الصهيونية ومن قبل علماء الآثار من اليهود أنفسهم ، لذلك لم يبق لدى الصهيونية إلا عامل القوة العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية .
وأوضح نجم أن بشائر انهيار الدولة الصهيونية باتت ظاهرة للعيان ومنها العامل الديموغرافي حيث يتوقع الصهاينة بعد 10 سنوات أن يزيد عدد السكان الفلسطينيين في الدولة الصهيونية على حساب عدد اليهود .
ولذلك يطالبون العالم بالاعتراف بدولة يهودية ومعنى ذلك طرد الفلسطينيين الذين يعيشون فيها وهذا أمر مستحيل ، بالإضافة إلى الجدار العازل الذي جعلوه حدود الدولة الصهيونية بعد أن كانت من النيل إلى الفرات.
بالإضافة إلى الهجرة المعاكسة من الدولة الصهيونية حيث بلغ عدد المهاجرين من يهود فلسطين المحتلة مليون يهودي ، فضلا عن سقوط النظرية الصهيونية بإعادة بناء الهيكل المزعوم لأنهم لم يكتشفوا له أي أثر رغم أن عدد الحفريات بلغ 70 حفرية في القدس القديمة وحدها .
كما تتراجع الحالة الاقتصادية في الدولة الصهيونية ، مع عدم تمكنها من استعمال السلاح النووي لأنها دولة ضمن منطقة صراع وبالتالي فان استعماله يعتبر انتحارا لهذه الدولة .
شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تكريم عدد من الرواد بمجال علوم الآثار والترميم من عدد من الدول العربية من بينهم المهندس رائف نجم وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأسبق بالمملكة الأردنية لدوره الكبير في خدمة التراث العربي وخاصة في القدس والمسجد الأقصى .
ومن العراق د. ناهض دفتر لدوره في خدمة الآثار العراقية والحضارة الإسلامية ومن المملكة السعودية د. عدنان الحارثي لدوره في مجال تطوير تكنولوجيا علوم المكتبات والربط الالكتروني ، وفازت بجائزة التفوق العلمي لشباب الاثاريين د. سائدة عفانة من الأردن .
ومن الكويت د. سلطان الدويش ، ومن مصر د. عبد المنصف سالم ، كما تم تكريم آثاريين ثورة 25 يناير اللذين ساهموا في استرجاع الآثار التي نهبت وسرقت من المتحف المصري من بينهم د. احمد الصاوي عالم المصريات