الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

اليوم العالمي للغة العربية 2012 | منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة

اليوم العالمي للغة العربية 2012 | منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة



رسالة السيدة إيرينا بوكوفا،المديرة العامة لليونسكو، بمناسبة الاحتفال الأول باليوم العالمي للغة العربية 18 كانون الأول/ديسمبر 2012

تشارك اللغات في تكوين جمال العالم لأن كل لغة تثري الأشياء من خلال إطلاق الأسماء عليها. وليست لغاتنا أدوات للتواصل فحسب، بل إنها تحمل القيم والهويات. ويمثل التنوع اللغوي توسيعاً لآفاق الفكر ووسيلة لبناء حوار بين الثقافات والأديان يقوم على التفاهم الحقيقي.
ويمثل اليوم العالمي للغة العربية مناسبة للاحتفال بلغة 22 دولة من الدول الأعضاء في اليونسكو، التي ينطق بها أكثر من 422 مليون إنسان في العالم العربي والتي يستخدمها أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم.
كما أن الاحتفال باللغة العربية يتيح إبراز ما قدمه كتّاب هذه اللغة وعلماؤها وفنانوها من إسهام في الثقافة العالمية. فالمؤلفون الذين كانوا يكتبون باللغة العربية هم الذين أتاحوا نقل المعارف الإغريقية إلى اللغة اللاتينية التي كانت مستخدمة في الغرب خلال القرون الوسطى، وأقاموا بذلك صلات دائمة لا يمكن قطعها بين الثقافات عبر الزمان. وتندرج مؤلفات ابن رشد وابن خلدون ونجيب محفوظ في عداد أعمق مؤلفات العقل البشري، وهي لا تعبر عن كامل قوتها إلا باللغة العربية. وهذا الحب للغة والافتتان بها، اللذان يتجليان مثلاً في فن الخط وفي الشعر، بما لهما من مكانة مرموقة في الثقافة العربية، يشكلان البوتقة التي تنشأ منها أعظم الحضارات.
 أن الاحتفال باللغة العربية يتيح إبراز ما قدمه كتّاب هذه اللغة وعلماؤها وفنانوها من إسهام في الثقافة العالمية 
ايرينا بوكوفا 
المديرة العامة لليونسكو 
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 2012 

اللغة العربية في اليونسكو


أعلن المؤتمر العام لليونسكو في دورته الثالثة، التي انعقدت في بيروت (لبنان) عام 1948،  اللغة العربية لغة العمل الرسمية للمؤتمر العام في دورته تلك إلى جانب الإنجليزية والفرنسية. للمزيد
وفي مواجهة التحولات التي تقلب العالم رأساً على عقب، وأمام ظهور مجتمعات تعددية، تمثل كل لغة عاملاً أساسياً يسهم في إتاحة العيش معاً على نحو أفضل، وإقامة روابط تضامنية، ومساعدة كل فرد على إسماع صوته. فإن تعدد اللغات ينطوي على قوة تدفع نحو التقارب بين الشعوب والثقافات.
وكلما تقاربت الثقافات، أصبح من الضروري للأفراد، ولا سيما الشباب، أن يتقنوا عدة لغات وأن يعرفوا المؤلفات والقيم التي تنقلها تلك اللغات، لكي يُتاح توسيع آفاق الحوار والتعاون. وهذا هو روح إعلان اليونسكو العالمي بشأن التنوع الثقافي وروح البرامج التي تُنفذ في إطار اتفاقية عام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي واتفاقية عام 2005 لحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي.
وكانت قد قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 كانون الأول/ديسمبر 1973 أن تجعل من اللغة العربية لغة من اللغات الرسمية ولغات العمل. وها نحن بعد مرور أكثر من أربعين عاماً على ذلك نحتفل بقدرة اللغة العربية على جمعنا حول قيم مشتركة، وعلى بث القوة في أفكارنا وتوسيع آفاق طموحاتنا، وتسخير كل ذلك لخدمة السلام والتنمية المستدامة.

إيرينا بوكوفا

قالوا في اللغة العربية

" إن الذي ملأ اللغاتِ محاسنًا  جعل الجمال وسره في الضاد"
أحمد شوقي
قال ابن تيميّة:" معلومٌ أنّ تعلمَ العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية ، وكان السلف يؤدّبون أولادهم على اللحن ، فنحن مأمورون أمرَ إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظ القانون العربي ، ونُصلح الألسن المائلة عنه ، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنّة ، والاقتداء بالعرب في خطابها ، فلو تُرك الناس على لحنهم كان نقصاً وعيباً "

قال المستشرق الألماني أوجست فيشر :" وإذا استثنينا الصين فلا يوجدُ شعبٌ آخرُ يحقّ له الفَخارُ بوفرةِ كتبِ علومِ لغتِه ، وبشعورِه المبكرِ بحاجته إلى تنسيقِ مفرداتها ، بحَسْبِ أصولٍ وقواعدَ غيرَ العرب".

قال المستشرق الفرنسي رينان :" من أغرب المُدْهِشات أن تنبتَ تلك اللغةُ القوميّةُ وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري عند أمّةٍ من الرُحّل ، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرةِ مفرداتها ودقّةِ معانيها وحسنِ نظامِ مبانيها ، ولم يُعرف لها في كلّ أطوار حياتها طفولةٌ ولا شيخوخةٌ ، ولا نكاد نعلم من شأنها إلاّ فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبارى ، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملةً من غير تدرّج وبقيت حافظةً لكيانها من كلّ شائبة "

الدعيس في «أدبي الأحساء»: هناك آثار تستحق الزيارة ولا يعرفها إلا أهل المدينة

الدعيس في «أدبي الأحساء»: هناك آثار تستحق الزيارة ولا يعرفها إلا أهل المدينة

الدعيس في «أدبي الأحساء»: هناك آثار تستحق الزيارة ولا يعرفها إلا أهل المدينة


الدعيس في لقطة جماعية مع أعضاء نادي الأحساء الأدبي (الشرق)
الأحساء ـ حسن علي
استحضر الدكتور العلامة الشيخ نايف الدعيس، عضو مجلس الشورى سابقاً، أمس، بعض الشواهد التي تدعو إلى الاعتقاد بتشابه الأحساء والمدينة، في محاضرة حملت عنوان «صفحات من تاريخ المدينة المنورة» أدارها الدكتور عبدالرحيم آل مبارك، وأتت على هامش الملتقى الثاني لرؤساء الأندية الأدبية في نادي الأحساء الأدبي على مسرح النادي.
واستعرض الدعيس نماذج من تاريخ المدينة، مؤكداً على مكانتها التاريخية والإسلامية والعربية «ولعل هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – إليها لخير دليل على ذلك».
وأضاف أن هنالك بعض الآثار والأماكن المقدسة فيها غير المسجد النبوي وجنة البقيع والمساجد، التى لا يعرفها إلا أهل المدينة، مثل (سارية القرعة)، وهو مكان كان الرسول- صلى الله عليه و سلم- يفضله، وكذلك مكان يعرف بــ»تربة صعيب»، مشيراً إلى أن مثل هذه الأماكن من الصعب أن يعرفها إلا من هم داخل المدينة المنورة، وخاصة كبار السن والمهتمين بها، وآثار المدينة المنورة، مؤكداً أن هناك بعض الأحاديث التي تؤكد أنها تربة ذات شفاء، مستبعداً آراء تخالف هذا الرأي.
كما أكد في محاضرته على مناقب المدينة المنورة، وأن فيها مساجد تاريخية عدة تستحق الزيارة، كالمساجد السبعة، معترضاً على من يخالف أنها غير ذلك، ويكفي أن الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز، على أقل تقدير، قد اعترف بها. وتساءل هل من يرى خلاف ذلك رأيه أرجح من رأي عمر بن عبدالعزيز وهو الذي بناها.
واختلف المتداخلون على مصطلح (الجاهلية)، فأكد الدعيس أن فترة ما قبل الإسلام فيها بعض الأخلاقيات التى قد لا نجدها اليوم، مشيراً إلى بعض النماذج التي تؤيد حجته، طالباً ممن يخالفه الرجوع إلى كتب التاريخ، متفاخراً أنه من تلامذة الحرم المسجد النبوي الشريف، بالإضافة إلى دراسته الأكاديمية، وهذا ما جعله يتعمق في الحديث.
وكان الحضورقد استمعوا قبل المحاضرة إلى قصيدة بعنوان (مدينة الشعر والطهر) للدكتور محمود الحليبي، عضو إدارة مجلس نادي الأحساء الأدبي. وكانت فعاليات الملتقى بدأت صبيحة أمس بجلسات مغلقة لرؤساء الأندية وممثليها في فندق إنتركونتنيال الأحساء، بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، الدكتور ناصر الحجيلان، ورئيس الأندية السعودية عبدالله الكناني.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٨١) صفحة (٢٩) بتاريخ (١٩-١٢-٢٠١٢)

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

دار المخطوطات العراقية: 45 الف مخطوطة نادرة مهددة بالتلف

دار المخطوطات العراقية: 45 الف مخطوطة نادرة مهددة بالتلف

دار المخطوطات العراقية: 45 الف مخطوطة نادرة مهددة بالتلف

من مقتنيات دار المخطوطات العراقية

عماد جاسم
اعلنت دار المخطوطات العراقية ان أكثر من 45ألف مخطوطة نادرة يعود تاريخ بعضها إلى اوائل القرن الثالث الهجري مهددة بالتلف بسبب سوء الخزن.

وتحتفظ الدار التابعة لوزارة السياحة والآثار بهذه المخطوطات في أماكن غير مناسبة للخزن، وتم الاستعانة بإحدى قاعات المتحف العراقي لخزن البعض منها، وهناك قلق حقيقي من تلفها نتيجة سوء الخزن.

وقال المدير العام لدار المخطوطات الدكتور قيس حسين رشيد إن الدار لا تملك مخازن أو قاعات، أومتحفا يليق بأهمية هذه المخطوطات التي تمثل ارثا هاما، مشيرا الى وجود خطة لبناء مركز لدار المخطوطات قرب مطار المثنى لكن ذلك يحتاج إلى وقت طويل بسبب الروتين ومشكلة عائديه الأراضي وآليات البناء المناسب.

دار المخطوطات
​​واضاف رشيد ان الحكومة الايطالية تبرعت بمشفى للمخطوطات لإنقاذ المخطوطات العراقية النادرة في الوقت الذي لا تخصص الحكومة العراقية الاموال اللازمة لإنقاذ هذه المخطوطات التي تعد ارثا للشعوب، إذ كتب العديد منها بأيدي أعلام وشخصيات علمية ودينية وتأريخية.

واكد رشيد وجود مخطوطات بحوزة مدارس دينية او مؤسسات ثقافية او عند أشخاص تتعرض أحيانا للتهريب او التلف وعلى الرغم من وجود قانون لحماية ومتابعة هذه المخطوطات ومعرفة حركتها، لكن قانون الآثار لم يفعّل إضافة إلى قلة كوادر قسم الحيازة في دار المخطوطات المعني بمتابعة حركة المخطوطات.

الى ذلك دعا معنيون ومختصون بالمخطوطات والتراث الى ضرورة الإسراع لإنقاذ الإرث المعرفي والكتابي والمدونات من خلال تخصيص مبالغ مالية كافية تليق بتاريخ وأهمية هذه المخطوطات.

وأشار الباحث في مجال التراث والمخطوطات زين النقشبندي إن المخطوطات تعد وعاء الأمة، وسجلا حافلا، من الواجب رعايتها ومحاولة الاستعانة بالتكنولوجيا والأساليب العلمية الحديثة لأرشفتها عبر الانترنت، ليتمكن الباحث أو المواطن من التعرف على ارث بلده، مشيرا الى إن العراق يحوي نوادر لمخطوطات لم تذهب أي جهة حكومية للتحقق منها وظلت حبيسة ادراج ومخازن أسر بغدادية او نجفية.

North Lebanon's Official Website - عكار: مساع لترميم الآثار العثمانية في بلدة مشحة بالتعاون مع تركيا

North Lebanon's Official Website - عكار: مساع لترميم الآثار العثمانية في بلدة مشحة بالتعاون مع تركيا

عكار: مساع لترميم الآثار العثمانية في بلدة مشحة بالتعاون مع تركيا


image جانب من المدرسة الحميدية في مشحة
نجلة حمود
عكار:
تحاول بلدة مشحة العكارية استعادة دورها التاريخي، الذي تميزت به على صعيد المنطقة إبان القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، لكونها كانت من أوائل البلدات التي تضمّ مدرسة تدرس العلوم الشرعية والدينية والتربوية، واللغتين العربية والتركية. وذلك عبر وجود أهم صروح التعليم فيها وهي «المدرسة الحميدية»، التي أطلق عليها البعض اسم «أزهر عكار»، حيث كان يقصدها العديد من الطلاب من لبنان وخارجه، لينهلوا من علمها ومعرفة أساتذتها الذين كانوا من كبار العلماء.
يعود تاريخ إنشاء «المدرسة الحميدية» إلى العام 1891، بأمر من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، بواسطة محمد باشا المحمد والي دمشق آنذاك. وتميزت بمكانتها ومكتبتها التي أهداها السلطان عبد الحميد 3000 مجلدا من المخمل الأحمر، مختومة بالطغرة السلطانية العثمانية ومطعمة بالذهب. وحظيت المدرسة بمرحلة ذهبية، حيث كانت منارة يقصدها كبار العلماء، ومن أبرزهم الإمام محمد عبدو، والشيخ المفكر محمد رشيد رضا، والمؤرخ المحدّث محمد العربي العزوزي المغربي، والمفتي الشهيد حسن خالد. ويذكر أن أبرز من تولى إدارتها وعلّم فيها العلامة الشيخ محمد الحسيني، والعلامة محمود الرافعي، والعلامة محي الدين الخطيب.
لذلك كله، تحاول بلدية مشحة اليوم إعادة البلدة إلى خارطة المناطق اللبنانية التي تضم آثاراً عثمانية تاريخية، وإدراجها ضمن النشرة السياحية الخاصة بالآثار. وتطرح البلدية مشروعا متكاملاً لتغيير وجه الحي الذي تقع فيه تلك الآثار. وذلك عبر التقدم بطلب إلى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وسفير تركيا في لبنان إينان أوزيلدز، لرفع الموضوع إلى الجهات المعنية في تركيا، وعلى رأسها «إدارة التعاون والتنمية التركية - تيكا»، بهدف ترميم المدرسة والمباني المجاورة، التي تعرضت للتشويه والإهمال على مرّ السنوات، وهي عبارة عن جامع ملاصق للمدرسة وسبيل ماء، إضافة إلى المطالبة باستملاك الأراضي المجاورة، لإنشاء مواقف للسيارات، ومكتبة، وملاعب، ومسكن للطلاب.
ويتحدث رئيس بلدية مشحا المهندس زكريا الزعبي عن «الدور التاريخي الهام، الذي لعبته المدرسة الحميدية على مدى عقود من الزمن. فقد كانت من أهم المعاهد العلمية في الشمال. وذلك ما تبرزه الوثائق التي تدل على أنها خرجت في الماضي الكثير من العلماء والمفتين والأدباء على كامل مساحة لبنان والساحل السوري لولاية طرابلس الشام». ويلفت إلى «ضرورة المحافظة على ذلك الإرث الثقافي والحضاري، الذي كان يعدّ من أبرز صروح التعليم الديني والمدني منذ تأسيسه، وإعادته إلى ما كان عليه في السابق، خصوصاً بعد تعرضه للتشويه وأعمال التخريب على مرّ السنوات الطويلة»، مشيراً إلى «أن المدرسة، ظلت مفتوحة بعد انقضاء العهد العثماني وحتى بداية الحرب العالمية الثانية. وقد جرت محاولات متكررة لترميمها وإعادة دورها التربوي، حيث قام وفد من أبناء البلدة في الثمانينيات بالسفر إلى الكويت وجمع التبرعات وإعادة ترميمها، لكن للأسف لم يكن الترميم وفقاً للمواصفات الهندسية المطلوبة، ما شوّه سقف المدرسة وهندستها المعمارية الجميلة. ومما زاد الوضع سوءاً استخدام المبنى كمدرسة خاصة، وفق عقد إيجار من قبل بعض الجمعيات».
ويتحدث الزعبي عن «أن البلدية عمدت إلى التقدم بكتاب الى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لمطالبته بترميم وتجهيز المدرسة الحميدية، وتخصيصها كفرع لجامعة بيروت الإسلامية ـ كلية الشريعة، إضافة إلى طرح فكرة استملاك العقارات المجاورة للمدرسة، والبالغ عددها ثمانية عقارات بمساحة 5400 ألف متر مربع، والتي أبدى أصحابها استعدادهم لبيعها للأوقاف، بهدف إنشاء مبنى متكامل يضم ملاعب ومسكن للطلاب ومواقف للسيارات».
أما بالنسبة للعلاقة مع الدولة التركية، فيؤكد الزعبي «أننا التقينا رئيس اتحاد بلديات بورصة التركية، وشرحنا له الموضوع ووعد بنقل مطلبنا إلى «تيكا» التابعة لرئاسة الوزراء، وبإرسال فريق من المهندسين المتخصصين للاطلاع على المبنى. كما رفعنا كتابا الى السفير التركي إينان أوزيلدز تمنينا فيه المحافظة على التراث المشترك، وإحياء العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين، خصوصاً أن البناء مسجل لدى وزارة الخارجية التركية من ضمن لائحة المباني العثمانية التي تم إحصاؤها مؤخراً في لبنان».
ويلفت الدكتور خالد تدمري إلى «ضرورة ترميم الآثار العثمانية الموجودة في بلدة مشحة وعلى رأسها المدرسة الحميدية لإعادتها إلى سابق عهدها، واعتمادها كصرح تربوي إسلامي أسوة بأزهر البقاع وبيروت، خصوصاً أن عكار تفتقر لمراكز تعليم أصول الدين»، مشيراً إلى «أن المبنى تاريخي، وجزء كبير منه محافظ على آثاره المعمارية، بالرغم من تعرض الجزء العلوي للتشويه»، متحدثاً عن وجود «مساع جدية لترميم المدرسة والجامع الملاصق لها بمساهمة من إدارة التعاون والتنمية التركية، وعلى غرار ما تقوم به من ترميم التكية المولوية في طرابلس».

ندوة في عكار عن المدرسة الحميدية وكلمات شددت على دورها وأهميتها - LebanonFiles

ندوة في عكار عن المدرسة الحميدية وكلمات شددت على دورها وأهميتها -  

ندوة في عكار عن المدرسة الحميدية وكلمات شددت على دورها وأهميتها

الاثنين 17 كانون الأول 2012
أقامت بلدية مشحة ودائرة الاوقاف الاسلامية في عكار ندوة مشتركة بعنوان "المدرسة الحميدية: الدور والتاريخ" في بهو المدرسة الاثرية والتاريخية، شارك فيها رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة، مبعوث السفارة التركية في بيروت المتخصص في الآثار والادب العثماني والعربي الدكتور فاتح اوصلار، رئيس الجمعية الحميدية الاسلامية الدكتور محمد الزعبي، رئيس بلدية مشحة المهندس زكريا الزعبي، الاب ريمون يعقوب ممثلا راعي ابرشية عكار الارثوذكسية المطران باسيليوس منصور ورئيس اتحاد بلديات نهر الاسطوان أحمد الشيخ.
بعد تلاوة من القرآن الكريم، تحدث محمد الزعبي عن تاريخ المدرسة ذاكرا ان "الحاكم التركي محمد باشا المحمد أخذ موافقة السلطان عبد الحميد الثاني لبناء هذا الصرح العلمي لتعليم ابناء المنطقة تكريما للشيخ عبد الفتاح الزعبي الجيلاني"، مشيرا الى انها "تعتبر اول مدرسة نظامية خارج طرابلس الشام".
بدوره، لفت اوصلار الى ان "ما تبقى من المدرسة تحفة تراثية مهمة"، مشيرا الى ان "العدد الحالي للكتب لا يتعدى 300 يحتاج بعضها للترميم"، طالبا من "كل من يحتفظ بكتاب او مخطوطة او اي مستند يعود للمكتبة الحميدية بإعادته كونه وقفا عاما لا يجوز تملكه او بيعه او تعرضه للتلف".
أما جديدة فتحدث عن "دور المدرسة قديما التي خرجت الكثير من العلماء والمفتين على طول الساحل السوري". وأعطى أمثلة عن اهمية المدرسة من خلال الزيارات لشخصيات مهمة للمدرسة". ولفت الى ان "المدرسة ستكون معهدا شرعيا ومكتبة عامة"، متمنيا على "الاخوان الاتراك الإسراع بترميمها".
ثم تحدث رئيس بلدية مشحة عن مشروع تأهيل ساحة ومحيط المدرسة والمباني المجاورة والمسجد الملاصق وعين الضيعة، شارحا مراحل التنفيذ.
بعد ذلك انتقل الجميع الى عين البرك احد المعالم العثمانية في مشحة، وهي قيد الترميم حاليا بتمويل من السفارة الفرنسية.
LebanonFiles

فلسطين - العدد 32::آثار أكبر مسجد في فلسطين

فلسطين - العدد 32::آثار أكبر مسجد في فلسطين
آثار أكبر مسجد في فلسطين

يواصل علماء آثار عرب وأجانب من سلطة الآثار والجامعة العبرية الكشف عن معالم العصر الذهبي الذي بلغته مدينة طبرية الفلسطينية في العهود الأموي العباسي والفاطمي، ومن ضمنها آثار أكبر مسجد تاريخي في فلسطين. وتؤكد الباحثة البرازيلية د. كاتيا تسيترين ـ سيلبرمان، المحاضرة في الجامعة العبرية بالقدس، أنها توظف جهدا كبيراً لاكتشاف آثار مسجد ضخم في جبل «بيرنيكي» غرب بحيرة طبرية، يعود بناؤه إلى القرن الثامن، تزيد مساحته على 7 آلاف متر مربع ويتسع لآلاف المصلين. وتشير كاتيا إلى أن تصميم مسجد طبرية مشابه جدا لمسجد بني أمية الكبير في دمشق، الذي بني في القرن نفسه وما زال مفتوحا، وهو يشبه مسجدا آخر أصغر مساحة، كُشف عنه في تنقيبات جرش الأثرية في الأردن. وتضيف: المسجد الكبير دليل إضافي على كون طبرية مدينة إسلامية مركزية في بلاد الشام، وتتابع: لا شك في أن طبرية عرفت عصرها الذهبي وبلغت أوجها كمركز روحاني وتجاري في تلك الفترة الإسلامية، فالآثار العمرانية تعكس ذلك.

طبرية الإسلامية
تؤكد كاتيا المختصة بالآثار الإسلامية، وخاصة تخطيط المساجد، أنها فكّت لغز آثار عمارات قديمة في طبرية، واكتشفت حقيقة كونها إسلامية، وطالما اعتقد علماء آثار إسرائيليون «خطأ» أنها بيزنطية. وتميل أوساط في سلطة الآثار الإسرائيلية عادة إلى تجاهل الفترات الإسلامية، وتعنى في حفرياتها بالفترات الرومانية - البيزنطية واليهودية. أما كاتيا فتؤكد إن موضوع الآثار الإسلامية، في تصاعد في البلاد والعالم مقارنة مع الآثار الأخرى. وتتابع: قبل مدة زارنا عالم آثار أميركي بارز ومكث هنا طيلة عام، وحينما سئل عن ذلك قال «الآثار الإسلامية متعة كبيرة». وتضيف أن «مجال الآثار الإسلامية يتطور ويمكن التطلع للمزيد، حاليا يدرس كموضوع اختصاص مستقل في الجامعة العبرية منذ ثمانينيات القرن الماضي»، مرجحة أن تحذو مؤسسات أكاديمية أخرى حذوها.
يعبر «دوف عنتيبي»، وهو طالب آثار يهودي من حيفا يشارك في التنقيبات، عن أمله بأن تحافظ السلطات الإسرائيلية على المكتشفات الأثرية من الفترة الإسلامية في طبرية على غرار الآثار البيزنطية، ويقول: بلغنا مرحلة من النضج والثقة بالنفس، ينبغي أن تتيح لنا انفتاحا أكبر على الآثار الأخرى، بدلا من الاهتمام الحصري بآثار تعزز حقنا التاريخي كيهود في البلاد، حسب تعبيره.

مساجد ومعالم وكنوز

طبرية هي أول مدينة فلسطينية تم تهجيرها خلال النكبة عام 48، وتمتاز بكثرة آثارها الإسلامية، ويكابد معظمها الطمس والهجران كمقام «الست سكينة»، وقد نجا مسجدان فيها من الهدم، هما مسجد ظاهر العمر ومسجد البحر. وفي مقابل آثار المسجد التاريخي، كشفت التنقيبات المتواصلة عن كنيسة قديمة، وهذا برأي الباحثة كاتيا دليل كبير على تسامح الإسلام والمسلمين في طبرية، وتتابع: في تلك الفترة عاش يهود أيضا في طبرية، ولهم آثار فيها، ما يجعلها أكثر مدن الشرق تسامحا عبر العصور. وتدلل كاتيا على رسوخ ثقافة التسامح في طبرية خلال العصور الإسلامية بالإشارة إلى حجيج مثقفين وعلماء مسلمين للمدينة، من أجل التعلم فيها، وتضيف: هناك مؤشرات أخرى على ثراء وازدهار طبرية وقتها، منها مقطوعات من الحُصر الفاخرة صنعت فيها، وتحفظ اليوم في متحف «متروبوليتان» في نيويورك. وتقول إن زملاء لها أجروا حفريات في طبرية، واكتشفوا فيها كنوزا من عملات نقدية ذهبية وجواهر، وتتابع: بحوزتنا دلائل متنوعة على الثراء الروحاني والمادي لمدينة طبرية الجميلة والممتازة بتعدد ثقافاتها وتسامحها.

الهزة الأرضية

تسعى هذه الباحثة لتعزيز رؤيتها بالإشارة للعلامة الجغرافي المقدسي من القرن العاشر، الذي وصف ازدهار الحياة الثقافية في المدينة، وتشير إلى أن المسجد الكبير الذي جسّد رمز عظمة طبرية صمد 330 سنة حتى انهار نتيجة هزة أرضية في العام 1068، فيما استغرق المدينة وقت طويل بعد ذلك للنهوض مجددا.

أسس بيزنطية وتخطيط مدني

تقول الباحثة كاتيا: حان الوقت لنعترف بالثقافات والحضارات الأخرى بدلا من الاهتمام فقط بثقافات وحفريات تثبت وجود اليهود في البلاد. ويذكر أن حفريات أثرية كشفت معالم كثيرة في طبرية التي فتحها العرب المسلمون عام 13 للهجرة (634 م) بقيادة شرحبيل بن حسنة، قد بنيت على أسس أثرية بيزنطية.
يقول الباحث الأثري وليد أطرش: إن العباسيين أعادوا بناء مدينة طبرية بعد أن تهدمت جراء هزة أرضية مدمرة وقعت في الثامن عشر من كانون الثاني/ يناير عام 749 ميلادية، وهي الهزة التي هدمت بيسان وأصابت مدنا أخرى كالقدس، نابلس وصفد. ويوضح وليد أطرش، المشرف العلمي على الآثار في «لواء الشمال»، أن طبرية في العصر الإسلامي شكلّت عاصمة جند الأردن، وشهدت ازدهارا استثنائيا في العهد العباسي من الناحيتين، الكمية والكيفية، لكنها بلغت أوجها في الفترة الفاطمية. ويتابع: شكّلت طبرية عاصمة جند الأردن، ومركزا تجاريا ثقافيا وسياسيا للمنطقة لوفرة المياه فيها ولقربها إلى بيسان عاصمة البلاد في العصر البيزنطي، ولسهولة المواصلات إليها. ويستذكر أطرش أن الخليفة العباسي هارون الرشيد، ومن بعده نجله المأمون، كان أول من بدأ بالثورة العمرانية بشكل عام، وفي طبرية على وجه الخصوص، لافتا إلى اكتشاف عشرات الدنانير الذهبية التي تحمل اسمه خلال التنقيبات. ويضيف أن الحفريات «تكشف عن بناء أحياء على مستوى عال من التخطيط المدني في طبرية، التي قدر عدد سكانها في نهاية العصر الفاطمي بنحو ثلاثين ألف نسمة».
استنادا الى الموجودات الأثرية، يقول أطرش، إن الأحياء السكنية بنيت وفق تخطيط مدني راق، وداخل كل بيت كانت تقوم ساحة مركزية وحديقة ونافورة مصنوعة من الخزف أحيانا. كما أن أرضيات المنازل بنيت من عدة طبقات رخامية، مما يدلل على ترميمها في الفترتين العباسية والفاطمية، رغم أن الفصل الزمني بين الفترتين عملية غير يسيرة.
واكتشفت الحفريات الأثرية آثار برك مائية، وحجارة رحى، وأواني فخارية وخزفية وزجاجية ومصابيح زيتية عباسية وفاطمية. وللتدليل على التطور المعماري في تلك الفترة، ينوه أطرش إلى شبكة تصريف مياه عادمة بنيت من الحجارة البازلتية، إضافة لمجمعي ماء كبيرين حفرا على شكل جرس.
كذلك، تم اكتشاف موجودات مسيحية تدل على إقامة مسيحيين في المدينة العباسية. كما يتواصل التنقيب عن آثار بيزنطية في طبرية بعد اكتشاف أجزاء هامة من بناء المسرح المركزي في المدينة «الأوديتوريوم». وفي مدينة طبرية التي تمتاز بينابيعها الساخنة أيضا، تم اكتشاف آثار لحمامات عامة في عدة أماكن، تعود إلى حقب تاريخية مختلفة. وحتى اليوم، ما زالت تعمل حمامات ساخنة شيّدها إبراهيم باشا في القرن التاسع عشر الميلادي.
غ. ك.

.:ميدل ايست اونلاين::Middle East Online:.

.:ميدل ايست اونلاين::Middle East Online:.


الخطوط العربية والخطوط الإسلامية الهندية تلتقي في مهرجان الشارقة
كان للهند خلال فترة العصور الوسطى مساهمة كبيرة في رعاية فن الخط، وتتناول الأعمال المعروضة الحقبة ما بين القرنين الثاني عشر والتاسع عشر.
ميدل ايست أونلاين

تطور الخط العربي الإسلامي
الشارقة ـ افتتح عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة مساء الأحد 16/12/2012 ثلاثة معارض للخط العربي في ساحة الخط بالشارقة القديمة، وذلك ضمن برنامج العروض المصاحب لمهرجان الفنون الإسلامية في دورته الخامسة عشرة.
جاء المعرض الأول وعنوانه "الخطوط الإسلامية في الهند" مشتملاً على مجموعة كبيرة من مقتنيات قسم النقوش العربية والفارسية، ومنظمة المسح الأثري في الهند، وهي توثق بدورها لمراحل تطور الخط العربي الإسلامي. حيث كان للهند خلال فترة العصور الوسطى مساهمة كبيرة في رعاية هذا الفن. وتتناول الأعمال المعروضة الحقبة ما بين القرن الثاني عشر ميلادي والتاسع عشر ميلادي.
بينما حمل المعرض الثاني عنوان "فن التراث الإسلامي" للفنانين الإماراتيين عزة الكبيسي ومطر بن لاحج، وقدمت الكبيسي مجموعة من المصوغات الذهبية باستلهام الحرف العربي والزخرف الإسلامي وانعكاسها على التراث المحلي، فيما قدم مطر بن لاحج أعماله مستلهماً الحرف العربي والزخرف الإسلامي مع قيامه بمزج إطار العمل بالمتن الرئيسي ضمن وحدة واحدة.
وجاء المعرض الثالث (خطوط مصرية) متضمناً 70 لوحة خطية لرائد الخط العربي بالإسكندرية محمد إبراهيم وأخيه الأصغر كامل إبراهيم ووريثهما إبراهيم المصري، ويعكس المعرض تمرس وخبرات هؤلاء الخطاطين في بناء لوحاتهم الأصيلة الاتجاه وفق رؤى وحلول شكلية متطورة ورصينة، وجاءت الأعمال في مجملها متنوعة البنية، وبرز من بينها مجموعة محمد إبراهيم التي خطها على النمط الكوفي مبتكراً حلوله البصرية الخاصة.
ومحمد إبراهيم صاحب مدرسة للخط العربي هي مدرسة محمد إبراهيم للخط العربي بالإسكندرية ثاني مدرسة تم إنشاؤها للخط العربي بعد مدرسة تحسين الخطوط الملكية بالقاهرة والتي أمر بإنشائها الملك فؤاد الأول ملك مصر في عام 1922 حيث قام باستدعاء الشيخ محمد عبدالعزيز الرفاعي من تركيا لكتابة المصحف الشريف وزخرفته ثم عرض عليه إنشاء مدرسة للخط العربي لأبناء مصر ومكث الشيخ محمد عبدالعزيز الرفاعي بمصر قرابة أحد عشر عاماً أنتقل بعدها إلى تركيا تاركاً وراءه جيلاً من الأساتذة وآثار خطية وزخرفية فريدة موجودة بدار الكتب والمتحف الإسلامي بالقاهرة يؤمها عشاق هذا الفن الجميل. وقام محمد إبراهيم بإنشاء المدرسة بعد حصوله على دبلوم الخط من مدرسة القاهرة عام 1933، وكان ترتيبه الأول بين أقرانه على مستوى القطر المصري.
أما كامل إبراهيم فهو من مواليد الإسكندرية في 2 إبريل/نيسان 1925، وهو الشقيق الأصغر للفنان الكبير الراحل محمد إبراهيم، الذي كان يتمنى أن يهبه الله شقيقاً يحب فن الخط العربي ويتقنه، فاستجاب الله لدعائه، ووهبه شقيقاً يعشق الخط العربي ويكرس حياته كلها من أجله. وقد بدأت موهبته في الخط العربي تظهر من الصغر، وتنمو مع مراحل تعليمه الأولى، ثم التحق بعد ذلك بمدرسة الخطوط بالإسكندرية، التي أنشأها شقيقه الأكبر الفنان محمد إبراهيم، وتتلمذ على يديه، وعلى يد أساطين الخط العربي في ذلك الوقت أمثال سيد إبراهيم ومحمد حسني ونجيب هواويني، وكان أول طلب الدبلوم على مستوى القطر المصري عام 1941.
بينما ولد إبراهيم المصري في الإسكندرية في 5 إبريل/نيسان 1932، وبدأت موهبته الفنية في سن صغيرة، وتعلم بعض مبادئ الرسم في مرسم الأخوين سيف وأدهم وانلي؛ ثم تلقفه بعد ذلك خاله محمد إبراهيم في أواخر الثلاثينيات ليلتحق بمدرسة تحسين الخطوط بالإسكندرية، ليحصل على دبلوم الخط العربي وعمره لا يتجاوز 14 عاماً. حصل إبراهيم المصري على عدد من الجوائز في المسابقة الدولية لفن الخط العربي التي ينظمها مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية المقامة باسم ياقوت المستعصمي في الخط الفارسي عام 1990، وأيضاً المسابقة نفسها في دورتها باسم سيد إبراهيم سنة 1994، في الخط الثلث. كرم باختياره رئيساً فخرياً لجمعية محمد إبراهيم للخط العربي، وكرم في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية بدار الأوبرا، كما كرم من قطاع الفنون التشكيلية عام 2000.
يذكر أن مهرجان الفنون الإسلامية بالشارقة يستمر في تقديم فعالياته اليومية حتى الثاني عشر من شهر يناير/كانون الثاني القادم.

Al Hayat-ندوة «تاريخ الكتاب العربي» تدعو إلى إنشاء مكتبة رقمية إسلامية

Al Hayat-ندوة «تاريخ الكتاب العربي» تدعو إلى إنشاء مكتبة رقمية إسلامية
ندوة «تاريخ الكتاب العربي» تدعو إلى إنشاء مكتبة رقمية إسلامية
الإسكندرية - محمد عويس
السبت ٨ ديسمبر ٢٠١٢
دعا المشاركون في ندوة «تاريخ الكتاب العربي ودوره الحضاري» إلى تعميق الدراسات التي تُظهر مساهمة العلماء المسلمين في تأسيس جذور النهضة الحديثة في المجالات كافة، وإنتاج كتاب مرجعي ليكون مشروعاً بحثياً بمشاركة «الإيسيسكو» ومكتبة الإسكندرية. وأوصوا بتأسيس قاعدة بيانات أو موسوعة علمية في مجال تاريخ الكتاب العربي والعلوم العربية، ومتابعة حركة تطورها الإيجابية والسلبية والاستفادة من نتائجها في تصحيح المسار الفكري للأمة، ودراسة الأفكار غير السديدة التي تسربت إلى تراثها وحياتها في مراحل الضعف والتهاون، وتنبيه الأجيال المقبلة إلى كل ذلك لتجنب الأخطاء الفكرية. وحضّ المشاركون على متابعة الجامعات ومراكز البحث والأفراد أبحاثهم في مجال تحقيق التراث مع التركيز على ما لم يحقق منه، أو ما تمَّ تحقيقه بصورة غير علمية، أو بصورة ناقصة اعتماداً على نسخة واحدة أو اثنتين مع وجود غيرها مما قد يضيف جديداً، أو يُصحح خطأ، أو يُكمل نقصاً، أو يُرتب مختلطاً، أو يحقق غير ذلك من أغراض التأليف.
كما أوصت الندوة بالعناية بالترجمة والنقل للعلوم في الكتاب القديم والمعاصر لدراسة مدى استفادة الحضارة الحديثة من تراثنا، وإمكانات استفادة أمتنا من الحضارة الحديثة عن طريق الترجمة والنقل، والتشجيع على التأليف والترجمة والنشر لكل أنواع المعارف، واعتبار ذلك استثماراً مهماً في مجال الإنسان، واتباع أساليب مدروسة في هذا الشأن حتى يؤدي هذا الاستثمار نفعه المؤكد من دون طغيان الجانب النفعي والتجاري على الأهداف المرجوة، وشددت الندوة أيضاً على ضرورة السعي لإنشاء كشاف عربي على «الإنترنت» يوازي كشاف «غوغل»، وضرورة الاهتمام بالمكتبات الرقمية وإنشاء مكتبة رقمية إسلامية جامعة.
الندوة نظمتها أخيراً المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، بمشاركة باحثين وأكاديميين من المغرب، مصر، تركيا، سلطنة عُمان، لبنان، السودان، ناقشوا 13 بحثاً خلال ثلاث جلسات تناولت المحاور الآتية: واقع الكتاب العربي وقيمته الذاتية ودوره الحضاري، الكتاب العربي وأثره في التواصل بين الحضارات، أثر الكتاب العربي في عصر النهضة الحديثة. وعلى رغم الظروف التي تمر بها مصر فإنه يُحسب لمُنظمي الندوة اتساع مساحة الوقت المُتاحة للباحث لعرض ورقته، وكذلك إتاحة الفرصة للحضور في المناقشة والتعليق، وذلك لتناسب عدد الأوراق مع التوقيت الزمني للندوة بعكس المُتبع في غالبية الندوات والمؤتمرات التي تُعقد في كل المحافل العربية، والتي يتم فيها الزج بعدد كبير من الأوراق لا يقل في الغالب عن 50 ورقة بحثية تتم مناقشتها خلال يومين، فلا تتحقق الفائدة المرجوة من تلك الفعاليات بالنسبة إلى الباحث أو جمهور الحضور.
في كلمته الافتتاحية أشار ممثل «الإيسيسكو» الدكتور عبدالحميد الهرامة إلى أن الندوة تُعمق البحث في رحلة الكتاب العربي منذُ انطلاقته في الحوار الفكري بين المذاهب والأديان والأمم والأفكار، وتبرهن بالحجة العلمية على أثر العرب والمسلمين في النقلة الحضارية التي شهدتها الإنسانية منذ القرن الخامس عشر الميلادي تمهيداً للحضارة العالمية المعاصرة، ولفت الهرامة إلى أن هذا البحث العلمي ليس من قبيل الترف الفكري والنقاش الذي لا طائل من ورائه، فالاعتراف بأثر العرب والمسلمين في تأسيس النهضة الحضارية المعاصرة يرفعُ من ثقة الأجيال المعاصرة والمقبلة في ذاتها، حيث إن الأمة التي ساهمت في بناء الحضارة الإنسانية يمكن أن تساهم في صناعتها من جديد. وأكد الدكتور خالد عزب مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية أن المكتبة تهتم بتاريخ الكتاب الذي بدأ من الحفر على الحجر حتى وصل إلى الكتاب الإلكتروني، مبيناً أن المكتبة تضم مركزين لدراسة تلك المجالات وهما: مركز الخطوط والنقوش والكتابات، ومركز المخطوطات. وأشار إلى أن قطاعي المكتبات وتكنولوجيا المعلومات يهتمان بالكتاب الإلكتروني، حيث إن المكتبة تقدم أكبر موقع رقمي للكتاب العربي DAR، والذي يقدم الكتب للجمهور مجاناً في خدمة غير مسبوقة، ويجرى تعزيزه كل يوم بالجديد من الكتب.
ومن الأوراق التي نوقشت بالندوة (ملحمة الكتاب العربي) للدكتور أحمد شوقي بنبين؛ مدير المكتبة الملكية (الحسنية) بالرباط أشار فيها إلى أن رحلة الكتاب العربي تعد ملحمة استغرقت 1400 سنة، وتميزت بعدد كبير من المحطات البارزة، والكثير من العقبات. وشدد على أن الكتاب العربي يعد ركناً من أهم الأركان التي بنيت عليها الحضارة الإنسانية، وأن النهضة العربية أحدثت تغييراً كبيراً في حياة الإنسان الأوروبي. وأكد أن كل ما أثير حول الكتاب العربي لم يتناول إلا جزءاً بسيط من الملحمة التي مر بها، وأنه يحتاج إلى دراسة أكاديمية جادة.
وتحدث الدكتور محمد خليل الزروق من جامعة بنغازي عن «رحلة الكتاب العربي إلى مكتبة زاوية الجغبوب» والتي أسسها الإمام السنوسي وجلب إليها نفائس الكتب مخطوطها ومطبوعاتها، والكتب الموجودة بخزانتها فقد نيفت على الثمانية آلاف مجلد من تفاسير وأحاديث وأصول وتوحيد وفقه وغير ذلك من كتب العلوم المعقولة والطبيعية وغير ذلك. وأصاب هذه المكتبة تلف وضياع خلال الاستعمار الإيطالي، واستقرت البقية القليلة الباقية منها في مكتبة جامعة بنغازي الآن والتي تُعد من أهم المجموعات المخطوطة في ليبيا، وهي نحو ثلاثة آلاف كتاب، وصدر لها فهرس في ثلاثة أجزاء.
وتناول الدكتور فيصل الحفيان؛ مدير معهد المخطوطات العربية في القاهرة «الكتاب النحوي - تضاريس التأليف وأشكاله في القرون الأولى»، مبيناً أن علم النحو هو أول علم عربي متكامل نظرياً، وهو العلم الذي ارتبط بالقرآن الكريم ارتباطاً مباشراً. وأوضح أن الفجوة في علم النحو تمتد إلى أكثر من قرن ونصف، فإن كتاب سيبويه هو أول كتاب وصل إلينا لكن، ليس أول كتاب وجد في تراثنا عن النحو العربي.
واستعرض الدكتور أيمن فؤاد السيد؛ مدير مركز تحقيق النصوص في جامعة الأزهر «اﻹنتاج الفكري العربي اﻹسلامي في القرون اﻷولى للإسلام»، كما يوضِّحه كتاب «الفهرست» للنديم، والذي يقدم أشمل عرض للإنتاج الفكري العربي اﻹسلامي في القرون اﻷربعة اﻷولى للإسلام، حيث يعرض لمناهج التأليف العربي اﻹسلامي وتنوع فنونه مع تطور المدارس الفكرية واللغوية والنحوية واﻷدبية والكلامية واستوائها في القرن الرابع الهجري، خصوصاً بعد الاتصال بحضارات اﻷمم السابقة من خلال حركة الترجمة والنقل التي بدأت في عصر المأمون في بيت الحكمة.
وعن «الكتاب العربي في لبنان»، أشار الزميل في «الحياة» محمد علي فرحات إلى أن اللبنانيين يميلون إلى التذكير بارتباط قديم بين الكتاب وبلدهم، وتحديداً المدينة اللبنانية بيبلوس (جبيل)، ومع انتشار اليونانية في الغرب انتشرت كلمات تذكر ببيبلوس مثل «بيبليوغرافيا» (الفهرسة)، و «بيبليوتيك» (مكتبة)، و «بيبليوماني» (الولع بالكتب) وغيرها، لافتاً إلى أن الاتصال المبكر بين جبال لبنان وأوروبا ترافق مع نهضة هذه الأخيرة وتراجع للسلطنة العثمانية والذي بدأ بطيئاً ثم تسارع حتى سميت «الرجل المريض» فاخترقها الأوروبيون قبل أن تتحلل بعد الحرب العالمية الأولى. وأضاف فرحات أن الاتصال اللبناني – الأوروبي المبكر اتخذ طابع التبشير المسيحي، لكن تأثيره الثقافي وصل إلى المسيحيين الشرقيين وإلى المسلمين أيضاً. وأكد أنه في هذا الإطار، ولد الكتاب اللبناني في مطابع عربية هي الأولى في الشرق زمنياً (سبقت مطبعتي نابليون وبولاق في القاهرة)، وتجاوز نتاج مطابع لبنان الشأن الديني إلى إحياء التراث العربي وتعليم اللغة العربية، وصولاً إلى نشر المعارف والآداب الحديثة والترجمات عن لغات أجنبية.
وعن «الكتاب العربي ودوره في قيام النهضة الأوروبية الحديثة» أوضح الدكتور أحمد الصديقي من المغرب أن الترجمة كان لها دور كبير في الحوار بين الحضارات، وأن مدينتي طليطلة وصقلية يعتبران من أهم المراكز الأوروبية لترجمة النصوص العربية ونقل التراث العربي المكتوب من العالم العربي لأوروبا.
ومن جامعة سوهاج تناول الدكتور علاء الدين عبدالعال أدوات كتابة وتجليد المخطوط الإسلامي وتطورها وتنوعها عبر العصور الإسلامية، بدءاً من عصر الرسول «صلى الله عليه وسلم» وحتى العصر العثماني، وذلك من خلال المصادر التراثية والخطية المختصة في فن الكتاب والخط، وأيضاً من خلال ما بقي من مصادر مادية تزخر بها متاحف الآثار في شتى بقاع العالم، كما عرض لعلاقة استخدام هذه المواد والأدوات بمستوى جودة الخط والمخطوط، واستخدامها في تجليد المخطوطات الإسلامية وتزويقها لتبدو في هيئة مميزة تتوافق وقيم الفن الإسلامي.
وتناول الدكتور يوسف فضل «الكتاب العربي في أفريقيا وأثره على التواصل الحضاري»، مبيناً أنه من نـتـائـج المد الإسلامي العربي الذي عمّ أجزاء من بلاد السودان، ظهور مجموعـة من علماء السودان الذي تبحروا في المعارف الإسلامية وتمثلوها تمثلاً شمولياً، إذ نهلوا من علوم الشريعة واللغة العربية والتصوف والتاريخ حتى صاروا مثل علماء المشرق.

جماليات تقارب بين الصورة والزخرفة بأساليب وموضوعات متنوعة - جريدة الاتحاد

 جماليات تقارب بين الصورة والزخرفة بأساليب وموضوعات متنوعة - جريدة الاتحاد

في مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية

جماليات تقارب بين الصورة والزخرفة بأساليب وموضوعات متنوعة




من الأعمال المشاركة في المهرجان (من المصدر)
تاريخ النشر: الجمعة 14 ديسمبر 2012
عصام أبو القاسم (الشارقة)- جاءت الأعمال المعروضة في مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية، الذي افتتح مساء أمس الأول في متحف الشارقة للفنون، متنوعة في أساليبها بين الزخرفة والخط والتركيب والفيديو والحلي والسجاد، واستندت موضوعاتها شديدة التنوع على أشكال ورموز وصور إسلاميّة من حقب تاريخية مختلفة.
وقد احتضن متحف الشارقة للفنون أحد عشر معرضا فنياً لفنانين من بلدان مختلفة، ضمن الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الذي تنظمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويستمر إلى الثاني عشر من يناير المقبل، مع جملة من الأنشطة الفنية المتنوعة بين المعارض والندوات وورش العمل.
وعلى الرغم من غلبة الأعمال التقليدية المستلهمة للاداءات الفنية الاسلامية العريقة إلا أن المعرض لم يخل من أعمال جديدة حاولت الانزياح عن الأنماط المعروفة عبر الفيديو والصورة الفوتوغرافية والطباعة وسواها، ويلفت في هذا الإطار المعرض الموسوم “انعكاسات”، وهو للفنانة السورية الشابة رزان صباغ التي تعتمد في عملها على “التقنيات الرقمية” كالطباعة والصورة الفوتوغرافية، وتقوم بتركيبها على خلفية زخرفية وهندسية دقيقة ذات درجات لونية مختلفة؛ وفي أربع لوحات يضمها الجزء الأول من معرضها تقدم الصباغ وجهاً انثوياً في وضعيات متنوعة، وفي حالات تعبيرية عدة؛ فالفنانة السورية مشغولة بوضع المرأة في المجتمع الإسلامي؛ وفي حديثها إلى “الاتحاد” قالت إنها تنطلق من إيمان تام بالدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في المجتمع.

اختزلت الصباغ المرأة في وجهها، لأنه الجزء الأكثر تعبيراً فيها، وهو يمكن أن يؤثر على المتلقي، ويصل بالرسالة التي قصدتها مباشرة، بحسب قولها. وحول موقع المرأة في ذاكرة الفنون الإسلامية قالت: لم تكن المرأة حاضرة في ما وصلنا من فنون اسلامية، وأنا أحاول بطريقة ما التذكير بها في هذا المعرض”. وطريقة الصباغ الرقمية تتجلى في عدد من الأعمال في المعرض، وخصوصاً في معرض “اقتباس” للإيراني بابك كاظمي فهو الآخر يعتمد صوراً فوتوغرافية تتبدى فيها بصفة محورية صورة المرأة؛ دائماً ولكن في وضعيات غرائبية متداخلة مع زخارف وخطوط وتشكيلات هندسية شديدة الدقة.
وكذلك من المشاهد اللافتة في منصة افتتاح مهرجان الشارقة للفنون الاسلامية المعرض الموسوم بـ “قوالب خطية”، وهو يضم قوالب خطية مصرية نادرة، استخدمت في عصور سابقة لنقل الكتابات والخطوط العربية إلى الاحجار والجدران. وأوضح لنا الفنان تاج السر حسن، وهو من منسقي المعرض أن القوالب في تقاليد الخط العربي هي مما يستعين به الخطاط على التنفيذ الدقيق للتكوين الخطي، خاصة التكوينات المعقدة بخط الثلث، وفي تكرار تنفيذ نسخ هذه التكوينات الخطية على الورق وعلى الخشب وعلى الجدران، وغيرها من السطوح، وحسب الحاجة والغرض من العمل الفني المخطوط، وأضاف: الخط في هذه القوالب الورقية يكون مرسومًا ومحددًا بقلم فحم أو قلم رصاص رفيع رُفع رأس الإبرة، وتستخدم الإبرة في التخريم الدقيق كذلك لتحديد خط الحروف والكلمات. والقوالب الخطية الورقية المعروضة هنا هي من مخزونات الخطاط محمد إبراهيم وأخيه الخطاط كامل إبراهيم من آثار الخطاطين الكبار الذين اقتدوا بهم، وقد عاش نفر من هؤلاء بمصر في القرن التاسع عشر وأول القرن العشرين.
ومن المعروضات أيضاً ثمة مجوهرات للمصمم التركي سيفان بيكاكي، وهي عبارة عن خواتم مشغولة بالأحجار الكريمة والخطوط الإسلامية والخط البيزنطي، وفي حديث إلى الاتحاد قال أحد أعضاء فريق المصمم التركي إن كل خاتم ينجز في مدة زمنية قد تصل إلى خمسة أشهر، بشكل واحد لا يكرر أو ينسخ؛ ولكن كل الخواتم مستلهمة لروح مدينة إسطنبول.. فثمة بوابات ومساجد وأسواق ومآذن وقطع معمارية متنوعة، كلها تدل على المدينة التركية العريقة؛ ولكن ثمة خاتم يضم مسجد الشيخ زايد، وهي بعنوان “أبوظبي”.
وعلى الرغم من أن أحجام الخواتم تبدو كبيرة ورجالية إلا أنها تخص النساء، وهي منتجة في الأساس للبيع.
هناك العديد من التجارب الأخرى القائمة على الأرث الفني الاسلامي، وهي قادمة من ثقافات متعددة من الشرق والغرب، بعضها كلاسيكي، وبعضها الآخر منفتح على جماليات الفنون المعاصرة.


الأحد، 16 ديسمبر 2012

الوركاء.. آثار تغري الزائر بسياحة في عمق التاريخ العراقي :: إيلاف

الوركاء.. آثار تغري الزائر بسياحة في عمق التاريخ العراقي
السبت 15 ديسمبر

الوركاء.. آثار تغري الزائر بسياحة في عمق التاريخ العراقي

وسيم باسم



تُغري مدينة الوركاء التاريخية جنوبي العراق خبراء الآثار مثلما السياح وهواة التاريخ على حد سواء بزيارتها.


يجذب الغموض الذي يحيط بمدينة الوركاء التاريخية الكثير من عشاق الآثار كونها تحتوي على الكثير من بقايا الهياكل والمعابد ، إضافة الى التلال والهضاب التي تمثل أطلالا تضم بين جنباتها أقدم آثار الحضارات في التاريخ. يستطيع الزائر الى المكان ، ان يصل الى المكان عبر الطائرة اذا ما حط في مطار بغداد او النجف ( 160 كم جنوبي بغداد) او البصرة ( 545 كم جنوب بغداد) . ومن هذه المطارات يمكنه ان يستقل السيارة الى السماوة (270 كم جنوبي بغداد) حيث تقع الوركاء في منتصف الطريق ما بين محافظتي الناصرية ( 375 كم جنوبي العاصمة بغداد) والسماوة.

يقول الباحث الآثاري سليم الجزائري ، ان المدينة تعد أول مستوطنة بشرية في عصر فجر السلالات ، وهي أول مركز حضاري في العالم عرف المهن والصناعات لاسيما الدولاب والفخار. وقبل حوالي 4000 سنة قبل الميلاد لعبت أوروك دورا رئيسيا في العالم باعتبارها مركز الحضارة . يشير المرشد السياحي صادق الحسناوي الى ما يلفت السائح ويجلب أنظار المهتمين وهي الزقورة التي شهدت ولادة ملحمة غلغامش ، وشهدت أول الحكومات في العالم .

وعلى الجهة المقابلة من الزقورة ، يركن بيت صغير ينتمي الى التاريخ القريب ، انه مكان اقامة شيده الألمان والانكليز سنة 1849 ، لغرض التنقيب عن الاثار في المدينة. يعود تأسيس مدينة الوركاء الى الألف الخامس قبل الميلاد كمركز توطين ، ثم تحولت بمرور الزمن الى مركز ديني مهم لتصبح اهم المدن السومرية. وإذا ما تمعن السائح في المدينة فسيجد آثار مدينة مدورة الواسعة أطلالها تدل على انها كانت مبنية من الطين والخشب. يقول الاكاديمي عمران كاظم ان المدينة تعاني من اهمال واضح ، ويمكنها ان تستقطب آلاف السياح سنويا اذا ما تم تأمين المرافق السياحية فيها ، وإذا ما تم التنقيب عن
التلول والمرتفعات التي تحتوي على قطع اثارية ثمينة .

الجدير بالذكر ان المدينة تقع على نهر الفرات منذ أقدم الازمان لكنه تحول عنها في عام 1700 إلى مجراه الحالي. تدعو الباحثة الآثارية كوثر حسين الى سياحة للأماكن الاثارية كما هي على طبيعتها ، بغض النظر عن احتوائها على مرافق خدمية او سياحية ، لان هذه الاماكن تبقى تحتفظ بأهميتها التاريخية ، وزيارتها تعزز من امكانية تطويرها. أحد الاثار التي تشير اليها كوثر واطلعت عليها اثناء زيارتها للمدينة عام 2011 جثة فتاة سومرية عمرها 13 عاماً دفن معها فك خنزير كتعويذة. تقول كوثر : يروي لي المشرف الاثاري في المدينة ان الفتاة دفنت داخل قبر دائري بوضع الجلوس المشابه لوضعية المولود في بيت الرحم وهو وضع القرفصاء ، وفي هذه دلالة على اهتمام سكان الوركاء القدماء بالعلوم.
يشير مدرّس التاريخ كريم حسين الذي يزور المكان ضمن سفرة مدرسية تضم نحو اربعين طالبا ، ان الذي يثير الانتباه ان اهالي المنطقة ، يسعون الى تقديم الخدمة للزوار ، ويحاولون توضيح الكثير من الحقائق التاريخية عن المدينة ، بطريقة عفوية وبسيطة. يتابع حسين : رافقني أحد البدو الساكنين في الوركاء الذي شهد الكثير من فعاليات التنقيب في المدينة منذ خمسينيات القرن الماضي ، حيث أشار الى ان بعض سكان المنطقة يمارسون عادات وتقاليد مستمدة من تأثيرات هذه المدينة التاريخية على امزجتهم واعتقاداتهم. ولعل أهم الاثار التي اكسبت المدينة شهرة بعد عام 2003 قناع أوروك ، الذي يعد أحد التحف الفنية النادرة التي نهبت من متحف بغداد، ثم استرجعت. والقناع يعود تاريخه إلى عام 3100 قبل الميلاد ، و يعرف باسم (سيدة أوروك) ، تم الكشف الأثري عنه عام 1938 بواسطة بعثة أثرية ، وهو مصنوع من الحجر الجيري، الذي يمثل الإلهة إينانا أو إحدى كاهناتها، ويبلغ طوله ثمان بوصات.

الخميس، 13 ديسمبر 2012

جريدة الدستور || شربل داغر يدعو لإعادة الفن الإسلامي إلى سياقه الاستعمالي القديم

جريدة الدستور || شربل داغر يدعو لإعادة الفن الإسلامي إلى سياقه الاستعمالي القديم

شربل داغر يدعو لإعادة الفن الإسلامي إلى سياقه الاستعمالي القديم

عمان - الدستور - عمر أبو الهيجاء

ألقى الشاعر والباحث اللبناني د. شربل داغر، مساء يوم أول أمس، محاضرة بعنوان «الخطاب عن الفن الإسلامي: قراءة نقدية»، في المركز الثقافي الملكي، وأدار المحاضرة وقدم المحاضر الشاعر والفنان التشكيلي محمد العامري، بحضور أمين عام وزارة الثقافة مأمون التلهوني، وعدد من المثقفين والفنانين والأدباء.



المحاضرة، التي أقيمت بدعوة من وزارة الثقافة، استهلها د. داغر بالقول: «بعد قراءة نقدية وتاريخية، لمتن الفن الإسلامي كما صاغه دارسون أوربيون وغربيون، يتبين أن البوابة الفعلية لدرس هذا الفن لا تتعين في مدرسة أو جامعة في فاس، أو في بغداد، أو في سمرقند، وإنما في بوسطن أو باريس أو لندن. وأنا، في هذا، أميز بين الفن في ذاته، إذا جاز القول، والفن في الخطاب. فلحظة البداية هي لحظة الافتراق واقعاً، ولكن بعد أن أعملت الفكر طويلاً في الخطاب المتوافر علمياً عن الفن الإسلامي.

وتوقف د. دارغر في المحاضرة عند ست مسائل تلخص مقاربته النقدية لدرس الفن الإسلامي، وهي: التمييز بين الفن والخطاب عن الفن، وإعادة الفن إلى سياقه الاستعمالي «بالاختلاف مع متحفيته الحالية»، وموضعة الفن في إنتاجات الثقافة وحاجات التداول، والفن الإسلامي بوصفه «فن أمة» بالمعنى الديني كما الحضاري، و»الكتاب» بوصفه مثال الفن، والفن بين الكتابي والتصويري.

ولفت د. داغر النظر إلى أن المسألة الأولى لا تميز تماما، بل تخلط بين الفن نفسه وبين الخطاب عنه، ولا سيما في الفن الإسلامي، فما يقدمه لنا الخطاب عنه هو جزء من وجوده المادي القديم كما حفظ، وعرض أحيانا بخلاف ما كان عليه في وجوده السابق، فالصورة في مخطوط الواسطي، على سبيل المثال، هي جزء من الكتاب، فيما تعرض صور الواسطي كما لو أنها منفصلة، شبيهة بمنطق اللوحة، وليس وفق حسابات الواسطي الفنية الجمالية.

كما دعا د. داغر إلى إعادة درس الفن الإسلامي إلى سياقه الاستعمالي القديم، وليس وفق منطق المتحفية الحالية له، وهذا يعني، كما يقول، أن الفن الإسلامي كان له وجود نوعي، وقد اختصر، بالقول إنه يقع بين المسجد والقصر، أو باختصار أكثر بين القرآن والترف.

وأكد المحاضر أن الفن الإسلامي خضع لاعتبارات دينية أكيدة، لكنه لبى أيضا حاجات الحاكم في الحكم، وفي إبراز قوته وهيبته ونفوذه، لهذا فإن بعض الفن الإسلامي فن بلاطيّ، أدى وظائف في زينة الانسان في بيته، في متاعه، وهو بذلك فن الترف أيضا، وقد واجهت الدارسين مشكلة وضع تاريخ للفن الإسلامي، حيث اعترف بعجزه عن كتابة هذا التاريخ أكثر من مؤرخ، مثل: أولغ غرابار. وأضاف د. داغر: أعتقد أن هذا الأمر يعود إلى أن هؤلاء الدارسين درسوا هذا الفن مقتطعا من تاريخه الاجتماعي والثقافي والجمالي، وما تنبهوا إلى كتابات بالعربية، كان لها أن تعينهم وتساعدهم في الفهم والتفسير، كما تولدت مشاكلهم من عدم إدراكهم لطبيعة الفن الإسلامي، وهي أنه كان «فن أمة»، ما يعني أن هذا الفن كان يستلهم القرآن الكريم ولكنه يلبي أيضا احتياجات حضارية، بدليل أن صناعا غير ملمين شاركوا في إنتاجه، وهو ما يدعو على ما اقترح في التفسير من حيث النظر إلى مسألة «الكتاب»، بوصفه مثالا للفن الإسلامي، بل أرى شيئا مزيدا على ذلك وهو أن هذا الفن يمتاز عن غيره في أنه يقيم علاقة خصوصية للغاية بين الكتابي والتصويري، هذا ما نجده على سبيال المثال في بعض أفعال العربية التي تشير إلى البصر، حيث تقول العربية: نظر إلى الشيء كما تقول نظر في الشيء، ورأى الى الشيء ورأى في الشيء، والعربية في ذلك تشير الى استعمالات كانت رائجة، وتتحدث عن الرؤية بالمعنى البصري وبالمعنى العقلي في الوقت عينه، فهي ثقافة تريد احلال المعرفة عند متأدبيها.

وبيّـن المحاضر أن ثقافة العربية «كان طموحها الأبد، حتى أن الفن نفسه كان يوظف أدواته، بمعنى ما، لتلبية حاجات هذه المعرفة، وهذا ما يصح في كثير من الصور التي صاحبت الكتب القديمة، من كتاب «الحيل»، إلى مقامات «الحريري»، وما أريده من ذلك لا يتعين في المحاكمة ولا في إطلاق الإحكام، وإنما ما أطلبه هو الدرس، بل صحة الدرس للفن الإسلامي، ذلك أنه لا يستقيم في اعتقادي إن لم يتم إنزاله الى حيث كان في جوده المادي والاستعمالي السابق، وفي تعابير الثقافة القديمة، وفي تمثلاتها القيمية، وفي الحاجات النفوذية والرمزية التي استدعته وطلبته.
التاريخ : 13-12-2012
 

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

موقع بانيت وصحيفة بانوراما :: اخبار عالمية - ندوة للغات شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام بالاردنية

اخبار عالمية - ندوة للغات شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام بالاردنية






12/12/2012 16:40:28

بانيت – الاردن : استضاف مركز اللغات في الجامعة الأردنية اليوم، استاذ حضارات الشرق الأدنى ولغاته في كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك الدكتور هاني الهياجنة،

اثناء الندوة

للحديث حول "لغات شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام".
وتهدف الندوة وفقا للدكتورة منى العجرمي من مركز اللغات الى تعريف الطلبة الناطقين بغير العربية والدارسين لها بأصول اللغة العربية ومراحل تطورها من الإشارات الى الحروف.
وأشارت العجرمي الى ان العلماء وجدوا اللغات الأكادية والبابلية والآشورية التي كتبت بخط المسمارية تتلاقى في جذور الافعال مع اللغات العربية والعبرية والأثيوبية.
بدوره، تحدث الضيف الهياجنة عن الكتابات واللغات التي سادت في شبه الجزيرة العربية منذ ظهور الشواهد الكتابية حتى صدر الإسلام.
وبين الفروقات بين مجموعات لغوية مختلفة كالسبئية والمعينية والقتبانية التي كانت تنتشر في جنوب شبه الجزيرة العربية، منوها الى نمط جديد من كتابات المنطقة سمي بخط "الزبور"، عكس محتواه الواقع الإجتماعي لجنوب الجزيرة قبل الإسلام.
من جانب آخر، تناول الهياجنة المجموعات الكتابية واللغوية التي كانت تنتشر في شمال شبه الجزيرة العربية من السابع قبل الميلاد حتى الرابع الميلادي، والمتمثلة بالنقوش الثمودية والصفوية واللحيانية.
ونوه الى ان النقوش الصفوية هي الأكثر تمثيلا في الأردن، وتنتشر في البادية الشمالية الشرقية، مشيرا الى ان تلك النقوش تشكل مصدرا للتعرف على تاريخ وحضارة هذه المناطق.
وفي حديث الهياجنة حول اول شواهد الخط العربي، تطرق الى الاكتشاف الجديد لأول نقش عربي اسلامي ذكر فيه وفاة الصحابي عمر بن الخطاب في الرابع والعشرين هجريا. وقال الهياجنة: "إن معرفتنا بتاريخ العرب قبل الاسلام وحضارتهم لا تتأتى من المصادر العربية والتراثية فحسب، بل من عدد وافر من آلاف النقوش التي انتشرت في شبه الجزيرة العربية".
وفي ختام الندوة التي حضرها مقرر اللجنة الثقافية في مركز اللغات الدكتور نزار قبيلات وعدد من طلبة شعبة اللغة العربية للناطقين بغيرها، أجاب المحاضر عن أسئلة واستفسارات الحضور.
ويشار الى ان الدكتور هاني الهياجنة هو مؤسس كل من مركز الأميرة بسمة بنت طلال للتراث الثقافي غير المادي في جامعة الحسين بن طلال وكرسي اليونيسكو للتراث الثقافي المادي وغير المادي وحضارات وآثار وكتابات منطقة الشرق الأدنى وعمل مديرا لهما، ويعد من المدربين الدوليين في حقل التراث غير المادي المعتمدين لدى منظمة اليونيسكو.


الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

الحكم الشرعي على من يقوم بالتعدي على الآثار الإسلامية وإزالتها - جمعية القلعة لرعاية التراث

الحكم الشرعي على من يقوم بالتعدي على الآثار الإسلامية وإزالتها - جمعية القلعة لرعاية التراث

الحكم الشرعي على من يقوم بالتعدي على الآثار الإسلامية وإزالتها


صورة عن الحكم الشرعي صادر دار الفتوى والبحوث الإسلامية



صورة عن الفتوى
صورة عن الفتوى


صورة عن الفتوى


وقفية الأمير يونس الداوادار الخاصة بقلعة خان يونس - فلسطين , غزة


وقفية الأمير يونس الداوادار الخاصة بقلعة خان يونس

أعد هذا التقرير
 المستشار مهندس/ محمد يحيي عبد الرحمن الفرا
                                                     رئيس جمعية القلعة لرعاية التراث



التاريخ الاجتماعي لأي شعب يبرز عبر رموزه التاريخية وبهذا التاريخ يستطيع كل جيل يأتي إلى الساحة أن يكتشف لنفسه وبنفسه كل ما حدث: وبالتالي يجد نفسه ويحدد موقعه بل ودوره.
وشعب فلسطين الذي طمست حروب أعدائه المتلاحقة العديد من قدراته وشوهت رموزه ومازال يحاول جاهداً حتى اليوم تشويه ملامحه السياسية وخنق قدراته ومقدراته الاقتصادية وكل ما يمكن من مقومات تقيم له كيان .. ومن هذه المقومات بالطبع التاريخ الاجتماعي .. هذا الشعب هو بحاجة إلى تأكيد تاريخه الاجتماعي بالحفاظ على ما تبقى منه وإعادة إحياء من اندثر وما شوه منه خصوصاً الوقف وهو الهدف من هذا الموضوع.

تعريف الوقف:

لقد كان للوقف الإسلامي دوره الفعال على الحياة الدينية والثقافية بل والاجتماعية والاقتصادية في فلسطين، غطت معظم مناحي حياة السكان بما أوقف له أهل الخير والإحسان من أراضٍ زراعية واسعة، بالإضافة للعديد من المؤسسات الاقتصادية التي كان يصب دخلها من أجل خدمة المواطنين.
كما كان للوقف ومازال أهميته البارزة في التوسع العمراني داخل المدن والقرى الفلسطينية ومنها " خان يونس "
فمن أبرز ما أوقف بمدينة خان يونس - مركز عمرانها وبؤرة سكانها- الخان نفسه، ولا مجال لإنكار ذلك أو المناقشة فيه, فوثيقة وقفه ظاهرة للعيان منذ أول يوم تم فيها بناؤه، كما جاء جلياً في إحدى حجارته التأسيسية التي ما زالت باقية في بنائه حتى اليوم وهي بمثابة "وقفية" جاء فيها:

السطر الأول { أنشئ هذا الخان أيام سيدنا السلطان

الملك الظاهر سيف الدنيا والدين أبي سعيد برقوق خلد الله سلطانه وشد بالصالحات أركانه }.

السطر الثاني { أوقفه المقر الشريف العالي المولوي الزعيمى المثاغري الشرفي ظهير الملوك والسلاطين والفقراء والمساكين أمير المؤمنين التقي يونس النوروزي الداودار لمولانا السلطان الملك الظاهري أعز الله تعالى أنصاره وضعاف جزاءه }([1])





و يؤيد هذا لدى قراءتنا لبعض الوقـفيات الخاصة بخان يونس بأرشيف الأوقاف الإسلامية بالقدس والخاص بالأوقاف الإسلامية في غزة وقراها، ما ورد عن خان الوقف في خان يونس العائد للجامع سنة 1926 تحت ( رمز الملف 10/1.4/26/12/ ).
(والوقف هو حبس شيئ معلوم بصفة معلومة .. أي حبس العين على ملك الواقف والتصدق بالمنفعة).
قال تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" (آل عمران الآية 93).
وقال عز من قائل: "مما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله والرسول وذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب" (الحشر الآية 7).
وجاء عن الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .. صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). وعليه تم تعريف الوقف بأنه صدقة جارية.

وعليه فقد أصبح معلوماً في جميع الشرائع السماوية والأعراف الدولية وكذلك القوانين الإنسانية بأن (الوقف) رقبته لله رب العالمين فلا يوهب ولا يورث ولا يباع ولا يشترى ولا يُنقل .. ريعه عائد للموقوف عليه وبالتالي مهما وليت عليه لجان أو مؤسسات محلية أو أفراد فليست لها صفة المالك للوقف بل هي بمثابة موظف فقط وأما الوقف لا يتغير ولا يتبدل بتغير اللجان أو المؤسسات أو الأفراد .. هذا هو الوقف في مفهومه وأن التعدي عليه هو اعتداء على القوانين الإنسانية.

وحيث أن الأراضي الفلسطينية لها طابع قدسي خاص باعتبارها أرض وقف وباعتبارها مستهدفة من قبل الأعداء على طول تاريخها المديد فإن الأرض المقامة عليها آثار إسلامية يزيد هذه الأرض أهمية وقدسية فوق أهمية وقدسية الأراضي الفلسطينية مثلما هي أرض قلعة خان يونس.

ولما كانت قلعة خان يونس وأرضها البالغ (مساحتها5.5دونم) وقفية قد استولى عليها نفر من عائلة الآغا بوعي منهم أو بدون وعي .. أصبح لزاماً على الجميع أن يكون لهم وقفة لنصرتها التي هي جزء من نصرة الدين وإزالة التعديات عنها وإعادتها ومن ثم إعادة إعمارها لتعود تحقق لبانيها ومنشؤها وواقفها (الأمير يونس الداوادار) الأجر وحسن الثناء عليه طول الدهر في كل جيل حسب ما تمناه وحسب ما جاء في وصيته التي أوقف فيها القلعة والتي نقشت على أكثر من موقع على أبواب القلعة وداخلها كما يلي:

أولاً: يوجد النص التالي منقوش على قمة البوابة من الخارج على شكل لوحة من الرخام رباعية الشكل تحتوي على خمسة سطور يبين السطر الخامس منها تاريخ الخان (سنة 789 هـ الموافق 1378م).



(أقول والحق له رونق يقوم في نفس مقام الدليل أنه له العرش سبحانه قد عضد الملك بأكفى كفيل. فالملك الظاهر بحر الندى أبي سعيد ذي العطاء الجزيل. فأصبحت مصر به جنة وأهلها في لهو ظل ظليل وألهم الله داواداره يونس للخير وفضل جميل أنفق من ملجأه ومن ماله خانة الله بخان السبيل يبغي به الأجر وحسن الثناء عليه طول الدهر في كل جيل لا أمر الله بها دولة ولا حامية من بركات الجليل وتم الخان لتسع مضت بعد ثمانين بعون الجليل وسبع مئين لذا أرخو وحسبنا الله ونعم الوكيل).

ثانياً: كما يوجد على يمين البوابة ويسارها والمشاهد يقف أمامها النص التالي منقوشاً على حجارتها والذي يؤكد على وقفية القلعة ومنشؤها:-


(بسم الله الرحمن الرحيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. أنشئ هذا الخان في أيام سيدنا ومولانا السلطان الملك الظاهر سيف الدنيا والدين أبي سعيد برقوق خلد الله سلطانه وشد بالصالحات أركانه أوقفه المقر الشريف العالي المولوي الأميري الزعيمي السفيري الشرفي ظهير الملوك والسلاطين المعروف بحب الفقراء والمساكين أمير المؤمنين التقي يونس النوروزي الداوادار مولانا السلطان الملك الظاهري عز الله تعالى أنصاره وضاعف جزاؤه).




النص المنقوش فوق بوابة القلعة

النص المنقوش الذي يوضح وقفية القلعة

ثالثاً: بعد دخولك البوابة الرئيسية يوجد على اليسار باب مسجد الخان وفوق هذا الباب سوف نجد النص التالي منقوشاً على الحجارة يؤكد الوقفية:-







(بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين. أنشأه ووقفه الشريف العالي المولوي الأميري الزعيمي السفيري الشرفي يونس الداوادار مولانا السلطان الظاهر شكر الله عمله وابلغه أمله)

ويؤيد هذا لدى قراءتنا لبعض الوقفيات الخاصة بخان يونس بأرشيف الأوقاف الإسلامية بالقدس والخاص بالأوقاف الإسلامية في غزة وقراها وما ورد عن خان الوقف في خان يونس العائد للجامع سنة 1926 (تحت رمز 10/14/26/12) وبعد جاء في أرشيف جامع خان يونس ذكر تعويض الوقف عن الفرن في خان يونس سنة 1914 تحت الرمز 10/1.26/41/12.

كما جاء في كتاب المؤرخ والباحث الفلسطيني ا. /سليم عرفات المبيض (يوميات المجاهد عبد الرحمن الفرا "أبو اسعد") رئيس بلدية خان يونس.

والقلعة مربعة الشكل طول كل ضلع من أضلاعها 85.5 متر وكل ضلع منها يشير إلى اتجاه من الاتجاهات الأربعة .. (مساحتها 5.5 دونم) .. يوجد على كل زاوية من زواياها الأربع برج دائري .. تتألف من طابقين .. الأول إسطبلات لحيوانات القوافل ومخازن تلبي حاجات القوافل وسوق يعرض فيه التجار سلعهم .. أما الطابق العلوي فكان مخصصاً لمسجد للصلاة وفندق يشتمل على غرف وقاعة كبيرة (ديوان) يلتقي فيه الناس .. كانت بحق أكبر وأفضل خان أنشئ على الطريق من مصر حتى حلب بشهادة المؤرخين وكان بحق آية من آيات الفن المعماري الإسلامي.

هذه القلعة كانت النواة الحقيقية للمدينة الحديثة ولولاها ربما لما ظهرت إلى الوجود مدينة اسمها خان يونس, إنها معلم تاريخي بارز .. ومما يؤسف له حقاً أن أهل خان يونس ورؤساء ومجالس بلديتها بعد 1957م لم يقدروا قلعتهم ولم يولوها ما تستحق من اهتمام, ولم يحاولوا الحفاظ عليها وبدلاً من ذلك غضوا النظر عن مغتصبيها الذين قاموا بهدم مرافقها ومنشآتها وأقاموا مساكنهم وديوان لهم .. حتى السور نفسه (وارتفاعه 9.5 متر) لم يسلم من الهدم والتدمير وقاموا ببناء محلات تجارية وقاموا بتأجيرها أمام مسمع ومرأى بلدية خان يونس والجهات المعنية الأخرى, وكأنهما بذلك يساعدوا المعتدي ويدعموا أعماله.

وقد نقش الأمير يونس على مدخل القلعة وقرب البوابة الرئيسية الغربية شعاره الذي يتألف من كأسين ومحبرة.

لم يعمر الأمير يونس الداوادار طويلاً بعد أن فرغ من بناء هذه القلعة أو الخان الذي خلد اسمه على مر العصور والأزمان ... إذ قتل بعد ذلك بعامِ واحد أي سنة (790هـ - 1388م) في إحدى المعارك بعد أن بدأت الفتن تتجمع بعصيان بعض الأمراء على السلطان برقوق ... وكان مقتله للأسف الشديد نتيجة خيانة بعض رفاقه من الأمراء بالقرب من مدينة دمشق ... فكما أن قلعته التي أنشأها وأوقفها وتم اغتصابها ... لم يسلم هو شخصياً فقتل خيانة وغدراً وحقداً.

والله من وراء القصد
أعد هذا التقرير

المستشار مهندس/ محمد يحيي عبد الرحمن الفرا

رئيس جمعية القلعة لرعاية التراث




[1]) للمزيد انظر سليم عرفات المبيض – البنايات الأثرية الإسلامية – المرجع السابق ص 379.

أرشيف المدونة

المسجد النبوي الشريف - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد

About This Blog


Labels