نتائج جائزة آغا خان للعمارة لأول مرة من بلد خليجي
الجامعة الأميركية في بيروت |
سيجري في الرابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الجاري الإعلان عن نتائج مسابقة آغا خان للعمارة في إحتفال رسمي يقام في متحف الفن الإسلامي في قطر التي ستكون أول دولة خليجية تستضيف الجائزة. ويتنافس على الفوز بالجائزة التي تبلغ قيمتها الإجمالية 500 ألف دولار أميركي، تسعة عشر مشروعاً هي المرشحة للمرحلة النهائية بينها مشاريع من السعودية وقطر ولبنان وتونس والمغرب.
عبير جابر من الدوجة: سيكون متحف الفن الإسلامي في قطر على موعد في 24 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، مع إحتفالية عالمية مميزة تنظمها جائزة آغا خان للعمارة لإعلان نتائج دورتها الحادية عشر. وستكون قطر أول دولة خليجية تستضيف فعاليات الإعلان عن نتائج هذه الجائزة، وتتنافس في هذه المسابقة مجموعة كبيرة من المشاريع المميزة، حيث شارك في المنافسة منذ بداية دورتها الحالية عام 2008 أربعمئة مشروع ووصل الى مرحلتها الأخيرة 19 معلماً تعد من التحف المعمارية وتتوزع على دول مختلفة من العالم العربي والإسلامي.
وتتنافس المشاريع النهائية للفوز بأكبر جائزة معمارية في العالم تقدر بخمسمئة ألف دولار أميركي. وإثر عقد مؤتمر صحافي لشمسة رشيد مسؤولة العلاقات والإتصالات الخارجية لجائزة آغا خان الدولية للعمارة في الدوحة للإعلان عن ترشيح سوق واقف لنيل الجائزة في دورتها الحادية عشرة، استعاد القطريون حدث فوز متحف قطر الوطني في الدورة الأولى لهذه الجائزة التي أعلنت عام 1980، آملين أن يحقق سوق واقف الفوز.
تنوعت المشاريع النهائية في هذه الدورة من الجائزة، فهناك إلى جانب سوق واقف في قطر، مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة بالرياض (السعودية)، وحرم الجامعة الأميركية في بيروت (لبنان)، وإحياء التراث الحديث لمدينة تونس، والحفاظ على بلدة غجيروكاسترا (ألبانيا)، إعادة تأهيل جامع القرويين (المغرب)، وترميم دار دخان المطاط (ماليزيا)، ومركز يوداكانديا الاجتماعي (سريلانكا)، وإعادة بناء قرية نكيبيكان (إندونيسيا)، وإسكان تولو الجماعي (الصين)، ودار بالميرا (الهند)، ومجمع دولت 2 السكني (إيران)، ومركز نيشورغو للتوعية البيئية للزوار (بنغلاديش)، ومدرسة الجسر (الصين)، ومسجد شاندغاون (بنغلاديش)، والمدرسة الخضراء (إندونيسيا)، ومركز سي بي أف الصحي (بوركينا فاسو)، ومصنع نسيج إيبيكيول (تركيا)، ومتحف مدينة الزهراء (إسبانيا).
التقييم النهائي
وادي حنيفة |
يتولى فريق من المعماريين ومخططي المدن والمهندسين عملية الإختيار بعد مراجعة فنية للمشاريع التي اختارتها الهيئة العليا المستقلة للمحكمين. ويتم التركيز في اختيار المشاريع الفائزة، على التميز المعماري للمشروعات وتأثيرها على نوعية الحياة. وتشمل عملية الانتقاء العمارة التي لا تلبي فقط الحاجات المادية والاجتماعية والاقتصادية للناس، بل تعمل على تحفيز تطلعاتهم الثقافية والروحية وتستجيب لها، ويتم إيلاء اهتمام خاص لطرق البناء التي تستخدم الموارد المحلية والتكنولوجيا الملائمة بطريقة خلاقة.
مع العلم أن الترشيح للمشاريع يتم من خلال توجهين اساسيين هما "تكامل التكنولوجيا من حيث مواد وطرق الإنشاء مع مبادئ العمارة الاسلامية، والحفاظ على الموروث الثقافي والهوية".
ويكون المقياس المتبع لتحديد الجوائز "مدى تحقيق الأداء الوظيفي للمبنى ومدى فاعليته، وقوة الصورة المعاصرة والتقدم التكنولوجي على المبنى، وعلاقة المبنى بالمجتمع والتقاليد والهوية". وقد استبعدت إدارة الجائزة العديد من المباني التي استغلت العناصر والزخرفة الإسلامية كوسيلة لتزويق المبنى كعناصر ديكور فقط كونها تفتقد الى الروح الحقيقة لثقافة مستخدميها.
لا تكافئ جائزة آغا خان للعمارة المعماريين فقط، بل تسعى لتحديد مجالس المدن والبنائين والزبائن والمعلمين الحرفيين والمعماريين الذين كانت لهم أدواراً هامة في إنجاز مشروع ما.
كما أن مجال الجائزة واسع ومتفاوت، فهي تختار المشاريع التي تتراوح بين المدارس المبنية بشكل مبتكر من الطين والخيزران، وصولاً إلى أحدث التقنيات التي تم ابتكارها في العمارة "الخضراء" التي لا تنطوي على تميز معماري فحسب، بل تحسن نوعية الحياة بشكل عام.
مشاريع فائزة
المدرسة الخضراء |
منذ أن تم إطلاق الجائزة، قبل 33 عاماً وحتى الآن، تم اختيار ما يزيد عن 100 مشروع لنيل الجائزة وتم توثيق ما يقارب 7500 مشروع خلال عملية توثيق واستعراض المشاريع المقدمة والمرشحة للجائزة
تتراوح المشاريع التي فازت بالجائزة بين مدرسة ابتدائية في غاندو (بوركينا فاسو) ومطار في السعودية، وبين معهد العالم العربي في باريس الى مبنى مكاتب كين يانغ الحيوي-المناخي الرائد في ماليزيا. ومن الفائزين الآخرين بالجائزة اللورد نورمان فوستر والمعماري ريكاردو ليغوريتا
أما من المباني الفائزة على سبيل المثال البنك الاهلي في مدينة جدة وقصر طويق في الرياض ومسجد الكورنيش بجدة ومبنى البرلمان بدكا ببنغلاديش.
ومن المشاريع الفائزة بالجائزة على سبيل المثال مشاريع مكتبة الإسكندرية بمصر ومدرسة ابتدائية في بوركينافاسو، ونماذج أولية لملاجئ أكياس الرمل في مواقع مختلفة، وترميم مسجد العباس باليمن وبرنامج إعمار البلدة القديمة في القدس ومنزل "ب 2" بتركيا وبرجي بتروناس بماليزيا.
فمثلا منزل "ب2" الذي يقع في قرية صغيرة على الساحل التركي للبحر الأبيض المتوسط، يمتد بالتصميم المعماري الى المستوى الشعري، محققا حوارا بين الطبيعة والمبنى، وبين الخارج والداخل، وبين العام والخاص.
ما هي جائزة آغا خان للعمارة؟
أسس الأمير آغا خان جائزة العمارة عام 1977 بهدف معرفة وتشجيع الأفكار العمرانية الرائدة التي تنجح في التصدي لاحتياجات وطموحات المجتمعات التي يكون للمسلمين تواجد فيها. تثمن الجائزة نماذج التميز المعماري في العالم الإسلامي في مجالات التصميم المعاصر والإسكان الاجتماعي وتحسين المجتمعات وتطويرها، المحافظة على التراث التاريخي، والترميم وإعادة استخدام المناطق والمحافظة عليها معمارياً، فضلاً عن تصميم هندسة المناظر وتنمية البيئة.
ويدير الجائزة لجنة يرأسها الآغا خان، وتضم في عضويتها كل من: أكرم أبو حمدان (المدير العام لمؤسسة استثمار الموارد الوطنية وتنميتها، عمان)، وبيترو رو (أستاذ كرسي ريموند جارب للعمارة والتصميم الحضري في جامعة هارفارد، ومدير برنامج التربية والتعليم لمؤسسة آغا خان للثقافة)، وعبده فيلالي أنصار (مدير معهد دراسات الحضارات الإسلامية، جامعة آغا خان، لندن)، وتشارلز كوريا (مدير، تشارلز كوريا - معمارون، مومباي)، وغلين لوري (مدير متحف الفن الحديث، نيويورك)، ومحسن مصطفوي (عميد كلية العمارة والفن والتخطيط جامعة كورنل، نيويورك)، وبابر خان ممتاز (قارئ في دراسات الإسكان، جامعة لندن)، وجاك هيرتزو (شريك، هيرتزوغ ودو ميرون - معمارون، بازل).
لجنة التحكيم 2010
تتولى تقييم المشاركين في الجائزة هيئة عليا مستقلة من حكام تعينهم لجنة التوجيه لكل دورة من دورات الجائزة التي تقام كل ثلاث سنوات. وفي الدورة الحالية تتألف اللجنة من سبعة أعضاء هم سليمان بشير ديانه (أستاذ الفلسفة في جامعة كولومبيا، الولايات المتحدة)، عمر عبد العزيز حلاج (مهندس معماري، المدير التنفيذي للأمانة السورية للتنمية، سورية)، صلاح حسن (مؤرخ فن وقيّم، مدير مركز الدراسات والأبحاث الأفريقة، جامعة كورنيل، الولايات المتحدة الأميركية)، فريار جواهريان (مهندسة معمارية وقيمة متاحف، مؤسسة غاما الاستشارية ، إيران)، أنيش كبور (فنان، المملكة المتحدة)، كونغجيان يو (مهندس مناظر طبيعية ومتخصص في المدن، مؤسس وعميد كلية الدراسة العالية لهندسة المناظر، جامعة بكين، الصين)، جان نوفيل (معماري، شريك مؤسس، ورشة جان نوفيل، فرنسا)، أليس راوثورن (ناقدة تصميم، إنترناشتال هيرالد تريبيون، المملكة المتحدة)، باسم الشهابي (معماري، شريك إداري عمرانية وشركاه، المملكة العربية السعودية).