الجمعة، 25 أغسطس 2017

مصحف كتابة الخطاطة زينب بنت أحمد المقدسية 731 هجرية.



Discover Baroque Art - Virtual Museum - object_ISL_eg_Mus01_17_ar









اسم القطعة:

جزء من مصحف

الموقع/المدينة:

القاهرة, مصر

المتحف الذي يحوي القطعة:

متحف الفن الإسلامي

 About متحف الفن الإسلامي, القاهرة

تاريخ القطعة:

731 هـ / 1330 م

الفنان/الحرفي الذي نفذ القطعة:

الخطاطة زينب أحمد المقدسية.     

الرقم المتحفي للقطعة:

39277

مواد وتقنيات صنع القطعة:

ورق كتب عليه بالحبر وزين بالألوان وبالتذهيب، وغلاف من الجلد زين بزخارف نفذت بأسلوب الضغط بالقالب.     

أبعاد القطعة:

الطول: 32 سم ؛ العرض: 22 سم

الفترة/الأسرة الحاكمة

العصر المملوكي

وصف:

القطعة عبارة عن جزء
من مصحف مخطوط ذي جلدة بلون بني غامق يتوسطها زخرفة هندسية على شكل نجمة
سداسية يحيط بها دائرة يزخرف إطارها الخارجي أنصاف دوائر تتوزع في الزوايا الأربعة للجلدة. ولهذه الجلدة لسان ذو زخارف هندسية. وقد نفذت زخارف الجلدة واللسان بأسلوب الضغط بالقالب.



وتحمل صفحات هذا الجزء من المصحف نصاً قرآنياً كتب بخط المحقق المذهب وحددت حروفه باللون الأسود. ويشتمل النص على آيات من سورة هود (رقم 11) بدءاً بالآية رقم 4، يليها جزء من سورة يوسف ( رقم 12) ينتهي عند الآية رقم 52. ويفصل بين الآيات حلية زخرفية على شكل زهرة من ست بتلات مركزها نقطة زرقاء، ويوجد نقاط حمراء بين البتلات. وقد امتازت المصاحف المملوكية بهذه الحلية
الزخرفية التي تفصل بين الآيات، كما امتازت بوجود حليات زخرفية على هوامش
الصفحات تشير إلى أحزاب وأجزاء المصحف. وتأخذ هذه الحليات في هذا الجزء من المصحف أشكالاً متنوعة بعضها مستدير والبعض الآخر بيضاوي، وهي مذهبة ويتوسطها كتابة
بخط الرقعة باللون الأزرق تشير إلى الحزب والجزء. وينتهي النص القرآني في
آخر صفحة بكتابة تشتمل على اسم الخطاطة وتاريخ النسخ، ونص هذه الكتابة "كتبته أمة الله زينب بنت أحمد المقدسية في شعبان سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة." وكما هو واضح من النص فإن الخطاطة تنسب إلى مدينة
القدس. والواقع أن ما وصلنا من أسماء السيدات الخطاطات وإنتاجهن يعتبر
نادراً جداً، مما يعطي لهذه القطعة قيمة فنية وأثرية كبيرة ودلالة على
ممارسة المرأة فن الخط.

View Short Description

طريقة تأريخ القطعة وطريقة تحديد أصلها:

أرّخت القطعة بناءً على التاريخ المدوّن عليها.

طريقة اقتناء المتحف للقطعة:

أهدى هذه القطعة للمتحف المواطن المصري سامي محمد سعد في عام 2002.

مراجع مختارة:

- نفاع، كريستان. كتالوج مصاحف المكتبة الوطنية بباريس: جمال وجلال. باريس: معهد العالم العربي، 1987.

ملخص هذه الصفحة:

Salah Sayour "جزء من مصحف" in "Discover Baroque Art", Museum With No Frontiers, 2017. http://www.discoverbaroqueart.org/database_item.php?id=object;ISL;eg;Mus01;17;ar

الإعداد: صلاح سيورSalah Sayour

Salah
Ahmad Sayour holds a BA in Islamic Antiquities, Faculty of Arts, Cairo
University (1973) and is currently studying for an MA in the same field.
In 1979 he had a four-month scholarship at Austrian museums to study
museology. Preparing exhibitions for the Museum of Islamic Art's
collections in the Arab World Institute, Paris and curating exhibitions
held in host museums in the USA and Paris augmented his experience
leading to his appointment as head of several sections at the Museum. He
has written several articles on Islamic painting and arts for Prism Magazine
published by the Ministry in different languages and has participated
in preparing scientific texts for the catalogues for the Museum's
exhibitions at home and abroad.

التنقيح: مجد موسى

الرقم التشغيلي في "م ب ح" ET 28

RELATED CONTENT
 Timeline for this item




Related Dynasties


Mamluks



On display in


MWNF Galleries



Calligraphy

Manuscripts

See also





Source: [http://www.discoverbaroqueart.org/database_item.php?id=object;ISL;eg;Mus01;17;ar&cp]

الخميس، 24 أغسطس 2017

البوابة نيوز: خبير آثار يطالب بإنشاء متحف للمصاحف الشريفة بمصر

البوابة نيوز: خبير آثار يطالب بإنشاء متحف للمصاحف الشريفة بمصر







خبير آثار يطالب بإنشاء متحف للمصاحف الشريفة بمصر

الثلاثاء 22/أغسطس/2017 - 08:02 ص




الدكتور عبد الرحيم
الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية




أبو السعود أبو الفتوح
أكد
خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية
والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء أن مصر تمتلك كنوزًا نادرة من المصاحف
الشريفة وفنون الخط العربي تحتاج لمتحف خاص يساهم في إحياء وتنشيط السياحة
الدينية.
وأشار
ريحان في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، إلى دراسة أثرية للدكتور عبد
الرحيم خلف أستاذ الآثار الإسلامية بقسم الآثار بكلية الآداب جامعة حلوان
تناولت أكبر مصاحف العالم وأصغرها التي تحتفظ بها مصر، ويعد أكبرها المصحف
المنسوب إلى سيدنا عثمان وكان محفوظًا بالمشهد الحسيني قبل نقله إلى
المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية بمسجد السيدة زينب بالقاهرة ويزن 80
كيلو جرامًا.
وأضاف
أن الدراسة ألقت الضوء على مصحف صغير جدًا طول ضلعه 1.5سم على شكل قبة
الصخرة بدار الكتب المصرية وغلاف مصحف من الفضة يزن 150 كيلو جرامًا ومصحف
مكتوب على لوحة خشبية طولها 88 سم وعرضها 58 سم عبارة عن برواز من الخشب
المذهب بداخله ورقة مخطوطة فى شكل مربعات مكتوب بها القرآن الكريم كاملا
تاريخها 1730م ومحفوظة بالمكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية وحبة قمح
بدار الكتب المصرية عليها البسملة وسورة قريش والإخلاص تاريخها 1938.
وتابع
ريحان أن المتحف المقترح سيحقق إقبالًا كبيرًا من كل جنسيات العالم خصوصًا
لو تمت الدعاية له باحتوائه على أكبر مصاحف العالم المحفوظ بالمكتبة
المركزية للمخطوطات الإسلامية بالسيدة والمنسوب إلى سيدنا عثمان ويبلغ طوله
68سم وعرضه 57 سم وارتفاعه 40 سم وعدد صفحاته 1087 ورقة من الـرَّق من
القطع الكبير مدون بالخط الكوفى بمـداد بني داكن وبخط مكى يناسب القرن
الأول الهجرى.
وأشار
إلى أن فناني الخط العربي في العصر الإسلامي ابتكروا نماذج بديعة من
المصاحف تعتمد على تصغير الخط للدرجة التى لا يمكن قراءتها بالعين المجردة
منها مصحفان كتبهما محمد روح الله اللاهورى (الهندي الجنسية) كل منهما
ثلاثين ورقة وهما من غرائب المصاحف.
وأكد
أن هناك نماذج غير تقليدية للمصاحف عبارة عن لوحة واحدة على هيئة صفحة
واحدة تحتوى على القرآن الكريم بكامله من العصر العثماني في مصر وبعضها من
عصر أسرة محمد على ومنها لوحة من الخشب مقسمة إلى 350 مربعا ومستطيلا
موضوعة بالتبادل مرة بالطول وأخرى بالعرض بالإضافة إلى وجود أدعية حول تلك
المربعات، وهناك كتابة غير تقليدية لآيات القرآن الكريم على حبات القمح
والأرز منها حبة من القمح محفوظة بدار الكتب المصرية برقم 1037 تنسب إلى
الخطاط محمد الكردي المكي بتاريخ 1357هـ/ 1938م وهناك نموذج آخر عبارة عن
حبة قمح بدار الكتب المصرية كتب عليها بالخط العربى تاريخ من تولوا حكم مصر
من عهد عمرو بن العاص (20هـ / 640م) إلى عهد الملك فؤاد (1340هـ / 1921م)
بخط حسن عبدالجواد كتبت في القرن العشرين.
وطالب
بتجميع كل هذه المصاحف المتواجدة في مصر فى متحف واحد سيكون من أهم وأندر
المتاحف على مستوى العالم سيكون بمثابة معهد لفنون الخط العربي والفنون
الإسلامية المرتبطة به ومركزًا ثقافيًا دوليًا يوضع على أجندة التعاون
الثقافى بين مصر وكافة دول العالم لإحياء هذه الفنون وإعادة تدريسها
وتعليمها في ورش عمل بهذا المركز وكذلك على خارطة السياحة المحلية
والإقليمية والدولية.

الخميس، 17 أغسطس 2017

مثنّى العبيدي.. الخط والمصحف وما بينهما

العربي الجديد :: مثنّى العبيدي.. الخط والمصحف وما بينهما

مثنّى العبيدي.. الخط والمصحف وما بينهما
القاهرة - محمود عاطف
16 أغسطس 2017

في تاريخ الفنون الإسلامية، اختصّ فنّ الخط العربي بملازمة النص القرآني، كون الخط تطوَّر بالأساس - من ضبط الكتابة أولاً وصولاً إلى الجماليات الفنية - لكتابة المصحف حفاظاً على النص القرآني من التحريف والنسيان.

في بادئ الأمر، جُمع القرآن في مصحف واحد سُمي بالمصحف الإمام زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان، ونُسخت منه أربعة مصاحف أخرى وزّعت على عدد من الحواضر الإسلامية الأولى لذات الغرض الخاص بالحفظ. هذه العلاقة الثنائية بين فن الخط وكتابة المصحف كانت موضوع المحاضرة التي ألقاها الخطاط العراقي مثنّى العبيدي، في "معهد المخطوطات العربية" في القاهرة الأسبوع الماضي، وانطلق فيها من عدد من الأسئلة لتغطية هذا المبحث، مثل: هل كُتبت مصاحف الخلفاء الراشدين على الرق في قطع طولي أم عرضي؟ وهل يكفي لإثبات الأمر الارتكان للدراسات الجمالية التاريخية، أم إخضاع هذه النسخ المبكرة للتحليل والكشف الكيميائي؟
في البداية أشار العبيدي لعلاقة الذاكرة بالنص، وخصوصاً القرآني منه، حيث "كان النبي يعيد النص الموحى إليه به على لسانه كي يستظهره خشية نسيانه، حتى أتاه الوحي بقول الله له "لا تحرّك به لسانك لتعجل به، إنّ علينا جمعه وقرآنه"، لذلك ارتبط نزول الوحي من البداية بالتدوين".

أهمية هذا التأسيس المبدئي للمحاضرة، يضيف العبيدي، تصبّ في مرجعية ثبوت النص القرآني "التي تتحقق بالتدوين والحفظ"، أي ما دوّنه كتبة الوحي من آيات، وما تناقله الحفّاظ على الألسنة، وفي هذا نفيٌ لبعض نُسخ المصاحف التي لا تتوافق مع ما ثبت من القرآن، وهي النسخ التي طاولها تحريف بسبب العُجمة التي دخلت على اللسان العربي زمن الفتوحات الأولى.
النسخ الأولى من المصحف التي يشير إليها العبيدي هي ما استُند في كتابتها على الرسم العثماني لا الإملائي، والرسم العثماني يقصد به الطريقة التي شاعت في زمن الخليفة عثمان، التي اعتمدت على حذف الألفات الوسطية من بعض الكلمات مستبدلين إياها بألف مقصورة.
كمثال على ذلك، نبّه العبيدي جمهور المحاضرة الذي ملأ القاعة وتنوّع بين الخطاطين ودارسي الخط وباحثي المخطوطات، إلى طريقة كتابة كلمة السماوات في المصاحف المتداولة، حيث تكتب بهذا الشكل "السموت" وتستبدل بالألفات المثبتة في الكتابة الإملائية ألفات
صغيرة ترسم في مواضع الحذف، إلا أنه بحلول القرن الثامن الهجري، بحسب العبيدي، بدأت كتابة بعض المصاحف بالرسم الإملائي لا العثماني الذي اعتبر توقيفياً لا يجوز استبداله، وكان اللجوء للرسم الإملائي محاولة ثانية لدرء العجمة التي أصابت اللسان العربي.

عند
هذه النقطة الإشكالية بين الرسم العثماني أو الإملائي، لفت العبيدي أنظار
الحضور لما قد يواجهه أي خطاط يريد كتابة مصحف أمام لجان تدقيق المصاحف
العربية، إذ فيما لا تجوز مخالفة الرسم العثماني التوقيفي، فإنه تبقى
إشكالية أخرى تخصّ الجماليات الخاصة بخط النسخ الذي تكتب به المصاحف
الحديثة، وتلك القواعد القديمة التي تتمسك بها لجان التدقيق.


يضيف العبيدي "هذه القواعد التي وضعها أبو عمرو الداني في كتابه"المقنع" وتعتمد عليها لجان التدقيق في مراجعتها للمصاحف لا تخصّ خط النسخ وإنما تعود للخط الكوفي القديم"، ثم يخلص إلى أن "تشدّد اللجان في الرسم المصحفي يضر أحياناً بالجانب الجمالي للحرف، مع ذلك نحتاج لرسم وسيط يراعي
الرسم القاعدي الجمالي مع سهولة القراءة، لا اللجوء للأشكال الطباعية".


لم تكن هذه الإشكالية الوحيدة التي طرحها العبيدي في محاضرته، فقد أثار ما يمكن اعتباره قلباً لسردية تاريخية ومادية ثابتة في ما يخصّ مصحف عثمان المعروف بالمصحف الإمام ونسخه المشهورة. بحسب الخطاط العراقي هناك ثلاث نسخ معروفة لمصحف عثمان: نسخة المشهد الحسيني في القاهرة، ونسخة طشقند، وأخيراً نسخة متحف توب كابي في تركيا، وتشترك هذه النسخ جميعها في القطعالعرْضي من جلود الحيوانات التي كتبت عليها، والتي يستلزم واحدها ما بين1800 إلى 2000 رق من هذه الجلود.


يحاجج العبيدي بأن هذه العملية لاستهلاك كل هذه الجلود من أجل الكتابة عليها، والتي تقتضي مسبقاً ذبح كمية ضخمة من الحيوانات، لا تتواءم مع حال المجتمع الإسلامي الأول. لكن العبيدي لا يركن لهذه الأسباب الحسابية فقط، بل يعضد رؤيته بالكشوفات العلمية الحديثة.


يشير العبيدي إلى نسخة من المصحف تم اكتشافها حديثاً في جامعة برمنغهام قبل عامين في تموز/ يوليو 2015، حيث أثبت  الفحص الكربوني لصفحاتها إلى أن هذه النسخة تعود لما قبل 1370 عاماً، وتحديداً بين عامي 568 و645 ميلادية.
المثير أيضاً فيها هو قطع صفحاتها الطولي خلافاً للنسخ الثلاث السالفة
المنسوبة لمصحف عثمان، كما أن الخط الذي كتب به المصحف يعود لكتابة المدينة، ما عرف بالخط الحجازي، وهو- على ما يقول العبيدي - خط بدائي لم يكن نال من الاعتناء الجمالي ما بلغته النسخ المنسوبة خطأ لزمن عثمان بن عفان.


يشير العبيدي كذلك إلى نسخة أخرى جرى اكتشافها حديثاً في ولاية بادن الألمانية، وصفحة واحدة اكتشفت أيضاً في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأميركية وعُرفت بنسخة ستانفورد، "والنسختان تتشابهان كلية مع النسخة الإنكليزية، ثم إن الناظر للنسخ القديمة من الإنجيل والتي كُتبت بالسريانية سيجد شبهاً مثيراً بين رسمها وبين رسم حروف القرآن في النسخ المكتشفة
حديثاً، من حيث كتلة الأحرف وبنائها وأشكالها".


آخر المحاججات العلمية التي أضافها العبيدي قال فيها إن المصاحف الثلاثة المنسوبة لعثمان كُتبت بحبر مائل للسواد، والحبر المائل للسواد كما يعرف الخطاطون يُصنع من هَباب القطن، لكن الجزيرة العربية لم تكن تعرف زراعة القطن في ذاك الوقت المبكر، يستدرك "لكن المدقق في المصاحف المكتشفة حديثاً في أوروبا وأميركا يجد أحبارها أقرب للبني، وهي الأحبار  المصنوعة منالأرُز، وذلك يتوافق مع انتشار زراعة الحبوب وقتها في الجزيرة العربية".


يخلص العبيدي من ذلك إلى أن "الفحص العلمي المعملي هو الذي يجب أن ندير دفة حكمنا باتجاهه، لأننا نسير باتجاه خاطئ، هو الاتجاه الفني فقط".




الاثنين، 14 أغسطس 2017

Islamic art الخزف الاسلامي

Islamic art الخزف الاسلامي 

Syria Today Toronto Canada




الخـزف الاسلامـي

بين التأثيرات والصياغـة الفنية

تعتبر صناعة الفخار واحدة
من اقدم "الفنون" التي خدمت الكائن البشري ولبت حاجاته اليومية.
فمجتمعات الشرق الاولى هي
بالتأكيد اقدم المجتمعات التي نملك دليلا قاطعا على وجود تراث عريق
في فن الخزف لديها، يعود الى حوالي سبعة آلاف عام.
وقد عرف الفخار قبل ذلك
بكثير حين اكتشف الانسان ليونة الطين وقدرته على تشكيله حسب رغباته،
وحاجاته الفردية، وادى تطور تلك المجتمعات الى تطور حاجاتها
ورغباتها مما دفع بالفخار وبصناعة الخزف الى قيام صناعة فنية
متكاملة.
يبدأ تاريخ الخزف الاسلامي
مع ادراك العرب للحس الجمالي في الاعمال الخزفية عند حلول القرن
التاسع الميلادي، اذ بقي الخزف قبل هذا القرن، استمرارا لما صنع
قبل الاسلام وهو عبارة عن أوان غير مزججة او فخارية مغطاة بغطاء
كلسي التركيب وخزفيات ملونة بالكوارتز.
اما بالنسبة للزخارف فقد
اقتصرت على النقوش البسيطة نافرة او محززة في سطوح الاواني
الفخارية. واستعملت تلك الاواني لقضاء حاجات يومية كحفظ الطعام
والشراب والعطور. الا انه ظهر فيما بعد الاتجاه نحو جمالية الخزف
بتأثير من الخزف الصيني مع بداية العام 750 ميلادي.
واثر تزايد متطلبات حياة
المدينة، تطورت صناعة الخزف في العراق حيث كشفت التقنيات الاثرية
في مدينة سامراء عن اعمال خزفية ذات سطوح مبرقطة ترجع جميعها الى
سلالة "تانغ" الصينية.
وفي سامراء ايضا وجدت اعمال
خزفية صينية الى جانب الاعمال الخزفية المحلية الا انها تقليد
للخزف الصيني، لكن تلك الخزفيات المحلية لم تستمر في تقليد الخزف
الصيني، بل بدأ الخزافون المحليون في العراق بابتداع اسلوب خاص بهم،
وتوصلوا الى ايجاد الوان زجاجية جيدة اعطت الخزفيات مظهرا قريا جدا
من البورسلين الصيني، حيث لم يتمكنوا قبل ذلك من الوصول الى معرفة
مكوناته، وتوصلوا ايضا الى اكساب اعمالهم اللون اللامع، وهو اكتشاف
تاريخي حيث بقي سرا لدى خزافي الشرق الادنى لقرون عديدة.
لقد رفض الخزافون المسلمون
الاستمرار في تقليد الخزف الصيني فابتكروا اساليبهم الجديدة في
الزخارف والالوان والصنعة. فظهرت الزخارف المحفورة في السطوح تحت
اللون الزجاجي معتمدة العناصر الزخرفية واشكال بعض الحيوانات مثل
الطيور والبواشق. كما عثر على خزفيات ملونة، منها ما اعتمد فيها
الزخارف المحزوزة تحت الطلاء ومنها بزخارف محفورة وهي مشابهة لخزف
بلاد الرافدين في مناطق مثل مصر وايران. حيث تميزت بعض الاواني
الخزفية بتركيب يدخل فيه الرصاص وتميزت ايضا بالزخارف البارزة. ففي
هذا النوع ترسم العناصر الزخرفية بارزة عن المستوى الاصلي لسطح
الاناء بكثير ولم يقتصر هذا الاسلوب على منطقة بعينها بل شهد
انتشارا واسعا في بلدان الدولة الاسلامية، حيث وجد في قصور سامراء
محتفظا بلونه البراق اللامع.
بالاضافة الى ذلك هناك نوع
آخر من خزفيات بلاد الرافدين يرجع الى الفترة الزمنية الممتدة بين
القرن التاسع وأوائل القرن العاشر ويتميز هذا النوع بالالوان
الزرقاء والصفراء والخضراء تحت الطراء الزجاجي وبزخارفه النباتية
الموشحة بالخط الكوفي الذي يعتمد تكرار المفردة وغالبا ما تكون هذه
المفردة لفظ الجلالة، ليخلق نوعا من التجانس البصري بين شكل
المفردة ودلالاتها.
ولعل اهم انواع الخزف
الاسلامي والمزجج في بلاد الرافدين هو الخزف ذو البريق المعدني،
حيث حرص الفنان المسلم على ابتكار نوع من الخزف الفاخر والذي يصلح
لكي يحل محل أوني الذهب والفضة والتي كانت شائعة قبل الاسلام. وكان
اول ظهور لهذا النوع من الخزف في العصر العباسي الذي ينسب اليه
اقدم ما وصلنا منه.
ومما يؤكد نسبته لهذا العصر
تلك المجموعة الكبيرة من القطع الخزفية ذات البريق المعدني التي
كسيت بها جدران القصر الخاقاني في سامراء. وعثر على قطع من هذا
النوع في المراكز التي زاولت صناعته مثل سمرقند وسوسة وفي مدينة
الزهراء بالاندلس. واغلب الظن ان هذه القطع الخزفية صنعت في العراق
ثم نقلت الى تلك البقاع.
وتوجد في حائط القبلة في
المسجد الجامع بمدينة القيروان بلاطات مربعة ذات بريق معدني وضعت
في ترتيب هندسي على وجه المحراب داخل التجويف وينطبق اسلوب هذه
الترابيع تماما على اسلوب سامراء الخزفي، بل ان تلك الاعمال
الزخرفية تكاد لا تخرج عن ادق التفاصيل في الاسلوب المذكور.
اما اهم ميزات هذا النوع من
الخزف من حيث الصنعة فهو من صلصال اخضر او ابيض نقي، ويغطى بطبقة
غير شفافة من الميناء القصديرية، ترسم عليها العناصر الزخرفية
بالكاسية المعدنية بعد حرقها للمرة الاولى، ثم تحرق مرة ثانية بشكل
بطيء ضمن درجة حرارة اقل من الاولى، فتتحول تلك الاكاسيد المعدنية
باتحادها مع الدخان الى طبقة معدنية رقيقة جدا ويصبح لون البريق
المعدني اما ذهبيا واما لونا براقا من الوان البني او الاحمر حسب
التركيب الكيميائي للطلاء المستعمل.
استنادا الى هذا التاريخ
الفني الحافل بالمبتكرات شهدت الحركة التشكلية العربية ومنذ نصف
قرن تقريبا محاولات عديدة لاحياء هذا الفن على يد جدملة من
الفنانين العرب المعاصرين، والذين سعوا لجعل الخزف وسيلة تعبير
فنية تشكيلية، تستطيع التعبير عما يريد الفنان قوله، وهكذا اخضعت
مفاهيم اعادة احياء هذا الفن الى عوامل جديدة، ترتبط بالخزف الفني
بشكل اساسي، حيث انفصل فن الخزف عن الصناعة واخذت الاشكال المصنوعة
آليا او يدويا على نطاق واسع اشكالا نفعية بينما اتجه الفنان الى
الخزف ليقدم لنا عبره صيغة فنية تؤكد على الجانب الجمالي بحيث
تفردت قطعة الخزف واصبحت عبارة عن لوحة فنية تحمل نفس المفاهيم
وتقدم الصيغة المعاصرة لفن الخزف على انه فن تشكيلي اكثر مما هو فن
تطبيقي نفعي. هذه الصيغة الجديدة عكست عدة تأثيرات فنية، ذلك أن
الخزافين الاوائل قد تأثروا بحكم دراستهم واطلاعهم بمختلف مدارس
الخزف المعاصر وجمالياته، ومفاهيمه.

الأحد، 6 أغسطس 2017

الاستشراق والمدن المقدسة » صحيفة فنون الخليج

الاستشراق والمدن المقدسة » صحيفة فنون الخليج



الاستشراق والمدن المقدسة



بين فكرة التوثيق الفني والنقل الثقافي ومخططات الصدام
تنطلق
الرحلة من القدس إلى بغداد، سيناء ومكة، عمان وبيت لحم، وعدة مدن لامست
التاريخ الديني وقداسة الحضور الذي يعني الشرق بتفاصيله الملونة والمتنوعة
من العين إلى الذاكرة عبر صور تنبش القلب وتداعب الروح وتغرقها في ماض يرشح
حنينا وألوانا مخبأة في ظلال الذاكرة التي تنفلت ألوانها بين الأبيض
والأسود وملامح مفقودة وأمكنة تتحدى الواقع وتحاول الصمود بثقة في قدسية
حضورها، من خلال تأثير مختلف تبعثه مجموعة هائلة من الصور القديمة واللوحات
الفنية عن تلك المدن.
 صور
التقطها رحالة ومستشرقون عبروا نحوها دون ضجيج ولكن مع إحداث صخب في
مسارات الزمن وفي تناحر الثقافات المبطن والمباشر والمتفجر في كل توافق
فكرة تحاول النفاذ نحو تأثير مختلف يتجاوز الثقافي والمعرفي والاستكشافي
لتواجه تلك التداعيات التي تثيرها حركة الاستشراق التي اعتمدت الفنون
والثقافة والصور لتعبر وتندمج داخل المجتمع الشرقي والتي ثبّتتها
فوتوغرافيا التاريخ وحرّكت حدود الجغرافيا رغم أن الحركة ككل لم تلغ
المقاصد الثقافية والتثاقف بشكل عام  لكنها أيضا لم  تنفصل عن حركة برمجت
لتبحث في تفاصيل الشرق خاصة التفاصيل الدينية والتنوع الذي وسمها.
 هذه
الصور واللوحات جمعها “متحف فرحات الفن من أجل الإنسانية” واحتفظ بها ضمن
مجموعة “المستشرقين” التي تضمّ أكثر من 5000 صورة ولوحة عن منطقة الشرق
إضافة إلى مجموعة “أجداد العرب” حملت المجموعات التفاصيل المختلفة للشرق
فنونا حياة مجتمعا ودينا ومعالم.
أغرت
المدن ذات التأثير الديني المقدس  الكثير من المفكرين والرسامين والمصورين
الفوتوغرافيين المستشرقين والرحالة الغرب لزيارتها والاطلاع على تفاصيلها
الشرقية والمشرقة بطابعها الروحاني وعمقها الفكري الإنساني الذي جعلها مهدا
لنشر الأديان بتنوعها وثلاثية فكرتها السماوية المقدسة، فلكل مدينة
خصوصيتها التي تمتزج فيها كل تلك الديانات وتتشابك فيها العادات والتقاليد
والملامح بين التوافق البشري في التعايش السلمي والتوافق في فكرة توحّد
الأرض على مبدأ البقاء والحياة والمشاركة، وهذا التنوع هو الذي نقله
المستشرقون للتعبير عن الانسان الشرقي كما بينت تفاصيل تلك الأعمال الفنية
والصور، الطقوس بكل مناسباتها والعبادات والعادات، حيث تميزت بالعمارة
والزخرف باللباس والزينة بالرموز والشخوص والتقاليد فمن القدس إلى مكة
تفاعلت المدن بحضارة مكتملة وتفجرت بإيمان راسخ  مع التاريخ بين شد وجذب في
تنوع وحراك لا يفصل بقدر ما يمتن وهو ما أثار المستشرقين بلوحات متمزية
وصور فتوغرافية حية وخالدة في تفاصيل غارقة في تصوير الواقع العام والتنوع
في كل الخصوصيات صورت المساجد والنص الديني المكتوب بخط عربي مزخرف
والكنائس والأيقونات المسيحية والألوان والنقش على الزجاج الملون والقماش
والسجاد والمظهر العام للمصلين والحجيج بين ماسكي الالواح القرآنية
والواقفين على الصليب، قداسة روحانية متراكمة التفاصيل إن دلّت على شيء فهي
تدل على الانسجام والتنوع والتعايش، غير أن الظاهر يتجاوزه العمق
الماورائي في تصوير التفاصيل التي انحدرت نحو أفكار أخرى فالاختلاف قد يخفي
صراع وصدام قد يجلب تعاطف ومن هنا انبنت فكرة الاستشراق الاستعماري
والتحكم في الشرق لأن التركيز على الدين حطّ من مكانة دين على آخر فبين وصف
المسلمين بالمسيطرين على الشرق على أساس أنهم وحشيون حتى في عباداتهم
يتحملون مشاق الحج وطقوسه القاسية في رحلات الحجيج القاتلة والمميتة التي
صوروها في لوحاتهم عندما رافقوا الحجيج إلى مكة واعتبروا أنهم يخوضون رحلات
قاسية يموتون فيها لأداء فريضة، وبين وصف الصراعات العرقية والطائفية بين
المسلمين أنفسهم وكذلك التركيز على المبالغة في تقديس الأشخاص ورجال الدين
وأولياء الأمور وحتى تقديس المدن والأولياء الصالحين، إضافة إلى محاولة
إخفات صورة مدن مقدسة على أخرى مثل ما ورد من المستشرقين اليهود عن القدس
حيث حاولوا أن يقللوا من أهميتها الدينية لدى المسلمين.
وقد
انبنت مراجعهم ولوحاتهم وفنونهم على تصوير المسلمين بشكل قاس وحشي وسيء
وتعمدوا إظهار جوانب مختلفة أو مستضعفة لفئات دينية أخرى كاليهود
والمسيحيين بالتركيز على جوانب العبادة وهو ما يظهر في الملامح والجوانب
العامة للمجتمع بينوا اختلافات وتناقضات دينية بين الاستعباد والانغلاق
والتحجر والتحكم وبين الانفتاح ركزوا على صورة المرأة في الديانات بين
المتدينة والجارية والمستعبدة في تناقض الحريم بخيال الحياة وعوالم ما وراء
الستار والحجب.
 فبين
الإستشراق كفكرة والاستعمار كمخطّط، تكوّن مشروع متواز بتناسق مبطّن بين
الفكرة والاكتشاف والهدف، حيث اهتم المستشرقون في البداية بالشرق الهوية
الثقافية والتاريخ ثم تحوّلت رؤيتهم إلى الشرق “الجغرافيا” الشرق الثروة
والشرق التنوع الديني الذي تحول لفكرة وإيديولوجيا وسلاح ذي حدين حوّل تلك
الفكرة إلى صدامات خلقت التناحر والاثبات والتفرقة التي تجاوزت البقاء
السلمي وهددت التعايش.
وإذا
كان بعض المستشرقين قد اعتمدوا على الخيال وما كانوا يسمعون من أخبار وما
يقرؤون من كتب وروايات عن مدن الشرق، فإن البعض الآخر كان يفضّل التحوّل
إلى المنطقة للتعرّف المباشر على كل خصائصها ومميّزاتها وتنوعها بكل
تفاصيله ليكون العين التي تراقب بتجسس وتبحث بعمق قد يخلق فكرة مختلفة
الملامح، حتى ينقل صورة فوتوغرافية تعكس بفضول وبعمق وبقرب أهدافهم
وغاياتهم التي قد تجاوزت المعرفة لتظهر مجتمعات متخلفة ومتناحرة ومختلفة.
ترسّخ
الصور تفاصيل الماضي بنكهة ملوّنة بين العادات والملامح والطقوس الدينية
التي تميّز الأمكنة الغارقة في تاريخها، مكان يعبر منه المارون إلى ضوء
السماء فارين من عتمة الصراعات هو الانطباع الذي ينتاب من يرى الصور في
عصرنا الحالي لأنه يقرأها بنوستاليجا تنطّق ذاكرة المدن لتقول أنا الوحي،
أنا الألوان والبعث.
 تثير
فينا متعة التذكّر والخيال، حين تحقّق لنا رغبة التجوال في أحياء القدس
القديمة أسوارها أبوابها أو دمشق ومساجدها أو الناصرة وبيت لحم وكنائسها أو
بالملامح الثابتة بحنين يدفع حواسنا كي تستيقظ.
فللصور
قدرة عجيبة فهي تنحت الأمكنة في المخيلة، وتخرجها من مادية المكان
لتحوّلها إلى تفاعل روحي من الصعب توصيفه، لكنه يبقى خارقا حين يقتلعنا من
مسطح الصورة ويزرعنا في عمق التاريخ.
لم
يترك المصورون المستشرقون أثرا في تلك المدن ولا مكانا ولا ملامح إلا
ونقلوها، اهتموا بالعمارة في صور المدن شوارعها أسوارها أبوابها ملامحها
العامة طبيعتها بأزقتها وأحيائها ودورها طريقة الزخرفة والتزويق إضافة إلى
تصوير الفضاءات العامة والساحات المناسبات العبادات الصلوات والحركة
والأنشطة.
في
تأمل الصور تمعن يتيح فرصة قراءة ضمنية عميقة واستحضار الماضي ما يجعلها
إرثا قابلا للبحث والنبش في أصول الأفكار ومقارنات تداعياتها وتأثيراتها
التي لامست الحاضر الاجتماعي والسياسي والعسكري.
الأعمال المرفقة:
متحف فرحات الفن من اجل الإنسانية
Farhat Art Museum Collections

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels