الخميس، 8 يوليو 2010

مصر - المنزلة ..عندما تحولت مقبرة المجاهد حسن طوبار إلى غرزة.. والبحيرة إلى مستنقع | الدستور

المنزلة ..عندما تحولت مقبرة المجاهد حسن طوبار ( ضد الحملة الفرنسية ) إلى غرزة.. والبحيرة إلى مستنقع الدستور

الخميس, 8-07-2010 -| صالح رمضان مدن.


قبر المناضل حسن طوبار تحول إلى خرابة
تشتهر منطقة المنزلة وحتي وقت قريب عن غيرها بين مراكز محافظة الدقهلية بتاريخها العريق وشعبها القوي منذ الفتح الإسلامي لمصر عندما رد عمرو بن العاص علي رسالة القعقاع بن عمرو والذي أخبره فيها أنه نزل في هذه المنطقة بعد أن فتح أحد حصون الرومان، فقال له عمرو «بارك الله في منزلتك يا قعقاع، فسميت بالمنزلة.

ويذكر التاريخ جهاد حسن طوبار الذي جاهد الاحتلال الفرنسي وله بطولات كبيرة حتي إنه عندما مات نشرت الجرائد الفرنسية في ذلك الوقت خبر وفاته وقالت: «مات فجأة حسن طوبار كبير مشايخ إقليم المنزلة مصابا بالسكتة القلبية». وكان هذا الرجل عظيم المكانة لأصله العريق وغناه الواسع، وإذا ذكرت المنزلة في مذكرات الحملة الفرنسية علي مصر ذكرت مقترنة باسم حسن طوبار هذا المجاهد العظيم.

واليوم تحول ما تبقي من أثر للمجاهد الكبير إلي « غرزة» في قلب مدينة المنزلة حيث أحاطتها عائلة طوبار بسلك شائك بعد أن تهدمت أسوارها واستولي بعض البلطجية علي أجزاء من الارض لتتحول إلي مقهي واصبح المكان المهجور الذي يضم المقبرة عبارة عن حجرة تأكلها الرطوبة في مكان لا تقل مساحته عن ألف متر، ورغم أنه من أهم آثار مدينة المنزلة فإن هيئة الآثار تغض الطرف عنها حتي إن أحد أفراد عائلة طوبار قال: «والله لو علمت فرنسا بما يحدث لمقبرة المجاهد الكبير لصرفت عليها ملايين الدولارات وحولتها إلي مزار تاريخي»!

عرف عن أهل مدينة المنزلة الكرم وسعة الصدر، وقد استقبل أهل المنزلة اللاجئين في حرب 1956 و1967 من منطقة القناة الذين كان يطلق عليهم (المهاجرون) وسرعان ما اندمجوا في الحياة المنزلاوية وعمل أغلب هؤلاء المهاجرين في الأعمال والحرف التي تشتهر بها المنزلة مثل الزراعة وصناعة الأدوات الخشبية والأثاث والصيد وذلك سهل عليهم انخراطهم في مجتمع المنزلة ولم يعد معظمهم إلي منطقة القناة مرة أخري.

أما بحيرة المنزلة التي تعد أكبر البحيرات الطبيعية في مصر فأصبحت مكانا آمنا لأعمال البلطجة والعنف وهجرها الصيادون بعد أن أصبحت حياتهم مهددة معظم الوقت فضلا عن نقص الأسماك مما جعل الصيادين يعملون خارج البحيرة، بل أن معظمهم أصبح يعمل لدي الغير في صيد الأسماك بأعالي البحار بعد السطوة التي يفرضها البعض علي البحيرة ومنع صغار الصيادين من الصيد بها، علاوة علي المشاكل التي تعاني منها البحيرة نفسها من عدم دخول المياه المالحة إليها لإغلاق البواغيز وطالب العديد من أعضاء مجلس الشعب بتدخل رئاسي لإنقاذ البحيرة لما تعانيه من تجفيف متعمد سواء رسميًا أو أهليًا وهجرتها أسماك المياه المالحة وأصبح لا يوجد بها إلا «البلطي والقراميط» ذات الأسعار المنخفضة لذلك فقد أصبح معظم أهل تلك المنطقة تحت خط الفقر.

وتتميز بحيرة المنزلة بانتشار مجموعة من الجزر أهمها جزيرة ابن سلام وتضم ضريح الصحابي عبدالله بن سلام، حيث يفد إليها أعداد كبيرة من الزائرين كما تتميز البحيرة بغناها بالثروة السمكية والطيور المهاجرة من مختلف الأنواع، ومنذ سنوات تم الإعلان عن دراسة لاستغلالها سياحياً إلا أنها لم تر النور إلي الآن ولا يبدو أنها ستراه قريبا.

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels