الجمعة، 6 أبريل 2012

الجزائر تشرع في بناء ثالث أكبر مساجد العالم - عبر الإمارات

الجزائر تشرع في بناء ثالث أكبر مساجد العالم

كلفته 1.5 مليار دولار ويديره 200 موظف

الجزائر تشرع في بناء ثالث أكبر مساجد العالم

سيتم الانتهاء من تشييده في منتصف عام 2014، وبكلفة تقديرية تصل إلى 1.5 مليار دولار، ليكون ثالث أكبر مسجد فوق المعمورة. هذا المشروع الضخم، والذي يطلق عليه "جامع الجزائر"، بدأت الحكومة الجزائرية في تنفيذه قبل أيام، ليكون شاهدا على حضور أصالة الإسلام عند الجزائريين، ويكشف عن حقيقة الحضور الإسلامي في وجدان الإنسان الجزائري الخلفيات والحيثيات التي بني هذا المسجد عليها، والذي من المقدر له أن يتسع لعشرات آلاف المصلين.
وسيعمل على تنفيذ المشروع في مختلف مراحله 17 ألف عامل منهم 10 آلاف جزائري في مرحلة البناء، وبعد التسليم سيعمل في إدارة الجامع 2000 موظف، وتنجز "جامع الجزائر" الشركة الصينية "شاينا ستايت كونستراكشن".
وأعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن بناء "جامع الجزائر" تقرر وفاء لتضحيات الشهداء الأبرار، وتخليدا لعهد الاستقلال واسترجاع الدولة الجزائرية.
ويقول محمد علوي، المدير العام للوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير "جامع الجزائر" في حوار مع "البيان"، إن المشروع أكبر بكثير من كونه مجرد مسجد للصلاة، بل تم تصميمه ليكون معلما حضاريا جاء للتأكيد على الهوية العربية الإسلامية للشعب الجزائري الذي حاولت العقيدة الاستعمارية الفرنسية لمدة 132 سنة تحويله عن الإسلام إلى المسيحية بالحديد والنار.

حلم الرؤساء
ويضيف: إن تصميم المشروع من طرف مجموعة KSP Juergen Engel المعمارية الألمانية، مزج بين النمط التقليدي للعمارة الإسلامية في طابعها المغاربي، وبين التقنية الحديثة مع مراعاة الجوانب العلمية والدينية والسياحية والاقتصادية.
ويكشف علوي أن فكرة "جامع الجزائر" ظهرت للوجود سنة 1963، وكانت تتمثل في بناء مسجد كبير يليق بـ15 قرنا من الإسلام في الجزائر، وهو الحلم الذي راود كل رؤساء الجزائر من الزعيم التاريخي احمد بن بلة إلى الرئيس هواري بومدين ثم الشاذلي بن جديد، لكن الظروف الاقتصادية التي مرت بها البلاد جعلت الرئيس بوتفليقة هو من يفوز بشرف بعث المشروع سنة 2004 بعد انتخابه لولاية رئاسية ثانية.
ويعتقد المهندسان الألمانيان، يورغن إنغل وميكائيل تسيمرمان، اللذان صمما مشروع المكتبة الوطنية الصينية وناطحات السحاب في كل من هامبورغ الألمانية ومدينة كولن وبرلين وفرانكفورت، أن "جامع الجزائر" هو مشروع بناء مثير، وتحد كبير، ليس لأنه سيكون ثالث أكبر مساجد الدنيا، بل لأنه مشروع ضخم بكل المقاييس من حيث كونه من أعلى الأبنية الدينية في العالم الإسلامي، وواحد من المشاريع الحضارية المدمجة التي تؤدي الوظيفة الدينية وكذا الوظائف الأكاديمية والاقتصادية في الآن ذاته.

مواءمة
وأولى الثنائي الألماني عناية فائقة لموضوع المواءمة بين الحداثة والتقاليد في الهندسة المعمارية المستعملة لبناء المساجد في شمال أفريقيا.
لأنها تختلف اختلافا كبيرا عن الطريقة العثمانية في بناء المساجد بقبب كروية على عكس نمط شمال أفريقيا والجزائر تحديدا التي يسود فيها نظام الأعمدة، وهو المبدأ المعتمد في تصميم المشروع كي يتناسب مع التقاليد.
وقد اطلع إنغل، على طريقة بناء المساجد في إسبانيا، حيث بنيت العديد من المساجد بنفس الطريقة، وبالاعتماد على ذلك قام بتصميم قاعة الصلاة الرئيسة البالغ ارتفاعها 46 مترا، وهي قاعة تقوم على الأعمدة، ويعلو القاعة قبة يصل ارتفاعها إلى 75 مترا من الخارج.
يقول المهندس الألماني المشارك في التصميم، بأنه لم تكن هناك تحفظات على مهندسي المشروع الغربيين، غير المسلمين على مدار الأعوام الثلاثة التي استغرقتها الدراسات واختيار التصاميم المناسبة، حيث تم خلالها استشارة علماء من مختلف الاختصاصات الهندسية والتاريخية والشرعية من الجزائر والإمارات العربية المتحدة والعربية السعودية ومصر والأردن والمغرب وتونس.

جامع فوق كنيسة
اختيار الرئيس بوتفليقة، لمنطقة المحمدية لإنجاز المشروع لم يكن اعتباطيا، بل يعود اساسا إلى أن الأرضية التي يقام عليها الجامع تتجه مباشرة نحو قبلة المسلمين، ثم لكونها أول مركز في الجزائر وشمال إفريقيا لنشاط الكاردينال شارل مارسيال ألمان لافيجري الذي ولد يوم31 أكتوبر 1825 وتوفي في نوفمبر 1892.ويعتبر الكاردينال لافيجري، أكبر منصِّر في الجزائر ومؤسس جمعية الآباء البيض المسيحية.
قبل أن يتوجه إلى سوريا لمساندة الحركة التبشيرية عن طريق التعليم ومنها ربط علاقات جيدة مع رجال الدين المسيحيين في المشرق ودعاهم للقدوم إلى الجزائر لمساندته في حركته التنصيرية بعد انتقاله إلى الجزائر سنة 1867 بطلب من الحاكم العام للجزائر ماك ماهون، الذي عين لافيجري كبير أساقفة الجزائر.
وحرص لافيجري على جعل الجزائر بابا لتنصير القارة الإفريقية التي أرسل إليها بالفعل عددا من البعثات التبشيرية، إلى غاية وفاته بالجزائر في شهر نوفمبر 1892، وتخليدا لذكراه قامت السلطات الاستعمارية الفرنسية بإطلاق اسمه على المنطقة التي كان يقيم بها بالجزائر، أي لافيجري قبل أن يحوَل اسمها إلى المحمدية بعد الاستقلال سنة 1962، نسبة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

أعلى مئذنة
يضم "جامع الجزائر"، الواقع في حي المحمدية بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة في مركز خليج الجزائر الشهير، 12 عمارة تتربع على مساحة 20 هكتارا، منها قاعة الصلاة التي تسع 40 ألف مصل، ودار القرآن التي تتسع لـ 300 مقعد مخصصا لطلاب الماجستير والدكتوراه، علاوة على مركز ثقافي إسلامي ومكتبة تضم ألفي مقعد ومليون كتاب، وقاعة محاضرات تضم 500 مقعد ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي ومراكز بحث.
ومنارة ترتفع إلى 278م مكونة من 39 طابقا تضم مراكز أبحاث ومعارض وقاعات دراسات ومتحفا لتاريخ الإسلام يتوزع على 15 مستوى، وهي المئذنة الأعلى في العالم، تكون مفتوحة للعموم ويوجد في نهايتها منصة للاستمتاع بروعة المشهد من ارتفاع يقارب 300 م فوق سطح الأرض على خليج الجزائر.

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels