اختفاء صخرة أثرية من سد تاريخي في المدينة .. المؤرخون: لا ينبغي السكوت
سجلت منطقة المدينة المنورة ثاني حالة اعتداء على الآثار الإسلامية خلال أقل من 60 يوما، فبعد الاعتداء على بئر غرس النبوية من أحد مالكي المدارس المجاورة لها، سجلت الجهات المختصة اختفاء صخرة سوداء ملساء تحتوي على نقوش إسلامية تعود إلى أكثر من 1200 عام، وذلك من محيط منطقة سد الرانواناء التاريخية الأثرية.
الصخرة اختفت من منطقة سد الرانواناء جنوب المدينة المنورة، وهي المنطقة التي طوقتها الهيئة العامة للسياحة والآثار، قبل ثلاثة أعوام بسياج حديدي.
مدير جهاز التنمية السياحية الدكتور يوسف المزيني أجاب «عكاظ» حول ظروف اختفاء الصخرة بتحفظ، قائلا «أنتم تريدون معلومات مفصلة وصحيحة وسوف نجتهد في ذلك»، وعن توفر معلومات أولية قال المزيني: «لا أستطيع ذكر أي تفاصيل هاتفيا وسنرسل ردا مكتوبا».
من جانبه، رفض مساعد نائب رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف الدكتور حسين أبو الحسن الإدلاء بأية معلومات لـ «عكاظ»، مؤكدا أن الرد «سوف يصلكم مكتوبا».
«عكاظ» تجولت صباح أمس برفقة عدد من المؤرخين في منطقة سد الرانواناء التاريخية المحاطة بسياج حديدي متهالك، وتم رصد كسر واضح في الجزء الجنوبي من السياج يبلغ طوله نحو ثلاثة أمتار، بالإضافة إلى أن الباب الرئيس للسياج مفتوح.
من جهة أخرى، أوضح لـ«عكاظ» المؤرخ الدكتور فهد مبارك الوهبي الذي رافق «عكاظ» في جولتها صباح أمس، أن فقد هذه الصخرة أمر خطير ومؤسف ويجب عدم السكوت عليه، مطالبا الجهات المسؤولة بسرعة التحرك لمعرفة المكان الذي آلت إليه الصخرة، خصوصا أن الكثير من المختصين في علم الآثار يتتبعون النقوش الإسلامية الموجودة على الصخرة للاستفادة منها في الدلالة على أمور كثيرة في حقبة زمنية معينة.
وذكر الوهبي أن هذه الصخرة كانت محل اهتمام المؤرخين، حيث رصدها مجموعة منهم ومن آخرهم المؤرخ المعروف عبد القدوس الأنصاري واجتهد في تفسير النقوش الموجودة عليها، موضحا أن هذه النقوش تعود إلى صدر الإسلام مما يعطي هذا الأثر قيمة تاريخية وأدبية تعكس الحياة الاجتماعية في تلك المنطقة.
وأضاف أن عددا من المؤرخين والمختصين في علم الآثار، تمكنوا من رصد الصخرة في أوقات مختلفة وكانت المرة الأخيرة التي تم رصد الصخرة فيها هو صباح يوم الخميس الموافق 13/11/1431هـ أي قبل نحو ثلاثة أشهر ونصف، وذلك خلال جولة لمجموعة من المختصين لمشاهدة الصخرة ورصد النقوش الأثرية المكتوبة عليها والتي كانت عبارة عن أبيات من الشعر تعود إلى صدر الاسلام وتحمل دلالة تاريخية مهمة لحقبة زمنية منتهية، وتضمنت النقوش بيتين من الشعر منقورين بخط قديم دل أسلوبها عن كونهما مما قيل في صدر الإسلام.