بالصور .. جامع "الأقمر" تحـفة شارع المعز القاهري
محيط – سميرة سليمان 
في تجوالنا بشارع المعز لدين الله الفاطمي نختار جامع "الأقمر" للسطور القادمة، فهو أول مسجد في القاهرة يكون له واجهة مزخرفة، كما أنه الأول الذي وُضع له تصميم يتناسب مع تصميم الشارع، بدلاً أن تكون موازية للصحن ذلك لكى تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح، فضلاً عن أنه المسجد الوحـيد الـذى ينخفـض مستـواه عن سطح الأرض.
المسجد يعني "المضاء بالقمر"، وهو يشير إلى الطريقة التي تتلألأ بها جدرانه تحت ضوء القمر.
يروي المقريزي أن المسجد بنى في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط، وسمي المسجد بهذا الاسم نظرًا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر. 
ساحة الجامع
كما أنه أول جامع أيضا فيه الواجهة موازية لخط تنظيم الشارع بدل أن تكون موازية للصحن، ذلك لكى تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح ولهذا نجد أن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة.
يمتاز جامع الأقمر بجمال زخرفة واجهته التي تعتبر أول واجهة مزخرفة في المساجد المصرية و هي مبنية من الحجر.
بناؤه 
الجامع ليلا
يعد الجامع الأقمر أحد مساجد القاهرة الفاطمية، يوجد في شارع النحاسين وقـد بناه الـوزيـر المـأمون بن البطايحى بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على منصور سنة 519هـ (1125 م) وهـو أول جامع في القاهرة تحتوي واجهته علي تصميمًا هندسيًا خاصًا.
لم يكن في أول أمره مسجدا جامعا، ولم تلق على منبره خطبة الجمعة إلا في رمضان سنة 799هـ (1396م) بعد أن أصلحه وجدده الأمير يلبغا السالمي وفي أعقاب الحملة الفرنسية تصدع الجامع وأصلحه سليمان أغا السلحدار.
واجهة الجامع مبنية كلهّا بالحجر، وباقي الجامع مبني من الداخل بالطوب والواجهة منحرفة لتساير خط تنظيم الشارع. 
صحن الجامع
بنى مهندسو الجامع الأقمر واجهته على الشارع الرئيسي مباشرة بينما وضعوا حائط القبلة على اتجاه القبلة كما هو مطلوب ولذلك، وحسب المساحة المتاحة، فإن تصميم الجامع الأقمر متميز، يستغل التصميم كل جزء في المساحة بمبنى الجامع نفسه وسلالمه وغرفه الخدمية ويظل مكان الصلاة منتظم الشكل.
وصفه
 | |||
الجامع مكون من صحن صغير مربع مساحته عشرة أمتار مربعة تقريبا، يحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة في الجانب الجنوبى الشرقى أى في ايوان القبلة وعقود الأروقة محلاة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة.
وأجمل شيء في هـذا الجامع واجهته التي لا يضارعها في زخارفها البديعة واجهة أخرى في جوامع القاهرة، ويرى في مدخله لأول مرة في عمارة المساجد العقد المعشق الذي انتشر في العمارة المملوكية في القرن الخامس عشر الميلادى.
وفوق هـذا العقد يوجد العقد الفارسي وهـو منشأ على شكل مروحة تتوسطها دائرة في مركزه، وأهـم ميزة في تصميم الجامع استعمال "المقرنصات" ولم تستعمل قبل ذلك إلا في مئذنة جامع الجيوشى، تلك الزخرفة التي عــم انتشارها جميع العمارة الإسلامية تقريبا بعد هـذا الجامع. 
بوابة الجامع
ويشكل المسجد صحنا مفتوحا محاطا بأربعة أروقة؛ أكبرها ذلك الذي في اتجاه قبلة الصلاة، وتعلو الأروقة الأربعة قباب صغيرة، ويعد المسجد واحدا من المساجد المعلقة؛ إذ أنشئ فوق منطقة تسوق، و هو أيضا أول مسجد بواجهة تضم زخارف هندسية رائعة.
 | |||
| واجهة فنية |
في منتصف الواجهة، فوق الباب، عقد مزين بدائرة زخرفية تخرج منها أضلع بارزة يراها البعض كما لو كانت الشمس وأشعتها.
في منتصفها دائرة أخرى تحمل مكتوب فيها "محمد وعلي" وحولها دائرة أخرى زخرفية ثم دائرة تحمل الآية القرآنية المتكررة بكثرة في الآثار الفاطمية: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" ثم الإطار الأخير دائرة زخرفية.
على يمين هذا العقد ويساره زخرفة "مقرنصات"، وهي أقدم مقرنصات لا تزال باقية على واجهة مبنى، وعلى يسار هذا العقد عقد آخر ليس بنفس
العمق في وسطه دائرة تخرج منها أضلع كذلك، في وسطها دائرة بسيطة داخلها "وعلي" وحولها نجمة خماسية منحوتة بتكرار كلمة "محمد" خمس مرات. 
وتعتبر المقرنصات التى نراها فى هذه الواجهة أولى المحاولات في تزيين الواجهات بهذا النوع من الزخرف الذى يعتبر من أهم مميزات العمارة الإسلامية.
ويحلى الوجهة ثلاثة طرز من الكتابة الكوفية المزخرفة، الطراز الأول فى نهاية الوجهة من أعلى مكتوب فيه اسم الآمر بأحكام الله وإلى جانبه اسم وزيره المأمون البطائحي وألقابه وتاريخ الإنشاء.
والطراز الثاني مكتوب فيه أيضا اسم المأمون وألقابه وأدعية له وتاريخ الإنشاء، واقتران اسم الوزير وألقابه باسم الخليفة تدل على ما كان عليه الوزراء فى أواخر عصر الدولة الفاطمية من سطوة ونفوذ، أما الطراز الثالث فيسير عند منسوب عتب الباب ومكتوب فيه بعض آيات قرآنية.
ويرى الكثير من مؤرخي الفن الإسلامي إن واجهة الجامع الأقمر تحمل رموزاً عديدة للشيعة الإسماعيلية: الدوائر والباب والشباك والمشكاة.
يذكر أن سميكة باشا بنى متحف الفن القبطي عام 1910، وواجهة المتحف تشبه واجهة الجامع الأقمر بشدة وتستبدل الرموز الإسلامية بالصلبان، وهو تبادل كان معهوداً بين أقباط مصر والفاطميين.
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : الاثنين , 11 - 7 - 2011 الساعة : 3:39 مساءً
توقيت مكة المكرمة : الاثنين , 11 - 7 - 2011 الساعة : 6:39 مساءً
