خزانة الآثار : مدونة غير ربحية تعنى بكل ما يتعلق بالآثار والفنون الاسلامية بالربط بعناوين لمطالعتها في صفحاتها الخاصة أو بإعادة عرضها." من مجموعة مدونات الشيخ علي خازم" .
حذر باحثون اثريون من انهيار قلعة تاروت التاريخية المسجلة لدى الهيئة العليا للسياحة والآثار، مؤكدين أن عدم ترميمها أو التدخل السريع من قبل «الهيئة» سينهي عمرها الممتد إلى الآلاف من الأعوام، كما حصل مع قلعة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني بدارين التي اختفت معالمها ولم يعد لها أثر ظاهر.
ورأى مهتمون بالشأن السياحي في محافظة القطيف أن قلعة تاروت الاثرية تُعد أحد أهم العناصر المشجعة على السياحة في المحافظة، والتي تقع وسط «جزيرة تاروت». وعلى الرغم من توافد السياح الغربيين على القلعة، إلاّ أن أبوابها المقفلة في وجه السياح اضطرت بعضهم للدخول لها عبر فتحات الشباك الحديدية التي تحوطها من كل الجهات.
وطالبوا الجهات المعنية إلى سرعة التحرك لإنقاذ ما تبقى منها ودعا إلى ترميم ما هو آيل للسقوط، وتهيئتها للسياح بحيث يمكنهم الدخول إليها، مع وضع صور لما تم اكتشافه فيها أو بعض هذه المكتشفات في غرفة نموذجية خاصة بالقرب منها. وأكد الباحث والمؤرخ سلمان الرامس بأن جزيرة تاروت هي أهم مراكز دلمون على الإطلاق وبأنها هي من كانت العاصمة الرئيسية قبل أن تنتقل للبحرين بسبب تذبذب مياه الخليج العربي. وتحدث أثناء الفعالية التي نظمتها مجموعة «قطيف الغد» لزيارة قلعة تاروت الأثرية، الخميس، بأن أن دلمون الفردوس عند سكان العراق كانت جزيرة وتنحصر بين جزيرة البحرين و تاروت وان الرأي القائل انها البحرين رأي قديم غير مستند للبحوث الجديدة التي أثبتت ان الساحل الشرقي للجزيرة العربية والتي تعتبر تاروت اهم أجزائه هو اقدم تحضرا من جزيرة البحرين بوقتٍ طويل.
وأضاف بأن الموقع في جزيرة تاروت تعتبر أقدم موقع لمدينة في الخليج العربي وبها العين العودة والتي يعود تاريخها ما يقارب الأربعة آلاف عاماً وقد اقتصرت تلك العين على النساء فقط.
وشارك في التعريف بهذا المعلم الأثري الأستاذ محمد المصلي وسط تجمع غفير من الحضور، حيث ذكر بأن تاروت كانت قبل آلاف السنوات منطقة مقدسة عند أهل العراق باعتبارها أهم أجزاء دلمون.
وقال بأن عين العودة في تاروت بها مياه معدنية، وأملاح يأتي إليها القاصي والداني من أجل الاستشفاء وذلك قبل اكتشاف البترول وتلوث المياه والجو.
وأشار إلى أن تاروت ترتفع لأكثر من 10 أمتار عن البحر وأن منطقة الديرة تعد مرتفعة عن السوق بأربعة أدوار.
وأكد الباحث الرامس بأن القلعة تعد قلعة عيونية تعود إلى دولة العيونيين أو القرامطة وأن المرتفع هو عبارة عن مستوطنة عمرها يعود لـ 6000 سنة ويحتوي الموقع على معبد للآله عشتار المشهورة في بلاد الشام و العراق.
ونفى الأخطاء الشائعة التي يتداولها الناس بأن القلعة بناها البرتغاليون وإنما في الواقع جاءوا وسكنوا فيها ورمموها ومع حدوث المعارك تهدمت وجاء العثمانيون وقاموا بترميمها بعد ذلك.
وعبر عن استيائه لما تعرضت له هذه القلعة من أهمال حتى على مستوى المقررات المدرسية التي لم تذكر اسمه مع أنه أهم آثار الساحل الشرقي وبين ان جزيرة تاروت فقدت الكثير من المتروكات الأثرية بسبب تأخر التنقيب. واقترح تسوير الموقع بسور جداري يليق بالموقع و بوابه تفتح للزوار خلال 12 ساعة ووضع عامل متخصص لتسهيل عملية دخول وخروج الزائرين. وأوقع اللوم كذلك على إهمال الجانب الإعلامي لهذه القلعة التي تحتوي على الكثير من الأسرار وعدم إنصافها لهذا المكان التاريخي الأثري.
وأوضح بأن الموقع تعرض لسرقة الكثير من المتروكات الأثرية منها آلهة عشتار التي كانت تعبد في كثير من المناطق.
وتفقد الحضور بعد السرد التاريخي الذي قدمه الرمس والمصلي، القلعة واطلعوا على أهم الدلالات التاريخية ومن ثم انطلقوا للتعرف على البيوت المجاورة لقلعة تاروت والتعرف على أساسها وبنيتها التحتية لينتهي برنامج المجموعة بالزيارة للمتحف الشخصي في منزل الأستاذ محمد المصلي .
ودعا الأستاذ باقر يحيى القريش الراعي الرسمي لسلسلة مطاعم بيتزا الزهور جميع المؤسسات الأهلية التجارية والخيرية بأن تقدم لمجموعة «قطيف الغد» ما يحقق هدفها النبيل.
وأرجع سبب المشاركة إلى عمق الواجب الاجتماعي المتمثل بأهمية الدعم بكل ما من شأنه إنجاح الفعالية التي نالت إعجاب واستحسان الحضور.
وأوضح بأن دور التعاون وتقديم المساعدة يجسد الدور التكاملي بين الأهالي والمسؤول وذلك لتنمية محافظة القطيف والحفاظ على التاريخ الذي يمثل هوية المكون الاجتماعي.
وأكد الفنان محمد المصلي على أن الإعلام ظلم تاروت وقلعتها ولم يعطها ما تستحق من تسليط الضوء عليها فلو اختطفنا نظرة سريعة فيما يُنشر في المجلات والصحف لوجدنا من ينصب دارين بأنها المدينة التراثية الأولى.
وتابع قائلا: من المؤلم أننا لا نر في كتبنا الدراسية أي ذكر لقلعة تاروت وهذا أما جهلا أو تجاهلا من المؤلف وكلتا السببين أشد إيلاما.
وتناول المصلي خلال الزيارة التي أعقبها جولة في «الديرة» معرفا الزوار بالمساكن القديمة وبأنها تتميز ببيوتها الطينية والحجرية المتلاصقة، وبالممرات الضيقة، وكثرة الزخارف والأقواس الإسلامية.
واختتم برنامج الزيار بجولة في متحف المصلي بتركيا والذي أتاح للزوار مشاهدة لوحة فنية من المتحف الذي حرص فيه على اقتناء كل المقتنيات والمخطوطات القديمة.
الجدير بالذكر بأن الفعالية ضمت أشخاصاً من الإحساء ودول الخليج العربي، وأبدى الحاضرون من دول الخليج عن حماسهم للمشاركة مستقبلاً بحضورهم الفعاليات الأخرى التي ستقيمها المجموعة وتقديم كل ما من شأنه أن يثري الدعم الإعلامي.
استحضر الدكتور العلامة الشيخ نايف الدعيس، عضو مجلس الشورى سابقاً، أمس، بعض الشواهد التي تدعو إلى الاعتقاد بتشابه الأحساء والمدينة، في محاضرة حملت عنوان «صفحات من تاريخ المدينة المنورة» أدارها الدكتور عبدالرحيم آل مبارك، وأتت على هامش الملتقى الثاني لرؤساء الأندية الأدبية في نادي الأحساء الأدبي على مسرح النادي.
واستعرض الدعيس نماذج من تاريخ المدينة، مؤكداً على مكانتها التاريخية والإسلامية والعربية «ولعل هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – إليها لخير دليل على ذلك».
وأضاف أن هنالك بعض الآثار والأماكن المقدسة فيها غير المسجد النبوي وجنة البقيع والمساجد، التى لا يعرفها إلا أهل المدينة، مثل (سارية القرعة)، وهو مكان كان الرسول- صلى الله عليه و سلم- يفضله، وكذلك مكان يعرف بــ»تربة صعيب»، مشيراً إلى أن مثل هذه الأماكن من الصعب أن يعرفها إلا من هم داخل المدينة المنورة، وخاصة كبار السن والمهتمين بها، وآثار المدينة المنورة، مؤكداً أن هناك بعض الأحاديث التي تؤكد أنها تربة ذات شفاء، مستبعداً آراء تخالف هذا الرأي.
كما أكد في محاضرته على مناقب المدينة المنورة، وأن فيها مساجد تاريخية عدة تستحق الزيارة، كالمساجد السبعة، معترضاً على من يخالف أنها غير ذلك، ويكفي أن الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز، على أقل تقدير، قد اعترف بها. وتساءل هل من يرى خلاف ذلك رأيه أرجح من رأي عمر بن عبدالعزيز وهو الذي بناها.
واختلف المتداخلون على مصطلح (الجاهلية)، فأكد الدعيس أن فترة ما قبل الإسلام فيها بعض الأخلاقيات التى قد لا نجدها اليوم، مشيراً إلى بعض النماذج التي تؤيد حجته، طالباً ممن يخالفه الرجوع إلى كتب التاريخ، متفاخراً أنه من تلامذة الحرم المسجد النبوي الشريف، بالإضافة إلى دراسته الأكاديمية، وهذا ما جعله يتعمق في الحديث.
وكان الحضورقد استمعوا قبل المحاضرة إلى قصيدة بعنوان (مدينة الشعر والطهر) للدكتور محمود الحليبي، عضو إدارة مجلس نادي الأحساء الأدبي. وكانت فعاليات الملتقى بدأت صبيحة أمس بجلسات مغلقة لرؤساء الأندية وممثليها في فندق إنتركونتنيال الأحساء، بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، الدكتور ناصر الحجيلان، ورئيس الأندية السعودية عبدالله الكناني.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٨١) صفحة (٢٩) بتاريخ (١٩-١٢-٢٠١٢)
يواصل علماء آثار عرب وأجانب من سلطة الآثار والجامعة العبرية الكشف عن معالم العصر الذهبي الذي بلغته مدينة طبرية الفلسطينية في العهود الأموي العباسي والفاطمي، ومن ضمنها آثار أكبر مسجد تاريخي في فلسطين. وتؤكد الباحثة البرازيلية د. كاتيا تسيترين ـ سيلبرمان، المحاضرة في الجامعة العبرية بالقدس، أنها توظف جهدا كبيراً لاكتشاف آثار مسجد ضخم في جبل «بيرنيكي» غرب بحيرة طبرية، يعود بناؤه إلى القرن الثامن، تزيد مساحته على 7 آلاف متر مربع ويتسع لآلاف المصلين. وتشير كاتيا إلى أن تصميم مسجد طبرية مشابه جدا لمسجد بني أمية الكبير في دمشق، الذي بني في القرن نفسه وما زال مفتوحا، وهو يشبه مسجدا آخر أصغر مساحة، كُشف عنه في تنقيبات جرش الأثرية في الأردن. وتضيف: المسجد الكبير دليل إضافي على كون طبرية مدينة إسلامية مركزية في بلاد الشام، وتتابع: لا شك في أن طبرية عرفت عصرها الذهبي وبلغت أوجها كمركز روحاني وتجاري في تلك الفترة الإسلامية، فالآثار العمرانية تعكس ذلك.
طبرية الإسلامية
تؤكد كاتيا المختصة بالآثار الإسلامية، وخاصة تخطيط المساجد، أنها فكّت لغز آثار عمارات قديمة في طبرية، واكتشفت حقيقة كونها إسلامية، وطالما اعتقد علماء آثار إسرائيليون «خطأ» أنها بيزنطية. وتميل أوساط في سلطة الآثار الإسرائيلية عادة إلى تجاهل الفترات الإسلامية، وتعنى في حفرياتها بالفترات الرومانية - البيزنطية واليهودية. أما كاتيا فتؤكد إن موضوع الآثار الإسلامية، في تصاعد في البلاد والعالم مقارنة مع الآثار الأخرى. وتتابع: قبل مدة زارنا عالم آثار أميركي بارز ومكث هنا طيلة عام، وحينما سئل عن ذلك قال «الآثار الإسلامية متعة كبيرة». وتضيف أن «مجال الآثار الإسلامية يتطور ويمكن التطلع للمزيد، حاليا يدرس كموضوع اختصاص مستقل في الجامعة العبرية منذ ثمانينيات القرن الماضي»، مرجحة أن تحذو مؤسسات أكاديمية أخرى حذوها.
يعبر «دوف عنتيبي»، وهو طالب آثار يهودي من حيفا يشارك في التنقيبات، عن أمله بأن تحافظ السلطات الإسرائيلية على المكتشفات الأثرية من الفترة الإسلامية في طبرية على غرار الآثار البيزنطية، ويقول: بلغنا مرحلة من النضج والثقة بالنفس، ينبغي أن تتيح لنا انفتاحا أكبر على الآثار الأخرى، بدلا من الاهتمام الحصري بآثار تعزز حقنا التاريخي كيهود في البلاد، حسب تعبيره.
مساجد ومعالم وكنوز
طبرية هي أول مدينة فلسطينية تم تهجيرها خلال النكبة عام 48، وتمتاز بكثرة آثارها الإسلامية، ويكابد معظمها الطمس والهجران كمقام «الست سكينة»، وقد نجا مسجدان فيها من الهدم، هما مسجد ظاهر العمر ومسجد البحر. وفي مقابل آثار المسجد التاريخي، كشفت التنقيبات المتواصلة عن كنيسة قديمة، وهذا برأي الباحثة كاتيا دليل كبير على تسامح الإسلام والمسلمين في طبرية، وتتابع: في تلك الفترة عاش يهود أيضا في طبرية، ولهم آثار فيها، ما يجعلها أكثر مدن الشرق تسامحا عبر العصور. وتدلل كاتيا على رسوخ ثقافة التسامح في طبرية خلال العصور الإسلامية بالإشارة إلى حجيج مثقفين وعلماء مسلمين للمدينة، من أجل التعلم فيها، وتضيف: هناك مؤشرات أخرى على ثراء وازدهار طبرية وقتها، منها مقطوعات من الحُصر الفاخرة صنعت فيها، وتحفظ اليوم في متحف «متروبوليتان» في نيويورك. وتقول إن زملاء لها أجروا حفريات في طبرية، واكتشفوا فيها كنوزا من عملات نقدية ذهبية وجواهر، وتتابع: بحوزتنا دلائل متنوعة على الثراء الروحاني والمادي لمدينة طبرية الجميلة والممتازة بتعدد ثقافاتها وتسامحها.
الهزة الأرضية
تسعى هذه الباحثة لتعزيز رؤيتها بالإشارة للعلامة الجغرافي المقدسي من القرن العاشر، الذي وصف ازدهار الحياة الثقافية في المدينة، وتشير إلى أن المسجد الكبير الذي جسّد رمز عظمة طبرية صمد 330 سنة حتى انهار نتيجة هزة أرضية في العام 1068، فيما استغرق المدينة وقت طويل بعد ذلك للنهوض مجددا.
أسس بيزنطية وتخطيط مدني
تقول الباحثة كاتيا: حان الوقت لنعترف بالثقافات والحضارات الأخرى بدلا من الاهتمام فقط بثقافات وحفريات تثبت وجود اليهود في البلاد. ويذكر أن حفريات أثرية كشفت معالم كثيرة في طبرية التي فتحها العرب المسلمون عام 13 للهجرة (634 م) بقيادة شرحبيل بن حسنة، قد بنيت على أسس أثرية بيزنطية.
يقول الباحث الأثري وليد أطرش: إن العباسيين أعادوا بناء مدينة طبرية بعد أن تهدمت جراء هزة أرضية مدمرة وقعت في الثامن عشر من كانون الثاني/ يناير عام 749 ميلادية، وهي الهزة التي هدمت بيسان وأصابت مدنا أخرى كالقدس، نابلس وصفد. ويوضح وليد أطرش، المشرف العلمي على الآثار في «لواء الشمال»، أن طبرية في العصر الإسلامي شكلّت عاصمة جند الأردن، وشهدت ازدهارا استثنائيا في العهد العباسي من الناحيتين، الكمية والكيفية، لكنها بلغت أوجها في الفترة الفاطمية. ويتابع: شكّلت طبرية عاصمة جند الأردن، ومركزا تجاريا ثقافيا وسياسيا للمنطقة لوفرة المياه فيها ولقربها إلى بيسان عاصمة البلاد في العصر البيزنطي، ولسهولة المواصلات إليها. ويستذكر أطرش أن الخليفة العباسي هارون الرشيد، ومن بعده نجله المأمون، كان أول من بدأ بالثورة العمرانية بشكل عام، وفي طبرية على وجه الخصوص، لافتا إلى اكتشاف عشرات الدنانير الذهبية التي تحمل اسمه خلال التنقيبات. ويضيف أن الحفريات «تكشف عن بناء أحياء على مستوى عال من التخطيط المدني في طبرية، التي قدر عدد سكانها في نهاية العصر الفاطمي بنحو ثلاثين ألف نسمة».
استنادا الى الموجودات الأثرية، يقول أطرش، إن الأحياء السكنية بنيت وفق تخطيط مدني راق، وداخل كل بيت كانت تقوم ساحة مركزية وحديقة ونافورة مصنوعة من الخزف أحيانا. كما أن أرضيات المنازل بنيت من عدة طبقات رخامية، مما يدلل على ترميمها في الفترتين العباسية والفاطمية، رغم أن الفصل الزمني بين الفترتين عملية غير يسيرة.
واكتشفت الحفريات الأثرية آثار برك مائية، وحجارة رحى، وأواني فخارية وخزفية وزجاجية ومصابيح زيتية عباسية وفاطمية. وللتدليل على التطور المعماري في تلك الفترة، ينوه أطرش إلى شبكة تصريف مياه عادمة بنيت من الحجارة البازلتية، إضافة لمجمعي ماء كبيرين حفرا على شكل جرس.
كذلك، تم اكتشاف موجودات مسيحية تدل على إقامة مسيحيين في المدينة العباسية. كما يتواصل التنقيب عن آثار بيزنطية في طبرية بعد اكتشاف أجزاء هامة من بناء المسرح المركزي في المدينة «الأوديتوريوم». وفي مدينة طبرية التي تمتاز بينابيعها الساخنة أيضا، تم اكتشاف آثار لحمامات عامة في عدة أماكن، تعود إلى حقب تاريخية مختلفة. وحتى اليوم، ما زالت تعمل حمامات ساخنة شيّدها إبراهيم باشا في القرن التاسع عشر الميلادي.
غ. ك.
الوركاء.. آثار تغري الزائر بسياحة في عمق التاريخ العراقي
وسيم باسم
تُغري مدينة الوركاء التاريخية جنوبي العراق خبراء الآثار مثلما السياح وهواة التاريخ على حد سواء بزيارتها.
يجذب الغموض الذي يحيط بمدينة الوركاء التاريخية الكثير من عشاق الآثار كونها تحتوي على الكثير من بقايا الهياكل والمعابد ، إضافة الى التلال والهضاب التي تمثل أطلالا تضم بين جنباتها أقدم آثار الحضارات في التاريخ. يستطيع الزائر الى المكان ، ان يصل الى المكان عبر الطائرة اذا ما حط في مطار بغداد او النجف ( 160 كم جنوبي بغداد) او البصرة ( 545 كم جنوب بغداد) . ومن هذه المطارات يمكنه ان يستقل السيارة الى السماوة (270 كم جنوبي بغداد) حيث تقع الوركاء في منتصف الطريق ما بين محافظتي الناصرية ( 375 كم جنوبي العاصمة بغداد) والسماوة.
يقول الباحث الآثاري سليم الجزائري ، ان المدينة تعد أول مستوطنة بشرية في عصر فجر السلالات ، وهي أول مركز حضاري في العالم عرف المهن والصناعات لاسيما الدولاب والفخار. وقبل حوالي 4000 سنة قبل الميلاد لعبت أوروك دورا رئيسيا في العالم باعتبارها مركز الحضارة . يشير المرشد السياحي صادق الحسناوي الى ما يلفت السائح ويجلب أنظار المهتمين وهي الزقورة التي شهدت ولادة ملحمة غلغامش ، وشهدت أول الحكومات في العالم .
وعلى الجهة المقابلة من الزقورة ، يركن بيت صغير ينتمي الى التاريخ القريب ، انه مكان اقامة شيده الألمان والانكليز سنة 1849 ، لغرض التنقيب عن الاثار في المدينة. يعود تأسيس مدينة الوركاء الى الألف الخامس قبل الميلاد كمركز توطين ، ثم تحولت بمرور الزمن الى مركز ديني مهم لتصبح اهم المدن السومرية. وإذا ما تمعن السائح في المدينة فسيجد آثار مدينة مدورة الواسعة أطلالها تدل على انها كانت مبنية من الطين والخشب. يقول الاكاديمي عمران كاظم ان المدينة تعاني من اهمال واضح ، ويمكنها ان تستقطب آلاف السياح سنويا اذا ما تم تأمين المرافق السياحية فيها ، وإذا ما تم التنقيب عن
التلول والمرتفعات التي تحتوي على قطع اثارية ثمينة .
الجدير بالذكر ان المدينة تقع على نهر الفرات منذ أقدم الازمان لكنه تحول عنها في عام 1700 إلى مجراه الحالي. تدعو الباحثة الآثارية كوثر حسين الى سياحة للأماكن الاثارية كما هي على طبيعتها ، بغض النظر عن احتوائها على مرافق خدمية او سياحية ، لان هذه الاماكن تبقى تحتفظ بأهميتها التاريخية ، وزيارتها تعزز من امكانية تطويرها. أحد الاثار التي تشير اليها كوثر واطلعت عليها اثناء زيارتها للمدينة عام 2011 جثة فتاة سومرية عمرها 13 عاماً دفن معها فك خنزير كتعويذة. تقول كوثر : يروي لي المشرف الاثاري في المدينة ان الفتاة دفنت داخل قبر دائري بوضع الجلوس المشابه لوضعية المولود في بيت الرحم وهو وضع القرفصاء ، وفي هذه دلالة على اهتمام سكان الوركاء القدماء بالعلوم. يشير مدرّس التاريخ كريم حسين الذي يزور المكان ضمن سفرة مدرسية تضم نحو اربعين طالبا ، ان الذي يثير الانتباه ان اهالي المنطقة ، يسعون الى تقديم الخدمة للزوار ، ويحاولون توضيح الكثير من الحقائق التاريخية عن المدينة ، بطريقة عفوية وبسيطة. يتابع حسين : رافقني أحد البدو الساكنين في الوركاء الذي شهد الكثير من فعاليات التنقيب في المدينة منذ خمسينيات القرن الماضي ، حيث أشار الى ان بعض سكان المنطقة يمارسون عادات وتقاليد مستمدة من تأثيرات هذه المدينة التاريخية على امزجتهم واعتقاداتهم. ولعل أهم الاثار التي اكسبت المدينة شهرة بعد عام 2003 قناع أوروك ، الذي يعد أحد التحف الفنية النادرة التي نهبت من متحف بغداد، ثم استرجعت. والقناع يعود تاريخه إلى عام 3100 قبل الميلاد ، و يعرف باسم (سيدة أوروك) ، تم الكشف الأثري عنه عام 1938 بواسطة بعثة أثرية ، وهو مصنوع من الحجر الجيري، الذي يمثل الإلهة إينانا أو إحدى كاهناتها، ويبلغ طوله ثمان بوصات.
أثريون يقترحون ضم كل الآثار الإسلامية واليونانية لقائمة التراث العالمى
الإثنين، 12 نوفمبر 2012 - 00:06
مسجد السلطان حسن
كتبت سارة عبد المحسن
اقترح عدد من خبراء وأساتذة الآثار قائمة بالآثار المصرية التى تستحق أن تدرج ضمن قائمة التراث العالمى باليونسكو، وذلك بالتزامن مع الخطاب الذى طالبت فيه اليونسكو مصر باقتراح قائمة بالآثار المصرية التى ترغب فى وضعها على قائمة التراث العالمى.
الدكتور محمد حمزة، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، اقترح أن تتضمن القائمة كثيرا من المواقع التى وصفها بالمهمة، والمنسية، مشيرا إلى أن إدراج 7 مواقع فقط ضمن قائمة التراث العالمى من مصر قليل جدا بالمقارنة بحجم الآثار الموجودة بها، وحجم الحضارة المصرية فى العالم.
واقترح حمزة أن تدرج منطقتا القصر والمرزوقة بالوادى الجديد، ومدينة فوه، ورشيد والواحات البحرية وواحة سيوة، والآثار اليونانية والرومانية، شارع الصليبة بالقاهرة، ومنطقة القرافة الكبرى والصغرى، وقرافة سيدى جلال السيوطى، والسيدة عائشة والإمام الشافعى ومنطقة القلعة، ومقابر أفندينا، ودير أبولو، ودير أنطونيو بالبحر الأحمر، واثنا وأرمنت، وكوم أمبو.
بينما قال الدكتور محمد الكحلاوى، الأمين العام للأثريين العرب، إن هذه ليست المرة الأولى التى تضع فيها مصر قائمة بأبرز المناطق التى يجب إدراجها بقائمة التراث العالمى لليونسكو، مشيرا إلى أنه وضع خطة موسعة لضم مواقع تراثية وطبيعية منها موقع القصر والفسطاط والبهنسة، الغابة المتحجرة بالمعادى، جزيرة الروضة، وجزر نهر النيل، والقاهرة الخديوية وبور فؤاد وبور توفيق، وحى العرب ببورسعيد.
ولم يختلف الدكتور رأفت النبرواى فى رأيه عن سابقيه، مقترحا أن المنطقة الملحة، والتى يجب أن تتصدر القائمة منطقة القلعة، ومسجد السلطان حسن، والرفاعى، وأحمد بن طولون، والآثار الإسلامية بالكامل.