ملتقى لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم
ينظمه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة
إحدى اللوحات التي تبرز جمال خطوط الخطاطين للمصاحف المشاركة في المعرض («الشرق الأوسط»(
سراييفو: عبد الباقي خليفة
أعلن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة عن تنظيمه ملتقى دوليا العام المقبل لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم. وسيكون موعد عقد الملتقى بين 26 أبريل (نيسان) و2 مايو (أيار) 2011. وقد وزع المجمع استمارات عبر سفارات المملكة العربية السعودية في العالم على الجمعيات المهتمة بالخط العربي والفنون الإسلامية، والخطاطين المشهورين، وسيكون آخر موعد لملء الاستمارة في 13 يونيو (حزيران) الحالي. وآخر موعد للمشاركات الثقافية سيكون في 11 أغسطس (آب) المقبل. وآخر موعد لاستلام المشاركات الفنية في 9 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ويهدف الملتقى إلى تكريم خطاطي المصحف الشريف وتقدير جهودهم، والاحتفاء بهم. وتجلية تجارب أبرع الخطاطين في كتابة المصحف الشريف، وبيان مناهجهم في ذلك للإفادة منها. وإبراز الرسالة التي يحملها خطاط المصحف الشريف. والعمل على إيجاد ضوابط مرعية في زخرفة المصاحف. ودراسة سبل التوفيق بين خطوط الخطاطين، والحاسب الآلي، خدمة للخط العربي. ومحاولة الوصول إلى توافق وتقارب في مصطلحات الخط العربي. وعرض نماذج من المصاحف وغيرها بخطوط الخطاطين المبدعين، ولوحات جمالية في فنون الزخرفة. واكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين. وتشجيع التواصل بين خطاطي المصاحف، والمهتمين والمختصين في دراسة الخط العربي والزخرفة.
وأبرزت قسيمة المشاركة التي وزعت على نطاق عالمي واسع، أن «الخط العربي ملكة إبداعية وفن متميز حظي بالاهتمام والعناية عند المسلمين عربا وغيرهم، فقد شجع النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحابة على تعلم الكتابة، وسلك في ذلك وسائل مختلفة، حتى بلغ كُتَّاب الوحي أكثر من 40 كاتبا».
وأشارت قسيمة التعريف بالملتقى إلى تنوع مظاهر العناية بالقرآن الكريم بعد الرعيل الأول، خاصة كتابة المصحف الشريف وتجويده والتفنن في نسخه بأنواع الخطوط وتذهيبه وزخرفته. وتميزت جمهرة الخطاطين على مر العصور ببراعة الخط وجماله، وكتبوا المصاحف الخاصة والعامة، وكان الغالب في كتابة المصاحف الخط الكوفي حتى القرن الخامس الهجري، ثم كتبت المصاحف بخط الثلث حتى القرن التاسع الهجري، ثم استقرت كتابتها بخط النسخ إلى هذا الزمن. وذكرت القسيمة الصادرة عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة أن «خط الخطاط ظل العمدة في كتابة المصاحف وانتشارها، رغم ظهور الطباعة وتطورها، لما فيه من لمسات إبداعية وجمال باهر لم تصل إليه حروف المطابع».
وخلص معدو القسيمة إلى القول بأن «الخط العربي تعرض في العصر الحديث إلى تراجع وضعف عما كان عليه في السابق، بسبب انتشار اللغات الأجنبية وظهور الحاسب الآلي وابتكار خطوط متنوعة فيه، إلا أن الخط العربي أمام هذه التحديات التي فرضتها ظروف العصر ومنجزاته، وجد من يدعمه ويشجع الخطاطين بفتح المدارس والمعاهد وعقد المسابقات والملتقيات وإقامة المعارض لأنواع الخط وفنون زخرفته».
وأشاد محبرو القسيمة بجهود المملكة العربية السعودية في هذا الخصوص «من تمام فضل الله على المملكة العربية السعودية أن وفق قيادتها لاتخاذ القرآن الكريم أساسا ودستورا لشؤون الحكم والحياة، وخدمته والعناية به، وإنشاء مجمع خاص لطباعته ونشره وتوزيعه»، وهو ما دفع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة لعقد ملتقى لهذا الغرض العام المقبل، إدراكا لأهمية عقده وجمع أشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم.
وستصاحب الملتقى عدة فعاليات هادفة، بالإضافة إلى معرض متخصص، يضم عددا من الأجنحة المعرِّفة بالجهود المبذولة في كتابة المصاحف، وجماليات الخط العربي، وأدواته، والزخرفة، والخطوط الحاسوبية.