صحيفة الاقتصادية الالكترونية : «الدارة» تعقد شراكة مع المجتمع عبر الإيداع في بنك للوثائق والمخطوطات
الأمير سلمان يطلع على إحدى وثائق الدارة في مناسبة سابقة.
بقيادة الأمير سلمان بن عبد العزيز .. وبعد مرور 40 عاما على تأسيسها
«الدارة» تعقد شراكة مع المجتمع عبر الإيداع في بنك للوثائق والمخطوطات
الأمير سلمان يطلع على إحدى وثائق الدارة في مناسبة سابقة.
احتفلت دارة الملك عبد العزيز أمس بمرور 40 عاماً على تأسيسها الذي يوافق الخامس من شهر شعبان 1392هـ، لتكون أول مؤسسة حكومية تهتم بالمصادر التاريخية، ولتسجل حضورها في المحافل الثقافية، وتعكس الاهتمام المبكر للدولة بالتراث والمصادر التاريخية.
ويمثل المنعطف الكبير لمسيرة الدارة عام 1417هـ حين تم تشكيل مجلس إدارتها برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لتنتقل دارة الملك عبد العزيز إلى مرحلة من العطاء المتميز في خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وإرثها العلمي والثقافي والاجتماعي، والحفاظ على تراثها بكل جوانبه، ولتقرر كيفية عمل جديدة بتوجيه من رئيسها، في اقتناء الوثائق التاريخية والمخطوطات كونها المصدر التاريخي الأصل والأكثر إثراءً للمعلومات التاريخية، والهدف الأهم لمؤسسات البحث التاريخي في العالم، فحظي هذا الجانب لدى رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز بكثير من الاهتمام والعناية والرعاية المتواصلة، وأصبح أحد الاستراتيجيات الرئيسة التي ترتكز عليها الدارة في خدمة المجتمع العلمي.
وتقوم مراكز الوثائق والمعلومات والمخطوطات بالدارة ببحث مستمر على مدار العام عن تلك المصادر خاصة فيما يتعلق بتاريخ المملكة وتاريخ الجزيرة العربية وفي كل المناسبات التي تشارك بها الدارة داخل البلاد وخارجها، وامتداداً لخدمة هذا الدور فتحت دارة الملك عبد العزيز الباب لمشاركة المواطنين في أداء رسالتها الوطنية والعلمية ضمن خطة عمل في جلب أكبر عدد ممكن من المصادر التاريخية، وتتوخى الدارة من ذلك فك العزلة للمؤسسة البحثية وتقريب حركتها الثقافية من نبض الشارع.
وكان أول من بدأ هذا العمل الوطني أبناء الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأحفاده وفاءً للقائد المؤسس وتأكيداً على دور الدارة العلمي والوطني.
وقدم الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران مقتنيات خاصة للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود كان قد استخدمها ـ طيب الله ثراه ـ في حياته، كما أهدى الدارة 18 صورة نادرة للحرم المكي والمسجد النبوي التقطها محمد صادق بك بين عامي 1861 و1881م، كما قدم الأمير طلال بن عبد العزيز للدارة مقتنيات خاصة لوالده الملك المؤسس ضمت إلى مكونات القاعة التذكارية.
وفي مبادرة علمية كريمة سلم الأمير سلمان بن عبد العزيز في بداية رئاسته لمجلس إدارة الدارة مخطوطة نادرة لكتاب "المقنع في الفقه" لمؤلفه الشيخ سليمان بن عبد الله بن عبد الوهاب كتب بخط المؤلف عام 1220هـ كما أهدى الدارة وثيقة أصلية ونادرة جداً عبارة عن رسالة من الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى سليمان باشا نسخت في 14/ 11/ 1225هـ وتحمل ختمه ـ رحمه الله ـ، وقدم تلك المصادر التاريخية تحفيزاً للمواطنين من الباحثين والمؤرخين ومن لديهم مصادر تاريخية وعلمية للانخراط مع الدارة في هذا العمل الذي يعود نفعه للوطن ولحركة البحث العلمي بصفة عامة، وتبع ذلك عدد من الأمراء في أوقات تالية في إيداع مقتنيات ووثائق ومخطوطات تخص تاريخ المملكة العربية السعودية أو ذات قيمة علمية في مجالها تعبيراً عن وفائهم للملك عبد العزيز الذي كان حريصاً على حفظ الكتاب واقتنائه وتشجيع حركة طباعته، ودعماً لمساعي الدارة الوطنية ودورها في خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية والمحافظة على مصادره وفي التسهيل على الباحثين والباحثات من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
وكانت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء قد أصدرت الفتوى رقم (23194) وتاريخ 3/2/1426هـ التي جاء فيها جواز نقل المكتبات الموقوفة على ذرية صاحب المكتبة أو على مسجد أو مدرسة أو مكان معين إلى دارة الملك عبد العزيز إذا لم يتوفر في هذا المكان المعين من يحافظ عليها من التلف أو السرقة.
ويستقبل الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز المواطنين أو من هم من خارج المملكة ممن لديهم مصادر تاريخية أو من لهم صلة بتاريخ المملكة سواء العائلية أو العملية في مبادرة يقودها لتحفيز ملاك وأصحاب الوثائق والمخطوطات التاريخية والأوراق الشخصية من مذكرات أوصكوك ملكية أومؤلفات أو رسائل على إيداعها أو تسليم نسخة منها لدى الدارة حتى تتحقق السلامة المادية والمعلوماتية لتلك المصادر المدونة بازدواجية الحفظ احتياطاً من الطوارئ والحوادث التي قد تتلف هذه الثروة العلمية التي تحاول دارة الملك عبد العزيز إعادة قيمتها التاريخية وإدراجها ضمن المشروع العلمي الوطني وتبني الحق العام في مثل هذه المحفوظات المهمة لحركة البحث التاريخي في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع السعودي وكذا الحياة السابقة في الجزيرة العربية.
وتحتفظ دارة الملك عبد العزيز بأسماء هؤلاء في قائمة الشرف لديها وتدرج تحتها الكتب والوثائق والصور الفوتوغرافية التي تحصلت عليها منهم أو من ورثتهم أو ذويهم بعد أن ترمم، وتصون المتضرر منها في قسم خاص بترميم المصادر التاريخية.
وعلى سبيل المثال استقبل الأمير سلمان بن عبد العزيز في مكتبه أحفاد المؤرخ الشهير عثمان بن بشر ـــ رحمه الله ــــ التي تعد كتبه مراجع متكاملة عن الحياة في الجزيرة العربية والمجتمع السعودي وخاصة الحياة السياسية ليتسلم منهم وثائق كانت قد انتقلت إليهم من جدهم العلامة المعروف ومخطوطة نادرة كتبها ـ رحمه الله ـ بعنوان "مرشد الخصائص ومبدي النقائص"، كما استقبل عبد الرحمن بن محمد الرفاعي وعمر بن صالح الهاشمي وهما باحثان معروفان من منطقة جازان لهما مشاركات علمية وبحثية في ملتقيات متخصصة على مستوى المملكة، ولهما اهتمام بالمواد التاريخية، وسلما أمير الرياض مخطوطة أصلية للكتاب المعروف (التبر المسبوك في تاريخ الملوك)، كما قدما له وثائق تاريخية عن منطقة جازان تتعلق بتأريخية جوانب حياتية في المنطقة.
ويحرص رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز على تقديم الشكر بنفسه لمن يبادر بتسليم مصادر تاريخية تدعم خزينة الدارة العلمية، فقد قال في استقبال ثان: "إن ما قدمته أسرة الشيخ علي الحمد الصالحي يعد إضافة مهمة لمصادر المعلومات في دارة الملك عبد العزيز وسوف تجد كل العناية والاهتمام"، مبدياً شكره على مبادرة سليمان بن علي الصالحي الذي أودع في الدارة مخطوطات قيمة تعود لوالده ـ رحمه الله ـ وهو من العلماء الذين حملوا على عاتقهم مهمة التعليم الديني في منطقة القصيم، وتتلمذ على يده عدد من المشايخ والفقهاء الحاليين، وكان له دور في نشر الدعوة الإصلاحية المباركة، وتسلمت الدارة بعد استقبال رئيس مجلس الإدارة حسان ومشعل ابني الشيخ المرحوم يوسف ياسين وثائق تاريخية مهمة تحوي مراسلات والدهما مع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـــ طيب الله ثراه ـــ، كما انضمت إلى مركز الوثائق والمعلومات الوثائق التاريخية للمؤرخ والأديب المعروف خير الدين الزركلي ــ رحمه الله ــ الذي يعد نتاجه العلمي المبكر عن الدولة السعودية الحديثة مادة يحتذى بها في الكتابة التاريخية، وقد شكر الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز أبناء الزركلي مقدراً لهم هذه المبادرة العلمية للتعاضد مع أهداف الدارة ودورها الوطني، وفي هذا العام استقبلت الدارة أيضاً وثائق وأوراقاً خاصة لشخصية مهمة عملت عن قرب مع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
ويحرص الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد بن عبد الله السماري وفقاً لتوجيهات الأمير سلمان بن عبد العزيز على تحقيق تطلعات الدارة لبناء "بنك" ثقافي وتاريخي يستثمر أصوله الباحثون والباحثات وتعود أرباحه للحركة العلمية والبحث المتخصص في بلادنا الغالية، ويبادر أيضاً باحثون أو مهتمون من خارج المملكة ترسخت لديهم نتيجة حبهم وتقديرهم للوثيقة والمخطوطة التاريخيتين ضرورة أن تبقى تلك المصادر التاريخية في بيئاتها الخاصة، وتكون قريبة من نشاط البحث العلمي القريب والأكثر حاجة لها، فقد استقبل الأمير سلمان أحد المهتمين من دولة الكويت بالمادة التاريخية وهو بسام بن ناصر الحميدي الذي قدم وثائق تاريخية عبارة عن المذكرات الشخصية لوالده، رحمه الله، وما يدعو باحثاً من دولة الكويت يبادر إلى السفر إلى مدينة الرياض يؤكد وصول رسالة الدارة العلمية إقليمياً بعد النطاق المحلي، كما يؤكد استطاعتها على الاستجابة لرغبة الباحثين في وجود جهة علمية تشاركهم حب الوثيقة التاريخية وهمها، حيث يقول الأمين العام للدارة الدكتور فهد السماري: "فضلاً عن التكاليف المالية فقد يبذل بعض المؤرخين أو المهتمين بجمع المصادر التاريخية المكتوبة جهداً نفسياً بالخوف من أن تسرق محفوظاتهم أو تحل كارثة بها من مطر أو حريق مفاجئين أو ألا تجد الاهتمام من ورثته بعد وفاته؛ لذا جاءت دعوة الدارة للمساهمة معها في حفظ تلك المصادر لتلبي رغبة داخلية لدى هذه الفئة التي قد تتعرض لعدم التقدير من المحيط الاجتماعي لها، فوجدنا تعاوناً مشجعاً للاستمرار في هذا المشروع المشترك.
ويعد مشروع إيداع الوثائق والمخطوطات التاريخية في الدارة أحد المشاريع التي انتهجتها لفتح العمل المشترك مع فئات المجتمع المختلفة ضمن سياسة الانفتاح على الآخرين وإلغاء ما تتهم به المؤسسات العلمية ودور البحث والدراسات، ولعل استلام المكتبات والمخطوطات الخاصة لبعض العلماء والمفكرين والمؤرخين والأدباء والباحثين يصب في نفس الاتجاه ومن ذلك مكتبة مهداة من أرامكو، ومكتبة الشيخ محمد بن عبد المحسن الخيال، ومكتبة عبد الله بن حمود الطريقي وزير البترول السعودي الأسبق، ومكتبة الشاعر عمر بهاء الدين الأميري، ومكتبة خالد القرقني، ومكتبة الشيخ عبد المحسن بن عثمان بن عبد الكريم أبا بطين، ومكتبة عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ، ومكتبة رشدي صالح ملحس، ومكتبة محمد أمين التميمي، ومكتبة فؤاد حمزة، ومكتبة الشيخ عبد الرحمن بن محمد آل فارس، ومكتبة زيد الفياض، ومكتبة عبد الله بلخير.
ويمثل المنعطف الكبير لمسيرة الدارة عام 1417هـ حين تم تشكيل مجلس إدارتها برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لتنتقل دارة الملك عبد العزيز إلى مرحلة من العطاء المتميز في خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وإرثها العلمي والثقافي والاجتماعي، والحفاظ على تراثها بكل جوانبه، ولتقرر كيفية عمل جديدة بتوجيه من رئيسها، في اقتناء الوثائق التاريخية والمخطوطات كونها المصدر التاريخي الأصل والأكثر إثراءً للمعلومات التاريخية، والهدف الأهم لمؤسسات البحث التاريخي في العالم، فحظي هذا الجانب لدى رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز بكثير من الاهتمام والعناية والرعاية المتواصلة، وأصبح أحد الاستراتيجيات الرئيسة التي ترتكز عليها الدارة في خدمة المجتمع العلمي.
وتقوم مراكز الوثائق والمعلومات والمخطوطات بالدارة ببحث مستمر على مدار العام عن تلك المصادر خاصة فيما يتعلق بتاريخ المملكة وتاريخ الجزيرة العربية وفي كل المناسبات التي تشارك بها الدارة داخل البلاد وخارجها، وامتداداً لخدمة هذا الدور فتحت دارة الملك عبد العزيز الباب لمشاركة المواطنين في أداء رسالتها الوطنية والعلمية ضمن خطة عمل في جلب أكبر عدد ممكن من المصادر التاريخية، وتتوخى الدارة من ذلك فك العزلة للمؤسسة البحثية وتقريب حركتها الثقافية من نبض الشارع.
وكان أول من بدأ هذا العمل الوطني أبناء الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأحفاده وفاءً للقائد المؤسس وتأكيداً على دور الدارة العلمي والوطني.
وقدم الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران مقتنيات خاصة للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود كان قد استخدمها ـ طيب الله ثراه ـ في حياته، كما أهدى الدارة 18 صورة نادرة للحرم المكي والمسجد النبوي التقطها محمد صادق بك بين عامي 1861 و1881م، كما قدم الأمير طلال بن عبد العزيز للدارة مقتنيات خاصة لوالده الملك المؤسس ضمت إلى مكونات القاعة التذكارية.
وفي مبادرة علمية كريمة سلم الأمير سلمان بن عبد العزيز في بداية رئاسته لمجلس إدارة الدارة مخطوطة نادرة لكتاب "المقنع في الفقه" لمؤلفه الشيخ سليمان بن عبد الله بن عبد الوهاب كتب بخط المؤلف عام 1220هـ كما أهدى الدارة وثيقة أصلية ونادرة جداً عبارة عن رسالة من الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى سليمان باشا نسخت في 14/ 11/ 1225هـ وتحمل ختمه ـ رحمه الله ـ، وقدم تلك المصادر التاريخية تحفيزاً للمواطنين من الباحثين والمؤرخين ومن لديهم مصادر تاريخية وعلمية للانخراط مع الدارة في هذا العمل الذي يعود نفعه للوطن ولحركة البحث العلمي بصفة عامة، وتبع ذلك عدد من الأمراء في أوقات تالية في إيداع مقتنيات ووثائق ومخطوطات تخص تاريخ المملكة العربية السعودية أو ذات قيمة علمية في مجالها تعبيراً عن وفائهم للملك عبد العزيز الذي كان حريصاً على حفظ الكتاب واقتنائه وتشجيع حركة طباعته، ودعماً لمساعي الدارة الوطنية ودورها في خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية والمحافظة على مصادره وفي التسهيل على الباحثين والباحثات من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
وكانت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء قد أصدرت الفتوى رقم (23194) وتاريخ 3/2/1426هـ التي جاء فيها جواز نقل المكتبات الموقوفة على ذرية صاحب المكتبة أو على مسجد أو مدرسة أو مكان معين إلى دارة الملك عبد العزيز إذا لم يتوفر في هذا المكان المعين من يحافظ عليها من التلف أو السرقة.
ويستقبل الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز المواطنين أو من هم من خارج المملكة ممن لديهم مصادر تاريخية أو من لهم صلة بتاريخ المملكة سواء العائلية أو العملية في مبادرة يقودها لتحفيز ملاك وأصحاب الوثائق والمخطوطات التاريخية والأوراق الشخصية من مذكرات أوصكوك ملكية أومؤلفات أو رسائل على إيداعها أو تسليم نسخة منها لدى الدارة حتى تتحقق السلامة المادية والمعلوماتية لتلك المصادر المدونة بازدواجية الحفظ احتياطاً من الطوارئ والحوادث التي قد تتلف هذه الثروة العلمية التي تحاول دارة الملك عبد العزيز إعادة قيمتها التاريخية وإدراجها ضمن المشروع العلمي الوطني وتبني الحق العام في مثل هذه المحفوظات المهمة لحركة البحث التاريخي في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع السعودي وكذا الحياة السابقة في الجزيرة العربية.
وتحتفظ دارة الملك عبد العزيز بأسماء هؤلاء في قائمة الشرف لديها وتدرج تحتها الكتب والوثائق والصور الفوتوغرافية التي تحصلت عليها منهم أو من ورثتهم أو ذويهم بعد أن ترمم، وتصون المتضرر منها في قسم خاص بترميم المصادر التاريخية.
وعلى سبيل المثال استقبل الأمير سلمان بن عبد العزيز في مكتبه أحفاد المؤرخ الشهير عثمان بن بشر ـــ رحمه الله ــــ التي تعد كتبه مراجع متكاملة عن الحياة في الجزيرة العربية والمجتمع السعودي وخاصة الحياة السياسية ليتسلم منهم وثائق كانت قد انتقلت إليهم من جدهم العلامة المعروف ومخطوطة نادرة كتبها ـ رحمه الله ـ بعنوان "مرشد الخصائص ومبدي النقائص"، كما استقبل عبد الرحمن بن محمد الرفاعي وعمر بن صالح الهاشمي وهما باحثان معروفان من منطقة جازان لهما مشاركات علمية وبحثية في ملتقيات متخصصة على مستوى المملكة، ولهما اهتمام بالمواد التاريخية، وسلما أمير الرياض مخطوطة أصلية للكتاب المعروف (التبر المسبوك في تاريخ الملوك)، كما قدما له وثائق تاريخية عن منطقة جازان تتعلق بتأريخية جوانب حياتية في المنطقة.
ويحرص رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز على تقديم الشكر بنفسه لمن يبادر بتسليم مصادر تاريخية تدعم خزينة الدارة العلمية، فقد قال في استقبال ثان: "إن ما قدمته أسرة الشيخ علي الحمد الصالحي يعد إضافة مهمة لمصادر المعلومات في دارة الملك عبد العزيز وسوف تجد كل العناية والاهتمام"، مبدياً شكره على مبادرة سليمان بن علي الصالحي الذي أودع في الدارة مخطوطات قيمة تعود لوالده ـ رحمه الله ـ وهو من العلماء الذين حملوا على عاتقهم مهمة التعليم الديني في منطقة القصيم، وتتلمذ على يده عدد من المشايخ والفقهاء الحاليين، وكان له دور في نشر الدعوة الإصلاحية المباركة، وتسلمت الدارة بعد استقبال رئيس مجلس الإدارة حسان ومشعل ابني الشيخ المرحوم يوسف ياسين وثائق تاريخية مهمة تحوي مراسلات والدهما مع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـــ طيب الله ثراه ـــ، كما انضمت إلى مركز الوثائق والمعلومات الوثائق التاريخية للمؤرخ والأديب المعروف خير الدين الزركلي ــ رحمه الله ــ الذي يعد نتاجه العلمي المبكر عن الدولة السعودية الحديثة مادة يحتذى بها في الكتابة التاريخية، وقد شكر الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز أبناء الزركلي مقدراً لهم هذه المبادرة العلمية للتعاضد مع أهداف الدارة ودورها الوطني، وفي هذا العام استقبلت الدارة أيضاً وثائق وأوراقاً خاصة لشخصية مهمة عملت عن قرب مع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
ويحرص الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد بن عبد الله السماري وفقاً لتوجيهات الأمير سلمان بن عبد العزيز على تحقيق تطلعات الدارة لبناء "بنك" ثقافي وتاريخي يستثمر أصوله الباحثون والباحثات وتعود أرباحه للحركة العلمية والبحث المتخصص في بلادنا الغالية، ويبادر أيضاً باحثون أو مهتمون من خارج المملكة ترسخت لديهم نتيجة حبهم وتقديرهم للوثيقة والمخطوطة التاريخيتين ضرورة أن تبقى تلك المصادر التاريخية في بيئاتها الخاصة، وتكون قريبة من نشاط البحث العلمي القريب والأكثر حاجة لها، فقد استقبل الأمير سلمان أحد المهتمين من دولة الكويت بالمادة التاريخية وهو بسام بن ناصر الحميدي الذي قدم وثائق تاريخية عبارة عن المذكرات الشخصية لوالده، رحمه الله، وما يدعو باحثاً من دولة الكويت يبادر إلى السفر إلى مدينة الرياض يؤكد وصول رسالة الدارة العلمية إقليمياً بعد النطاق المحلي، كما يؤكد استطاعتها على الاستجابة لرغبة الباحثين في وجود جهة علمية تشاركهم حب الوثيقة التاريخية وهمها، حيث يقول الأمين العام للدارة الدكتور فهد السماري: "فضلاً عن التكاليف المالية فقد يبذل بعض المؤرخين أو المهتمين بجمع المصادر التاريخية المكتوبة جهداً نفسياً بالخوف من أن تسرق محفوظاتهم أو تحل كارثة بها من مطر أو حريق مفاجئين أو ألا تجد الاهتمام من ورثته بعد وفاته؛ لذا جاءت دعوة الدارة للمساهمة معها في حفظ تلك المصادر لتلبي رغبة داخلية لدى هذه الفئة التي قد تتعرض لعدم التقدير من المحيط الاجتماعي لها، فوجدنا تعاوناً مشجعاً للاستمرار في هذا المشروع المشترك.
ويعد مشروع إيداع الوثائق والمخطوطات التاريخية في الدارة أحد المشاريع التي انتهجتها لفتح العمل المشترك مع فئات المجتمع المختلفة ضمن سياسة الانفتاح على الآخرين وإلغاء ما تتهم به المؤسسات العلمية ودور البحث والدراسات، ولعل استلام المكتبات والمخطوطات الخاصة لبعض العلماء والمفكرين والمؤرخين والأدباء والباحثين يصب في نفس الاتجاه ومن ذلك مكتبة مهداة من أرامكو، ومكتبة الشيخ محمد بن عبد المحسن الخيال، ومكتبة عبد الله بن حمود الطريقي وزير البترول السعودي الأسبق، ومكتبة الشاعر عمر بهاء الدين الأميري، ومكتبة خالد القرقني، ومكتبة الشيخ عبد المحسن بن عثمان بن عبد الكريم أبا بطين، ومكتبة عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ، ومكتبة رشدي صالح ملحس، ومكتبة محمد أمين التميمي، ومكتبة فؤاد حمزة، ومكتبة الشيخ عبد الرحمن بن محمد آل فارس، ومكتبة زيد الفياض، ومكتبة عبد الله بلخير.