جريدة الرياض : حماية المقامات ورقمنة المخطوطات وتأهيل الثروات البشرية
موقع أسكيا الأثري بمدينة غاو
خطة اليونسكو لإنقاذ تراث مالي الثقافي
حماية المقامات ورقمنة المخطوطات وتأهيل الثروات البشرية
موقع أسكيا الأثري بمدينة غاو
حرصت منظمة التربية والعلوم والثقافة - اليونسكو- يوم الثامن عشر من شهر فبراير الجاري على تحويل مقرها في العاصمة الفرنسية إلى مختبر لحشد دعم الأسرة الدولية المالي والعلمي والتكنولوجي والبشري بهدف مساعدة مالي على إعادة ترميم جانب من تراثها الثقافي والمعماري الذي تعرض للتدمير والتشويه والاتلاف على أيدي بعض المجموعات المتطرفة التي كانت تسيطر على شمال البلاد قبل الحادي عشر من شهر يناير الماضي أي قبل بدء التدخل العسكري الفرنسي في هذا البلد لمساعدة القوات النظامية على بسط سيادة الدولة المالية على كل الأراضي المالية.
وشارك في هذا اليوم الذي أشرفت عليه السيدة إيرينا بوكوفا مديرة عام المنظمة الدولية كثير من خبراء المنظمة والدول الأعضاء فيها، وممثلو منظمات دولية وإقليمية تعنى بالموروث الثقافي. وذكرت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو في الكلمة التي افتتحت بها فعاليات هذه التظاهرة أنها تندرج في إطار مساعدة الشعب المالي على استرجاع ذاكرته.
وأضافت قائلة: "عندما يتم إتلاف معلم من التراث بسبب" الجهل أو العنف، فإن الإنسانية كلها تشعر بأنها تحرم من ذاتها وتشعر بأنها جريحة".
أما السيدة أوريلي فيليبيتي وزيرة الثقافة والاتصال الفرنسية فإنها أكدت أن المخطوطات المالية النادرة التي تعرض جزء منها للحرق والإتلاف بسبب التطرف وعدم الاحتكام إلى العقل ليست فقط جزءا من موروث مالي الثقافي والتاريخي. بل هي أيضا شهادة على حوار الحضارات. ومن ثم فإن عملية العناية بها والحيلولة دونها ودون الضياع مسؤولية الأسرة الدولية كلها.
ورأى برونو مايغا وزير الثقافة المالي أن الأزمة المالية أظهرت بحق أمرين اثنين هما أن الموروث الثقافي تظل أوضاعه هشة لا في بلده فحسب بل في كل بلد تواجهه أزمة.. زد على ذلك أن مثل هذه الأزمات التي تنعكس عموما سلبا على هذا الموروث أثبتت انعدام آلية دولية صلدة قادرة على التدخل العاجل لإنقاذ المعالم الأثرية من التدمير والتشويه.
حرق وتشويه وتدمير
وقد قُدمت خلال التظاهرة عروض ومحاضرات وشهادات حول أشكال الحرق والتشويه والتدمير التي طالت المعالم الأثرية والثقافية المالية من قبل المتمردين. وتبين أن أهم المعالم التي تضررت هي المخطوطات القديمة والمساجد القديمة والمقامات أو أضرحة الأولياء الصالحين ورجال الدين الذين كان لهم دور كبير في الإشعاع الثقافي والمعرفي والديني الذي شهدته مالي منذ وصول الإسلام إليها.
وتوجد أهم المخطوطات القديمة التي وضعت في مختلف العلوم والمعارف انطلاقا من القرن الخامس عشر في مكتبة تمبكتو. ويبلغ عددها أربعين ألف مخطوط . وكان بالإمكان أن تتلف بسرعة ولكن وضع جانب مهم منها خلال احتداد الأزمة المالية عند أسر مالية معروفة بشغفها بالموروث الثقافي ساعد كثيرا في حماية هذه الكنوز من أيدي من كانوا يرغبون في إتلافها أو في الاتجار بها. واتضح أيضا أن مساجد تمبكتو الثلاثة وأحد عشر مقاما من مقامات مالي الشهيرة الستة عشر تعرضت للتشويه. وغالبيتها جزء من مواقع أثرية مسجلة في التراث الوطني أو العالمي. وهو مثلا حال موقع أسكيا الأثري الذي وضع في قائمة التراث العالمي عام 2004 والذي يقع في مدينة غاو. وهو يحتوي على مسجدين ومقبرة وساحة كبيرة . وكان السلطان أسكيا محمد قد بناه عام 1495 بعد عودته من مكة المكرمة وبعد تحويل هذه المدينة إلى عاصمة إمبراطورية السونغاي التي شهدت نهضة اقتصادية وعلمية ومعرفية مهمة طوال القرنين الخامس عشر والسادس عشر.
ثلاثة محاور
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة اليونسكو كانت قد أنشأت في شهر يوليو الماضي صندوقا خاصا لمساعدة مالي على العناية بموروثها الثقافي المتضرر. وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال زيارته إلى مالي في الثالث من شهر فبراير الجاري أن فرنسا تتعهد بتقديم الدعم لهذا الصندوق.
وشدد بشكل خاص أمام المديرة العامة لليونسكو والتي زارت معه بعض المعالم المتضررة على ضرورة التفكير في وضع آلية تساعد الماليين على الأقل على كيفية إدارة الموروث الثقافي والحفاظ عليه من الضياع بأشكال عديدة.
وقد قدرت كلفة الإجراءات العاجلة لإعادة تأهيل معالم الموروث الثقافي المتضررة في مالي باثني عشر مليون دولار. وقسمت هذه الإجراءات إلى ثلاثة هي :
أولا: إشراك السكان المحليين في إعادة الاعتبار للتراث المتضرر.
ثانيا: حماية المخطوطات القديمة عبر عدة تدابير منها أساسا رقمنتها.
ثالثا: المساهمة في تدريب موارد بشرية وطنية مالية وتأهيلها على نحو يجعلها قادرة على إدارة الممتلكات الثقافية التراثية والعناية بها..
مديرة عام اليونسكو والرئيس الفرنسي أمام عدد من المخطوطات المالية التي أُتلف جانب منها
مخطوطات تعهدت المكتبة الوطنية الفرنسية بالمساهمة في رقمنتها
وشارك في هذا اليوم الذي أشرفت عليه السيدة إيرينا بوكوفا مديرة عام المنظمة الدولية كثير من خبراء المنظمة والدول الأعضاء فيها، وممثلو منظمات دولية وإقليمية تعنى بالموروث الثقافي. وذكرت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو في الكلمة التي افتتحت بها فعاليات هذه التظاهرة أنها تندرج في إطار مساعدة الشعب المالي على استرجاع ذاكرته.
وأضافت قائلة: "عندما يتم إتلاف معلم من التراث بسبب" الجهل أو العنف، فإن الإنسانية كلها تشعر بأنها تحرم من ذاتها وتشعر بأنها جريحة".
أما السيدة أوريلي فيليبيتي وزيرة الثقافة والاتصال الفرنسية فإنها أكدت أن المخطوطات المالية النادرة التي تعرض جزء منها للحرق والإتلاف بسبب التطرف وعدم الاحتكام إلى العقل ليست فقط جزءا من موروث مالي الثقافي والتاريخي. بل هي أيضا شهادة على حوار الحضارات. ومن ثم فإن عملية العناية بها والحيلولة دونها ودون الضياع مسؤولية الأسرة الدولية كلها.
ورأى برونو مايغا وزير الثقافة المالي أن الأزمة المالية أظهرت بحق أمرين اثنين هما أن الموروث الثقافي تظل أوضاعه هشة لا في بلده فحسب بل في كل بلد تواجهه أزمة.. زد على ذلك أن مثل هذه الأزمات التي تنعكس عموما سلبا على هذا الموروث أثبتت انعدام آلية دولية صلدة قادرة على التدخل العاجل لإنقاذ المعالم الأثرية من التدمير والتشويه.
حرق وتشويه وتدمير
وقد قُدمت خلال التظاهرة عروض ومحاضرات وشهادات حول أشكال الحرق والتشويه والتدمير التي طالت المعالم الأثرية والثقافية المالية من قبل المتمردين. وتبين أن أهم المعالم التي تضررت هي المخطوطات القديمة والمساجد القديمة والمقامات أو أضرحة الأولياء الصالحين ورجال الدين الذين كان لهم دور كبير في الإشعاع الثقافي والمعرفي والديني الذي شهدته مالي منذ وصول الإسلام إليها.
وتوجد أهم المخطوطات القديمة التي وضعت في مختلف العلوم والمعارف انطلاقا من القرن الخامس عشر في مكتبة تمبكتو. ويبلغ عددها أربعين ألف مخطوط . وكان بالإمكان أن تتلف بسرعة ولكن وضع جانب مهم منها خلال احتداد الأزمة المالية عند أسر مالية معروفة بشغفها بالموروث الثقافي ساعد كثيرا في حماية هذه الكنوز من أيدي من كانوا يرغبون في إتلافها أو في الاتجار بها. واتضح أيضا أن مساجد تمبكتو الثلاثة وأحد عشر مقاما من مقامات مالي الشهيرة الستة عشر تعرضت للتشويه. وغالبيتها جزء من مواقع أثرية مسجلة في التراث الوطني أو العالمي. وهو مثلا حال موقع أسكيا الأثري الذي وضع في قائمة التراث العالمي عام 2004 والذي يقع في مدينة غاو. وهو يحتوي على مسجدين ومقبرة وساحة كبيرة . وكان السلطان أسكيا محمد قد بناه عام 1495 بعد عودته من مكة المكرمة وبعد تحويل هذه المدينة إلى عاصمة إمبراطورية السونغاي التي شهدت نهضة اقتصادية وعلمية ومعرفية مهمة طوال القرنين الخامس عشر والسادس عشر.
ثلاثة محاور
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة اليونسكو كانت قد أنشأت في شهر يوليو الماضي صندوقا خاصا لمساعدة مالي على العناية بموروثها الثقافي المتضرر. وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال زيارته إلى مالي في الثالث من شهر فبراير الجاري أن فرنسا تتعهد بتقديم الدعم لهذا الصندوق.
وشدد بشكل خاص أمام المديرة العامة لليونسكو والتي زارت معه بعض المعالم المتضررة على ضرورة التفكير في وضع آلية تساعد الماليين على الأقل على كيفية إدارة الموروث الثقافي والحفاظ عليه من الضياع بأشكال عديدة.
وقد قدرت كلفة الإجراءات العاجلة لإعادة تأهيل معالم الموروث الثقافي المتضررة في مالي باثني عشر مليون دولار. وقسمت هذه الإجراءات إلى ثلاثة هي :
أولا: إشراك السكان المحليين في إعادة الاعتبار للتراث المتضرر.
ثانيا: حماية المخطوطات القديمة عبر عدة تدابير منها أساسا رقمنتها.
ثالثا: المساهمة في تدريب موارد بشرية وطنية مالية وتأهيلها على نحو يجعلها قادرة على إدارة الممتلكات الثقافية التراثية والعناية بها..
مديرة عام اليونسكو والرئيس الفرنسي أمام عدد من المخطوطات المالية التي أُتلف جانب منها
مخطوطات تعهدت المكتبة الوطنية الفرنسية بالمساهمة في رقمنتها