الخميس، 3 فبراير 2011

تونس :: الصّحافة: الرديف وكنز العصر الحجري

الصّحافة: الرديف وكنز العصر الحجري
الرديف وكنز العصر الحجري



عمر الغدامسي
على امتداد الصحراء الجزائرية والليبية توجد اهم المواقع لما يعرف بفن الكهوف او الفنون البدائية ونذكر هنا مواقع تاسيلي بالصحراء الجزائرية واكاكوس بالصحراء الليبية. وتتوفر هذه المواقع على كم من النقوش والجداريات التي تؤرخ لحقب من تطور الحياة في العصر النيوليتيكي او ما نعرفه العصر الحجري وهي معالم ذات جمالية كانت ولا تزال محل دراسات واكتشافات كبرى هذا دون ان ننسى ما احيطت به تلك الفنون الاولى من قراءات تخص مقاصدها هل هي طقوسية ودينية ام هي اتصالية تسجيلية ام انها وكما ذهبت الى ذلك احدى الباحثات الفرنسيات هي خاضعة لمقاصد حسابية فلكية خاصة اذا اخذنا بالاعتبار معطى يخص مواقع اغلب تلك الكهوف مقارنة بموقع الشمس وحركة القمر وذلك وفق ماذهبت اليه الباحثة الفرنسية شنتال جاك والكويز. على امتداد الكرة الارضية يمكننا تعداد الكم الملفت من الكهوف التي توثق الفن الاول وذلك منذ سنة 1878 تاريخ اكتشاف كهوف التاميرا (على الحدود الفرنسية الاسبانية) من طرف الباحث الاسباني مارسيلينو سانز دو سوتويلا.
اما في تونس فان اول اكتشاف تم سنة 1936 عندما نشر الباحث الفرنسي سوليناك بحثه الموثق بالصور التقريبية لموقع يعرف بهنشير جبيبينة (بين الطريق الفاصل بين سيدي بوزيد والقصرين). وذلك قبل اكتشاف مواقع جبل وسلات وفي سنة 1987 تم اكتشاف موقع هام بتطاوين والذي هو عبارة عن رسومات بالوان ترابية تمثل علامات هندسية او شخوصا معزولة في اشكال احادية او ثلاثية الى جانب اشكال لطيور النعام.
الى جانب الموقعين المذكورين فان القائمة قد تضم مواقع اخرى اكثر صغرا قد تكون موجودة بجهة الشمال الغربي وسجنان وهذا إذا اخذنا ببعض الروايات الشفوية والتي عادة لا تفرق بين كهوف الفن الاول وبين ما يعرف عندنا بالقبور البربرية المحفورة بالجبال كتلك التي توجد بجبل سيدي سالم بمنزل تميم.
ومهما تعددت مساحات المواقع التي تحدد وجود ومعالم للفن الاول ببلادنا فإنها تبقى قليلة كميا مقارنة بما هو موجود ببلدان اخرى قريبة. الا ان تلك المواقع لو نظرنا اليها كجزء من سيرورة متكاملة لما هو موروث وحاضر بصري وتشكيلي فانها ستأخذ اهتماما اكبر سواء لدى الباحثين والمختصين في مجالات الفنون كما في مجالات استثمارية ضمن ما يعرف بالسياحة الثقافية او لدى الفنانين انفسهم اذكر هذا وانا استحضر ما تم اكتشافه مؤخرا من طرف احد الباحثين التونسيين الشبان في اختصاص التراث بمنطقة الرديف وتحديدا ما يعرف بموقع دخان جفارا. وقد تمثل الاكتشاف في محفورات على الصخور وتشير الاكتشافات الاولية على انها لا تقل قيمة عن ما تم اكتشافه في الجزائر والمغرب وقد تمثلت المحفورات المكتشفة في صور بشرية مرسومة بأسلوب واقعي وفي اشكال هندسية تبدو احيانا مجردة اننا امام اكتشاف اضافي وهام لكن هل يكفي ذلك اذا لم يكن متبوعا برؤى استثمارية سواء بالمعنى المادي او الرمزي.

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels