مـَنْ هـُم أهـْلُ المخطوطات ؟
د. موسـى الكـيـلاني
اتصل بي الدكتور على الهبيشان، وآخرون، مستفسرين عن أهل المخطوطات من الاسينيين.
وتشير المراجع التاريخية الى أهمية مخطوطات البحر الميت لأنها دُوِّنـَت قبل الميلاد بثلاثمائة عام، ونـَقلتْ حَرفاً حـَرفاً نصوص العهد القديم، التوراة، بدقة متناهية، وخَـلَـَت المخطوطات من بعض الاسفار والآيات المشهورة حالياً, مما يؤيد ما أشار اليه الرسول عليه السلام بأنها قد حُرفـَت.
وقد كان الاسينيون من أوائل من انتهج استراتيجية «التكفير والهجرة» عندما انتبذوا من أهلهم مكاناً قصياً حيث مارسوا عباداتهم التي توصي بالتأمل والمناجاة لأسماء الملائكة التسعة عشر, وبالزهد والتنسك والابتعاد عن شهوات الجسد والعزوبية وصلاة الفجر المبكرة بعد الاستحمام الصباحي في مياه نهر الاردن وبعد ذلك يكون الافطار الجماعي لكل ابناء الطائفة مع «معلم الحق».وكان نبى الله يحي, أو يوحنا المعمدان, يتردد على معلم الحق ويعتكف في قمران لعدة أيام.
وفي بداية كل عام، كان معلم الحق، يـُقيم الصلاة السنوية لكل ابناء الطائفة، ويمنحهم البركة, ويـُنـَاول بيديه كل فرد قطعة ًمن الخبز وعليها بعض الطعام, وهو نوع من «الكما - الفطر» الذي لا زال ينبت في المنطقة ويعرفه اهل الغور باسم «ابـْريـْش» واسمه العلمي «ROSA_MUSCATARIA».
ويقول المؤرخ جون اليغرو ان الكثيرين من الشباب المتديّـن في قمران كانوا بعد الليلة االاحتفالية تلك مع معلم الحق، ينطلقون متحمسين الى القدس, لـيُغـِّـيـرُواَ المنكر بأيديهم، ويشتبكون مع الصيارفة والمرابين والحاخامات الذين يدنسون بأفعالهم أقدس بقعة من الهيكل الثاني.وكانت عقوبة الحاكم الروماني لأؤلئك الشباب، الاعدام بواسطة الـْصـلـْب الجسدي, مع اللصوص وقطاع الطرق.
عاش الاسينيون منذ ثلاثمائة سنة قبل الميلاد, وفي كل عام كان يُصلب منهم عددٌ من المتحمسين لتطهير الهيكل من الدنس.
وبالرغم من محاولات الابادة والقمع للأسينيين, ألا أن قسماً منهم هرب الى مصر, وكانوا من الكثرة والقوة حتى انهم رفضوا قرارات البابا سلفستر الاول والامبراطور الروماني في مؤتمر نيـقـيـة (بورصة التركية) لتوحيد الاناجيل الاربعة عام325 وتمردوا عليه، واصروا على اعتبار السيد المسيح نبيا ً من أنبياء الله وليست له صفات من الالوهية كما رفضوا فكرة التثليث التي تبناها مؤتمر نيقية.
ولهؤلاء المتمردين»الاريسيين» اهمية إذهم من جاء ذكرهم في رسالة الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى امبراطور الرومان يدعوه فيها الى الاسلام ثم يقول»وإلا فعليك إثـْـمُ الاريسيين», وقد انتشرت عقائد الاريسيين في ألمانيا وبريطانيا, وظهرت في القرن الثامن عشر مجموعات فكرية تشارك في عقائدها ما دونته الكتب الاولى، وكان من ابرزهم العالم المشهور اسحق نيوتون.كما كان العديد من مثقفي القوط في أسبانيا والبرتغال على نفس النمط الفكري, قبل ان تهيمن عليهم السيطرة الكاثولوكية.
ومن الجدير بالذكر ان المنع حتى الان لا زال يلاحق كتاب :
JOHN-ALLEGRO_THE SACRED MUSHROOM.
حيث أصدرت كيوريا الفاتيكان أمراً بمنع المدارس الكاثوليكية في العالم من أقتناء الكتاب في المكتبات العامة او المدرسية.
وفي الرحلة الأخيرة للبروفسور اليغرو الى الاردن، طلب مني مساعدته في الوصول الى الكهف العاشر من قمران،حيث اصطحبه صديق من الشونة الى هناك وجمع ضُمـَّةً كبيرة من «الابريش» وأخذها معه الى تالاهاسي فلوريدا ليـُعـَرِّفَ تلامذته اهمية المكان في نشأة الاديان.
وأعتقد أنه قد حان الوقت لمطالبة إسرائيل بدفع مبلغ تسعة عشر ملياراَ او أعادة المخطوطات كسلائب حرب.