الجمعة، 7 مايو 2010

ابراهيم الفني يكشف بالخرائط الخطة الاستراتيجية لتهويد القدس

ابراهيم الفني يكشف بالخرائط الخطة الاستراتيجية لتهويد القدس
سميرة عوض

5/7/2010




عمان ـ 'القدس العربي' ـ يتساءل د.إبراهيم الفني مدير عام مؤسسة القدس للبحث والتطوير.. عمّ
قدمت اليونسكو... هل قدمت شيئاً؟؟ - والقدس موضوعة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي - مردفا: لماذا لا توقف اليونسكو التطبيع الثقافي مع المحتل الإسرائيلي؟.
ويرى الفني ـ المتخصص في الشأن المقدسي - 'أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يتوقف ولن تكون بوصلته محدودة بل يحتاج لكل المثقفين ليلتقوا حول رؤية واحدة، تسعى لإقامة أرشيف حول القدس، وإنشاء مكتبة متخصصة للقدس للجيل الجديد ليعرف القدس'.
ويعتقد الفني أن الحل 'في إعادة الحياة الثقافية للقدس وليس الانقسام العربي وقبله الانقسام الفلسطيني حول دور حماية القدس والمقدسات'، مبينا 'أن معظم الباحثين والمؤسسات المقدسية يقرؤون الجزئيات ولا يطرحون القراءة الكاملة للخطط الاسرائيلية، وبهذا هم يسوقون هذه المشاريع الإسرائيلية، من حيث لا يدرون'.
وينبه الفني إلى أن 'إسرائيل منذ بدأت حفرياتها في القدس العام 1968 بعد هدم حارة المغاربة، في إطار مخطط يمنح الأعمال ولغاية اليوم شرعية حكومية، كانت تعلن سابقا أنها مؤسسات مدنية، فمنذها شكلت فريقاً مكوناً من 3 مؤسسات، الجامعة العبرية ووزارة الدفاع ووزارة الأديان، برئاسة بنيامين مازار رئيس الآثار في الجامعة العبرية وشاركت 36 طالبة متطوعة في فريق مهمته إجراء حفريات على امتداد الواجهة الغربية من باب المغاربة لغاية شارع الوادي، وحصر الزاوية الشرقية مع العربية بمساحة 30 - 35 وهذه الخطة وضعت من 68 - 78 ومن ثم مددت لعام 85، ومن ثم مددت لغاية يومنا الحالي. مازار مات 2001، استلمت العمل حفيدته اليت مازار وأصدرت كتاباً عن هذه الحفريات واعتبرته خاتمة الأعمال، بعد ما أصدروا المخطط الهيكلي 2000 - 2020.. لماذا جاء هذا المخطط ليمنح الأعمال من عام 1968 لغاية اليوم شرعية حكومية، كانت تعلن سابقا أنها مؤسسات مدنية؟ لو أخذنا هذا الجانب لاكتشفنا استنساخ خطة صغيرة أسموها الخطة الاستراتيجية والتي تهدف إلى إنجاز 3 مكونات: المكون الأول أي وضع منطقة المسجد الأقصى وغلاف محيط القدس تحت إدارة الكرين كايمت ( صندوق أراضي دولة إسرائيل) أصبحت بمثابة وقف إسرائيلي، تحت مسمى إرث حائط المبكى. المكون الثاني إقامة الهيكل ومرافقه في منطقة المسجد الأقصى 141 دونماً، قبل هذا كانوا يطرحون تقسيم منطقة المسجد الأقصى الشمالي أو الجنوبي للعرب واختاروا، ولكن بعد المشروع الأخير أصبح يدعو الواقع لتنفيذ الخطة الاستراتيجية).
ويبين الفني أن 'المكون الثالث الربط ما بين المدينة الأثرية الكنعانية التي تعود إلى 4 آلاف قبل الميلاد أي في العصر الحجري في سلوان إلى مسمى مدينة داود، أي أن بلدة سلون وحي البستان والطور والشياح ورأس العامود وجبل الزيتون وجبل المشارف إلى غاية متحف روكفلر وباب الزاهر اصبح من مكونات الحوض المقدس، ماذا يعني الحوض المقدس؟؟ هذا الحوض يشمل إقامة حدائق ومرافق سياحية باعتبار أن المنظر الريفي للقدس أصبح منظراً سياحياً للهيكل ـ المزعوم - بمعنى أن إقامة حديقة بدل حي البستان وربطها بالمسجد الأقصى بواقع أن هذه الحديقة لها دور سياحي ومن فهمنا لما يجري تحت الأقصى الآن على امتداد الواجهة الغربية تمت إقامة مدينة سياحية بطول 480 متراً وربط هذا الخط الأرضي بعين سلوان بواسطة إنفاق وشبكة حفريات يستطيع أن يدخل بها جرافة أو شاحنة الخ.. هذا جعل من الخطة إقامة 20 موقعاً تحت الأرض وهذه تم اجتيازها عام 2009 ، ومن هنا بدأت الكريكمل تسعى إلى توقيع اتفاقية مع مؤسسات لإدارة هذا العمل، والمؤسسات هي 3، الكريكميل، سلطة الآثار الإسرائيلية، البلدية الإسرائيلية. أمام هذه الوقائع التي أعلن عنها مع بداية السنة العبرية في أيلول ( سبتمبر) 2009 ، أصدروا الخطة الاستراتيجية حيث أعلنوا أنهم نفذوا الـ 20 موقعاً تحت الأرض والآن بدأوا يعملون فوق الأرض لبناء الهيكل، وتنفيذ قدس الأقداس مكان قبة الصخر، فيما يتحول المصلى المرواني ليصبح القصر الملكي. هذا العمل وفر لنا حيث وصلتنا الخرائط التفصيلية للمشروع الصادر عن دائرة الأراضي وهو لم يكن تسريب معلومات بل خطة متكاملة، أهمية الخرائط تكمن أنها حسمت استخدام كل بقعة في المسجد الأقصى والحوض المقدس وضع لها مسمى وظيفي للاعمار وكيف يتم انجازه، والمرحلة ما بين 3- 6 سنوات، أي أنهم اختصروا مشروع 2020 وبدأوا بالسرعة الممكنة بالعمل عند مدخل البوابة الثلاثية التي تؤدي الى المصلى المرواني'.
من هنا جربوا دخول المسجد الأقصى مما يسبب لهم احتكاكات مع الناس، استخدام البوابات المغلقة من دون أي عناء، ومن حيث هم نفذوا العمل السطحي، وتحويلها إلى حديقة، واخذ الحجار المنقوشة الأموية والعباسية باعتبارها حجارة تعود إلى الهيكل ، كل هذا متسارع بإصدار فكرة الواجهة، ما هي خطة الواجهة؟؟ نجد أنها عنوان للخطة والاستراتيجية أي أن خط المترو الذي يراد تنفيذه تحت الأرض من باب يافا إلى زاوية جدار البراق، ومن ثم يتجه إلى عين سلوان، هذا العمل الذي يجري الآن إعداد بنيته التحتية، سبب الانهيارات في حي البستان وسلوان وحي الحلوة، سببه الأعمال من تجريف تحت الأرض، حيث يأتي السائح الآن ليرى كل ما تم، لأنه لا يسمح لغير اليهودي بعد إتمامه دخول غير اليهودي.
من هنا نستطيع أن نتعرف بواقعية غير مجردة على أن التسميات التي جاءت بالخطة دلت بوضوح على أن الباب الذهبي يسمى ( باب الشاشانا) أي المدخل الذي يؤدي إلى قدس الأقداس في الخطة، وتسمى هذه المنطقة بحرم إسحاق، أي بمنظور اليهود أن الذبيح هو إسحاق، ولهذا أقول أن الصراع ليس سياسيا بل هو صراع فكري وحضاري.
والمرتكز الثاني استخدام البوابة المزدوجة والبوابة الثلاثية كمداخل للهيكل والقصر الملكي والذي اعتمدت عليه إسرائيل في تنفيذ الخطوة التاريخية!!! في الواجهة الجنوبية العربية حيث يوجد قوس ولسون عمد الفاطميون عام 1022 - 1334 بعد الهزة الأرضية التي دمرت القدس إلى إقامة 32 برجاً تغلق البوابة المزدوجة، والتي ثلثا قاعاتها تحت المتحف الإسلامي والفخرية ومصلى المغاربة. التنفيذ قد بدأ. هذا هو الواقع الأساسي الذي تسعى إلى تنفيذه.
وبالعودة إلى مسمى الواجهة وما هو المتغير/ والى ماذا يهدف المشروع، يجيب د.الفني موضحا: هناك خطة ميدانية لإقامة شارع معلق من الزاوية الشرقية عند المقبرة وربط تلك الزاوية بباب داود، فيما تغلق الشوارع الأرضية، ويتم افتتاح أدارج من سياحة أرضية على امتداد وادي اللطرون..
ويتساءل الفني مجددا: هل نستطيع أن نقول أن القدس... او الرأي العام متوفر حولها؟.. فعندما تم تأخير قضية القدس إلى الحل النهائي فقدنا 50 بالمئة من القدس، فقد تم تفريغ القدس من مؤسساتها الثقافية التي يمكن أن تخلق وتكون رأياً عاماً إلى مؤسسات سياسية، وهو ما قامت به المؤسسات الأوروبية كنحو تقديم مساعدات لا يوجد تحريض.. المؤسسات التي تشتغل أصبحت مكلفة بمتابعة الموضوع.
وهو ما يؤكد ما أطرحه. نحن نحتاج إلى كيان ثقافي في القدس يوحدها لمواجهة المؤسسات الإسرائيلية التي تعمل موحدة تحت القدس، فلو نجحت إسرائيل في إنجاح مشروعها ثقافيا لما طرحوا أصلا فكرة الدولة اليهودية.
يقول الفني: إسرائيل فشلت فشلا ذريعا في إقناع العالم بأن إسرائيل ليست دولة ثقافية بل دولة تعود إلى الدين... عندما اتبعوا أن الصهيونية تعني عملا ً ثقافياً، اخذوا العادات الفلسطينية العربية وحاولوا توظيفها إلا أنها فشلت في اقناع العالم بهم، ثم طرحوا الصهيونية المعاصرة وهي فشلت في أداء الدور، وبعد هذا الفشل أصبحوا يبحثون عن طابع قومي، وهو الدين، هيكله هو الدولة، ولكن هم يسعون إلى إلغاء وظيفة المسجد الأقصى..
وكباحث آثاري وتاريخي يقول الفني: لو أخذنا الجانب العلمي فلم يجدوا أي اثر يعود إلى فترة داود أو سليمان لغاية 554 قبل الميلاد، وهذا دليل آخر على أنهم فشلوا في إيجاد مسمى ثقافي، فطرحوا مسمى الهيكل الثاني الذي بناه هيرودوس، ويقال انه بنى هيكلا ً وليس معبداً خارج منطقة المسجد الأقصى وسماه بزاليكا، لهذا نستطيع أن نفهم الآن كيف ينفي المسجد الأقصى بواقعه الحضاري والمعماري والديني هذه الأسس التي لم تكن لها أسس تبنى عليها، وخوفا من أن ينفي هذا الشاهد هذا الموروث عليهم التخلص منه.
واعتبر الفني أن هذا المتغير 'يعني أن التهويد هو السبب'، واستشهد بما قاله ديان في حرب 73 'لقد انتهت دولة الهيكل الثالث' وعلى قطعة عملتهم الـ 5 شيكل نجد هذا بوضوح، أن الهيكل الثالث ورمزية الأسباط الـ 12 موجودة على هذه القطعة من خلال الفرزات الموجودة على الإطار الخارجي لقطعة الـ5 شيكل. فكل هذا الدولة تقوم بكل قوتها على مشروع القدس الكبرى التي تشكل 50 % من مساحتها، والقدس الكبرى بحدودها، نقلوا مركزيتها من شرق غرب إلى شمال جنوب، أي من المعروف أن امتداد القدس للبحر الميت ونهر الأردن وغربا إلى باب الواد، وبما انهم يسيطرون على الجهة الغربية منذ 47 أقاموا عليها عدة مستوطنات، في الغرب حددوا امتدادها إلى اللطرون، وفي الشمال مفتوح وفي الجنوب مفتوح وفي الشرق ضموا غور الأردن والبحر الميت. الشرق ضموه إلى مستوطنة معالي أدوميم، ولهذا طرحوا فكرة للتفاوض حول القدس أي أن التجمعات الاستيطانية ستبقى في مكانها ولو حاولنا ان نفهم ما هي الخطة: جورج اسيون مجمع 16 مستوطنة يتبع القدس، شرقاً معالي ادوميم التي تزحف إلى القدس وتتجه إلى البحر الميت وغور الأردن، شمالا مستوطنة شلوا إلى قرية ترمس عيا واللبن الشرقية، غربا مستوطنة جعفاد زئيف. هذا وفر نظرة اقتصادية للاستيطان تمثل بقية مناطق صناعية على امتداد شارع 45 من مطار اللد إلى مطار قلنديا إلى منطقة جبل أبو غنيم الذي سموه ( هارف ما) حيث توجد اكبر منطقة صناعية في فلسطين، وتقام مستوطنة على مطار قلنديا سموها أتروت، فكيف لنا أن نفهم أين هي القدس وما بقي منها؟
ويذكر أن د.ابراهيم الفني يحمل درجة الدكتواره من جامعة السوربون، عمل في دائرة الاثار الأردنية في القدس منذ عام 1960 إلى عام 1986، يدير الان مؤسسة القدس للأبحاث والتوثيق، صدر له العديد من المؤلفات والدراسات والبحوث منها: 'فسيفساء قبة الصخرة'، 'المسجد الأقصى والصخرة / الموروث الثقافي للأمة'، 'الأطلس المصور للقدس/ عبر ما انجزته الحفريات الأثرية والطبقات الحضارية للقدس منذ ستة آلاف عام'، 'مخطوطات قمران ما بين الكشف والتهريب'، 'القدس ستة آلاف عام من الحضارة'، 'جوهرة القدس'، كما أصدر أكثر من ألف ورقة عمل عن الحفريات الأثرية.
كما أنجز العديد من الأفلام عن القدس بثت في عدة محطات عالمية، إضافة لبرنامج ( الفن الإسلامي في القدس) في 15 حلقة، و( زهرة المدائن) 27 حلقة، وهو الآن بصدد إنجاز 30 حلقة عن الفن والعمارة في القدس.. بالتعاون مع تلفزيون القدس التربوي.

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels