الثلاثاء، 1 فبراير 2011

Dar Al Hayat - «وثيقة القدس» ... حصاد مؤتمر اتحاد الآثاريين الثالث عشر

Dar Al Hayat - «وثيقة القدس» ... حصاد مؤتمر اتحاد الآثاريين الثالث عشر
«وثيقة القدس» ... حصاد مؤتمر اتحاد الآثاريين الثالث عشر
السبت, 29 يناير 2011
القاهرة - محمد عويس

استطاع اتحاد الآثاريين العرب منذ نشأته عام 1997 برئاسة الدكتور علي رضوان تحقيق منظومة فريدة من خلال اعتماد إستراتيجية تسعى إلى إيجاد رؤية عربية شاملة لكل القضايا التراثية ومواكبة الأحداث الجسام التي تتهدد تراث الوطن العربي، وأيماناً منها بدوره أوكلت جامعة الدول العربية إلى الاتحاد الكثير من القضايا الأثرية كقضية العراق، وفلسطين، واعتبرته الممثل الفعلي والراعي الحقيقي للتراث، والآثار.

ووفق الأمين العام للاتحاد الدكتور محمد الكحلاوي، سبق وناقشت مؤتمرات الاتحاد على مدى سبع سنوات متصلة المخاطر المُحدقة بالحرم القدسي حيث كشفت أخيراً قوات الاحتلال الإسرائيلي عن قيامها بحفر أنفاق بجوار الحائط الغربي والجنوبي للحرم القدسي إلى جانب أنفاق أخرى أسفل المسجد على مقربة من أرضية قبة الصخرة، مُستخدمة مواد تعمل على تفتيت الكتل الصخرية وتسرب تلك المواد إلى أساسات المسجد تهدده بالانهيار في أي لحظة. أيضاً تسعى إسرائيل في شكل مستمر لطمس الهوية العربية الفلسطينية بشتى الطرق حيث قامت بمحاولة تسجيل الحرم الابراهيمى في الخليل على قائمة التراث اليهودي على رغم انه مُقيد (من دون هوية) باليونسكو، إلى جانب قيامها بتهويد الأسماء العربية في مدينة القدس المحتلة، ونزع ملكية منازل الفلسطينيين في حي سلوان آخر الأحياء العربية في القدس، وذلك من أجل خلق طوبوغرافية جديدة. وأضاف الكحلاوى ان إسرائيل نفذت أعمال هدم وإزالة للتلة الترابية في الجدار الجنوبي الغربي من المسجد الأقصى المؤدية إلى باب المغاربة ومسجد البراق، وتنفيذ أعمال توسيعية لساحة البراق (المبكى) على حساب المباني التاريخية والأثرية لحي المغاربة، إضافة الى المحاولات المستمرة لإزالة مقبرة «مأمن الله».

ولفت الكحلاوي الى ان غالبية المؤتمرات والندوات التي تُعقد في الوطن العربي لا تتعدى فعالياتها نطاق الشجب والاعتراض والتوصيات التي إن لم تسكن في أدراج المسؤولين، فإنها تذهب أدراج الريح، لذا جاءت فعاليات المؤتمر الثالث عشر لاتحاد الآثاريين العرب، والذي عُقد في ليبيا (من 24 الى 27 تشرين الماضي) لتتخطى الدراسات والأبحاث، وليقدم ما يزيد عن 190 باحثاً ومتخصصاً في علوم الآثار والفنون والترميم شاركوا جميعاً في هيئة وفود من كل الدول العربية مشروعاً علمياً ضم ثلاثة محاور من أجل إنقاذ التراث الفلسطيني وحمايته من الضياع.

تضمن المشروع الأول إعداد ثلاث نسخ من (وثيقة القدس) موقعاً عليها من كل المشاركين في المؤتمر: نسخة إلى الرئيس الليبي معمر القذافي راعي المؤتمر، ونسخة الى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأخرى إلى الأمم المتحدة حيث يتم من خلالها مخاطبة المحافل الدولية في شكل رسمي عبر وثيقة عربية رسمية توضح ما تقوم به إسرائيل من أفعال وسياسات منافية للقوانين والأعراف الدولية التي تُعرض المقدسات العربية للخطر، وخاطب الموقعون على الوثيقة المجتمع الدولي بكل مؤسساته المعنية بحماية التراث الثقافي الكائن على الأراضي الفلسطينية المحتلة انطلاقاً من الأحكام والقواعد الدولية المستقرة المعنية بحماية حقوق الإنسان في شكل عام وحماية الإنسان خلال فترة النزاع المسلح والاحتلال، مُطالبين بما يأتي: وقف كل الأعمال التخريبية التي تقوم بها إسرائيل وبخاصة ضد المقدسات الدينية، غلق كل الأنفاق التي فُتحت تحت المسجد الأقصى من أجل سلامة عمارة المسجد وحفاظاً عليه، إعادة الأسماء العربية للشوارع والطرقات في مدينة القدس العربية المحتلة التي غيّرتها قوات الاحتلال بما يُهدد الهوية العربية للمدينة، إعادة كل الممتلكات الأثرية الثابتة والمنقولة التي نهبتها إسرائيل خلال فترة احتلالها الأراضي العربية، دعوة لجنة التراث الثقافي التابعة لمنظمة اليونسكو بمباشرة مسؤولياتها الهادفة الى حماية التراث الثقافي والطبيعي وتأسيساً على ان مدينة القدس المحتلة مُسجلة على قائمة التراث العالمي.

ونص المشروع الثاني على التعاون المشترك مع اتحاد المحامين العرب الذي يعمل على تبني قرارات ووثائق الاتحاد لاتخاذ وتفعيل كل الإجراءات القانونية دولياً استناداً إلى القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحماية التراث الثقافي للأمم المغلوبة. كما قدم اتحاد الآثاريين المشروع الثالث للجماهيرية الليبية لتتبناه وتدعمه، وهو مشروع علمي ميداني يهدف إلى توثيق التراث الفلسطيني بالكامل بالتعاون مع المؤسسات المعنية بفلسطين والأردن حتى لا تتكرر المزاعم الصهيونية في تسجيل الحرم الابراهيمي على قائمة التراث الخاص بها.

وأشار أمين الاتحاد إلى ان عقد المؤتمر في ليبيا في دورته هذه جاء مواكباً لاحتفاليات مدينة (سرت) كعاصمة للثقافة العربية لعام 2011، وتقديراً لدور الجماهيرية الليبية في حماية التراث والآثار، ولتسجيلها أكبر عدد من المواقع الأثرية الليبية على قائمة التراث العالمي. أيضاً تضمنت فعاليات المؤتمر تكريم نُخبة من الأساتذة والباحثين، حيث نال جائزة اتحاد الآثاريين العرب التقديرية الأديب جمال الغيطانى، والمجاهد الشيخ رائد صلاح، ومُنح درع الاتحاد للدكتور ثروت عكاشة، وحصل عالم المصريات الدكتور احمد عبدالحميد يوسف من جامعة الأزهر على جائزة الجدارة العلمية، بينما حصل كل من د. جمال جعفر عباس من السودان، د. مصطفى أمين من مصر، د. مفتاح عثمان عبد ربه من ليبيا على جائزة الاتحاد للتفوق العلمي للشباب الآثاريين، ونال الراحل د. محمد السيد البسطاويسى جائزة د. محمد صالح شعيب لخدمة التراث، أما جائزة د. تحفة حندوسة لرعاية الآثاريين فللراحل د. ياسر كريم محمد، وقد استحدث الاتحاد جائزة للأداء الوظيفي في حقل الآثار وحصل عليها ياسر السيد محمود العزب من مصر.

وناقش المؤتمر 140 بحثاً تناولت الآثار القديمة والإسلامية، وترميم الآثار، إضافة الى عدد من المحاضرات منها: «القدس» لبهجت القبيسي من سورية، «إطلالة عن أعمال الترميم في عمارة المسجد الأقصى» لعبدالله العبادي من الأردن، «تهويد التراث الفلسطيني – الحرم الإبراهيمي نموذجاً» لمحمد العلامي من فلسطين، «الاستشراف الإسرائيلي وتهويد التاريخ والحضارة الإسلامية» لفاطمة جان أحمدي من إيران، «القدس – معالم الحضارة» لأحمد أمين جمعة من مصر.

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels